• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : حكم الحفل المسمى - بفرحة الزهراء - .

حكم الحفل المسمى - بفرحة الزهراء -

بسمه تعالى
 

إلى : سماحة آية الله المرجع الديني الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية والدعاء لكم .. ما رأي سماحتكم في إقامة الحفل المسمى - بفرحة الزهراء - في يوم هلاك عمر بن الخطاب (***) ؟ علماً أن في هذا الحفل أو الاحتفال يصدر فيه بعض المنكرات من المنتسبين للتشيع مثل : الرقص، والتصفيق، وتشبه الرجال بالنساء!!  وما هو الحكم الشرعي على المعممين القائمين على هذا الحفل ؟ أفيدوناً مأجورين .
خادمكم العبد الحقير الفقير
(.......................)

 

بسمه تعالى
 

الجواب/ السلام عليكم ..
يوم التاسع من ربيع الأول فيه مناسبتان مهمتان :
(الأولى) :
إبتداء ولاية مولانا الإمام بقيَّة الله الحجّة بن الحسن العسكريّ (عليهما السلام) بعد شهادة أبيه المولى المعظَّم الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) في اليوم الثامن من ربيع الأول، فكان اليوم التاسع هو بداية الولاية المهدويَّة (على صاحبها آلاف السلام والتحيَّة) على الأُمة .
(الثانية) : يوم مقتل عمر بن الخطاب على يد النصير العلويّ أبي لؤلؤة فيروز النهاونديّ رضي الله تعالى عنه .
ففي هذا اليوم يكتمل عنصرا الإيمان بأهل البيت (عليهم السلام) وهما : عنصر الولاية وعنصر البراءة، وبدون أحد هذين العنصرين لا يكتمل مفهوم الإيمان بالله تعالى ورسوله وأهل بيته الطيبين الطاهرين (عليهم السلام)، وحيث إن رواية أحمد بن إسحاق صحيحة سنداً ومتناً حسب تحقيقنا في بعض البحوث ووافقنا على ذلك ثلة من محققي الإمامية، وقد جاء فيها أن يوم التاسع هو يوم عيد عند أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) حيث صرَّح فيها مولانا وسيّدنا الإمام المعظَّم عليٌّ الهادي (صلوات الله عليه) في أزيد من عشرين مورداً بكونه عيداً، بل هو عيد قد جعله أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرواية عِدلاً لعيد الغدير وسمَّاه بـ (الغدير الثاني)، وكيف لا يكون عِدلاً ليوم الغدير وهو المكمِّل لعيد الغدير، إذ الدين يتقوَّم بركنين (التولي والتبري)، فإذا كان يوم الغدير ويوم إستلام الإمام الحجَّة المنتظر (عليه السلام) عيدَ التولي، فلا بدَّ للتبري من عيدٍ آخر أيضاً، وليس ثمة يوم أنسب ليكون عيداً للتبري من اليوم الذي قتل فيه عدو ولاية أهل البيت (عليهم السلام)، وهذا اليوم هو يوم التاسع من ربيع الأول .
والمتأمل والمتدبر في مفهوم العيد يتضح لديه بأن المراد به هو الإتيان بما أمر به رسولنا الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين (عليهم السلام) في يوم الغدير ويوم التاسع من ربيع الأول، نظير ما ورد عنهم من الصوم شكراً لله تعالى والقيام ببعض الأعمال العبادية كتلاوة القرآن والأدعية والزيارات أداء الشكر لله تعالى على ما أفاضه عليهم من النعم الروحية والمادية، وليس ثمة رواية تأمر بما يخالف الدين وأوامر أئمتنا الطاهرين (عليهم السلام)، وما يجري في يوم البراءة من عدو الله لا يكون بالتصفيق والرقص وتشبه الرجال بالنساء وغيرها من المنكرات التي تقشعر منها القلوب والأبدان، إذ لم يجوِّز لنا الشرع المبين شيئاً من هذه المنكرات التي هي من أفعال الفاسقين والفاسقات كما هو ملحوظ في المجتمعات المنحرفة، ومما يقرح قلب الغيور أن