• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : ما يجري في سوريا اليوم من أحداث لا يمكن إسقاطه حالياً على حركة ظهور السفياني .

ما يجري في سوريا اليوم من أحداث لا يمكن إسقاطه حالياً على حركة ظهور السفياني

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد ولعن عدوهم

الى المرجع سماحة الشيخ محمد جميل محود العاملي ادام الله ظله ونفعه لشيعة الامير عليه السلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ايها الاب المربي الرشيد والمرجع السديد

حفظك الله وبعد

ما هو رأي سماحتكم بما يجري في سوريا حيث يثير البعض انها حركة السفياني وان السفياني نقيب قد ظهر في الجيش السوري وهل لها علاقة بظهور الامام الحجة ؟ وفقكم الله تعالى

 

الموضوع العقائدي: ما يجري في سوريا اليوم من أحداث  لا يمكن إسقاطه حالياً على حركة ظهور السفياني.

بسمه تبارك شأنه
 

الحمد لله والصلاة على رسل الله محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام واللعنة السرمدية على اعدائهم ومبغضي اوليائهم إلى قيام يوم الدين..وبعد.
السلام عليكم ورحمته وبركاته

     جوابنا على سؤالكم الكريم الدائر حول مدى صحة الدعوى القائلة بأن ما يجري في سوريا هو بداية حركة خروج السفياني هو التالي: إن ثمة خلفيّة سياسيّة وراء الترويج لخروج السفياني في سوريا يقوم بها جماعة النظام الإيراني وهم حزب قوى الأمر الواقع في لبنان وهم لا يألون جهداً في نصرة النظام السوري الجائر الذي لا يرحم صغيراً ولا يوقّر كبيراً ولا يعطف على إمرأة بل الكل عنده سواء لا لشيء سوى الإنتقام القائم على الذبح والتعذيب والقتل والتدمير...! ومما يقرح قلب الغيور بأن المنسوبين إلى التشيع الحنيف الذي طالما حثّنا على نصرة المظلوم مهما كانت هويته لقول مولانا أمير المؤمنين عليّ صلى الله عليه وآله لولديه الإمامين الحسنين عليهما السلام من باب إيّاك أعني واسمعي يا جارة: (كونا للمظلوم عوناً وللظالم خصماً) كما أنه صلوات الله عليه وآله قال حينما بلغه خبر غزو جيش معاوية لأهل الأنبار: ( وهذا أخو غامد وقد وردت خيله الأنبار وقد قتل حسّان بن حسّان البكري وازال خيلكم عن مسالحها ولقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقُلبها ورُعثها ما تمنتع منه إلا بالإسترجاع والإسترحام ثم انصرفوا وافرين ما نال رجلاً منهم كَلْمٌ ولا أُريق لهم دم فلو أن امرأً مسلماً مات من هذا ما كان به ملوماً بل كان عندي جديراً).
  فالتدبر في كلام هذا الأمير العظيم عليه السلام يعطينا درساً في السلوك والعقيدة والأخلاق كيف يجب أن يتصف به المسلم الشيعي والمقاتل من أي فئة كان أو جهة ينتمي من رعاية الضعفاء من الأطفال والنساء اللاتي يتعرضن للإضطهاد في الحروب حيث تسبى المرأة وتسلب من قلائدها وحليّها فلا يتركها إلا بعد الترجي والإلتماس فلو أن عبداً مات حزناً على ما أصابها من الذلّ والمسكنة ما كان عند قلب العظيم أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ملوماً بل هو عنده جدير أي يستحق الذكر والثناء على غيرته وشهامته، ولكن عند بعض المتشيعة اليوم ممن لا يفكّر إلا بزنده وعضلاته..!!
   إن قتل الأطفال والنساء صار عادة سوية مبررة بالمصلحة الإسلامية ..! وأيُّ مصلحة تأمر بالموافقة على قتل النساء على أيدي مجرمين لا يرحمون ولا يوقّرون ولا يشفقون فقد سلبت الرحمة من قلوبهم وظهرت حسيكة النفاق على وجوههم حتى ولو توسلت لهم المرأة بألف وليّ ونبيّ فلا يصغون إليها حتى يغتصبوها ثم ينحروها كالكبش ويبقرونها كالناقة ونحن لا ننزه بعض السلفيّة من كلا الطرفين حيث يقومون بما لا تهواه الشرائع ولا ترتضيه الضمائر ولكن اللوم العظيم هو على من ينسب نفسه إلى أطهر رسول وأطهر وليّ على وجه البسيطة ـــ عنيت بهما رسول الله وأمير المؤمنين وأهل بيتهما الطاهرين عليهم السلام ـــ وهو يعين أولئك الظلمة الحاقدين لا لشيء سوى بقاء الحاكم الظالم الذي لا يهمه سوى الحفاظ على كرسي السلطة له ولعياله وعشيرته..!! يتشدّقون بالوحدة الإسلامية وفي الوقت نفسه يقتلون الأبرياء بإسمها... وهل الوحدة الإسلامية التي طالما تشدّق بها النظام الإيراني ودفع ضريبة تفنيدها العلماء المخلصون هي ما دعت إليه من التعاون مع الظالمين أم أن الكلام حول الوحدة كان مجرد لعبة مموّهة لأجل غايات سلطويّة ؟! نحن لا نقول بالوحدة لأن لكل مذهب دينه ومعتقداته ومفاهيمه ولكننا رحماء على الأبرياء من النساء والأطفال والأبرياء والطالبين للإنعتاق من أسر العبودية..هكذا أمرنا الله تعالى ورسوله وحججه الطاهرون عليهم السلام، قال تعالى ( وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليَّاً واجعل لنا من لدنك نصيراً).
