• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : كلمة - رأي - منفعة .
                    • الموضوع : رأينا بالفلسفة والفلاسفة والعرفان .

رأينا بالفلسفة والفلاسفة والعرفان

الإسم:  *****
النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سماحة المرجع الديني المجاهد العلامه المحقق اية الله الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله
وبعد فأنني اسأل الله سبحانه وتعالى ان يحفظكم ويرعاكم ويسدد في سبيل الله خطاكم وينصركم ويطيل في عمركم لخدمة دينه واعزاز عباده انه ولي التقدير وبالأجابة جدير واسال الله سبحانه لكم دوام التأييد والتسديد وان تكونوا على خير ما اتمناه لكم من الصحه والعافيه انه خير مأمول واكرم مسوؤل .
انا شخصياً معجب بجهودكم العلميه وابحاثكم القيمه في مختلف الجوانب الغقادية والفقهيه الأسلاميه بتحقيق وتدقيق وشموليه
شيخنا ومولانا اقبل اياديكم من بعد من ارض الانبياء والمرسلين والأئمه الطاهرين من عاصمة اول امام امير المؤمنين وأخر امام الأمام المهدي عج من الحوزة العلمية في النجف الاشرف
نحن معك ياشيخنا ومولانا المحترم ارواحنا فداك وانا احبك كثيراً في الله .
انا العبد الفقير الا رحمة ربه الراجي توفيقه وتسديده (***** )
عندي طلب من سماحتكم هو التفصيل في هذه المواضيع
س1 ما هو رأيكم بالفلسفة والعرفان ؟
س2 ما هو رأيكم بصدر المتألهين ؟
س3 ما معنى ( وحدة الموجود ) وما فرقها عن ( وحدة الوجود ) ؟
س4 ما هو موقفكم وابرز اشكالاتكم على الفلاسفة والعرفاء ؟

خادمكم وولدكم *****
النجف الاشرف عاصمة التشيع - العراق

 

الموضوع: رأينا بالفلسفة والفلاسفة والعرفان


بسمه تعالى


السلام عليكم شيخنا الكريم.... ورحمته وبركاته
نتمنى لكم الموفقية الدائمة والسداد وخدمة المولى المعظم سيدنا بقية الله الأعظم أرواحنا فداه وها نحن نجيبكم على أسئلتكم الكريمة بعونه تعالى وفضل صاحب الزمان عليه السلام.

 

