• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : إطلالة على حديث ـ(لو لم يكن عليٌّ لما كان لفاطمة كفو إلى يوم القيامة)ـ .

إطلالة على حديث ـ(لو لم يكن عليٌّ لما كان لفاطمة كفو إلى يوم القيامة)ـ

 

الموضوع:ردنا على من أشكل على حديث"لو لم أخلق عليَّاً لما كان لفاطمة إبنتك كفوٌ.."
 

بسمه تعالى
 

قرأت في موقع احد السادة من رجال الدين، بعد ايراده للاحاديث المختلفة التي فيها: (يا محمد إن الله جل جلاله يقول : لو لم أخلق عليا عليه السلام لما كان لفاطمة ابنتك كفؤ على وجه الأرض ، آدم فمن دونه ) ثم ضعف كل واحد منها ، فما ردّكم على ذلك؟

والجواب
 

بسمه تعالى
 

والحمد لله ربّ العالمين وصلواته على سيدتي المطهَّرة الصدِّيقة الكبرى الزهراء الحوراء فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسرّ المستودع فيها،ولعنته الدائمة السرمدية على منكري عظمتها ومنزلتها وفضلها ومعاجزها وكراماتها وظلاماتها من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.
السلام عليكم ورحمته وبركاته...وبعد.
الحديث مستفيض، والمستفيض في غاية الصحة والمتانة، فقد روي هذا الحديث الشريف  الصدوق في عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام بسندين صحيحَين:
( السندالأول):عن جعفر بن نعيم الشاذاني رضي الله عنه عن أحمد بن إدريس عن إبراهيم بن هاشم عن عليّ بن معبد عن الحسين بن خالد عن مولانا الإمام أبي الحسن عليِّ بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليٍّ عليهم السلام قال:[ قال لي رسول الله يا عليّ لقد عاتبني رجالٌ من قريش في أمر فاطمة وقالوا:خطبناها إليك فمنعتنا وزوّجت عليَّاً،فقلت لهم:واللهِ ما أنا منعتكم وزوّجته بل الله منعكم وزوّجه،فهبط عليَّ جبرائيل فقال:يا محمَّد إنَّ الله جلَّ جلاله يقول:لو لم أخبق عليَّاً لما كان لفاطمة إبنتك كفوٌ على وجه الأرض آدم فمن دونه].راجعوا عيون الأخبار /الجزء الأول ص203/الباب 21فيما جاء في تزويج سيِّدة النساء فاطمة عليها السلام  وأيضاً بحار الأنوار ج43ص92ح3.
(السند الثاني):عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليّ عليهم السلام ....مثله.
فالسندان في غاية الصحة والمتانة والوثاقة، كما أن الدلالة في أعلى مراتب القوة والصحة وذلك لموافقتها للكتاب الكريم الدال على عصمة سيِّدة نساء العالمين الحوراء الزهراء عليها السلام وأنَّها نفس النبيِّ والوليِّ عليهما السلام لآية المباهلة والولاية والتطهير..إلى آخر ما هنالك من آيات تدل على عظمتها وقربها من المبدء الفياض،وموافقٌ للأخبار المتواترة الدالة على أن لها ما للنبيّ والأئمة الطاهرين عليهم السلام من المنزلة والكرامة عند الله تعالى بل ورد في بعضها بأسانيد صحيحة أيضاً أن ولايتها فوق ولاية الأنبياء ،وما من نبيٍّ إلاَّ وأخذ الله تعالى عليه الميثاق بولايتها والإعتقاد بها ،بل ورد أنَّه ما تكاملت نبوة نبيٍّ إلاَّ بولايتها،وورد أيضاً بالمستفيض أنَّها روحي فداها بأنها روح النبيِّ الأعظم (صلَّى الله عليه وآله) وأنَّها حجة على