• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : تجنب ذبائح المخالفين ليس عسيراً على من أراد النجاة/لا نملك الحقوق الشرعية لمساعدتكم / يجب تجنب وبر القطط في الصلاة / تقليدنا مبرئ للذمة .

تجنب ذبائح المخالفين ليس عسيراً على من أراد النجاة/لا نملك الحقوق الشرعية لمساعدتكم / يجب تجنب وبر القطط في الصلاة / تقليدنا مبرئ للذمة

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و ألعن أعداءهم
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم سماحة الشيخ و كل العاملين معكم
أستأذنكم في الأسئلة التالية:
1- أنا من تونس يعني بلد أهل الخلاف فكيف لي أن أتجنب ذبائحهم و ما شابه بحكم عدم حليتها و نجاستهم؟
2- عندنا في البيت إثنين من القطط فما الذي يجب علي توقيه منهما؟و هل وبر القط مبطل للصلاة فيما لو وجد في الثوب؟
3- يوجد هنا في تونس شباب عاطلين عن العمل فهل يمكنكم شيخنا مساعدتهم من مال الخمس؟
4- حسبما قرأت عن منهجيتكم تعتبر منهجية رائعة في الأخذ بالمؤثور(بالمأثور) و نبذ إتخاذ العقل كمصدر لإستنباط الأحكام الشرعية و لكن -بصراحة- لازلت متخوفا من تقليدكم لما تعلمونه من إنتشار مرجعيات العقل دون النقل و أنا إنسان أريد النجاة بإتباع محمد و آل محمد من المنبع الأصيل.أعذرني شيخنا فأنت تعلم حال الشيعة اليوم أكثر مني.أرجو التوضيح.
لو سمحتم لا تنسونا من ردكم الكريم و السريع بقدر المستطاع.
و شكرا
أسألكم الدعاء
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

 

الموضوع الفقهي: تجنب ذبائح المخالفين ليس عسيراً على من أراد النجاة/لا نملك الحقوق الشرعية لمساعدتكم / يجب تجنب وبر القطط في الصلاة / تقليدنا مبرئ للذمة.
بسمه تعالى

 

