• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : ما المقصود بالأمّة الواحدة في القرآن والسنة الشريفة؟ .

ما المقصود بالأمّة الواحدة في القرآن والسنة الشريفة؟

 الموضوع:ما هي مواصفات الأمة الواحدة التي تحدّث عنها القرآن والسنّة الشريفة؟
 

بسمه تعالى
 

لقد أكد القرآن الكريم وأحاديث النبيّ وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام على ضرورة تماسك المسلمين من خلال نبذ التعصب للباطل وكل ما يوجب الإبتعاد والتفرق عن الحق المتمثل بأهل بيته الطاهرين،فلا وحدة بين الحق والباطل ،بل يجب التمسك بالحبل المتين ونبذ العصبية ضد الحق،فالخطابات القرآنية الدالة على الوحدة وعدم التفرق يراد منها الإلتقاء على مبادىء أهل البيت عليهم السلام حيث هم الثقل الأكبر الذي من خلاله يتم معرفة القرآن ومراد الله تعالى،فالإبتعاد عنهم هو التفرق بعينه،من هنا جاء في الأخبار الشريفة تفسير قوله تعالى :"واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"بأن أهل البيت عليهم السلام هم الحبل المتين والصراط المستقيم،وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الحديث المتواتر إجمالاً لفظاً ومعنىً :  "إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنَّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض" وهذا الحديث الشريف يؤكد قوله تعالى في سورة الأنبياء /الآية ثلاث وتسعون"إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون" وفي سورة المؤمنون الآية الثانية والخمسون"إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون" فثمة عبادة وتقوى،فمن أراد العبادة يجب عليه أن يعبده تعالى من حيث أراد المولى وليس من حيث يريد العبد،لذا أكد القرآن والنبي الأكرم على التمسك بأهل البيت عليهم الذين من خلالهم تتم العبادة لله تعالى وهذا ما يعبر عنه بالتقوى التي دلت عليها الآية الثانية والخمسون من سورة المؤمنين،فالشيعة هم المتقون كما جاء ذلك في الأحاديث الكثيرة وقد نقل قسماً كبيراً منها الحاكم الحسكاني تفسيراً لقوله تعالى:إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية" بأنهم شيعة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام،فالأمة الواحدة هي التي تسير على منهاج الأئمة الطاهرين وليست التي تطعن علينا بسبب اتباعنا لأولئك الطيبين بتحريضٍ من علمائهم وأئمتهم الظالمين لنا،فهؤلاء قد حذرنا الله تعالى منهم وأمرنا بقتالهم قتالاً فكرياً عساهم يهتدوا إلى سوآء السبيل قال تعالى"فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ....وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون"التوبة/12 فلا يزال علماؤهم إلى الآن يطعنون في ديننا ويكفروننا ويعتبروننا روافضَ،فكيف يمكننا أن نجتمع معهم ونعتبرهم إخواناً لنا ، لهم ما لنا وعليهم ما علينا؟؟!! ،وقد قال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام واصفاً علامات المؤمن بقوله" بعده عمّن تباعد عنه زهد ونصيحة"؟؟!! فمن يهجرنا ويبتعد عنا ويكفرنا فلا يجوز لنا شرعاً وعقلاً أن نعتبره أخاً لنا وله حقوق الاخوة،فما يروج له بعض دعاة الوحدة من أنصاف العلماء من كون العامة أخوة لنا في الدين خلاف كلام القرآن وسنّة النبي وآله الطاهرين عليهم السلام،فليرعوي هؤلاء عن تماديهم في تحريف المفاهيم الدينية والعقائدية من أجل الوحدة بين الحق والباطل وإلاَّ فإن لهم