الأئمة المطهرين مع أنهم حجج الله تعالى على عامة الأنبياء والمرسلين والملائكة الكروبيين.. إلى آخر ما هناك من أخبار متواترة على علو فضلها ،لكنَّ الضالين من ذريتها عمش العيون لا يرون هاتيك الفضائل النفيسة والكرامات والمعاجز العظيمة بل  آلوا على أنفسهم إلاَّ التشكيك بفضلها وولايتها وعصمتها وهو ديدن المشككين لضعف أيمانهم وقلة درايتهم،وهذا السيِّد المشكك بهذا الحديث لا أظنه يؤمن بأحاديث كثيرة دالة على علو فضلها ومنزلتها مما هو في درجة هذا الحديث ،فبطريقٍ أولى عدم إيمانه بأحاديث أعظم منه ببيان عظمتها روحي فداها .
والمستغرب بل المستهجن تضعيف مثل هذا الحديث الشريف مع كونه بتلك المتانة السندية والدلالتية!! مع أنَّه لا يشترط قوة السند في أخبار الفضائل والكرامات،فالدلالة كافية بإثبات صحته ما دام لا يخالف الكتاب الكريم والسنَّة الشريفة ولا العقل السليم،ولا عجب في ذلك ما دام ثمة مشككون في هذه الطائفة لهم غايات رخيصة،وأظن أنّ هذا المشكك إن لم يكن   السيِّد فضل الله فهو  من مدرسته وعلى طرازه ،فقد عُرِفَ فضل الله بتضعيف كلّ ما يمت إلى فضائل وظلامات العترة الطاهرة عليها السلام حتى أنَّه ضعّف حديث الغدير الذي تصافق على صحته عامة المسلمين ،ومن كان ديدنه القياس والرأي والتظني لا نعتبره عالماً فضلاً عن كونه فقيهاً بل هو خطيب كبعض الخطباء الذين يأخذون بالغث والسمين لإثبات مطالبهم الخطابيّة، فكلّ أدلة فضل الله خطابيّة لا تصلح أن يُستَدَلَ بها متفقهٌ مبتدىء في حوزاتنا العلميّة،ومهما يكن الامر فإنَّ المضعّف لهذا الحديث لا يفقه شيئاً من علم الرجال والدراية وذلك لأن الحديث صحيحٌ سنداً ،ولو فرضنا جدلاً أنّه ضعيفٌ ، فلا يشترط في أخبار الفضائل قوة السند،مع أننا قلنا أنَّ الحديث الشريف صحيحٌ ومن المستفيضات الروائية التي لا تحتاج إلى بحثٍ في أسنادها لكون الإستفاضة بذاتها قرينة قطعية على صحة الحديث،مضافاً إلى أنَّ الحديث متوافق مع الأخبار الأخرى الدالة على علو فضل أهل البيت عليهم السلام لا سيّما سيّدة نساء العالمين وزوجها أمير المؤمنين(عليهما السلام) اللذان عبر عنهما النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله) بأنّهما نفسه التي بين جنبيه فقال:"فاطمة بضعة مني ..وروحي التي بين جنبي...وأنا من عليّ وعليّ مني.." كما أنّ الحديث متوافق مع آية التطهير الدالة على أنّ أمير المؤمنين وسيّدة النساء في مستوىً واحدٍ من الطهارة والعصمة،كما أنّهما نفسٌ واحدة ،فهما نفس رسول الله بنصّ آية المباهلة:"وأنفسنا وأنفسكم" ورسول الله أفضل الأنبياء والمرسلين دون إستثناء،فهو رحمة للعالمين جميعاً والأنبياء أفضل العالمين،فمولاتنا وأمير المؤمنين عليّ أفضل من الأنبياء لكونهما نفس النبيّ الأكرم، والشاك في ذلك ضالٌ مضلٌ بل هو كافرٌ بما نزل على رسول الله محمّد (صلوات الله عليه وآله)..

والسلام على من اتبع الهدى.العبد محمَّد جميل حمُّود العاملي/بيروت.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=6
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28