بعض المعممين الذين لا يخافون الله تعالى ولا يخجلون من الناس يشرفون على هذه المنكرات ويؤلبون أتباعهم بالإنتقاص من المستنكرين على هذه الأفعال، ومما يزيد في الطين بلَّةً هو أن بعض أدعياء الفقاهة أجاز بغير علم كلّ هذه الأفعال المنكرة في كلّ الأوقات، لذا يتخذها هؤلاء ومن يريد اللهو بإسم الدين ذريعةً لهم بأن علماء ومرجعيات أجازت لهم ذلك، ونحن لم ننسَ ما يجري كلَّ عام في حسينيّة الرسول الأعظم في الكويت وهي حسينية معروفة التوجه والهوى لبعض السادة، ويظهر أنه جوَّز لهم ذلك وإلاَّ فلمَ لا يصدّر فتوى تحرّم عليهم هذه المنكرات ؟! بل لمَ لا يغلق الحسينية التي هي تحت إشرافه ؟!
وأمَّا غير هذه الحسينية فحدِّث ولا حرج !! والجميع يتشدق بأن المرجع الفلاني أباح لهم ذلك، والعالم الفلاني شارك معنا في ذلك..!! فإن كان صحيحاً ما يعتقدون فتباً لهم ولمرجعياتهم المعلبّة التي جاء بها إبليس لإضلال عباد الله تعالى، وقد حذَّرت أخبارنا الشريفة منهم وأمرت بالإبتعاد عنهم والنهيّ عن الأخذ منهم، وأمرت العلماء المرابطين على الثغر الذي يلي إبليس بالتصدِّي لهم والإنكار عليهم، ولله الحمد شمَّرنا عن سواعدنا فقمنا بما أمرنا الله تعالى ورسوله وحججه الطاهرون (عليهم السلام) فكشفنا زيفهم وفضحنا توجهاتهم وإفلاسهم الفقهي والعلمي فقامت الدنيا علينا ولم تقعد من قبل الغوغائيين من أنصارهم الذين لا يخافون الله تعالى، ولو أن فقهاءهم وعلماءهم، هم علماء حقيقةً وفقهاء بالمعنى الحقيقي للفقاهة لكانوا جابهونا وجهاً لوجه لا أن يسلطوا أنصارهم ليعتدوا علينا بالسبّ والشتم والإنتقاص، فالعالم يرد الدعوى بالدليل والحجة وليس بتسليط الجهال على العلماء، ولو أنهم وصلوا إلى مقام التقوى لما أقدموا على ما أقدموا من تحليل الحرام والتشبه بالفاسقات والفاسقين..!!
إن الله تعالى أمرنا بالتقوى وأن نحيي الأعياد بالعبادة لا بالرقص والتصفيق اللذين يتعاطاهما الفاسقون قديماً وحديثاً بل كانا من أبرز سمات المشركين في الجاهليّة قبل عصر البعثة النبويَّة، بل كان من سمات عامة الفاسقين منذ إنحراف البشر قبل بعثة نبيّ الله نوح (عليه السلام)، والعجب ثم العجب كيف أننا نرى معممين يتعاطون هذه المنكرات، وما ذلك إلاَّ جرأةً على الدين، وقد ذكَّرنا هذا بعصر بني أُميّة وبني العباس حيث كانوا يتعاطون هذه المنكرات بإسم الدين وقد حذّرت أخبارنا من علماء آخر الزمان إلاَّ المتقون منهم، بأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف والمخالفين ويفسقون ويبتدعون أحكاماً مخالفة لأسس الدين ، والمراد من الفلسفة والتصوف هو الميل إلى حكم العقل فقط دون الرجوع إلى الشرع بمعنى أن فقهاء آخر الزمان يميلون إلى ما تشتهيه الناس فيحللون لهم المحرمات المانعة لهم من التكيّف بالمجتمعات الفاسقة، فيحللون لهم المحرّم ليجاروا الآخرين وهو ما يسمونه (مواكبة العصر) ومجاراة الحياة العصريّة وعالم التكنولوجيا، وكأن المواكبة للعصر لا تكون إلاّ بإرتكاب الحرمات..! فصارت مظاهر العيد عند هؤلاء تماماً كمظاهر العيد عند الآخرين حيث يقضونه باللهو واللعب كالهرج والمرج بما هو بعيد عن ساحة الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) وحتى يكون عملهم مبرراً من الناحية الدينية جاءهم فقهاء لا يعرفون الله تعالى فصدّروا لهم فتاوى تبيح هذه المظاهر المنكرة حتى لا يسمح لأحد من بقية الفقهاء الإعتراض أو النقض لأن الطعن أو الإعتراض يعني الطعن على علماء الأمة، مع أنهم يطعنون علينا وعلى غيرنا من علماء هذه الأمة لا لشيء سوى أنهم ينكرون المنكر ولو كان بعنوان فتوى فقيه هنا وفقيه هناك .
