السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال: عندي طن من التمر ومر عليه عام ولم يباع وطن تمر بسنته اجمعتهم اي اصبح طنين من التمر قديم وجديد وكان مجموع المبلغ لكلاهما ٤٠٠ الف دينار ماهو خمسهما؟
القسم الفقهي: هل يُخمَّس التمر إذا بلغ النصاب أو يُزّكى؟
بسمه تعالى
الجواب: التمر من الغلات الأربعة التي يجب فيها الزكاة إذا بلغ النصاب مقدار : ٨٤٨ كيلو تقريباً.
وحيث إن السائل حفظه الله عنده طنان من التمر باعهما بأربعمائة ألف دينار وقد تعلق بهما حق الزكاة، فهنا يجب إخراج قيمة نصابي التمر، فزكاة كل نصاب هو العشر - أي ١٠ بالمئة - إذا سقي التمر بالماء الجاري كالانهار او سقي بماء المطر؛ وإذا سقي بالدلاء او المضخات أو النواعير وغيرها من وسائل الضخ المائي يجب إخراج ه بالمئة من نصف العشر - أي نصف العشر - فعشر النصاب إذا سقي التمر بالماء الجاري هو بحدود ٨٥ كيلو من التمر لكل طن واحد؛ ونصف العُشر فيما إذا سقي بالدلاء ومقداره: إثنان واربعون كيلو ونصف الكيلو...وزكاة الطنين هو: ١٧٠ كيلو من التمر، لأن المتوجب هو إخراح زكاة كلا النصابين وهما مجموع التمر خلال سنتين، فلكلّ طنٍّ عُشرُه مِن الزكاة أي ٨٥ كيلو غراماً؛ فيبلغ زكاة الطنين ١٧٠ كيلو غراماً؛ فالسائل مخيَّر بين أن يدفع الزكاة تمراً أو يدفع قيمتهما بالعملة العادية أو من غير النقدين من أي جنس كان، فيجوز للمالك أن يخرج من غير جنس الفريضة بالقيمة السوقية، ونستدل على ذلك بما جاء في صحيح البرقي قال: كتبت الى أبي جعفر الثاني عليه السلام هل يجوز أن أخرج عمّا يجب في الحرث من الحنطة او الشعير وما يجب على الذهب دراهم قيمته ما يسوى أم لا يجوز إلا أن يخرج من كل شيء ما فيه؟ فأجاب: أيُّما تيسر يخرج). وما أشار اليه الخبر - مِن تخيير المكلّف بين دفع العين من الزكاة وبين دفع قيمتها السوقية - إنّما هو من الأحكام الإرفاقية والتسهيلية على المكلّفين.. وبهذا قام الإجماع كما ذكر الشيخ الطوسي في الخلاف ووافقه على ذلك غيره من الفقهاء .
وإذا أراد التخميس - وهو أكثر من العشر - فيكون مقدار خمس الأربعمائة ألف دينار هو ثمانون ألف دينار؛ بينما مقدار زكاة المبلغ المرقوم أقل من ذلك ومقداره أربعون ألف دينار، لأن العشر أقل من الخمس كما أشرنا أعلاه..ولو زاد عن الواجب - والواجب في مفروض السؤال هو زكاة التمر - فلا مانع منه، كما لو أراد التخميس بدلاً من الزكاة...لكن لا يجعل ذلك على نحو التشريع، بل يجعل الزائد هبةً للفقراء صدقةً عن إمام الزمان عليه السلام..ومن تصدق عن إمامنا المفدّى المهدي القائم المنتظر أرواحنا له الفداء نمت أمواله أكثر وبارك الله تعالى فيها زيادة على بركتها الأولى، نور على نور...(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).
والله تعالى هو العالم
العبد الفقير محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ ١٤ ذي القعدة ١٤٤١ هجري قمري.
|