الإسم:  *****
النص:السلام عليكم

سماحة الشيخ هل يمكن ان يحكم النبي صلى الله عليه واله في القضاء بأن يعطي شخصا مالا ليس له واقعا وفق يمين او بينة ؟
وهل يمكن أن يكون علم المعصوم العادي (هكذا سماه احد العلماء ) مخالفا للواقع ؟

الموضوع: المعصوم عليه السلام لا يقضي إلا بالحق والعدل الواقعي

بسمه تعالى
 

السلام عليكم
 

     المعصوم عليه السلام لا يقضي بغير الواقع لأن الحكم بغير الواقع يستلزم إيقاع المكلَّفين بالغرر والقبيح ولأن المطلوب في جميع التكاليف ـــ لا في القضاء فقط ـــ هو الواقع بحقيقته، من هنا عندما يقال:" أشهد وأقضي" معناه أني أشهد بالواقع وأقضي بالواقع إلا أن يقوم الدليل على أنه ليس للقاضي أن يحكم بالواقع بل بشهادة الشهود حتى لو خالفت الواقع، وليس لهذا الدليل عينٌ ولا أثر في الشريعة لأنه يصادم المنطق والبرهان العقلي بل قام الدليل من الكتاب والسنة على أن القاضي عليه أن يحكم بالواقع أولاً وقبل كلّ شيء.. هذا كله في القاضي العادي فكيف إذا كان هذا القاضي هو المعصوم عليه السلام الذي يتأكد عليه العمل بمقتضى الواقع لا التنظير إليه ومخالفته وهو خلاف التطهير الذي اقترن به كمعصوم نقيّ السريرة وطاهر القلب ومأمور من عند الله تعالى لا يعمل إلا بأمره ونهيه..ودعوى أن النبيَّ صلى الله عليه وآله من الممكن أن يعطي مالاً لشخصٍ آخر ليس له...هي دعوى باطلة لإستلزامها الظلم على صاحب الحق ما يعني إنتزاع الحق منه وإعطائه للظالم وهو خلاف موازين العدل والحق..كما تبطل دعوى أن يكون علم المعصوم العادي مخالفاً للواقع بل هو علم ظاهري يتوافق مع الواقع لا أنه منفصل عنه كما أراد من أشرتم إليه من بعض العلماء ..!! فحينما يقضي المعصوم عليه السلام بالبينات الظاهرية لا بدَّ أن يتطابق قضاؤه الظاهري مع الواقع والحقّ لا أن يكون مخالفاً له فيتخالف الظاهر مع الواقع وهو خلاف الغاية من كون التكاليف موصلة للواقع..!.والسلام عليكم.
 

العبد الفاني محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 12 ربيع الأول 1433هــ