إن أئمتنا الطاهرين (عليهم السلام) كانوا يعيّدون ويأمرون شيعتهم بما يفعلون في الأعياد من الطاعة والعبادة والتهجد والتضرع والبكاء،كما أن من صفات المتقين أن قلوبهم محزونة من خوف الله تعالى، وأن اللهو واللعب هو من سمات الغافلين..!! فقد ورد عنهم (عليهم السلام) بأن العيد إنَّما هو لمن غُفر له، وهل يغفر لمن ينتهك عنوان التشيع بالتصفيق والرقص وتشبه الرجال بالنساء في يوم التاسع من ربيع الأول حتى نقل لنا الثقات الأمناء بأن بعض الرجال كان يرتدي فستان إمرأة ليضحك الآخرين في تلك المناسبة، وبعضهم كان يضع المساحيق النسائية على وجهه ويأتزر بشال على خصره ويرقص بين الرجال ليضحكهم ويسلِّي همهم ..!! آه آه .. ثم آه من مؤمنين سكروا على فتاوى ترخيصية من فقهاء فسقة ..!!.
لقد ورد عنهم (عليهم السلام) قولهم : (زينوا أعيادكم بالتهليل والتكبير والتحميد والتقديس).. نعم صار بعض المؤمنين في هذه الأيام يزينونه بالتكبير والتحميد على نغمات الموسيقى المتصاعدة بالتصفيق وترجيح الصوت في حناجر الرواديد والمنشدين حتى صار عندهم هيئات إحياء مراسم الولادات بالغناء الإسلامي والرقص الإسلامي والتصفيق الإسلامي والشطرنج الإسلامي والموسيقى الإسلامية واللعب الإسلامي وووو... إلخ كلُّ ذلك بإسم الإسلام وهو بريٌ منهم قطعاً ويقيناً ..!!
لقد أراد النبيُّ وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) أن يصححوا للمؤمنين مفهوم العيد الذي يسير عليه المخالفون والفاسقون في كلّ زمان ومكان، فأراد أهل البيت (صلوات الله عليهم) أن يظهروا لنا المعنى الحقيقي الذي يجب على الناس أنْ يعلنوه، وإنَّ كيفيَّة إظهار البهجة والإحتفال ليست مجرَّد تحسين المظهر باللباس وبشراء المفرقعات وتزيين البيوت والحسينيات والصعود على المسارح للغناء في الحسينيات التي لم تعد معدَّة للبكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) تحت عنوان الإنشودة التي هي غناءٌ ولكنه بعنوان آخر إبتدعه لهم فقهاء فسقة، فالعيد ليس كما يتصوَّر هؤلاء بل لا بدَّ أن ينعكس المعنى الحقيقي الذي تظهره المناسبة المحتفى بها وأن تُعطى بُعداً دينيَّاً ينسجم مع ذلك المعنى، فعيد المؤمنين يتوقف على رضا الله تعالى ورضا الحجج الطاهرين (عليهم السلام)، فالإنسان المؤمن ينطلق في فرحه وحزنه وبهجته وغمّه من خلال رضا الله تعالى ولا ينطلق بفرحه وسروره كالآخرين الذين لا يبالون بأحكام شرعيّة ولا ضوابط تقوائية .
إن المؤمن المخلص لإمام زمانه (عليه السلام) فرحه في بِشره على وجهه ولكنَّ حزنه في قلبه، فهو حزينٌ على عدم علمه بما إذا كان الله تعالى راضياً عنه أم لا ؟! حزين على فراق إمام زمانه وعدم التشرف برؤيته.. حزين على عدم خروج إمام الزمان (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) إذ كيف يفرح المؤمن الفرح الموزون وإمام الزمان غائب عنه ؟! وكيف يفرح ويرى الباطل يعمُّ الأرض وينسف أحكام الدين بإسم الدين ؟! ومن الناسف ؟! الناسف هو هذا الفرح السكران الغافل عن التقوى والورع والخوف من الله تعالى ... إن آل الله تعالى يتجدد حزنهم في كلّ عيد فقد جاء عن عبد الله بن دينار عن مولانا الإمام أبي جعفر (عليه السلام) قال : (يا عبد الله ما من عيدٍ للمسلمين أضحى ولا فطر إلاَّ وهو يتجدد فيه لآل محمد حزنٌ، قلت فلِمَ ؟ قال : لأنهم يرون حقَّهم في يد غيرهم) إنتهى .
