• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : إستحباب التبرك والتشافي بطين قبور سائر أئمة أهل البيت عليهم السَّلام .

إستحباب التبرك والتشافي بطين قبور سائر أئمة أهل البيت عليهم السَّلام

الموضوع:جواز التشافي بطين قبور أهل البيت عليهم السلام

بسمه تعالى
 

هل يجوز أخذ شيء من تراب الأئمة عليهم السلام للتبرّك والشفاء –غير تربة أبي عبدالله الحسين عليه السلام؟
لاتنسونا من خالص دعائكم

بسمه تعالى
 

والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة على رسوله الكريم وآله الطاهرين عليهم السلام.

أقول وبه أستعين:مما لا ريب فيه لدى العبد الفقير إستحباب ذلك،فكما يستحب التشافي بتراب سيّد الشهداء  عليه السلام كذلك يستحب  ــــ بنفس المناط أو الملاك ــــ التشافي بتربة أهل البيت عليهم السلام فيشمل تراب مولاتنا سيدة نساء العالمين بعد أمها العقيلة الصديقة الطاهرة زينب والمولى الولي الصالح العباس بن أمير المؤمنين عليّ عليهما السلام لكونهما من أهل البيت،فإذا جاز الإستشفاء بطين قبر الأرمني وهو الإسكندر ذو القرنين وهو أدنى من أهل البيت عليهم السلام بمقتضى الأدلة ، فيجوز بطريق أولى التشافي بتربتهم عليهم السلام،ويدل على ذلك نصان رواهما إبن قولويه القمي في كامل الزيارات هما:

(الحديث الأول )

حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا مدلج، عن محمد بن مسلم، قال: خرجت إلى المدينة وانا وجع، فقيل له: محمد بن مسلم وجع، فأرسل إلي أبو جعفر ( عليه السلام ) شرابا مع غلام مغطى بمنديل، فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه فإنه قد امرني ان لا أبرح حتى تشربه، فتناولته فإذا رائحة المسك منه، وإذا بشراب طيب الطعم بارد، فلما شربته قال لي الغلام: يقول لك مولاي: إذا شربته فتعال ففكرت فيما قال لي، وما أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي، فلما استقر الشراب في جوفي فكأنما نشطت من عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه، فصوت بي: صح الجسم ادخل. فدخلت عليه وانا باك، فسلمت عليه وقبلت يده ورأسه، فقال لي: وما يبكيك يا محمد، قلت: جعلت فداك أبكي على اغترابي وبعد الشقة وقلة القدرة على المقام عندك انظر إليك، فقال لي: اما قلة القدرة فكذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودتنا وجعل البلا إليهم سريعا، واما ما ذكرت من الغربة فان المؤمن في هذه الدنيا غريب وفي هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله، واما ما ذكرت من بعد الشقة فلك بابي عبد الله ( عليه السلام ) أسوة بأرض نائية عنا بالفرات، واما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا، وانك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه. ثم قال لي: هل تأتي قبر الحسين ( عليه السلام )، قلت: نعم على خوف ووجل، فقال: ما كان في هذا أشد فالثواب فيه على قدر الخوف، ومن خاف في اتيانه امن الله روعته يوم يقوم الناس لرب العالمين، وانصرف بالمغفرة وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي ( صلى الله عليه وآله ) وما يصنع، ودعا له، وانقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسه سوء واتبع رضوان الله.
ثم قال لي: كيف وجدت الشراب، فقلت: اشهد انكم أهل بيت الرحمة وانك وصي الأوصياء، ولقد اتاني الغلام بما بعثته وما أقدر على أن استقل على قدمي، ولقد كنت آيسا من نفسي، فناولني الشراب فشربته، فما وجدت مثل ريحه ولا أطيب من ذوقه ولا طعمه، ولا أبرد منه، فلما شربته قال لي الغلام: انه امرني ان أقول لك إذا شربته فاقبل إلي، وقد علمت شدة ما بي، فقلت: لأذهبن إليه ولو ذهبت نفسي. فأقبلت إليك فكأني نشطت من عقال، فالحمد لله الذي جعلكم رحمة لشيعتكم، فقال: يا محمد ان الشراب الذي شربته فيه من طين قبور آبائي، وهو أفضل ما استشفى به فلا نعدل به، فانا نسقيه صبياننا ونساءنا، فنرى فيه كل خير، فقلت له: جعلت فداك انا لنأخذ منه ونستشفي به، فقال: يأخذه الرجل فيخرجه من الحائر وقد أظهره فلا يمر بأحد من الجن به عاهة ولا دابة ولا شئ به آفة الا شمه فتذهب بركته فيصير بركته لغيره، وهذا الذي نتعالج به ليس هكذا، ولولا ما ذكرت لك ما يمسح به شي ولا شرب منه شي الا أفاق من ساعته، وما هو الا كحجر الأسود أتاه أصحاب العاهات والكفر والجاهلية، وكان لا يتمسح به أحد الا افاق، وكان كأبيض ياقوتة فاسود حتى صار إلى ما رأيت. فقلت: جعلت فداك وكيف اصنع به، فقال: أنت تصنع به مع اظهارك إياه ما يصنع غيرك، تستخف به فتطرحه في خرجك وفي أشياء دنسة فيذهب ما فيه مما تريده له، فقلت: صدقت جعلت فداك، قال: ليس يأخذه أحد الا وهو جاهل بأخذه ولا يكاد يسلم بالناس. فقلت: جعلت فداك وكيف لي ان آخذه كما تأخذه، فقال لي: أعطيك منه شيئا، فقلت: نعم، قال: إذا اخذته فكيف تصنع به، فقلت: اذهب به معي، فقال: في اي شئ تجعله، فقلت: في ثيابي، قال: فقد رجعت إلى ما كنت تصنع أشرب عندنا منه حاجتك ولا تحمله فإنه لا يسلم لك، فسقاني منه مرتين، فما اعلم اني وجدت شيئا مما كنت أجد حتى انصرفت.
ملاحظة هامّة:
   قوله عليه السلام"الشراب الذي شربته فيه من طين قبور آبائي" دلالة واضحة على إستحباب التشافي بطين قبور الأئمة الطاهرين جميعاًنومما يؤسَفُ له أنَّه قد لعبت أيادي التحريف فحذفت جملة "من طين قبور آبائي" المثبتة والمدونة في كتاب الجواهر للشيخ محمّد حسن النجفي الذي نقلها عن كامل الزيارات وكذلك العبارة موجودة في الوسائل باب الحج الباب السبعون، لكنّ الذين طبعوا كامل الزيارات في إيران حذفوا هذه الجملة وأبدلوها بالجملة التالية: (بطين قبر جدي الحسين)، كما وجدنا تحريفاً آخر في كتاب "اللهوف على قتلى الطفوف" الذي حذف منه في الطبعة الإيرانية أنّ مولاتنا العقيلة زينب نطحت رأسها بالمحمل، وهي عبارة نقلها صاحب البحار عن إبن طاووس، لكنّ أيادي التحريف الخبيثة لا يعجبها بعض الأخبار التي تخلّ بموازين الوحدة، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون.
(الحديث الثاني)

