• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : من يفتي بحرمة الشعائر ساقط العدالة .

من يفتي بحرمة الشعائر ساقط العدالة

 

الفتوى ضد الشعائر

بسم الله الرحمن الرحيم

     سماحة الشيخ العاملي حفظكم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعد الدعاء لكم بدوام الصحة والعافية، نرجو من جنابكم التفضل بالإجابة المفصلة عن سؤالنا:هل من يفتي بحرمة بعض الشعائر الحسينية بوجه عام والتطبير بوجه خاص ساقط العدالة؟ أفيدونا مأجورين ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسمه تعالى

(الجواب):

     لقد سبرنا أخبار كلِّ من حرَّم التطبير وبعض الشعائر الحسينيَّة الأخرى فلم نجد دليلاً على دعواهم سوى تخمينات وتخرُّصات لا علاقةَ للفقهِ الجعفري به لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ بل ما هو سوى إستحسانات وأقيسة عامية مأخوذة من أقيسة أبي حنيفة وجمهور المخالفين،وقد بيَّنا وجهَ الخللِ في دعاوى هؤلاء المحرِّمين في كتابنا " ردُّ الهجوم عن شعائر الإمام الحسين المظلوم عليه السلام" فليُراجع فإنَّه جديرٌ بالدراسة المنظَّمة لردِّ تلك الحملات على الشعائر المقدَّسة...وعليه فإن إطلاق العنان بفتوى فسق كلِّ من حرَّمَ بعضَ ما يُنسب إلى الشعائر  خلاف الإنصاف ويُعدُّ تهوراً ..فعلى سبيل المثال لو أن بعض المطبرين أدخل بعض الآلات الموسيقية إلى مواكب التطبير فلا يجوز لكم أن تنعتوا الفقيهَ المحرِّم لإستعمال الآلات الموسيقية بالفسقِ والفجور لأن تحريمه للموسيقى لم يكن إستحسانيَّاً بل إنَّما لوجود النصّ الشرعي الدال على الحرمة بخلاف من يحلل ما حرَّمه النص الشرعي فلا شك أنَّه فاسقٌ لا يجوز تقليده لكون إجتهاده في مقابل النَّص الشرعي الواضح...وما يجري على ساحتنا الشيعيَّة من هجومٍ شرسٍ على الشعائر من قِبَل بعض المتزعمين على الطائفة بقوة سياطهم وجبروتهم لم يسبق له مثيلٌ في تاريخنا القديم إذ إنَّ المتحاملين عليه هم من العلماء بعدما كان من العامة وهذا في الواقع مأساة عظيمة وقعت على الطائفة بل هي فتنةٌ خاصة قد أشارت الأخبار إليها نتيجة فسق بعض العلماء في آخر الزمان وإتباعهم لمنهج العامة في إستنباطاتهم الفقهية المعوَّجة من هنا حذَّر مولانا الإمام الحسن العسكري عليه السلام منهم بقوله الشريف:"فإن من ركب من القبايح والفواحش مراكبَ علماء العامة فلا تقبلوا منهم عنَّا شيئاً ولا كرامة"وبالتالي فإنَّ كلَّ من يحرِّم بعضَ الشعائر المنصوص عليها بالدليل الخاص والعام تحت عنوان المصلحة الإسلامية وولاية الأمر وما شابه ذلك فإنَّه قد ركب مراكب علماء العامة العمياء فلا يجوز الأخذ منه وصاحبه فاسقٌ يحرم تقليده، قال مولانا الإمام العسكري عليه السلام[ بين عوامنا وعوام اليهود فرقٌ من جهة وتسوية من جهة،فأما من حيث الإستواء فإن الله ذمَّ عوامنا بتقليدهم علمائهم كما ذمَّ عوامهم،وأما من حيث افترقوا فإن عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصَّراح وأكل الحرام والرشا وتغيير الأحكام واضطروا بقلوبهم إلى أن من فعل ذلك فهو فاسق لا يجوز أن يصدَّق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله فلذلك ذمَّهم وكذلك عوامنا إذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر والعصبيَّة الشديدة ــــ أي العصبية بغير حقٍ كالتعصب للدنيا والسلطة والعشيرة والحرام ــــ  والتكالب على الدنيا وحرامها فمن قلَّد مثلَ هؤلاء فهو مثل اليهود الذين ذمَّهم الله بالتقليد لفسقة علمائهم،فأما من كان من الفقهاء صائناً لدينه مخالفاً على هواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه وذلك لا يكون إلاَّ بعض فقهاء الشيعة لا كلُّهم ،..وغنَّما كثر التخليط فيما يتحمَّل عنَّا أهل البيت لذلك،لأن الفسقة يتحمَّلون عنَّا فيحرفونه بأسره لجهلهم ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلة معرفتهم وآخرون يتعمدون الكذب علينا]

والسلام عليكم ورحمته وبركاته

العبد الفقير إلى رحمة ربِّه وشفاعة أوليائه المطهرين عليهم السلام محمَّد جميل حمُّود العاملي

بيروت،6ربيع الثاني 1431للهجرة.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=212
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28