وكيف يفرح المؤمن وثمة مَلَك نادى في السماء لمَّا قُتِل الإمام سيّد الشهداء عليه السلام : (أيتها الامة الظالمة القاتلة عترة نبيها لاوفقكم الله لصوم ولا لفطر..) نعم لم توفق هذه الأمة بعامة فرقها ومذاهبها حتى الشيعة اليوم إلاَّ القليل منهم ممن يسير على خط ولايتهم بالمعنى الحقيقي للولاء والبراءة من الأعداء.. فها هم الشيعة اليوم يعملون بفتاوى تجيز لهم الإعتماد على قول الفلكيين، فلم يوفقوا لعيد ولا لليلة القدر ولا لعاشوراء ولا لأربعين ولا ولا ولا ... لماذا لأنهم اتكلوا على فقهاء ركبوا مراكب العامة بإستدلالاتهم وإستنباطاتهم فضلوا وأضلوا ..!!
الفرح في العيد مرتبط برضا إمام الزمان علينا، من هنا ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال : (يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي وهو اليوم الذي أمرني الله فيه بنصب أخي عليّ بن أبي طالب لأمتي يهتدون به من بعدي وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين وأتمّ على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام ديناً) ولو أن الشيعة تدبروا معنى الهداية لكانوا من أعبد الناس وأتقى الناس، ولكنهم ابتعدوا عن مفاهيم الهداية والتي من أهم مصاديقها أن يكون الإنسان تقيَّاً ورعاً صالحاً خاشعاً مستكيناً...
إن أحق الناس بالعيد هم أهل التقوى، والسؤال العريض الذي يخطر على عقل كلّ فطن هو : من هم أهل التقوى ؟
الجواب : أهل التقوى هم الخاشعون الخائفون الورعون، وقد ذكر مولانا أمير المؤمنين وإمام المتقين (عليه السلام) صفاتهم وعلاماتهم بخطبته الشهيرة بخطبة المتقين في نهج البلاغة بأنهم أهل التهجد والبكاء والحزن... فيوم مقتل عمر يسمَّى بعيد الأعياد ولم يرد في الخبر الدال عليه أن أئمتنا الطاهرين (عليهم السلام) فعلوا ما يوجب سخط الله تعالى (والعياذ بالله تعالى وحاشاهم من ذلك) إذ كيف ذلك ؟! وهم مطهرون منزهون عن كلّ فاحشة وخطأ ونسيان وجهل ودنس، وما ورد في خبر أحمد بن إسحاق عن مولانا الإمام الهادي (عليه السلام) خلاف ما يفعله بعض الشيعة، فقد ورد فيه من العبارات ما يشير إلى أن المطلوب في التاسع من ربيع الأول هو العبادة والشكر والإتعاظ بما فعله النصير الفاطمي من الإقتداء به والسير على خطاه فقد جاء في هذا الخبر : (بأنه يوم التوبة والإنابة ويوم التزكية ويوم الإستسلام..) فإنها تقتضي ترك المعاصي والإشتغال بالتزكية والإستسلام، فما يفعله بعض الشيعة لا يتناسب مع رفع القلم عما يرتكبونه من معاصي بإسم السيّدة المطهرة الزهراء البتول (عليها السلام) وهي بريئة منه، وساخطة على من يفعله، وهو ينافي التزكية والإنابة والإستسلام الواردة في الخبر، فالعفو الوارد في الخبر يراد منه العفو عن الصغائر التي يفعلها المؤمن غفلةً عن مراد الله تعالى والحجج الطاهرين (عليهم السلام)، وحتى لو عممنا العفو للكبائر فيراد منها الكبائر التي يرتكبها المؤمن في هذا اليوم لا عن قصد البركة وأنه مجاز من قبل الأئمة الأطهار (عليهم السلام)، بل الكبائر التي تصدر منه عن غفلةٍ بدون الإتكال على عفو الله تعالى أو أمره بها والعياذ بالله تعالى إذ من المستحيل أن يأمر الله تعالى وكذا حججه الطاهرون الناقلون عنه وليس لهم سلطة على إرتكاب الموبقات والدعوة إليها - حاشاهم