• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : هل كان صيام رمضان موجوداً أيام النبي موسى؟ .

هل كان صيام رمضان موجوداً أيام النبي موسى؟

هل كان صيام شهر رمضان موجوداً أيام النبيّ موسى؟

بسم الله الرحمن الرحيم
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في بحار الأنوار ج13 ، في مناجاة الله تعالى لنبي الله موسى عليه السلام -حديث طويل-: أن موسى عليه السلام قال : إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسباً ؟ قال : يا موسى أقيمه يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه، ما مدى اعتبار هذه الرواية؟ وهل يجوز الاعتقاد والأخذ والعمل بها؟ وفي الرواية ذكر صيام شهر رمضان فهل كان صيام شهر رمضان مفروضا في زمن موسى عليه السلام، إذ أنّ هناك من يردّ هذه الرواية بأكملها لمجرّد ورود صيام شهر رمضان في زمن موسى عليه السلام وأن ذلك لم يكن مفروضا وقتها؟ وهنا يأتي سؤال هل كان صيام شهر رمضان مفروضا في الأمم السابقة وما كيفيته وحكمه وقتها والاختلاف معنا مع ذكر روايات مؤيدة أو نافية؟

الجواب
 

بسمه تعالى
 

    الرّواية موافقة لكتاب الله تعالى وسُنّة نبيّه الكريم محمّد وآله الطّاهرين (عليهم السَّلام) ولا يجوز ردّها وذلك لأمرين:
(الأول): لكونها صحيحة سنداً،فقد رويت عن الأسدي عن سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسني عن مولانا الإمام أبي الحسن العسكري عليه السلام،ولا يجوز رد الخبر الصحيح إلاَّ إذا كان مخالفاً للكتاب أو الأخبار الأكثر إعتباراً منه،وليس ثمة ما يشير إلى مخالفته للكتاب بل العكس هو الصحيح،فإن الخبر متوافقٌ مع إطلاق الآية الكريمة في وجوب الصوم على عامة الأمم  ،كما أنَّه متوافقٌ مع الأخبار الأخرى أيضاً،ففي تفسير نور الثقلين /سورة البقرة الآية183عن الخصال عن أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام قال: جاء نفرٌ من اليهود إلى رسول الله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن قال:لأي شيء فرض الله الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوماً وفرض على الأمم أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله أن آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في باطنه ثلاثين يوماً ،ففرض الله على ذريته ثلاثين يوماً الجوع والعطش ،والذي يأكلونه تفضل من الله تعالى عليهم،وكذلك كان على آدم،ففرض الله تعالى ذلك على أمتي ثم تلا رسول الله هذه الآية﴿ كتب عليكم الصيام..﴾قال اليهودي:صدقت يا محمد.إنتهى.وهذه الرواية مقدَّمة على رواية حفص المروية في الفقيه للصدوق الدالة على أن الصيام إنما أوجبه الله تعالى على الأنبياء فقط دون أقوامهم../راجع تفسير نور الثقلين ج1ص162الآية 183من سورة البقرة/ وسبب تقديمنا لرواية الخصال على رواية حفص في كتاب الفقيه للصدوق أمران: أحدهما: أن الرواية ضعيفة بإسماعيل بن محمد في سندها،فهي من الأخبار الآحاد التي لا يجوز الإعتماد عليها في بيان الحكم الشرعي كإرتفاع الصوم عن الأمم السابقة،كما أنَّه لا يجوز تقديم الضعيف على الصحيح،وقد أشرنا أن رواية عبد العظيم الحسني صحيحة ومؤيدة بخبر الخصال مما ينقلب الخبر من مورد الخبر الواحد الثقة إلى الخبر المستفيض،وكلاهما حجة شرعية في إثبات الحكم الشرعي دون ما كان مرسلاً أو ضعيفاً فلا يجوز التعويل عليه في إثبات ذلك،وثانيهما:أن الآية الكريمة دلت على عموم الصوم على الأمم بلا إستثناء،ولم تخصص الصوم بالأنبياء فقط بل عممته على أممهم،وهذا يتنافى مع رواية حفص التي حصرت الصوم بالأنبياء فقط.
(الثاني):إن رواية عبد العظيم موافقة للكتاب الكريم الدال على وجوب الصوم على الأمم السالفة، كما أنَّها موافقة لبعض الأخبار الدالة على وجوب الصوم في شهر رمضان على غيرنا من الأمم كما هو واجبٌ علينا حسبما أشرنا آنفاً وعلى وجه التأكيد بخبر الخصال،فرد خبر عبد العظيم يستلزم رد الأخبار الأخرى المتوافقة معه في مضمونه ، والأمم السّابقة كانت تصوم مثلنا عن الطّعام والشّراب والحماع، نعم، ثمّة تفاصيل في صيامنا لم تكن موجودة في صيام الأمم السّابقة كرمس الرّأس في الماء وكحرمة البقاء على الجنابة إلى أنْ يطلع الفجر ؛ والدّليل على كلّ ذلك قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183].فما كُتِبَ علينا بالدرجة الأولى هو الصوم عن الطعام والشراب والجماع ،وهذه أمورٌ كانت مكتوبة على الأمم السابقة،وهي القدر المتيقن بين كلّ الشرائع والأديان،لكنَّ بعض التفاصيل في شريعتنا المقدَّسة لم تكن في شرائع غيرنا كما أشرنا آنفاً ،كما أنَّ ثمة بعض التفاصيل في الشرائع السابقة يظهر أنها خاصة بأنبياء تلك الفترة وغير جائزة في شرعنا كصمت زكريا ومريم عليهما السلام عن الكلام...

والسلام عليكم


 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=140
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28