• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : الفقه .
              • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .
                    • الموضوع : حكم من جامع زوجته عامداً في العمرة المفردة .

حكم من جامع زوجته عامداً في العمرة المفردة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
مسالة : هل هناك إجماع بين العلماء والمراجع الكرام  
من جامع امرأته عالما عامدا في العمرة المفردة قبل السعي.بطلت عمرته. ووجب عليه أن يقيم بمكة إلى شهر آخر؟
***
القسم الفقهي: حكم من جامع زوجته عامداً في العمرة المفردة.
بسمه تعالى
السلام عليكم
الجواب: ليس في المسألة إجماع على البقاء شهراً كاملاُ في مكة، بل الإجماع قائم على وجوب الكفارة والإعادة، والسبب الداعي للإختلاف في المدة المقررة للإعادة منشؤها هو رواية ابن ابي عمير عن أحمد بن أبي علي عن إمامنا المعظم أبي جعفر عليه السلام بقوله الشريف:"..وعليه أن يقيم بمكة حتى يدخل شهر آخر فيخرج الى بعض المواقيت فيحرم منه..". راجع الوسائل / كتاب الحج / أبواب كفارات الاستمتاع باب ١٢.
فقد فهموا من قوله الشريف "حتى يدخل شهر آخر.." هو البقاء شهر واحد حتى يمكنه الإعادة...وهو فهم خاطئ، بل المراد من قوله(حتى يدخل شهر آخر) هو دخول شهر ثانٍ بعد انتهاء الشهر الذي جامع المحرم فيه زوجته؛ فالخوئي والسيستاني تبعاً له - من دون تحقيق - ذهبا الى البقاء شهراً كاملاً وهو استنباط لا يتلائم مع فهم النص الشريف الواضح في كلمة (يدخل) اي بمعنى: يأتي شهر جديد، ولو كان المراد هو ما ذهب اليه الخوئي لكان قال الإمام عليه السلام هكذا( حتى يتم شهر آخر) والإمام عليه السلام سيد الفصحاء لا تنقصه حكمةٌ في البيان والتعبير، فثمة فرقٌ بين كلمة (يدخل) وبين كلمة( يتم) فمن أين جاؤوا بوجوب البقاء شهراً واحداً بعد الشهر الاول...؟! إن فهم كلام الائمة الاطهار يحتاج الى قلوب سليمة وصدور امينة وسليقة عربية عليمة بمعاني الالفاظ ومقاصدها...
وهناك نصوص تدعم ما أشرنا اليه - من النكتة البلاغية في اللغة العربية- كما في أخبار مستفيضة منها رواية مسمع عن مولانا الإمام المعظم الصادق عليه السلام قال:" في الرجل يعتمر عمرة مفردة ثم يطوف بالبيت طواف الفريضة قبل ان يسعى بين الصفا والمروة؟ قال: قد أفسد عمرته وعليه بدنة وعليه أن يقيم بمكة حتى يخرج الشهر الذي اعتمر فيه ثم يخرج الى الوقت الذي وقّته رسول الله لأهله فيحرم منه ويعتمر" . والمراد بالوقت الذي وقَّته رسول الله هو الميقات الذي حدده النبي للحجيج.
وبالجملة: من جامع زوجته في العمرة المفردة متعمداً يجب عليه إتمامها على الأحوط وجوباً عقلياً لا شرعياً، وعليه الكفارة ويجب عليه قضاؤها؛ والافضل أن تكون الإعادة بعد شهر وهو مبني على الاستحباب في كثرة العبادة، والافضلية هي خيرة أستاذنا الميرزا آية الله الغروي قدس سره.
والله هو الموفق للصواب بمعونة السادة الأطهار روحي لأنفسهم الفداء.
العبد الأحقر محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ ٢٣ رحب ١٤٤٠ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1675
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 17