• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : ما نسب إلى محمد بن أبي بكر صلوات الله عليه من أنه ليس مجرباً للأمور فرية عليه وعلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام .

ما نسب إلى محمد بن أبي بكر صلوات الله عليه من أنه ليس مجرباً للأمور فرية عليه وعلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني الكبير اية الله الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اضع بين يديكم السؤال الاتي وارجو الاجابة

في كتاب الغارات للعلامة ابراهيم بن محمد الثقفي - ج1 - صفحة 256 - الامام علي علية السلام بعد عزل قيس بن سعد بن عبادة عن ولاية مصر وتعين محمد بن ابي بكر ثم فساد وخروج اهل مصر على حكومة محمد بن ابي بكر وقتله - عزم الامام علية السلام - العودة الى الرأي الاول في اعادة تعيين قيس بن سعد بن عبادة او اختيار مالك ابن الاشتر - ووجه كتاب الى مالك الاشتر فية -( وكنت قد وليت محمد بن ابي بكر مصر فخرجت عليه خوارج وهو غلام حدث السن ليس بذي تجربة للحروب ولامجربا للاشياء ) صفحة 258 من الكتاب
الاشكال الاول-هو كيف الامام يعيد راءيه(رأيه) في تعين(تعيين) من عزلة(عزله) سابقا وهو قيس بن سعد بن عبادة وهو من الثقاة الامناء؟
الاشكال الثاني-كيف يعين الامام من يصفة(يصفه) بحدث السن ليس بذي تجربة ولامجربا للا شياء و يولية (ويوليه)على المسلمين وامور الناس ويستامنة(ويستأمنه) على اموالهم ورقابهم وبالتالي ادى الى سقوط مصر بيد انصار معاوية وتسلط المنحرفين على الامة
الايخدش هذا الامامة ومنزلتها وكذالك عصمة الامام علية السلام؟

ارجو الاجابة ورفع الاشكال
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

 