  بعد تلك المقدمة التي قدمناها حول طبيعة الخلفية التي يقف وراءها النظام السوري ومن يقف بجانبه متحزبون منتسبون إلى التشيع ثم يستغلّون علامات الظهور لتحقيق الهدف الذي يخدمونه بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وهو ما يذكرنا ببداية قيام الثورة الإيرانية على الشاه حيث استغلّوا شعار الخراساني وشعيب بن صالح اللذين حدثت عنهما بعض الأخبار التي أسقطوها على الخميني فلما مات أعادوا إسقاطها على الخامنئي ولا ندري على من سيسقطونها عند مماته كما أنهم أسقطوا لقب شعيب بن صالح على رفسنجاني فلما اختلفوا معه اسقطوها على أحمدي نجاد ولا ندري متى يختلفون معه حتى يسقطوها على آخر يرضون عنه..وهكذا بالنسبة إلى خروج السفياني فبدأوا يسقطونها على أنه الشيخ السلفي المسمى بالعرعور تارة وأخرى أنه قائد لواء في الجيش العربي السوري الحر المنشق عن جيش النظام و ثالثة  أن الأحداث السورية إرصاصٌ لحركة ظهور السفياني المنضم إلى المعارضة السورية كما يزعمون مع أن الواقع الحقيقي في الأخبار هو أن السفياني يخرج من الوادي اليابس في الأردن ويظهر أنه فلسطيني واسمه عثمان بن عنبسة السفياني يقود جيشاً كبيراً ويحتل الكور الخمس وهي:( فلسطين والأردن وحلب وحمص ودمشق ) ينكّل بالشيعة ولا ينكّل بالسنة أمثاله وهو ما لا يجري على الساحة السورية اليوم فإن جيش النظام الخليط من السنة والعلويين ـــ(وهم ليسوا شيعةً لأئمتنا الطاهرين عليهم السلام بشكل عام بل هم طائفة محسوبة على أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ولا يعتقدون بغيره من أهل البيت عليهم السلام كما أنهم يعتقدون بغير ما نعتقد نحن الشيعة الإمامية، ولسنا هنا في موقع التفصيل بيننا وبين العلويين) ـــ وهذا الخليط في الجيش السوري يقتل السنة والعلويين والشيعة في سوريا ولا يميز بين الطائفتين..وخروج السفياني ـــ وكما تحكي لنا الأخبار ـــ أنه ينبع كما ينبع الماء فجأة وليس له مقدمات ويكون ظهوره متزامناً لظهور اليماني في سنة واحدة وفي شهر واحد وهو خاص في عام ظهور الإمام الحجة بن الحسن عليهما السلام وكل ما تسمعونه من التكهنات والتخيلات فلا واقع له لأنه من صنع السياسة الوضعية التي تقولب الدين بقالبها السياسي والمذهبي.. نعم يمكن القول بأنها من فتن آخر الزمان كغيرها من الفتن العامة التي تصاب بها المجتمعات الإسلامية، وإذا دمرت الشام فلربما تكون مقدمة لزلزال يطال بلاد الشام منشؤه قرية حرستا في ريف دمشق يذهب ضحيته مئة ألف قتيل وهو مقدمة لظهور السفياني في الوادي اليابس ليقضي على رايتين تتقاتلان في الشام هما: راية الأصهب والأبقع، وكلاهما على ضلال فيقضي السفياني عليهما معاً....وهو ما جاء في بعض الاخبار من أنه:( يختلف رمحان بالشام لم تنجلِ إلا عن آية من آيات الله: رجفة بالشام يهلك فيها أكثر من مئة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البرازين الشهب المخذوفة والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر، فإذا كان ذلك فانتظروا خسفاً بقرية من قرى الشام يقال لها خرشنا[ الأصح خرستا] فإذا كان ذلك فانتظروا إبن آكلة الأكباد ــ أي السفياني ــ بوادي اليابس حتى يستولي على منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي عليه السلام)... ولعل المقصود بالزلزال هو أحداث متتالية تدمر بلاد الشام والأظهر عندي هو أن يكون المراد من الزلزال هو زلزال طبيعي عذاباً من الله تعالى على الناس في بلاد الشام بشكل عام يشمل المحور الثلاثي للبلدان التالية: (لبنان وسوريا وفلسطين وينضم إليها الأردن باعتباره جزءاً من فلسطين) ولا ينجو منه إلا المؤمنون الموالون دون سواهم من البتريّة والنواصب... والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل عليه توكلت وإليه أُنيب والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 

حررها العبد الفقير إلى رحمة ربّه وعطف وليّه الحجة القائم أرواحنا فداه/محمد جميل حمود العاملي ـــ بيروت بتاريخ 8 شوال 1433هــ.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=564
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28