• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : هل يصح إطلاق لقب" إمام" على المولى وليّ الله أبي الفضل العباس سلام الله عليه؟ .

هل يصح إطلاق لقب" إمام" على المولى وليّ الله أبي الفضل العباس سلام الله عليه؟

 

القسم العقائدي: هل يصح إطلاق لقب" إمام" على المولى وليّ الله أبي الفضل العباس سلام الله عليه؟.
بسمه تعالى
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سادة الكائنات رسول الله واهل بيته الأطهار النجباء، ولعن الله تعالى ظالميهم والسالكين منهج أعدائهم الى قيام يوم الدين.
  سألنا أحد المؤمنين عن لقب" إمام" هل يصح إطلاقه على غير الأئمة الطاهرين عليهم السلام ؟وطلب منا أن نردَّ على شبهة حول إسقاط مصطلح( إمام) على المولى المعظم سيّدنا المبجّل أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي سلام الله عليهما ونحن بدورنا ارتأينا الرد المناسب ليكون حجّةً دامغة على مَن ألقى السمعَ وهو شهيدٌ...فنقول وبالله تبارك ذكره نستعين:
لا يجوز شرعاً إطلاق مصطلح( إمام) على سيِّدنا وليّ الله المعظَّم أبي الفضل العباس عليه السلام، وذلك للأمور الآتية:
( الأمر الاول): إن لقب"إمام" خاصٌ بالأئمة الأطهار عليهم السلام، حيث حددت الأخبارُ الشريفة عددَهم وأسماءَهم وهم إثنا عشر إماماً لا يزيدون ولا ينقصون، فمن زاد واحداً  فهو جاهل مقصّر في تحصيل المعارف الإلهية ولا يبعد كفره حسبما جاء في الأخبار عن اهل البيت عليهم السلام..ومن نقّص واحداً فهو بتريٌّ ناصبيٌّ...!!
( الأمر الثاني): ليس في نصوص الزيارات الخاصة بمولانا المولى المعظَّم أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين علي (سلام الله عليهما) ما يشير الى أنه عليه السلام إمام بالمعنى المصطلح عليه في علم الكلام(العقيدة)، نعم هو إمام بالمعنى اللغوي والمجازي الشائع، ونحن لا علاقة لنا في لقب إمام بالمعني اللغوي والمجازي في مقابل المعنى الحقيقي الإصطلاحي في علم العقيدة المستنبطة من الكتاب الكريم والسنّة النبوية والوَلَوية، فنحن غايتنا المعاني الإصطلاحية فقط لذا يجب علينا أن نسقط الألقاب الخاصة بالإمامة والنبوة بحسب المشرب العقدي لا المشرب اللغوي..نعم نأخذ بالمعنى اللغوي في حال اتفق مع المعنى الإصطلاحي العقدي، وهو بحث أصوليٌّ دار النقاش حوله في مبحث الألفاظ اللغوية ومعانيها هل هي- أي الألفاظ اللغوية- حجة بذاتها في مقابل الألفاظ والمعاني الشرعية أم لا...؟ والمتفق عليه هو عدم حجية المعنى اللغوي في مقابل المعنى الإصطلاحي الشرعي..وينظَّر له بلفظ " الصلاة" هل نحملها على معناها اللغوي وهو( الدعاء) أو نحملها على المعنى الشرعي؟ وعامة الفقهاء افتوا بحمل الصلاة على معناها الإصطلاحي وهي الصلاة المعروفة بالأركان والأجزاء الخاصة من القراءة والركوع والسجود وغيرها...ومسألة الإمامة من هذا القبيل لا بدّ من حملها على معناها الإصطلاحي لا اللغوي.. فتدبروا جيداً .
  (الأمر الثالث):لقد جرت السيرة العلمية - عند الفقهاء والعلماء المحصلين- وكذا السيرة العملية عند المتدينين على أن المولى وليّ الله العباس (سلام الله عليه) ليس إماماً ولم نعهد مِن فقيه أو عالم أنه خاطب سيّدنا المعظّم العباس أرواحنا له الفداء بلقب" إمام" منذ عصور أئمتنا الطاهرين عليهم السلام إلى يومنا هذا..اللهم إلا مِن فئة قليلة في زماننا هذا ينادونه بلقب إمام جهلاً منهم بمقام الأئمة الأطهار والنصوص الحاصرة لعددهم من دون زيادة ولا نقصان..وقد جاء في خبر كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثنى عشر (صفحة ٣٠٣ تحت عنوان" زيد بن علي لم يدّع الإمامة لنفسه) بإسناده الى المتوكل بن هارون إستغراب واستهجان يحيى بن زيد واستنكاره على المتوكل بن هارون الذي أطلق لقب (إمام) على زيد بن الإمام السجاد (عليهما السلام) قائلاً له:( يا عبد الله.. إن أبي لم يكن بإمام ولكن كان مِن سادات الكرام وزهادهم وكان من المجاهدين في سبيل الله..).
  من هذا النص نعلم أن إطلاق مصطلح" إمام" على غير المنصوص عليهم في الأخبار هو أمر مستهجن وغير جائز إسقاطه على غير المعصومين،بل ولا يجوز إسقاطه على معصوم لم تثبت إمامته بدليل شرعيٍّ معتبر..وقد فصّلنا هذه المسألة في بعض بحوثنا المنشورة في موقعنا المبارك( مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث).
والله تعالى هو العالم بحقائق الأمور.
بقلم عبد الحجّة القائم عليه السلام
محمّد جميل حمُّود العاملي
بيروت بتاريخ ٣ شعبان ١٤٤١ هجري قمري.

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=1827
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 06 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18