• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : الإمام عليه السلام يعلم كل العلوم إلا ما استأثر الله تعالى به لنفسه .

الإمام عليه السلام يعلم كل العلوم إلا ما استأثر الله تعالى به لنفسه

الإسم:  *****
النص: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هل يعلم الامام عليه السلام كل علم الله عز و جل؟

و دمتم
 

الموضوع العقائدي: الإمام عليه السلام يعلم كل العلوم إلا ما استأثر الله تعالى به لنفسه .
بسمه تعالى

السلام عليكم 
     المعصوم عليه السلام من أئمة الهدى عليهم السلام يعلمون الكثير من علم الله تعالى لا أنهم يعلمون كل علمه تعالى وإلا لأحاطوا بعلمه في حين قال تعالى(ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء الله) فقد أشارت الآية أنهم يحيطون بشيء من علمه وليس كل علمه حتى علمه بذاته ..نعم يعلمون كل ما يتعلق بعوالم الوجود كلها الماضية والحاضرة والمستقبلية إلى أبد الآبدين، كما يعلمون بعامة صفاته إلا العلم بذاته، وهو ليس كثيراً بحقهم صلوات الله عليهم بمقتضى قولهم في الحديث المستفيض عن أمير المؤمنين والغمامين الباقر والصادق:« أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد امتحن الله قلبه بالإيمان» وفي تعبير آخر قال عليه السلام:« ان أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد ن امتحن الله قلبه للايمان لا يعى حديثنا الا حصون حصينة أو صدور أمينة أو أحلام رزينة..». 
 وبسند صحيح عن أبي الصامت : قال : قال أبو عبد الله سلام الله عليه - « حديثنا صعب مستصعب ، شريف كريم ، ذكوان [ ذكي] وعِر ، لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا مؤمن ممتحن  . قلت : فمن يحتمله جعلت فداك ؟ قال « من شئنا يا أبا الصامت«.
عن أبي الصامت قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن من حديثنا مالا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن قلت فمن يحتمله قال نحن نحتمله،  قال أبو الصامت : فظننت أن لله عبادا هم أفضل من هؤلاء الثلاثة .
 وعن سعد عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله الا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن ممتحن أو مدينة حصينة فإذا وقع أمرنا وجاء مهدينا كان الرجل من شيعتنا اجرى من ليث وأمضى من سنان يطاء عدونا برجليه ويضربه بكفيه وذلك عند نزول رحمة الله وفرجه على العباد .
 لقد ورد التعبير في هذه الأحاديث عن شيئين هما: أمرهم وأحاديثهم، وكلاهما صعب مستصعب على عامة الخلق إلا عن الثلاثة المذكورين في هذه الأحاديث بل ثمة أحاديث لا يمكن للمقربين الثلاثة أن يحتملوها، وذلك لأن نفي الاحتمال عن الثلاثة لعلَّه نفي لاحتمال أمرهم الخاصّ بهم ، فحديثهم الخاص بهم وهو تكليفهم الذي لم يكلَّف به أحد سواهم ، والذي احتمله الثلاثة الأصناف هو ما أُمروا بتكليفهم به وتحميلهم إيّاه .
 ويدلّ على ذلك ما رواه في ( البحار ) من كتاب السيد حسن بن كبش : بإسناده عن أبي بصير : قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « يا أبا محمّد : ، إنّ عندنا سرّاً من الله ، وعلماً من علم الله لا يحتمله ملك مقرّب ، ولا نبيّ مرسل ، ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان . والله ما كلَّف الله أحداً بحمل ذلك غيرنا ، ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا ، وإنّ عندنا سرّاً من سرّ الله وعلماً من علم الله ، أمرنا الله بتبليغه فبلَّغنا عن الله عزّ وجلّ ما أمرنا بتبليغه ، ما نجد له موضعاً ولا أهلًا ولا حملةً يحملونه ، حتّى خلق الله لذلك أقواماً خلقوا من طينة خلق منها محمَّد صلى الله عليه وآله : وذرّيّته ، ومن نور خلق الله منه محمَّداً صلى الله عليه وآله : وذرّيّته ، وصبغهم بفضل صبغ رحمته التي صبغ منها محمَّداً صلى الله عليه وآله : ، فبلَّغناهم عن الله عزّ وجلّ ما أُمرنا بتبليغه فقبلوه ، واحتملوا ذلك ، وبلغهم ذلك عنّا فقبلوه واحتملوه ، وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا ، فلولا أنّهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك ، ولا والله ما احتملوه..».
والخلاصة: إن أهل البيت عليهم السلام قد أعطاهم الله تعالى حقائق العلوم والمعارف  ولم يحجب عنهم شيئاً على الإطلاق إلا ما استأثر به نفسه، وهذا دلالة واضحة على أنهم لا يعلمون كلّ علم الله تعالى بحسب الظاهر وهو ما أشارت إليه الأخبار الصحيحة التي عرض الكليني قسماً منها في أصول الكافي تحت عنوان: ( ما أعطى الأئمة عليهم السلام من اسم الله الأعظم )  وهي التالي:
1 - محمد بن يحيى وغيره ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن محمد بن الفضيل قال : أخبرني شريس الوابشي ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
2 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد ، عن زكريا بن عمران القمي ، عن هارون بن الجهم ، عن رجل من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام لم أحفظ اسمه قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن عيسى ابن مريم عليه السلام أعطي حرفين كان يعمل بهما وأعطي موسى أربعة أحرف ، وأعطي إبراهيم ثمانية أحرف ، وأعطي نوح خمسة عشر حرفا ، وأعطي آدم خمسه وعشرين حرفا ، وإن الله تعالى جمع ذلك كله لمحمد صلى الله عليه وآله وإن اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا ، أعطى محمداً صلى الله عليه وآله اثنين وسبعين حرفاً وحجب عنه حرف واحد .
3 - الحسين بن محمد الأشعري ، عن معلى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبد الله ، عن علي بن محمد النوفلي ، عن أبي الحسن صاحب العسكر عليه السلام قال : سمعته يقول : اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون حرفا ، كان عند آصف حرف فتكلم به فانخرقت له الأرض فيما بينه وبين سبأ فتناول عرش بلقيس حتى صيره إلى سليمان ، ثم انبسطت الأرض في أقل من طرفه عين ، وعندنا منه اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب .
 تنبيه: قولهم عليهم السلام:" وحجب عنه حرف واحد" و" وحرف عند الله مستأثر به في علم الغيب" إشارة واضحة إلى أن ثمة علماً محجوباً عنهم عليهم السلام لم تفصح عنه هذه الأخبار ولعله العلم بكنه الله تعالى، وبهذا يتميز الخالق عن المخلوق....ولله تعالى في ذوات محمد وآله الأنوار شأناً عظيماً لا نفقه معناه نحن السفليون..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 

حررها العبد الفقير محمّد بن جميل حمّود العاملي
بيروت بتاريخ 16 جمادي الأولى 1435 هـ

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=912
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 03 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28