السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف الحال شيخنا الجليل
جاء في الرواية:: وجدت بخطه عليه السلام مكتوبا على ظهر كتاب: قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية، ونورنا السبع الطرائق بأعلام الفتوة، فنحن ليوث الوغى، وغيوث الندى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الأجل، وأسباطنا خلفاء الدين وحلفاء اليقين، ومصابيح الأمم، ومفاتيح الكرم، فالكليم البس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة وشيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزاكية، صاروا لنا ردءا وصونا وعلى الظلمة إلبا وعونا، وسينفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام الطواوية والطواسين من السنين.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 75 - الصفحة 378.
سؤالي/هنا قال عليه السلام عن روح القدس (ذاق )ولم يقل (اكل)والحديقة تختلف عن البستان لأن الحديقة مسيجة اكيد ولها باب وباب هذه الحديقة هو امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
فعلم روح القدس قطرة من محيطهم عليهم السلام فهم خزان علم الله منذ القدم.
فهل يقصد المعصوم عندما لبسوا القالب البشري أصبح روح القدس منقاد لهم وتحت طوعهم لينفذ الاوامر وينتقل إلى المعصوم الاخر بعد نزع القالب البشري للمعصوم السابق.
***
القسم العقائدي: روح القدس تذوق اليسير من معارف آل محمد عليهم السلام فصار عظيماً.
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: المراد بروح القدس في الرواية الشريفة عن مولانا الإمام العسكري عليه السلام هو ملاك عظيم يسدد أئمتنا الطاهرون به شيعتهم الممحصين بالفتن والبلايا، فقد تذوق من معارفهم المقدسة في عالم الاول النوراني قبل خلق الأجساد العنصرية المادية، والتعبير بكلمة" تذوق أو ذاق" إشارة إلى أن قابليته للتلقي منهم هي قابلية ضيقة بالقياس الى قابلياتهم الكبرى التي لا يحتملها ملك مقرب ولا نبي مرسل، والتعبير بالحديقة دون البستان باعتبار ان الحديقة اعم من البستان في بعض النواحي اللغوية، وإن كانت الحديقة في الخبر الشريف هي نفسها البستان، فالبستان هو مكان ينبت فيه الزرع والشجر، بينما الحديقة هي بستان محاط بجدران تجمع فيه حيوانات وحشية، ولا يصح هنا أن نفسر الحديقة بالبستان الذي تجمع فيه الحيوانات، بل المناسب بمقتضى القرينة الداخلية في الخبر الشريف هي أن الحديقة هي البستان الذي فيه الزهور والثمار والفاكهة الطيبة، فروح القدس في باطن الجنان قد تلقي أنفسها وأطيبها، ولكن بشكل ضئيل،ولعلها السماء الرابعة( وهي الصاقورة) فقد كان هذا الملاك هناك وقد سمع منهم علوماً ومعارف راقية فأصبح من العارفين بهم والمستغرقين بهم حتى شرفه الله تعالى في أن يكون خادماً عندهم يلقي بالمعارف الى شيعتهم بأمرهم، والمراد بروح القدس هنا هو نفسه الوارد في سورة القدر ينزل على إمام الزمان ليأخذ الأوامر منه بحسب التكليف الواقعي المأمور به من عند الله تعالى حيث يلقيه الى إمام الزمان ليعطيه الى الملاك ليؤديه الى مستحقه، والحديث من الاحاديث العالية المضامين لا يسعنا المقام بيان النفائس التي يتضمنها وله مقام آخر، والله هو الهادي للرشاد.
العبد الفاني في الحجج الاطهار عليهم السلام
محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 11 ربيع الثاني 1440 هجري قمري.
|