لسلام عليكم

   الجواب: المفضَّل بن عمر الجعفي ثقة جليل، من أصحاب الأئمة الثلاثة: الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام، وأدرك شطراً من حياة الإمام الرضا عليه السلام، روى الكثير من الروايات عن إمامنا الصادق عليه السلام، وكان من الخصيصين لديه كما سوف يأتيك في رواية بصائر الدرجات وغيرها من الروايات المادحة له، ويكفي في جلالة قدره أن إمامنا المعظَّم جعفر الصادق عليه السلام قد خصَّه بإملائه عنه الكتاب المعروف بتوحيد المفضّل، وفي ذلك دلالة واضحة على أن المفضَّل كان من خواص أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ومورد عنايته.

وقع إسمه في إسناد كثير من الروايات، بلغت ستة ومائة مورداً .

  فقد روى عن أبي عبد الله الصاق وأبي الحسن الرضا عليهما السلام ، وعن أبي أيوب العطار ، وإسماعيل بن أبي فديك ، وثابت الثمالي ، وجابر بن يزيد الجعفي ، ويونس ابن ظبيان ، والخيبري .

وروى عنه أبو سعيد الخيبري ، وابن رباط ، وابن سنان ، وإبراهيم بن خلف ابن عباد الأنماطي، وإسحاق بن عيسى، وبشر بن جعفر ، وبكار بن كردم ، وجعفر ابن بشير ، وخالد بن يزيد ، وخلف بن حماد ، وزرعة ، وزرعة بن محمد ، وسليمان ابن رشيد ، عن أبيه ، وعبد الرحمان بن سالم ، وعبد الرحمان بن سالم الأشل ، وعبد الرحمان بن كثير ، وعبد الكريم أبو علي ، وعبد الله بن حماد ، وعبد الله بن حماد الأنصاري ، وعبد الله بن الفضل ، وعبد الله بن القاسم ، وعبد الله بن يونس السبيعي ، وعبد الله القلا ، وعثمان بن سليمان النحاس ، وعثمان بن عيسى ، وعلي ابن عفان ، وعمر بن أبان ، وعمر بن أبان الكلبي ، وعيسى بن سليمان النحاس ، والقاسم بن الربيع ، ومحمد بن سنان ، ومحمد بن المساور ، والمعلى بن خنيس، والمفضل بن زائدة، ومنذر بن يزيد ، ومنصور بن يونس ، وموسى الصيقل ، وهشام الخراساني ، ويونس ، والخيبري . والقندي .

  وهناك روايات مادحة وأخرى ذامة بالمفضّل بن عمر، وأول المشكِّكين فيه هو النجاشي الذي نقل عن غيره بأن المفضل كان من الفرقة الخطابية، وتبعه إبن الغضائري  كعادته في التشكيك ببعض رواة الأئمة الأبرار عليهم السلام .

   فلا يعوَّل على تشكيك هؤلاء، لا سيَّما إبن الغضائري الذي يعتبر تضعيفه لراوٍ معيَّن هو بنفسه توثيق حسبما صرَّح بذلك أحد الأعلام القدامى، والحق معه.

 وفي مقابل هؤلاء المشككين جملة من الأعلام القدامى مدحوا المفضّل ووثقوه منهم إبن قولويه القمي صاحب كتاب كامل الزيارات، والشيخ المفيد في الإرشاد والشيخ الطوسي في الغيبة حيث عدَّ المفضَّل من الرواة الممدوحين، وعند تعارض أقوال الذامين بالمفضَّل مع أقوال المادحين، نقدّم أقوال المادحين على الذامين لا سيّما شهادة المفيد بالمفضّل المعتضدة بالروايات المادحة للمفضّل بن عمر، وهي روايات لا يبعد التبادر الإجمالي فيها .

  وما قيل: بأنّه من الفرقة الخطابية المعروفة بالتفويض: هذا القول مردود، بأنَّه قولٌ بلا دليلٍ، بل هي تهمة ألصقها الأعداء بالمفضّل بن عمر الجعفي.

   والروايات الذامة بالمفضَّل قليلة بالقياس إلى الروايات الكثيرة المادحة التي لا يبعد دعوى العلم الإجمالي بصدورها من المعصومين عليهم السلام، وإذا تعارض القليل مع الكثير نقدِّم الكثيرَ على القليل.

  ويمكن حمل الروايات الذامة بالمفضّل على أول أمره حيث كان من الفرقة الخطابية، وخير شاهد على دعوانا هو ما ورد في خبر حماد بن عثمان، قال:( سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول للمفضل بن عمر الجعفي: يا كافر ، يا مشرك ، ما لك ولابني - يعني إسماعيل بن جعفر ( عليه السلام ) - وكان منقطعاً إليه ، يقول فيه مع الخطابية ثم رجع بعد ).

   والروايات التي ذمت المفضّل تشبه الروايات التي ذمت زرارة ومحمد بن مسلم ويزيد بن معاوية وأبي بصير وغيرهم فنحملها على التقية أو أنها ملفقة ومدسوسة..

    والخلاصة:إن المفضّل بن عمر هو من أجلاء الرواة عن أهل  البيت عليهم السلام ولا يعوَّل على من شكّك به.

  ونختمها برواية مادحة للمفضّل وعلو منزلته عند الإمام الباقر عليه السلام، ففي بصائر الصفار عنه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام : أظن أن لي عندك منزلة ، قال : أجل ، قلت : فان لي إليك حاجة ، قال: وما هي ؟ قلت: تعلمني الإسم الأعظم ، قال: أتطيقه ؟ قلت: نعم ، قال : فادخل البيت، قال: فدخلت فوضع أبو جعفر عليه السلام ) يده على الأرض فأظلم البيت فارتعدت فرائص عمر، فقال: ما تقول أعلّمك ؟، قال: فقلت: لا ، فرفع يده فرجع البيت كما كان.