• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : ذبائح المخالفين .

ذبائح المخالفين

الموضوع:ذبائح المخالفين حرامٌ
 

بسمه تعالى
 

الذي نجده في اجابات الفقهاء ورجال الدين وكلماتهم، أنّك إذا كنت في بلد اسلامي فلا حاجة إلى ان تسأل عن الذبح لأن البلد اسلامي وبالتالي يكون الذبح اسلامي أما إذا عرفت ان الامر على العكس فحينها يحرم، ويجيزون الأكل من مطاعم المخالفين وما شابه وفي بيوتهم وغيرها طالم الذبح حسب الطريقة الاسلامية والفتاوي المعروفة، وفتواكم على العكس ... ماذا نفعل ؟؟ وكيف نعيش حياتنا؟ هكذا نكون في حرج من أمرنا.
 

والجواب

بسم الله الرحمان الرحيم
 

رأينا الفقهي طبقاً لما وصلنا من الدليل هو أنّ المخالفين نواصبٌّ ،والناصبيُّ لا تجوز ذبيحته ولا الأكل من طعامه الذي أعده بيديه ويستثنى من ذلك ما كان مصنوعاً عن طريق الآلات الحديثة التي نطمئن بعدم ملامسة أيديهم لما تصنعه تلك الماكينات المتطورة وبهذا يمكنك تناول الأطعمة التي ليس فيها لحوم أو شحوم من ذبائحهم والتي لم تُصنَع بأيديهم مباشرةً،وكذا يمكنك تناول غير اللحوم والشحوم من الأطعمة التي يصنعها بقية الكفار بواسطة الآلات الحديثة،وأما فتوى غيرنا ممن قال بجواز الأكل من ذبائحهم باعتبارهم ليسوا نواصب برأيهم فلا شأن لنا بها وبنظرنا سيتحملون عواقبها يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلبٍ سليم،ففتوانا أبرأ للذمة من فتواهم وذلك لأمرين عليك أن تعقلهما إن كنت من أهل الحجى والفهم وأنت كذلك بحمد الله تعالى:
(الأول): أنّ فقهاء المخالفين بأجمعهم لا يشترطون توجيه الذبيحة إلى القبلة بل لو وجهوها إلى المشرق أو المغرب حال الذبح فكافٍ ذلك في حليتها وطهارتها،في حين أنَّ ذلك محرّمٌ عندنا الشيعة الإماميّة بالإجماع والنص،ولو أنّ شيعياً ذبح عامداً على غير القبلة لكانت ذبيحته ميتة ونجسة،وقد أفتى بذلك فقهاؤكم الذين ترجعون إليهم في الأخذ منهم معالم دينكم،وأنا أسألك هل يجوز تحريم ذبيحة الشيعي لأنّه وجهها إلى غير القبلة ولا تحرم  ذبيحة المعاند المخالف لطريقة الشرع مع أنّهما يستويان في الذبح إلى غير القبلة؟!فهل يا تُرى يريد الله تعالى أن يعاقبنا لأننا شيعة في نفس الوقت الذي يريد فيه للعامي أن يكرمه فحلل له ما نقطع بحرمته؟؟!!حاشا لله أن يجعل دينه مسرحاً لأهواء المشرعين وميداناً لتشريعاتهم التي لم تبتنِ على الدليل الصحيح النابع من أصول الإستنباط السوّي وقوة اليقين!!!!!
(الثاني):دلت الأخبار الصحيحة بأنَّ تارك الولاية كافرٌ كفر جحود وإنكار ، وفي جملة منها أنَّه ناصبيٌّ بل ورد في بعضها أنَّ من نصب العداء للشيعة لكونهم موالين للأئمة الطاهرين(عليهم السلام)فهو ناصبيٌّ وفي بعضٍ آخر أنَّ من إعتقد بالجبت والطاغوت فهو ناصبيٌّ،  ومن كان بهذه الصفة فحكمه حكم النصارى واليهود بل هو أشرُّ منهما،فكما لا تجوز ذبيحة الكفار بشتى أصنافهم كذا لا تجوز ذبيحة التارك للولاية بطريقٍ أولى لكونه تاركاً لأهمِّ ركنٍ في الإسلام وهو إمامة الأئمة الطاهرين(عليهم السلام)،والأخبار الدالة على كفرهم مؤكدة لآية التبليغ في قوله تعالى:"يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته.."فمن لم يعتقد بولاة أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام)لم يعتقد بأصل الرسالة النبوية،وبالتالي فإنّ المنكر لهذه الولاية كيف يمكن أن تُقبل ذبيحته وتنكح نساؤه ويتزوّج من النساء الشيعيات؟؟!!..

والسلام عليكم.

العبد الشيخ محمَّد جميل حمُّود العاملي

بيروت

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=121
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 16