حدثني محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار، عن جده علي ابن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا أبو عمرو شيخ من أهل الكوفة، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله ( عليه السلام )، قال: كنت بمكة ـ وذكر في حديثه ـ قلت: جعلت فداك اني رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحائر ليستشفون به هل في ذلك شئ مما يقولون من الشفاء، قال: قال: يستشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال، وكذلك قبر جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، وكذلك طين قبر الحسن وعلي ومحمد، فخذ منها، فإنها شفاء من كل سقم وجنة مما تخاف، ولا يعدلها شئ من الأشياء التي يستشفى بها الا الدعاء، وإنما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلة اليقين لمن يعالج بها، فاما من أيقن انها له شفاء إذا يعالج بها كفته بإذن الله من غيرها مما يعالج به، ويفسدها الشياطين والجن من أهل الكفر منهم يتمسحون بها، وما تمر بشئ الا شمها، وأما الشياطين وكفار الجن فإنهم يحسدون بني آدم عليها، فيتمسحون بها ليذهب عامة طيبها، ولا يخرج الطين من الحائر الا وقد استعد له ما لا يحصى منهم، وانه لفي يد صاحبها وهم يتمسحون بها، ولا يقدرون مع الملائكة ان يدخلوا الحائر، ولو كان من التربة شئ يسلم ما عولج به أحد الا برأ من ساعته. فإذا أخذتها فاكتمها وأكثر عليها من ذكر الله تعالى، وقد بلغني ان بعض من يأخذ من التربة شيئا يستخف به، حتى أن بعضهم ليطرحها في مخلاة الإبل والبغل والحمار وفي وعاء الطعام، وما يمسح به الأيدي من الطعام والخرج والجوالق، فكيف يستشفى به من هذا حاله عنده، ولكن القلب الذي ليس فيه يقين من المستخف بما فيه صلاحه يفسد عليه عمله.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلامٌ على حجج الله الطاهرين محمد وآله،والسلام عليكم.


 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=77
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28