• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : الخلفية البيئية والثقافية ليست سبباً لعدم الإهتداء إلى الإسلام .

الخلفية البيئية والثقافية ليست سبباً لعدم الإهتداء إلى الإسلام

 

الإسم:  *****
النص: بسمه تعالى

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخي العزيز /

بعد السؤال الحال والصحة , حكمتم على المخالفين بأنهم كفار .

ولقد قرأت بحثكم الأصولي في هذا الموضوع , ولي استفسار :
نحن هنا في مصر محبين لآل البيت عليهم السلام وذلك من خلال التربية ووجود مراقد بعض آل البيت عليهم السلام
ولكن هناك من العوام من لا يعرف أي شئ من هذه الخلافات في مسألة الامامة وهو قد تربى على محبة أبو بكر وعمر لعنهما الله , وحتى عندما يصله أدلة عن أحقية سيدنا علي عليه السلام في الأمامة , يقول بأن علمائنا يفهمون أكثر منا ...

فهل لنا أن نراعي مسألة ( الخلفية البيئية والثقافية ) السائدة في هذا المجتمع ؟

 

الموضوع الفقهي: الخلفية البيئية والثقافية ليست سبباً لعدم الإهتداء إلى الإسلام .
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمته وبركاته
مجرد إعتقاد المخالف بأحقية أبي بكر وعمر وعثمان بالخلافة وتقديمهم على إمام المتقين أمير المؤمنين مولانا عليّ صلى الله عليه ..كافٍ في الحكم عليه بالكفر لأن الإسلام الصحيح هو مجموعة إعتقادات قلبية وسلوكية بما نزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، بل حتى ولو اعتقد المخالف بإمامة أمير المؤمنين عليّ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم من دون الإعتقاد بالأئمة الطاهرين من بنيه عليهم السلام فلا يعتبر مؤمناً لأن إنكار واحدٍ من الأئمة المنصوص عليهم يوجب الكفر بإتفاق الأعلام المحققين، لأن إمامتهم عليهم السلام نصٌ من الله تعالى على رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلَّم وليست إمامتهم بنص الناس وتعيينهم كما حصل لأبي بكر حيث نصّ عليه أهل الحل والعقد كما يدعي المخالفون ثم جاء من بعده عمر بلا نص أهل الحل والعقد بل بتعيين منه لنفسه أو تعيين أبي بكر له ودعم حاشيته له، ثم جاء من بعده عثمان بتعيين الشورى السداسية التي شكَّلها لهم عمر وهو على فراش الموت، وقد استفاضت نصوص الكتاب والسنة الطاهرة على إمامتهم وولايتهم وعصمتهم بما لا يدع مجالاً للريب والشك والتأويل، وقد فصَّلنا معنى الكافر والناصبي في كتابنا الجليل(معنى الناصبي وحرمة التزاوج معه) على موقعنا الالكتروني فليراجع.
 ولو أن العامة في بلاد المخالفين لم يقلدوا أحداً من المذاهب الضالة والمضلة ولم يكرهوا الشيعة لأجل ولائهم في أهل البيت عليهم السلام لهان الخطب ورتق الفتق ولكنا حكمنا بإسلامهم باعتبارهم مشمولين لمصطلح الإستضعاف ولكن الأمر بخلاف ذلك بل إن عامة المخالفين يقلدون أحدَ المذاهبِ التي تكفِّر الشيعة وتفتي بإستباحة أعراضهم وتخرجهم من الإسلام، فهم والحال هذه ليسوا مستضعفين حتى نحكم عليهم بالإسلام حسبما فصلنا ذلك في كتابنا "معنى الناصبي" بل إن عامة المخالفين إلا نادراً جداً يقلدون المذاهب الأربعة ما يعني أنهم ليسوا مستضعفين بحسب ما جاء في تعريف الإستضعاف في أخبار العترة الكرام عليهم السلام، فالمخالفون بعامة أفرادهم إلا القليل القليل  ممن هوبحكم النادر مقلد لمن يفتي بكفر الشيعة ولا يعتقد بإمامة أئمتهم