• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : هل السفراء الأربعة معصومين بالعصمة الصغرى؟ .

هل السفراء الأربعة معصومين بالعصمة الصغرى؟

بسمه تعالى


إلى : سماحة آية الله المرجع الديني الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية والدعاء لكم : شيخنا حفظكم المولى بالنسبة للسفراء الأربعة - رضوان الله عليهم - في زمن الغيبة الصغرى للإمام المعظم صاحب العصر والزمان الحجة ابن الحسن - صلوات الله وسلامه عليه - هل كانوا رضوان الله عليهم معصومين بالعصمة الصغرى ؟ أم لا ؟ فإن كان الجواب بنعم .. أرجو من سماحتكم توضيح المسألة لنا مع ذكر الأدلة.
خادمكم العبد الحقير الفقير
(.......................)

بسمه تعالى


الجواب :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إعتقادنا بالعصمة الصغرى أنها خاصة ببعض أولاد أمير المؤمنين ومولاتنا المعظمة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليهما السلام أمثال : الصدّيقة الصغرى مولاتنا زينب وأختها مولاتنا أم كلثوم والمولى سيِّدنا ومولانا العباس بن الإمام على (ع) وسيدنا القاسم ومولانا وسيِّدنا عليّ الأكبر والطفل الرضيع ورقية وسكينة ... فهؤلاء من أهل البيت بنصِّ ما ورد في الزيارة لمولانا علي الأكبر في ضمن زيارة أبيه الإمام الحسين عليه السلام في رجب وشعبان (اَلسَّلامُ عَلَيْكَ اَيُّهَا الصِّدّيقُ الطَّيِّبُ الزَّكِيُّ الْحَبيبُ الْمُقَرَّبُ وَابْنَ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهيد مُحْتَسِب وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، ما اَكْرَمَ مَقامَكَ وَاَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ، اَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ اللهُ سَعْيَكَ وَاَجْزَلَ ثَوابَكَ، وَاَلْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ الْعالِيَةِ، حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرفِ وَفِي الْغُرَفِ السّامِيَةِ كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَكَ مِنْ اَهْلِ الْبَيْتِ الَّذينَ اَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهيراً، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَرِضْوانُهُ، فَاشْفَعْ اَيُّهَا السَّيِّدُ الطّاهِرُ اِلى رَبِّكَ فِي حَطِّ الاَثْقالِ عَنْ ظَهْري وَتَخْفيفِها عَنّي وَارْحَمْ ذُلّي وَخُضُوعي لَكَ وَلِلسَّيِّدِ اَبيكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكُما) [1] فالألفاظ المذكورة في هذه الزيارة العظيمة تبيّن مدى عظمته عند الله تعالى وأنه من المعصومين المطهرين من كلّ ذنبٍ ودنس وجهل وكدورت الشيطان عليه اللعنة.. كما أن ذلك ثابت لمولاتنا زينب واختها ام كلثوم لكونهما من أهل البيت أيضاً لما ورد في الصحيح أن الله تعالى حرّم النار على ذرية السيدة المعظَّمة المطهَّرة الصدِّيقة الكبرى الزهراء البتول (صلوات ربي عليها وروحي فداءً لنعليها) والمقصود من تحريم ذريتها عن النار هو ذريتها المباشرين من رحمها الطاهرة - وليس جميع من ينتسب إليها بالقرابة النسبيَّة - وللقرائن الأخرى الدالة على طهارتهم والتي منها الأصل الذي هدانا الله تعالى إليه ولم يسبقنا إليه أحدٌ على الإطلاق، فله المنَّة والشكر وهو : أن الأصل في أولاد الصديقة الكبرى وزوجها أمير المؤمنين هو العصمة إلا ما أخرجه الدليل، اي أن القاعدة تقتضي بعصمة من ذكرنا حتى يأتينا دليلٌ قطعي يثبت العكس وهو مفقود ههنا،كما أن الأصل في أحفادها هو العصمة حتى يرد العكس، وأمّا مولانا أبي الفضل فلا ريب في عصمته الذاتية لأدلةٍ متعددة لسنا في فسحة لذكرها الآن.. فلها وقتٌ آخر بإذن الله تعالى .
ولنا في مستقبل الأيام بحث مفصّل بهذا الشأن ريثما ننتهي من بعض المعوقات التي تحول بيننا وبين التفرّغ للبحوث المتعلّقة بجزئيات العقيدة نسأله تعالى أن يذللها لنا ويرفعها عنا بمنّه وفضله ورحمته...
واما النواب الأربعة في زمن الغيبة الصغرى فليسوا معصومين (ع) بالعصمة الصغرى التي أشرنا إليها لكونها خاصة بأولاد الأئمة الاطهار ويراد منها العصمة الذاتية وليست العرضية الكسبية كما يميل إلى ذلك بعض العلماء كالسيد الشيرازي في كتابه عن العصمة الصغرى تبعاً للرأي الشائع في حوزة قم بأن العصمة الصغرى هي العصمة الإكتسابية وهو خطأ محض وقع فيه هؤلاء الأعلام، فالصحيح أن العصمة الصغرى هي نفس العصمة الذاتية الكبرى للأئمة والصديقة الكبرى مولاتنا فاطمة (صلَّى الله عليها وأهل بيتها الطاهرين) إلاّ أنّها عصمة صغرى بالقياس إلى العصمة الكبرى للأولياء العظام (ع) والعصمة الصغرى لهؤلاء العظام من أولاد الأئمة الأطهار (ع) هي كعصمة الأنبياء الذاتية وكعصمة مريم وأُمّنا حوّاء (ع) فإن عصمة هؤلاء عصمة ذاتية صغرى قياساً على العصمة الكبرى للأئمة والصّدّيقة الكبرى عليها السلام...
نعدكم بإذن الله تعالى التفرّغ للكشف عن حقيقة العصمة الصغرى والفرق بينها وبين العصمة الإكتسابية التي يحصّلها غير المعصوم (ع) مع أنّها لا تسمّى عصمة بالمعنى الاصطلاحي، لأنّ معنى أن يكون النبيُّ معصوماً او الولُّي معصوماً يستلزم أن لا تسبق عصمته المتأخرة ذنوبٌ متقدمة عليها حتى الذنوب الصغيرة، وهذا غير حاصل في غير أولاد الصّدّيقة الكبرى من زوجات أمير المؤمنين عليه السلام سوى مولانا أبي الفضل العباس عليه السلام ومن ذكرنا في الجواب... والسلام عليكم ورحمة الله .

حررها الراجي رضا مولاه وسيِّده الإمام المعظَّم بقيَّة الله الأعظم أرواحنا فداه عبده محمد جميل حمود العاملي – بيروت - 1ربيع الثاني 1432 هـ .

_________________________
الهوامش :
[1] وردت هذه الزيارة في : (مفاتيح الجنان) للشيخ عباس القمي، و (بحار الأنوار) للعلامة المجلسي، و (المزار) للشهيد الأول .


 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=242
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 12 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20