• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : الحكمة من تغييب الإمام المهديّ عليه السلام عند ولادته لمدة إسبوع أو أربعين يوماً .

الحكمة من تغييب الإمام المهديّ عليه السلام عند ولادته لمدة إسبوع أو أربعين يوماً

 الإسم:  ***** 

النص: بسم الله الرحمن الرحيم 
اية الله المرجع الديني الكبير العلامة المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي مد ظله العالي 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 
الى جنابكم الفذ الاسئلة التالية 
هنالك روايات توحي ان امامنا المهدي عجل الله فرجه الشريف قد اختفى او غاب عند ولادته المباركة وقبل وفاة الامام العسكري سلام الله علية واستلام منصب الامامة 
- في كتاب الشيخ الصدوق اكمال الدين واتمام النعمة 
باب 42- ما روي في ميلاد القائم صاحب الزمان 
الرواية الاولى - عن السيدة حكيمة -قول الامام العسكري علية السلام - ( ياعمة اذا كان يوم السابع فأتينا قالت حكيمة فلما اصبحت جئت لأسلم على ابي محمد وكشفت الستر لأتفقد سيدي فلم أره فقلت جعلت فداك ما فعل سيدي قال علية السلام ياعمة استودعنا الذي استودعته ام موسى قالت حكيمة فلما كان يوم السابع حئت فسلمت وجلست فقال علية السلام هلمي الى ابني  ....

الرواية الثانية - عن السيدة حكيمة ( فتناولته امه فأرضعتة فرددته الى ابي محمد عليه السلام والطير ترفف على رأسه فصاح بطير منها فقال له احمله واحفظه ورده الينا في كل اربعين يوما فتناوله الطير وطار به في جو السماء واتبعه سائر الطير فسمعت ابا محمد عليه السلام يقول استودعك الله الذي اودعته ام موسى فبكت نرجس فقال لها اسكتي فان الرضاع محرم عليه الا من ثديك وسيعاد اليك كما رد موسى الى امه وذلك قول الله عز وجل ( فرددناه الى امه كي تقر عينها ولا تحزن )
قالت حكيمة فقلت وما هذا الكير قال علية السلام هذا روح القدس الموكل بلائمة عليهم السلام يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم 
قالت حكيمة فلما كان بعد اربعين يوما رد الغلام الى ابن اخي علية السلام 
 
سماحة المرجع العلامة
السؤال الاول - لماذا هذا الاختفاء او والغيبة عند الولادة 
السؤال الثاني - الرواية الاولى الاختفاء والغيبة كان لمدة اسبوع والرواية الثانية كان الاختفاء لمدة اربعين يوما 
اي الروايتين هي المعتمد عليها 
افيضوا علينا من شريف علمكم 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 
 
 
الموضوع: الحكمة من تغييب الإمام المهديّ عليه السلام عند ولادته لمدة إسبوع أو أربعين يوماً.

بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمته وبركاته
      جوابنا على سؤالكم الأول هو أن نقول: إن السر في الغيبة  أو الحكمة من إخفاء الإمام الحسن العسكري عليه السلام لإبنه الإمام المعظم القائم من آل الله تعالى هو المحافظة عليه لئلا يكون عرضة لملاحقة الظالمين له لعلمهم بأنه بقية الله تعالى التي ادخرها لنصرة دينه والمستضعفين من خلقه ولأنه المتفرد ببسط العدل وإزالة الجور والعدوان، فالظالمون من الحكام كانوا يعلمون بأن الإمام المهدي عليه السلام ستكون على يديه إزالة مماليك الظالمين، لذا كانوا يتوجسون منه خيفةً، ولعلّكم تسألون: من أين لهما العلم بأن عليه السلام سيبيد مماليكهم ؟ وجوابه:أن علمهم بذلك بسبب إطلاعهم على الأخبار المنتشرة بين المسلمين بجميع فرقهم عن النبيّ وآله الطاهرين عليهم السلام بأنه سيخرج في آخر الزمان رجل من أهل بيتي إسمه إسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئِت ظلماً وجوراً...كما أنهم كانوا على دراية كبيرة بأنه إبن الإمام الحسن العسكري عليه السلام لما ورد عن النبيّ الأكرم صلى الله عليه وىله بأنه سيكون فيكم إثنى عشر إماماً آخرهم المهدي إبن الإمام الحسن العسكري عليهما السلام، من هنا كانت ملاحقة الإمامين الحسن العسكري وابنه الحجة بن الحسن عليهما السلام أكثر من ملاحقة آبائهما الطاهرين عليهم السلام للنكتة التي أشرنا بها إليكم....لذا اقتضت الحكمة الإلهية تغييبه عن الناس وحراسته بالملائكة من شر الشياطين والظالمين من الجن والإنس فكانت رحلته إلى السماء مع الملائكة الكروبيين الذين يعشقونه أكثر من عشق زليخا إلى يوسف عليه السلام..!.
  وبالجملة: إننا نوجز لكم الحكمة التي من أجلها تمّ إخفاء الإمام أرواحنا فداه مذ يوم ولادته الميمونة إلى يوم الأربعين بأمرين:
الأمر الأول: الحفاظ عليه من الظالمين.. من هنا جاء في زيارته ضمن زيارة أبيه الإمام الحسن العسكري عليهما السلام بالقول:" السلام عليك يا أبا الإمام الظاهرة للعاقل حجته والثابتة في اليقين معرفته المحتجب عن أعين الظالمين والمغيَّب عن دولة الفاسقين".
الأمر الثاني: شوق الملائكة في السماوات العلى إلى جنابه الأقدس باعتباره الوتر في عالم الخلقة الذي سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً وسينشر الرحمة والسلام بين الناس فهو رجلٌ مميزٌ بما حباه الله تعالى من الكرامة والخصيصة ببسط التوحيد والعدل والسلام وإزالة الجور والعدوان، فكان الملائكة أولى الخلق بأن يكون معهم في عوالم الطهارة يحفونه تبركاً به ونصرة له بسبب طهارته وشدة قابليته للتوحيد والإخلاص...
     وأما سؤالكم عن وجه التفاوت بين روايتي الإسبوع والأربعين وأيُّهما الأصح؟ فجوابه: أن كلتا الروايتين صحيحتان، وأن التفاوت بالإسبوع والأربعين لا تعارض فيه لأنه من المثبتات التي لا يجري فيها التعارض، فما الضير في أن يغيّبه الله تعالى إسبوعاً عن أمه ثم يغيّبه أربعين يوماً أو في كل أربعين يوماً يرجع لزيارة والديه عليهما السلام فهو تماماً كمسافر يغيب إسبوعاً ثم يرجع ليزور أهله ثم يغيب أربعين يوماً فيرجع لزيارتهم بعد كل أربعين يوماً..وهكذا مولانا وسيدنا الإمام الحجة القائم عليه السلام حيث كان يرجع إلى والديه كل أربعين يوماً حسبما أشار خبر عبد الله الطهوي عن السيدة حكيمة عليها السلام قالت: قال لي الإمام الحسن العسكري عليه السلام: أمضي به إلى أُمه لترضعه ورديه إليّ، قالت: فتناولته أمه فأرضعته فرددته إلى أبي محمد عليه السلام والطير ترفرف على رأسه فصاح بطيرٍ منها فقال له: احمله واحفظه وردَّه إلينا في كلّ أربعين يوماً، فتناوله الطير وطار به في جو السماء واتبعه سائر الطير..."... فالرواية واضحة في أن الإمام الحسن العسكري عليه السلام أمر الملك الموكل بحفظ الإمام المنتظر عليه السلام من الأعداء في أن يأخذه ويغيّبه عن الناس ويرجعه إليه كلّ أربعين يوماً ليريه لبعض الخواص من الشيعة الكاملين في المعرفة والعمل حتى تكون رؤياهم له حجَّةً على الشيعة وغيرهم لئلا يقولوا أين هو وإلى أين ذهب ومن رآه، فغياب الإمام عليه السلام لم يكن عبثياً بل له غاية عند الله تعالى وهي ما أشرنا إليه أعلاه.
  اللهم أوصل ثارنا بثاره واجعلنا من خيرة أعوانه وخدامه بمحمدٍ وآله..والله من وراء القصد والسلام عليكم.
 
عبد الحجة القائم أرواحنا فداه/ محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 13 جمادى الثانية 1433هــ.
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=385
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29