• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : القَدَرُ المتيقّن في مُسلم بن عقيل أنّه معصوم بالعِصمة الصُّغرى .

القَدَرُ المتيقّن في مُسلم بن عقيل أنّه معصوم بالعِصمة الصُّغرى

 

السّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته.

سماحة المرجع الدّيني الولائي والآية في البراءة شيخَنا الشّيخ محمّد جميل حمّود العاملي روحي له الفداء

هل المولى سيّدنا مسلم بن عقيل وكيل وسفير الإمام الحسين عليه السّلام معصومٌ؟

واذا كان معصوماً، من أي قسم من العِصمة ؟

وماهي أدلّة العصمة ؟.

جزاكم الله خيرا

الشيخ *****

*****

القسم العقائدي:القَدَرُ المتيقّن في مُسلم بن عقيل أنّه معصوم بالعِصمة الصُّغرى.

بسمه تعالى

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته

الجواب: كان سيّدُنا مسلم بن عقيل عليه السّلام من الصفّ الثّاني من سادات آل محمّد عليهم السّلام، ولم نرَ في سيرتِه المباركة ما يوجب الإعتقاد بعدم عصمته الذّاتية - بالرّغم من أنّ عصمتَه الإكتسابيّة (على اقلّ تقدير) هي القَدَرُ المتيقنُ فيه والّتي يُعَبّر عنها ب(تالي المعصوم) كما اوضحناه في كتابنا الجديد" خاتمة الخواتم في مناقب المولى المعظَّم قمر بني هاشم عليه السّلام"- فإذا كان محمّد بن الحنفية ممّن لا سلطان لإبليس عليه حسب تعبير أحد أئمّة أهل الكساء بحقّه فلا غُبار ساعتئذٍ في أن لا يكون للشّيطان سُلطان على رجلٍ عظيمٍ كسيّدنا مسلم بن عقيل عليه السّلام والّذي بلغَ في المناقب ما لا يُمكِننا وصفُه، وليس معنى ذلك أنّنا قِسنا عصمة مسلم على عصمة ابن الحنفيّة...!! كلّا والف كلّا ! بل إنّنا نستدلُّ على عصمته الذّاتيّة  من الدّرجة الثّانية( العصمة الصُّغرى) بأمرين هما التّالي:

   ( الأمر الأوّل): نقاوة عقيدته وسيرته الطّاهرة، إذ إنّنا لم نجد في سيرته ما يدل على ارتكاب الذّنوب والخطايا ولو على مستوى المكروه فضلاً عن حرام واحد.

  (الأمر الثّاني): لا ريب في أنّ مسلم بن عقيل عليه السّلام من آل محمّد، وآل محمّد سلام الله عليهم لا يُقاس بهم أحدٌ من النّاس كما جاء في الخبر المستفيض، وآلُ محمّد في هذا الخبر على قسمين من العِصمة: أحدهما: العصمة الصُّغرى؛ وثانيهما: العصمة الكبرى، فالكبرى خاصة بالاوائل من آل محمّد، والصُّغرى خاصّة بأولادهم ومن سبقهم من اولاد وأحفاد سيّدنا أبي طالب عليه السّلام...ويُستثنى منهم: المولى المعظّم أبي الفضل العبّاس واخته الصّدّيقة الكبرى زينب عليهما السّلام باعتبار انّ عصمتهما من قسم العصمة الكبرى التي تضاهي عصمة الانبياء عليهم السّلام وقد فصّلنا القول في عصمتهما في بحوثنا الاخرى ككتاب: العصمة الكُبرى لِوَليّ الله العبّاس عليه السّلام وكتاب: الحقيقة الغرّاء في تفضيل الصديقة المبرى زينب الحوراء على مريم العذراء عليهما السّلام.

والخُلاصة: إن مَن لم يكن مذنباً طوال حياته وكان من آل محمّد عليهم السّلام، فلا ريبَ في صحّة نِسبة العِصمة اليه، وما ذهبنا اليه من العصمة سيكون  وقعُه قويّاً وصعباً على ذوي العقول الضّعيفة، وذلك لأنّ أمرَ آل محمّد صعبٌ مُستَصعَبٌ لا يحتمِله الّا مَلَكٌ مُقرّب او نبيّ مُرسَل أو عبدٌ امتحنَ الله قلبَه بالإيمان...! لقد ارسل الله الى النّاس في قُراهم ومدنهم مئة وأربعاً وعشرين ألف نبيّ واكثرهم لم يكونوا بمستوى المولى المعظّم مسلم بن عقيل عليه السّلام من حيثيّة اليقين والإخلاص والجهاد والطّاعة...ولم يتعجّب عالِمٌ من ذلك، ولكن إذا وصلت النّوبةُ الى آل محمّد نراهم تتكَهرب عقولُهم وترجف ركبُهم حينما يسمعون شيئاً من عصمة بعض أحفاد آل أبي طالب وعبد المطّلب عليهم السّلام، وما ذلك الّا الحسد واستصغار شأنهم...! فسبحان ربك ربّ العزّة عمّا يصفون والعاقبة للمتّقين.

والله وليّ المؤمنين.

العبد المترقّب/ محمد جميل حمُّود العاملي

بيروت بتاريخ ٣ ذي الحجة ١٤٤٠ هجري.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1747
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 10 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28