• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أفضل من الأنبياء وعلاج الخبر الدال على أفضليتهم عليه .

أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أفضل من الأنبياء وعلاج الخبر الدال على أفضليتهم عليه

الإسم:  *****
النص: شيخنا المجاهد والهزبر الذائد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفاض الله علينا ببركة آله الاطهار الابرار فنهلنا زلال الماء من كتابكم الموسوم بشبهة الإلقاء فوجدناه ريا رويا سائغا للقلوب الحرى والأكباد العطشى فلله دركم وعليه اجركم ..
وقد اعترضنا مطلب رجوناكم فيه لكشف الظلمة ورفع العتمة،
فقد نقلتم رواية في المجلد الثاني من هذا الكتاب المستطاب الصفحة 167 الحديث 6 عن بصائر الدرجات الكبرى ونصّه :
حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عمرو، عن عبدالله بن وليد السمان قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا عبدالله، ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى عليهم السلام ؟ قال : جعلت فداك وعن اي حالات تسألني ؟ قال : أسألك عن العلم فأما الفضل فهم سواء. قال : قلت : جعلت فداك ! فما عسى أقول فيهم ؟ فقال : هو والله أعلم منهما . ثم قال : يا عبدالله، أليس يقولون إنّ لعلي عليه السلام ما للرسول من العلم ؟ قال : قلت : بلى . قال : فخاصمهم فيه . إن الله تبارك وتعالى قال لموسى \" وكتبنا له في الالواح من كل شيء \" فأعلمنا أنه لم يبين له الأمر كلّه . وقال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله \" وجئنا بك على هؤلاء شهيداً \" و \" نزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل
شيء \" . انتهى
المقصود قوله روحي فداه : فأما الفضل فهم سواء . !!
والضمير يرجع الى المولى امير المؤمنين عليه السلام والنبيين موسى وعيسى، والتلويح يغني عن التصريح ، فأفيدونا مأجورين
وسلام من الرحمٰن نحو جنابكم .. فإن سلامي لا يليق ببابكم
ابنكم وخادمكم ***** الفقير الجاني والاسير الفاني
***** ..
 

الموضوع: أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أفضل من الأنبياء وعلاج الخبر الدال على أفضليتهم عليه.

بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمته وبركاته
     الرواية بحسب الظاهر صحيحة سنداً ولكن الدلالة مخالفة لعمومات الكتاب الكريم والأخبار الكثيرة ــ التي فاقت التوتر بمرات ــ الدالة على أفضلية النبيّ وأهل بيته الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين على عامة الأنبياء والمرسلين وملائكته المقربين، فالكتاب لم يفصح عن الطهارة المطلقة بحقّ نبيٍّ أو وليٍّ ولكنه أطلقها على النبيّ الأكرم وآله المطهرين بقوله تعالى في آية التطهير﴿ ويطهركم تطهيراً﴾ فلا يسبقهم بالطهارة المطلقة أحد من الخلق ولن يلحقهم لاحق إلى أبد الآبدين ، كما أن آية المباهلة التي قرنت نفسَ أمير المؤمنين وسيِّد الموحدين وإمام المتقين مولانا المعظم عليّ بن أبي طالب عليهما السلام بنفس رسول الله الأعظم صلى الله عليه وآله، وحيث إن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله أفضل من عامة الأنبياء والمرسلين، فلا ريب أن يكون لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام نفس المنزلة التي لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله، فيكون أفضل من نبيي الله موسى وعيسى عليهما السلام، بالإضافة إلى الأخبار الأخرى الدالة على أفضلية أمير المؤمنين عليّ عليه السلام على عامة الأنبياء والمرسلين، فهذا الخبر من تلكم الأخبار التي تبخس من أفضلية أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله على عامة المرسلين، في حين أن الله تعالى أخذ مواثيق الأنبياء والمرسلين على الإعتقاد بولايته والإقرار بفضله الكبير عليهم بل جاء في بعضها أنه لولا ولاية أمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين عليهما السلام ما تكاملت نبوة نبيّ، فكيف يكون أمير المؤمنين عليٌّ صلى الله عليه وآله مساوياً بالفضل معهم وقد أخذ الميثاق عليهم بولايته..؟؟! وهل يعقل أخْذُ الميثاق بالولاية للمساوٍ..؟! أليس هذا ترجيحاً بلا مرجح وهو قبيح عقلاً ونقلاً..؟!! كلُّ هذه الأدلة الإجمالية كافية في دفع الخبر المذكور الشاذ من حيث دلالته على المطلوب، ولا يجوز الركون إليه في مقابل العمومات في الكتاب والسنَّة الشريفين ،نعم يمكن حمل الخبر على التساوي في مورد العصمة عن الذنوب والخطايا دون ترك الأولى وهو غير بعيد بحسب الظاهر. 
  إن قيل: لعلَّ المراد بالفضل في الخبر هو الفضل في العصمة بمعنى أن مولانا الإمام المعظم أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله والنبيين موسى وعيسى عليهم السلام يتساوون في ماهية العصمة أي في حقيقتها، والمراد من حقيقتها أو ماهيتها هو السبب الداعي إليها هل هو التقوى أو العلم بمثالب المعاصي أو أن الداعي هو الحب والأنس بالله تعالى وعشقه ..؟.
قلنا: إن الإطلاق في آية التطهير ينفي الإحتمال المذكور، كما أن السبب الداعي بشقيه الاولَين يرد عليهما إيرادات متعددة قد ذكرنا قسماً منها في كتابنا الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية/ الجزء الأول ــ الباب الثاني عشر /عقيدتنا في عصمة الأنبياء ص 577 ، ولا نعيدها ههنا، وأما الشق الثالث من دواعي العصمة فيمكن القول بأنهم سواء في الجملة أي في القدر الواجب من العصمة إلا أن النبيَّ وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام  قد وصلوا إلى أعلى مراتب الأنس والعشق بحيث تشمل عصمتهم عامة الموارد المتعلقة بالعصمة كترك الأولى والمباح، بدليل التطهير المطلق وإصطفائهم على عامة الأنبياء لما اتصفوا به من معرفة المستلزمة للعشق الإلهي، ولأن تساويهم بالعشق ينافي الإطلاق بتطهيرهم في آية التطهير، ويؤيده ما ورد في زيارة آل ياسين على صاحبها مولانا الإمام المعظم بقية الله القائم آلاف التحية والسلام قوله عليه السلام: ( لا حبيب إلا هو وأهله) فقد دلت النكرة في سياق النفي ــ كما في علم الأصول ــ على العموم الشامل لعامة مراتب المحبة، حيث أفادت الفقرة الشريفة نفي المحبة التامة لله تعالى عن عامة الخلق إلا عن رسول الله وأهل بيته المطهرين عليهم السلام، فلم يصل أحدٌ من الخلق إلى المحبة الكاملة لله تعالى ــ لا نبيٌّ مرسل ولا ملك مقرب ــ إلى ما وصل إليه آل الله محمد وأهل بيته المطهرين عليهم السلام، وهكذا قول مولانا المعظم الإمام الهادي عليه السلام في الزيارة الجامعة الشريفة: ( والمستقرين في أمر الله والتامين في محبة الله ) حيث دلت الفقرة الشريفة على أن آل الله تعالى هم التامون في محبة الله تبارك اسمه ومن سواهم ناقص في محبته تبارك شأنه، من هنا جعلهم خزائنه المطلقة وأعطاهم الولاية الكبرى كما في قوله تعالى﴿ إنما وليّكم الله ورسوله والذين آمنوا..﴾ وهو ما يؤكده الخبر الذي بلغ حد الإستفاضة بألفاظ مختلفة قولهم الشريف: ( أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب ولا نبيٌّ مرسل ولا عبد امتحن الله قلبه بالإيمان..قيل من يحتمله يا بن رسول الله ؟ قال: نحن نحتمله..). 
  وبالجملة: لا يعلو على آل الله تعالى أحد من العالمين كما قال أمير المؤمنين وإمام المتقين عليٌّ عليه السلام:" نحن أهل بيتٍ لا يقاسُ بنا أحد من الناس" وقال مولانا الإمام الهادي عليه السلام في زيارة الجامعة الكبيرة المطهرة:" آتاكم الله ما لم يؤتِ أحداً من العالمين، طأطأ كل شريف لشرفكم.... وذل كلُّ شيءٍ لكم واشرقت الأرض بنوركم...) فسبحان من خلقهم وفضلهم على العالمين ولعن الله تعالى أعداءهم والمبغضين لهم ولشيعتهم المتقين المرابطين على الثغر الذي يلي إبليس وجنوده، وصلى الله عليهم أجمعين لا سيما قائمهم المعظم صاحب العصر والزمان ووليّ الأمر أرواحنا فداه..والسلام عليك أيها السيد الفاضل والتقي الصالح ورحمته وبركاته.
 

 فقير عتباتهم المقدَّسة عبدهم/محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 29 ربيع الثاني 1433هــ .

 

 


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=329
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29