السلام عليكم

     جوابنا على سؤالكم الأول: تجنب ذبائح أهل الخلاف ليس عسيراً إذا أمكنكم الذبح أو يقوم بعض المؤمنين بالذبحن ولكم أسوة بمن يعيش في الصين أو كوريا أو البلاد الأخرى التي لا يتواجد فيها مؤمنون يذبحون، وهم يتعاطون مع حكم المسألة بإيجابية وسهولة ولا يشرط على الإنسان المؤمن أن يكون أكله اللحوم البرية فبإمكانه الإستعاضة عنها باللحوم البحرية ذات الفلس وبالبيض مثلاً حتى يسهل الله تعالى عليكم من المؤمنين من يجيد الذباحة فتسهل عليكم الأمور ونحن نعرف بعض المؤمنين القاطنين في الحجاز كالرياض وجدة يشترون اللحوم من بلد آخر للمؤمنين،وليس كل بلد شيعي تتوفر فيه سبل الذباحة الشيعية وليس كل فقيه شيعي يفتي بحرمة ذبائح المخالفين، والمسألة عندنا من المحرمات القطعية، كما أنه بإمكانكم تجنبهم من حيث النجاسة فيما يصنعونه من الأطعمة والأشربة بأيديهم فتعاملهم معاملة غيرهم ممن لا يكون طاهراً حتى ولو كان شيعياً لا يحسن الطهارة وأحكام النجاسة وإن كان يختلف عن غيره من حيث العقيدة، والكلام حول هذا الموضوع قد فصلناه في بحوث أخرى  .
     جوابنا على سؤالكم الثاني: يجب التوقي والإحتراز من بول وغائط ودم القطة، كما يجب الإحتراز عن وبرها لئلا يعلق بالثوب أو البدن حال الصلاة أو قبلها لئلا تبطل صلاتك، فيجب إزالة الوبر عن الثوب والبدن حال الدخول في الصلاة، والأحوط الإجتناب عن لمس وبر القطة برطوبة، والأحوط منه عدم وضعها في البيوت الطاهرة  بل عندنا المنع هو المتعيَّن على الأقوى. 
     جوابنا على سؤالكم الثالث: نحن نأسف لعدم قدرتنا المالية على مساعدة إخواننا المؤمنين في تونس، ونحن مضيّق علينا من قبل الأحزاب العاتية في لبنان ــ كما ضيّقت قريش على رسول الله وآله في شعب سيدنا الوصيّ أبي طالب عليه السلام ـــ فلا يصلنا من الحقوق الشرعية كما يصل لغيرنا حتى نتمكن من مساعدة بعض المؤمنين من تلامذتنا فضلاً عن غيرهم من الأعزاء في بلدكم وغيرها من بلاد الإيمان كالحوزة في النجف وكربلاء وقم..نسأل الله تبارك ذكره أن يمنَّ علينا وعليكم باليسر والعافية والخاتمة الحسنة، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
     جوابنا على سؤالكم الرابع: نحن لا ننبذ حكم العقل في إستنباط الحكم الشرعي بالكلية بل نبذناه مستقلاً عن النقل أو ما كان في مقابل النقل، وإلا فإننا نعتمد على حكم العقل في بعض الموارد الفقهية كغيرنا من الفقهاء المعتدلين في إستنباطاتهم بمقتضى قاعدة نفي الحرج والإضطرار والبراءة العقلية عن حرمة العقاب بلا بيان وغيرها من القواعد العقلية المستنبطة من حكم الشرع، فهي منضمة إلى حكم الشرع لا غبار في الأخذ بها والمشي على خطاها لأن في ذلك سيراً على خطى الشرع لا العقل مستقلاً لعدم قدرته على إكتشاف الأحكام الواقعية لأن تشريعها بيد الله تعالى وليس بيد النبيّ والوليّ عليهما السلام فضلاً عن خادمهما وهو الفقيه الناقل عنهما لا المجتهد في مقابل نقلهما عن الله تعالى وإلا لكفر من حيث التشريع في مقابل تشريع الله تبارك شانه، قال تعالى في حق نبيّه الأعظم صلى الله عليه وآله(ليس لك من الأمر شيء) آل عمران 128.
      فإذا لم يكن للنبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله شيءٌ من أمر التشريع بل هو ناقل عن الله تعالى (إن هو إلا وحيٌّ يوحى) فبطريق أولى ليس للفقيه شيء من أمر الله تعالى ولا يشرّع في مقابل تشريع الله تعالى بل هو ناقل للنصوص وعامل بها لا أنه يعمل برأيه وهواه، ونحن نعذركم... ولكننا نتسائل كيف تطلبون العذر في عدم تقليدنا وها أنتم تستفتوننا عبر أسئلتكم ونجيب عليها لكي تعملوا بها إلا إذا كانت أسئلتكم لمجرد تسلية فقط ولا نظنكم هكذا...!؟ فكان الأحرى بكم أن تستفتوا من تقلدون إن كان للتقليد أهلاً، وعلى كل حالٍ نحن لا ندعوكم إلى تقليد من نعتقد بتقصيره اتجاه الحجج عليهم السلام والتقصير في الكثير من المجالات الإستنباطية، ولا نعتقد بأن غيرنا أبرأ للذمة في التقليد منا، ومع هذا لا يزيدنا تقليدكم لنا عزاً ولا عدمه وحشةً وضعفاً...فإن قلدتمونا ففيه نجاة لكم(وقال الذى آمن يا قوم اتبعونِ أهدكم سبيل الرشاد)(وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) ولكننا ننصحكم بنصيحة أعرفوا أين تسلِّمون رقبتكم لأصحاب الفتاوى، لأن التقليد مأخوذ من القلادة التي توضع في الرقبة لأنك حينما تقلّد فلاناً يعني أنك تسلِّمه رقبتك للنجاة أو العقاب بسبب الفتاوى التي تتلقفها منه وتعمل بها، فحينما تقول للفقيه"قلدتك ديني" يعني أن أعمالي التي أعملها أجعلها قلادة في رقبتك أربطك بها،  فاعرفوا من تقلدون وعلى ماذا تسيرون، والعاقبة للمتقين وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام عليكم.
 

حررها عبد الحجة القائم المهدي روحي فداه/محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 14 ذي الحجة 1433هــ.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=643
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18