موعداً عند الله تعالى"فيومئذٍ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون"فالأمة الواحدة بنظر الشريعة المقدسة هي الأمة الصالحة الورعة التقية النقية الموالية لعترة نبيّ الله محمد(صلى الله عليه وآله) والمعادية لأعدائهم والموالية لأوليائهم،وهي الأمة التي تتمسك بإمام زمانها الحجة المنتظر عليه السلام وتتوقع ظهوره بشوقٍ وتدفع عنه شرَّ الأعداء وتخلص بالتوجه إليه وتتحرق لرؤيته وتكثر من الدعاء له والتوسل به وعرض الحاجات عليه ،وتهجر أعداءه وتتقرب من مواليه ومحبيه،وهي الأمة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتتمسك بحبل الائمة الطاهرين،وهذه المواصفات كلها تجدها في الكتاب الكريم والسنّة الطاهرة لهم عليهم السلام ،وأفضل حديثين جامعين للصفات التي يجب أن تتصف بها القاعدة الشيعية هما:
 (الأول):خطبة المتقين في نهج البلاغة لأمير المؤمنين وسيّد الموحدين وإمام المتقين عليّ عليه السلام التي ألقاها على صاحبه التقي النقي همام(رضي الله عنه) حيث صُعق بعدها لشدة تقاه وخشيته لله تعالى ذكره،فالإمام سيّد المتقين عليّ عليه السلام يريد منا أن نكون الأتقياء الأوفياء لله تعالى ولهم،ولا خير في العيش إلاَّ لأهل التقوى،وكأنَّ الدنيا خُلقت لهم ليعبدوا الله تعالى من خلال ما أمر بإتباع هؤلاء الطاهرين من أهل البيت عليهم السلام.
(الثاني):زيارة الجامعة الكبيرة التي تضمنت الصفات الكاملة لأهل البيت عليهم السلام،كما تضمنت المواصفات التي يجب أن تتصف عليها الأمة الشيعية،فليعرض الشيعة أنفسهم على هذين الميزانين ـــ خطبة المتقين وزيارة الجامعة ــــ فمن كان فيه شيء من تلكم المواصفات فليحمد الله تعالى وليزدد منها وإلاَّ فليعلم أنَّه ليس بالمؤمن الكامل الذي أراده أئمة الهدى عليهم السلام....الأمة الحقيقية هي التي تستغرق بهدى أولئك المطهرين ولا تتعلق بزخارف الدنيا وبما يبعد عن لقاء الحجج (صلوات الله عليهم أجمعين)،ولو كانت هذه الأمة على خيرٍ وفلاحٍ لما غاب عنهم إمام الهدى الحجة بن الحسن عليهما السلام طرفة عين أبداً ولكان ظهر بالظهورات الصغرى تثبيتاً للقلوب وتأكيداً على الحضور ولكنّهم هجروه بل وحاصروه وخاصموه وكادوا أن يقتلوه...!!!
  على الأمة الشيعية أن تعيش حياة أهل البيت عليهم السلام فتحزن لحزنهم وتفرح لفرحهم،كما عليها أن تعيش لتنصر دين الله تعالى بنصر الحجة عليه السلام لا أن تعيش لتأكل وتتزاوج فقط بل يجب أن تكون هذه الأمة في حالة تأهب لنصرة الحجج الطاهرين وليس المخالفين الذين يكرهون حتى أسماء أئمتنا عليهم السلام،على الشيعة أن يصلحوا ما بينهم وبين الإمام الحجة المغيّب وإلاَّ فلا قيمة لهم عند الله تعالى وعند حججه الطاهرين، لأنّ قيمة كلّ فردٍ بما يحسنه من التقوى والولاء والبرائة،فإذا صلح الفرد ،صلح المجتمع، فصلاح الأمم بصلاح أفرادها،وصلاح الفرد بمقدار تقاه وورعه واجتهاده في الوصول إلى النتائج المرجوة من خلال التواصل الفكري والروحي والنفسي مع الحجج الطاهرين عليهم السلام،قال تعالى:"قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون  وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون" "وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم"

والحمد لله ربّ العالمين،والسلام عليكم ورحمته وبركاته.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=31
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18