الطاهرين عليهم السلام بل يريد من الشيعي أن يترك إمامة أئمته ليكون فرداً من أفراد البكريين والعمريين، ومن كان على هذه الشاكلة كيف يكون مسلماً موحداً لله ربّ العالمين..؟! ولو كان للخلفية البيئية تأثير في الحكم بالإسلام لكنا حكمنا بإسلام اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من ملل الكفر بالإسلام بسبب البيئة والظروف الإجتماعية التي عاشوا فيها، مع أن عامة الأعلام منذ الصدر الأول إلى يومنا هذا لم ينظروا إلى البيئة في تخريج من ذكرنا عن الإسلام وإدخالهم في الكفر..!! هذا بالإضافة إلى أن العمومات والإطلاقات في الكتاب الكريم وسنة النبيّ وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام وعامة المسلمين بشتى فرقهم ومشاربهم لم يأخذوا بنظر الإعتبار ظروف البيئة والثقافة في الحكم على أتباع غير الإسلام بالكفر والزندقة، ذلك لأن الله تعالى قد أعطى الإنسان عقلاً يمكنه من خلاله البحث عن الحقيقة والصواب، وأي تقصيرٍ في ذلك يجعل صاحبه عرضةً للذم والتوبيخ وبالتالي مستلزماً للتكفير والعقاب ... ولا يمنع الشرع الحنيف من المراعاة والمداراة لكن شريطة عدم التنازل عن العقيدة والأحكام، ولا نعني بالمداراة أننا نحكم بطهارتهم..كلا ثم كلا..! فإننا نعاملهم معاملة غير المسلمين ولكننا نحفظ الجوار وحق الأقرباء والأصدقاء بل والغرباء، فالقول بالكفر والنجاسة لا يعتبر توهيناً منا لهم بمقدار ما أوضحه الكتاب الكريم لنا وأخبار النبي وأهل بيته عليهم السلام، فيمكن للمؤمن أن يصاحب كافراً ويحسن الصحبة حتى ولو كان الصاحب أخاه أو أباه أو أمه بل يجب احترام الصحبة فضلاً عن وجوب مراعاة حق الوالدين ولو كانا كافرين، فنحن لا نحرّم صحبة الكافر بل لعلَّ صحبته خير من صحبة مؤمن ظالم أو فظ غليظ، فالكفر لا يمنع المؤمن من مصاحبة الكافر والتعامل معه بإخلاص لأن ذلك من صلب ديننا حتى قال مولانا الإمام المعظم السجاد عليه السلام بما معناه(لو ائتمنني قاتل أبي على سيفه لأديته إليه)، المراعاة في المعاملة تختلف بطبيعتها عن المراعاة بالتنازل عن الحكم الشرعي الذي وصل إلينا بحق الكافرين من البناء على نجاستهم وحرمة الأكل من ذبائحهم وأطعمتهم وأشربتهم التي باشروها بأيديهم على تفصيل ذكرناه في رسالتنا العملية(وسيلة المتقين) وكتابنا الآخر(معنى الناصبي) ولا يجوز المداهنة والمداراة على حساب الدين، فامضِ أيها المجاهد البطل ولا تأخذك في الله تعالى لومة لائم فإنك إن استقمت على الجادة الوسطى يُرجى أن تكون من نجباء مصر الذين حدثت عنهم الأخبار في حق أصحاب إمام الزمان المهدي القائم أرواحنا فداه، وإني لأرجوه تعالى أن تكونوا من تلك العصابة التي تنصر الإمام وليّ الأمر المهدي القائم عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام وتدافع عنه وعن آبائه المظلومين(ع) في زمن شح فيه الأنصار والأعوان، وابشروا فإن العاقبة للمتقين، وما توفيقنا إلا بالله تعالى عليه توكلنا وإليه أنبنا وهو حسبنا ونعم الوكيل... نتمنى لكم التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد يترصد أعداءهم
 

عبدهم الفقير إليهم محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 6 ذي الحجة 1433هــ.

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=629
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29