عن ذلك - وكل من ينسب إليهم هذا الفعل هو خارج عن زمرة المؤمنين وعليه أن يجدد إسلامه بالتوبة والإنابة... وأما المعممون القائمون على هذا الحفل فهم أعظم سوءً من سوقة الناس، فهم والسوقة سواء فلا يتميزون عن غيرهم سوى بالجبة والعمامة على رؤوسهم، فهم كما جاء عن الرسول الأكرم قال : (صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس وإذا فسدا فسد الناس : العلماء والأمراء)، وكل من يساهم في فسقهم في هذا اليوم المبارك بالعبادة والزيارة والصوم والبراءة من عدو سيّدة النساء (روحي فداها وصلوات ربي عليها) فقد طعن سيّدة النساء في صدرها لأنه يقوي أعداءها بسبب تقوية الفساد ونشر المعاصي التي تتبرىء سيدتنا الزهراء منها ومن أصحابها مهما علا شأنهم بمراكزهم وسلطانهم، فالمعممون إلاَّ من رحم ربي تكالبوا على الدنيا فصاروا أخسَّ من السوقة، بل أنكم تجدون بعض السوقة أفضل منهم بالتقوى والعلم والمعرفة وفهم الأخبار التي هي نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده كما جاء في الحديث عنهم (ع) : (العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء) وكما في حديث قرب النوافل ما معناه : (لا يزال العبد يتقرب إليَّ بالنافلة حتى أُحبَّه فإذا أحببته كنت يده التي يبطش بها وعينه التي يرى بها ..) فشتان ما بين العالم الورع والمعمم المدَّعي !! والعلم لإن لم يكن مقروناً بالتقوى فلا خير فيه بل وبالٌ على صاحبه، ولو كان الشرف بالعلم وحده لكان إبليس لعنه الله تعالى أشرف الناس بعد الحجج الطاهرين من الأئمة والأولياء والأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، فالعلم إنما يكون نوراً إذا تزيّن صاحبه بالوقار الذي هو التقوى والورع عن محارم الله تعالى، بل أزيدكم لو أنهم علماء حقيقة لما رأيتموهم منهمكين على السفاسف والقشور واللعب واللهو كما تشاهدون على القنوات الفضائية هرجهم ومرجهم في الحسينيات والتكايا.. فإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا ـــ آل محمد ــــ أيّ منقلبٍ ينقلبون، والعاقبة للمتقين وحسبنا الله ونعم الوكيل عليه توكلت وإليه أُنيب، والحمد لله ربّ العالمين وصلواته على قادة رسله وخيرة خلقه محمد وآله الغر الميامين الطاهرين والمطهرين من كل دنس وعيب ورجس ... اللهم كن لوليِّك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليَّاً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وارزقنا خيره ودعاءه واللقاء به والعيش معه بالروح والفكر والعمل في آناء الليل وأطراف النهار واجعلنا ممن دعاه فأجابه وسمع دعاءه فصعق لجلاله، اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه ومن فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله.. اللهم من أراده بسوء فأرده ومن كاده فكده يا جبار يا منتقم بمحمد وآله الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين، والسلام عليكم أخي (...........) ورحمته وبركاته ...

 

حررها الراجي رضا إمام الزمان وسلطان العالم بقيّة الله الحجة بن الحسن أرواحنا فداهما

عبدهما محمد جميل حمود العاملي / بيروت / بتاريخ 30 صفر 1431هـــ الموافق ليوم السبت 5 شباط 2011م .

 

 

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=292
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 02 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29