أما سؤالكم الأول وهو: ما رأينا بالفلسفة والعرفان ؟
     الجواب:
نحن لا نختار إلا ما اختاره أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام وانتخبوه لنا، وحيث قد ورد العديد من الأخبار الشريفة ــ الذامة والقادحة بالفلسفة والفلاسفة ــ الصادرة من مشكاة الولاية والعصمة والإمامة الطاهرة صلوات الله عليهم وبالتالي فليس لنا إختيار في مقابل إختيارهم ولا رأي في مقابل رأيهم الشريف، لذا فإننا نكره الفلسفة والمتفلسفين على الدين ومعالمه وإنْ كنا في سالف أيامنا قضينا شطراً لا بأس به من عمرنا في تتبع آرائها والخوض العميق فيها فلم نجد إلا الحسرة والندامة ..نعم اليسير من الفلسفة المدلول عليها في أحكام العقول لا غنى لنا عنها باعتبارها من أحكام العقول السليمة التي قامت الضرورة العقلية على إثباتها، فلا الإنكباب المطلق على الفلسفة مطلوب ولا إنكارها بالمطلق مرغوب بل أمر بين أمرين فهو الجادة الوسطى والنمرقة الكبرى.
   خلاصة الأمر: إن الفلسفة المبغوضة لدى الشارع المقدَّس هي التي تتكأ على العقل في فهم الأحكام الشرعية من دون التسليم لله تعالى والحجج الطاهرين عليهم السلام، فالهبادات أمور تعبدية لا مسرح للعقل فيها كما أن التوصليات كالمعاملات لا يمكن الركون على العقل بمعرفتها من دون الإستعانة بالشرع، وبالتالي فإن العقل لا يدرك كل شيء كما لا يجوز تصديق الفلاسفة في كل ما يقولون ويعتقدون من عقائد فاسدة كنفيهم للعلم الجزئي لله تعالى وشبهة الآكل والمأكول ووحدة الوجود وغيرها من المقولات الفاسدة التي قامت البراهين الكلامية العقلية عندنا نحن معشر الإمامية على بطلانها وفسادها..ونحن ننصحكم بمراجعة كتاب " الإثنا عشرية في الرد على الصوفية" للمحدِّث الحر العاملي فقد أورد فيها الأخبار الكثيرة الصادرة عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام تذم الفلسفة وأتباعها لا سيّما في آخر الزمان وهو زماننا الحاضر حيث نرى يومياً العديد من طلبة العلوم الدينية وغيرهم من المعممين قد انحرفوا عن جادة الصواب والتسليم لأخبار الشريعة فبتنا لا نسمع إلا الإنكار للأخبار بحجة حكومة العقل على الأخبار، فكل خبر لا يتوافق مع عقولهم يرفضونه بل ويكفرون من يعتقد به وينعتونه بالإخباري أو الحشوي مع أن مصطلح الحشوي أو الإخباري لا يصدق على من يأخذ بالأخبار الصحيحة المتوافقة مع الكتاب الكريم والسنة القطعية...ونحن نروي لكم رواية واحدة من مجموع روايات كثيرة عرضها المحدث العاملي أعلى الله مقامه الشريف في كتابه المذكور ص33في الباب الثاني في إبطال الصوفية، وهي رواية نقلها عن الشيخ الأردبيلي في حديق الشيعة عن السيد المرتضى رحمه الله تعالى والشيخ المفيد رحمه الله تعالى بأسناده إلى مولانا الإمام العسكري صلوات الله عليه وعلى ولده المعظم الحجة بن الحسن عليهما السلام قال لأبي هاشم الجعفري:" يا أبا هاشم سيأتي على الناس زمان وجوههم ضاحكة مستبشرة وقلوبهم مظلمة منكدرة، السنَّة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنّة، المؤمن بينهم محقَّر والفاسق بينهم موقر، أمراؤهم جاهلون جائرون وعلماؤهم في أبواب الظلمة سائرون، أغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء، وأصاغرهم يتقدمون على الكبراء، كل جاهل عندهم خبير وكل محيل عندهم فقير، لا يميزون بين المخلص والمرتاب ولا يعرفون الضأن من الذئاب، علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض لأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف، وأيم اللهِ غنهم من أهل العدول والتحرف، يبالغون في حبّ مخالفينا ويضلون شيعتنا وموالينا، وإن نالوا منصباً لم يشبعوا من الرشا وإن خذلوا عبدوا الله على الياء لأنهم قطاع طريق المؤمنين والدعاة إلى نحلة الملحدين، فمن أدركهم فليحذرهم وليصن دينه وإيمانه، ثم قال عليه السلام:" يا أبا هاشم بهذا حدثني أبي عن آبائه عن جعفر بن محمد عليهما السلام وهو من أسرارنا فاكتمه إلا عن أهله". إنتهى كلامه عليه السلام.
 فلو تدبرتم بها ــ وأنتم بحمد الله تعالى من الأفاضل المتدبرين ـــ لوجدتم بغيتكم وحصلتم على مرادكم من سؤالنا عن الفلسفة والفلاسفة الذين يقفون في الثغر المقابل لشريعة نبينا الأعظم وآله المطهرين عليهم السلام فلا يجوز الركون إليه ولا الإعتماد عليها ولا يجوز تصديق دعاتها في اباطيلهم وهرطقاتهم التي لو عددناها لكم لمللتم وعنا أعرضتم ولأصابكم القرح ودخل على قلبكم المبارك الهم والغم، ولكن ما أجادت به الرواية الشريفة كافٍ ووافٍ في بيان ذمها وخسران أصحابها...ولا يفترق العرفن عنها بشيءٍ على الإطلاق لأنه فرع من الفلسفة فلا خير فيه ولسنا بحاجة إلى عرفان الفلاسفة ما دمنا نملك كنوزاً من معارف أهل البيت عليهم السلام فهم معدن العلم والحكمة والعرفان.
 