الموضوع العقدي: ما نسب إلى محمد بن أبي بكر صلوات الله عليه من أنه ليس مجرباً للأمور فرية عليه وعلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.
بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإشكال الأول:( هو كيف الامام يعيد رأيه في تعيين من عزله سابقا وهو قيس بن سعد بن عبادة وهو من الثقاة الامناء؟).
 جوابنا على إشكالكم الأول:
الثابت تاريخياً هو أن الإمام سيّد الحكماء أمير المؤمنين عليّ صلى الله عليه وآله لم يرجع قيس بن عبادة إلى السلطة في مصر بعد شهادة محمد بن أبي بكر بل نصّب محله الصحابي الجليل مالك الأشتر، وما نُسب إلى أمير المؤمنين عليه بالعبارة المتقدمة ناسباً عدم الخبرة إلى محمد بن أبي بكر لا نقطع ولا نظن صدورها عنه عليه السلام لوجود محاذير مترتبة على تنصيب من لا خبرة له في الأمور السياسية والإجتماعية على الأمة، ولكنَّ التنصيب من باب الوكالة والرجوع إلى المعصوم عليه السلام في الأمور ليس مستحيلاً عقلاً وشرعاً، وبالتالي لو فرضنا صحت صدور العبارة عنه فلها وجه من الصحة من حيث عدم توفر رجل آخر ليحل مكانه في مصر أو لعلّ تنصيبه في مصر مع عدم تجربته من باب إلقاء الحجة على الخصوم لعلمه بأنهم سيقتلونه فنصبه ليكون ذلك حجة عليهم بقتلهم له ظلماً وعدواناً ونصباً وعداوة له ولمن نصبه، ولعل مراد الإمام عليه السلام من العبارة المتقدمة(ليس بذي تجربة ولا مجرباً للأشياء) أي أن محمد بن أبي بكر لم يكن قبل تنصيبه على مصر بذي خبرة في قيادة الحكم ولا خوض غمار مكر الساسة والسياسيين فلم يفلح معهم ولم يخادع كما يخادعون ولا يمكر كما يمكرون...فالإمام عليه السلام لم يسلِّم القيادة لإنسان جاهل بالأمور مطلقاً وإن جاز ذلك نسبياً فيما تعلق بأمور الدنيا حيث يمكن الرجوع فيها إلى الثقاة الأمناء من أعوانه في مصر، فالجهل النسبي في أمور الدنيا لا يمنع من تسلّم السلطة ما دام المنصوب مؤهلاً من الناحية الأخلاقية والعقدية والشرعية ــ كالعلم والفقه والوثاقة والأمانة والخوف من العقاب ــ لقيادة دفة الحكم، فمن الممكن حينئذٍ تسليم القيادة لإنسان عالم بالفقه والأحكام يحب العدل ويبغض الظلم، ولعلَّ محمداً بن أبي بكر كان من هذا القبيل، فلم يكن ماكراً بأمور الدنيا وليس مداهناً على حساب الحق فكان نصيبه القتل كما كان نصيب مالك الأشتر المحنك والخائض غمار السياسة والعارف بأساليبها الماكرة ولكنه لم يمكر ولم يداهن ويجامل على حساب العقيدة والمبدأ، فعلى فرض صدور العبارة منه عليه السلام فهو أدرى بقصده منا ولا يجوز لنا أن نقول لِمَ وكيف ومتى..فنحن نسلّم لكلِّ ما صدر منه لإعتقادنا بعصمته وحكمته صلوات الله عليه وآله....وإن كنا لا نعتقد بصحة ما نسب إليه، والظاهر أن العبارة مكذوبة على أمير المؤمنين عليه السلام للتشكيك بسيرته الناصعة والتشكيك بمحمد بن أبي بكر الذي كان من حواريي أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وهذه العبارة قالها المختار لشيعة الكوفة لما سلموا زمام أمورهم لسليمان بن صرد الخزاعي، فلفقها الملفقون على أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، والله العالم بأسراره وحقائق أوليائه. 
 الاشكال الثاني:(-كيف يعين الامام من يصفه بحدث السن ليس بذي تجربة ولامجربا للا شياء و يوليه على المسلمين وامور الناس ويستأمنه على اموالهم ورقابهم وبالتالي ادى الى سقوط مصر بيد انصار معاوية وتسلط المنحرفين على الامة، الا يخدش هذا الامامة ومنزلتها وكذالك عصمة الامام علية السلام؟).
الجواب على الإشكال الثاني:
قلنا في جواب الإشكال الأول بأن الظاهر أن العبارة المتقدمة ملفقة على أمير المؤمنين عليه السلام، وعلى فرض صحة صدورها تحمل على الوجوه التي قربناها لكم، وأما الإشكال بأن تنصيب من لا تجربة له بالأشياء فلا تكون سبباً مستقلاً في إنقلاب الناس على محمد بن أبي بكر بل السبب هو النصب والعداوة لمحمد بن أبي بكر لولائه لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام لا سيَّما وأن أمه الشريفة أسماء بنت عنيس عليها السلام كانت زوجة أمير المؤمنين عليّ عليهما السلام وكانت كارهة لأبي بكر وكذلك إبنها لم يكن من شيعة أبيه أبي بكر بل هو من خواص مولانا الإمام أمير المؤمنين عليهما السلام...ولم يكن محمد بن أبي بكر السبب في تسلط المنحرفين على الأمة كما أنه لم يتسلط على أموال الناس وأعراضهم بل كان من أوثق الناس وأحرصهم على أعراضهم ولذلك قتلوه.
  وبالجملة: لا يشترط في تولية زمام الأمور أن يكون سابق خبرة في الأمور القيادية بل تكفي فيها الوثاقة والأمانة ومعرفة الحلال والحرام والورع والتقوى كما لا يشترط فيها البراعة في الموضوعات الخارجية فيمكن الرجوع فيها إلى وليّ الأمر عليه السلام أو لأهل الخبرة من القادة العسكريين والأطباء والمهندسين والساسة الورعين، مع أننا نميل إلى أن هذه الأمور يمكن أن يفيضها أمير المؤمنين عليه السلام على محمد بن أبي بكر عن طريق الكرامة أو المعجزة لكونه سفيراً له إلى بلاد مصر وهو ما نعرفه عن سفراء الائمة الطاهرين عليهم السلام خلال تنصيبهم في البلاد وعلى العباد كانوا مسددين من قبل أئمة الهدى وسفن النجاة كما كان الحال مع سفراء الإمام الحجة القائم المهدي عليه السلام في الغيبة الصغرى يوم تنصيبه للسفراء الأربعة حيث كانوا مسددين موفقين ببركة الإمامة والولاية...ومحمد بن أبي بكر(صلوات الله على محمد وأمه أسماء زوجة أمير المؤمنين عليّ عليهما السلام) يجري عليه ما جرى على غيره من السفراء من حيث التوفيق والتسديد وهو الحق والصواب والله تعالى العالم بالأسرار...نسألكم الدعاء ودمتم موفقين ومسددين حفظكم المولى والسلام عليكم .
 

حررها العبد الفقير إلى الله تعالى محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 6 ذي الحجة 1433هــ.


 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=633
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 10 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28