• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : الحكمة من غيبة الإمام الحجة القائم عليه السلام لا تنحصر بجمع الأعوان والأنصار فحسب بل لها غايات أخرى .

الحكمة من غيبة الإمام الحجة القائم عليه السلام لا تنحصر بجمع الأعوان والأنصار فحسب بل لها غايات أخرى

 الإسم:  ***** 

النص: بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سماحة اية الله المرجع الديني العلامة المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله 
ارفع الى مقامك العالي استفسارين 
علمائنا الكبار يذكرون ان من اسباب غيبة الامام المهدي ارواحنا له الفداء الحكمة المجهولة ومصالح لايعلمها الا الله عز وجل وشبة الاجماع على ضوء الاخيار المستفيظة انه علية السلام غاب لخوفة على نفسة من القتل والذبح 
الاستفسار الاول - لماذا حدد الائمة سلام الله عليهم هوية الامام المهدي علية السلام وبينوا انه يقوم بالسيف ويزيل الممالك ويقهر كل سلطان عنيد وجبار عتيد ويبسط العدل ويميت الجور وانه المولود الذي انتظره الانبياء والمرسلون والاوصياء 
الاستفسار الثاني كان من الممكن ان الامام المهدي علية السلام يمارس التقية كما مارسها ابائه الائمة عليهم السلام وينفي هويتة ومهدويته الى ان يظهر ويتمكن من الانصار والاتباع ولاتكن حاجة الى الغيبة والانتظار ويقع المومنون بالحيرة والمحنة ويستمر مسلسل الظلم والطغيان وتحريف الدين لغياب الامام الحجة سلام الله علية 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة 
 
 
الموضوع: الحكمة من غيبة الإمام الحجة القائم عليه السلام لا تنحصر بجمع الأعوان والأنصار فحسب بل لها غايات أخرى.

بسمه تعالى
 
السلام عليكم ورحمته وبركاته 
 
جوابنا على استفساركم الأول بما يلي:
إن تحديد الأئمة الطاهرين عليهم السلام لهوية الإمام القائم المهدي المنتظر أرواحنا فداه وعليه السلام لم يكن تحديداً يؤدي إلى كشف أمره بل كان تحديداً مجملاً، وحتى لو احتملنا التحديد التفصيلي إلا أنه لا يمكن للأعداء أن يصلوا إليه أبداً باعتباره محفوظاً بحفظ الله تعالى ومصوناً بمصونيته المباركة بحيث يستحيل على العباد من الجن والإنس والشياطين أن يقتلوه، ولو تكاتفوا على قتله لما أمكنهم ذلك، لأن الله تعالى حفظه ليومٍ موعودٍ بالعدل وإزالة الجور... فإن تكليفه يختلف عن تكليف جده وآبائه الطاهرين عليهم السلام من حيث العيش تحت سنابك التقية والخوف من الأعداء ..من هنا كانوا يستعملون التقية في أحكامهم حفظاً لأنفسهم ونفوس شيعتهم ولم يكونوا مأمورين باستعمال الولاية التكوينية والدعاء لإبادة الأعداء مع أنهم لو فعلوا لأبادوا أعداءهم عن جديث الأرض...
وجوابنا على استفساركم الثاني فبما يلي: 
كما أشرنا لكم في جواب السؤال الأول: إن تكليف الإمام القائم بقية الله الأعظم أرواحنا فداه يختلف عن تكاليف عامة الأنبياء والمرسلين والأوصياء حيث كان تكليفهم أن يظهروا للناس لا أن يغيبوا عنهم إلا ما جاء في الأخبار عن بعضهم كالنبي عيسى وإلياس والخضر عليهم السلام فإن تكليفهم هو أن يختفوا عن الناس لمصالح لا نعرف كنهها..بل لعلّ ارتفاع نبي الله عيسى عليه السلام عن الأرض حتى لا يكون للحاكم الظالم عليه سطوة وبيعة وكذلك الخضر وإلياس عليهما السلام غابوا عن الخلق لكي لا يكون في عنقهما بيعة لظالم، وهكذا الإمام المهدي عليه السلام لن يكون في عنقه بيعة لحاكم ظالم كما كان عليه الأنبياء والأولياء عاشوا مقهورين وتحت سنابك التقية للحفاظ على أنفسهم ونفوس شيعتهم، ودعوى أن الإمام عليه السلام بإمكانه العيش بالتقية ثم يجمع أنصاراً فلا يكون ثمة سبب للغيبة لئلا يقع الشيعة في الحيرة... مردودة بما ثبت عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام من أنهم عاشوا التقية ولم يقدروا على جمع الأنصار للقضاء على أعدائهم بل ما رأيناه أنهم عاشوا القهر والظلم والقتل ولم ينصرهم أحد من الشيعة سوى ثلة قليلة معدودة على الأصابع وما ذلك سوى لأن الناس يخافون الموت ولا يحبون الحق بل يريدون الحياة وسكراتها وملذاتها.. فها هو أمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين طلبوا نصرة أربعين فرداً من المسلمين فلم يجدوهم بل تخلف عامة المسلمين في المدينة سوى من خمسة.... بالإضافة إلى أن وظيفة مولانا الإمام القائم المهدي عليه السلام لا تنحصر بالخوف من القتل بل تتخطى إلى مسألة تمحيص الشيعة وإفتتانهم وإختبارهم بالغيبة فيحيى من حيى عن بينة ويموت من مات على بينة كما جاء في الأخبار فلا يظهر حتى تغربل الشيعة كما يغربل الحبُّ في الغربال فلا يبقى إلا السليم والجيد..فغيبته للتمحيص والإمتحان وليس للفرار عن الحكم أو عن الظالم فحسب بل لغايات وحِكَم كشفت عن بعضها الأخبار الشريفة، مع كون غيبته ليست بإختياره وإنما هي بأمره تعالى وبقدرته تعالى وليس بمقدور الإمام عليه السلام أن يختفى مئات السنين إلى الآن لأن ذلك داخل في طول قدرة الله تعالى المعطي للحياة والحافظ من كيد الأعداء، فبأمره غاب وبأمره يظهر وله أسوة بجده النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله حينما خاطبه الله تعالى بقوله]ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم[ اللهم والِ من والاه وانصر من نصره واخذل من خذله وجعلنا وإياكم من خيرة أنصاره وأعوانه والذائبين في محبته ياحي يا قيوم برحمتك يا أرحم الراحمين..والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 
كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد عبدهم محمد جميل حمود العاملي ـــ بيروت بتاريخ 9جمادى الآخرة 1433هــ.
 
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=386
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18