وأما سؤالكم الثاني والثالث: ما هو رأينا بصدر المتألهين ؟..وما معنى ( وحدة الموجود ) وما فرقها عن ( وحدة الوجود ). 

     فجوابنا عليه قد فصّلناه في بعض ردودنا الموجودة على الموقع فلتراجع ولكننا لا نبخل عليكم بإختصارها وهي: أن ملا صدرا رجل من أعمدة الفلاسفة الذين خاضوا فيها حتى العظم ثم نبذها في آخر حياته، وكتابه الحكمة المتعالية مليء بأقوال الفلاسفة التي يشيب لها الصغير ويهرم عليها الكبير فلا تغني ولا تسمن من جوع سوى بعضاً منها تصب في خانة الشرع، ولكن ما غلب كثيره لا خير فيه، ولملا صدرا لديه شطحة وحدة الوجود التي اختلف في تفسيرها عنه الكثير من العلماء الأعلام، ونحن مطمئنين ببطلانها من أساسها مهما كان نوعها، لأنه أخذها من محي الدين العربي والشيخ عزيز النسفي وعبد الرزاق الكاشي، فهؤلاء قائلون بوحدة الوجود التي تعني أن كلَّ موجود فهو الله تعالى أو سارٍ في الله تعالى والعياذ بالله تعالى من شطحات الأقلام وزلات الألسن ... فوحدة الوجود تعادل وحدة الموجود أي أن الموجود متحد مع الموجد وهو الباري تبارك شأنه، فإن كان يقصد بالوحدة أنه لا إثنينية بين الموجد والموجود فقد شطّ عن الحقّ إذ لا وحدة بينهما لأن سنخية المخلوق تختلف عن سنخية الخالق فكيف يكونان واحداً إلا على مبنى النصارى بوحدة الأقانين الثلاثة: الأب والإبن وروح القدس، وإن كان يقصد التباين بين الموجود والموجد فلا وحدة في البين فلا يجوز إطلاق مصطلح الوحدة بينهما، إلا على نحو الوحدة النوعية التي تعني تفرع الموجود عن الموجد من باب تفرع المعلول عن العلَّة وهو ما كان يجب التنبيه عليه من خلال نصب القرائن على هذا المعنى وهو ما لم يحصل منه بحسب الظاهر، وإن لم يقصد الإثنينية فلماذا لم ينصب قرينة على مقصوده حتى لا يلتبس الأمر على العلماء فضلاً عن العوام؟!..
 

 وأما سؤالكم الرابع الكريم :عن  موقفنا وابرز اشكالاتنا على الفلاسفة والعرفاء ؟

     فجوابنا عليه قد عرفتموه من خلال عرضنا المتقدم وهو بإختصار أن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام نهونا عن الإنقياد للفلسفة التي تحكِّم العقل في الشرعيات والتعبديات بحيث ترفض كل ما لا يتوافق معها، مع أن ذلك من إختصاص الشارع المقدس فلا مجال لإعطاء الرأي فيها بل وفي التوصليات أيضاً التي لا مسرح للعقل في إكتشافها والخوض فيها، ونحن نلتزم بما أمرونا به عليهم السلام كما أننا نرى الإعوجاج الواضح على ألسنة الفلاسفة المسلمين في كثيرٍ من اقوالهم وأفعالهم التي جعلوها حاكمة على الشرع المبين وأحكام سيد المرسلين محمد وآل بيته المطهرين عليهم السلام، والله تعالى حسبنا ونعم الوكيل ...والسلام عليكم.
 

والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=272
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 01 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19