الإسم: *****
النص: السلام عليكم
1-هل غسل الوجه باليمنى مستحب كوضع الاناء على اليمين حين الوضوء أم غسل الوجه باليمنى عمل جائز لا استحباب فيه ؟
2-ما حكم وضوء من يتعمد عالما في خلط رطوبة و بلل مسح الرأس برطوبة و بلل الجبهة ، قد أخبر هذا الشخص من قبل المؤمنين انه حين مسح الرأس لابد أن ينتهي المسح عند قصاص الشعر المتصل بالجبهة ؟
3-ما حكم وضوء من يخلط رطوبة و بلل مسح الرأس برطوبة و بلل الجبهة جهلا ؟
الشيخ *****
2012\\4\\4
الموضوع: فتاوى فقهية في أحكام غسل الوجه..
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمته وبركاته
نتمنى لجناب العلامة الفاضل... كمال الصحة والعافية والتسدسد الدائم والتوفيق المستمر وأن يمن عليكم باليقين ومصاحبة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وبعد....
جوابنا على سؤالكم الأول: غسل الوجه باليد اليمنى عمل مستحب شرعاً لأمرين:
الأول: أنه عمل دل عليه الإجماع القطعي وسيرة المتشرعة والمتدينين القائمة على غسل الوجه باليد اليمنى، وهي سيرة متصلة بسيرة أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام ما يعني إستحباب الغسل باليمنى ولولا الإطلاقات الواردة في مقام البيان الدالة على صحة الغسل باليدين لكنا قلنا بوجوب الغسل باليمنى ولكنَّ الإطلاقات دلت على صحة الغسل بكلا اليدين وإن كان الأفضل والأحسن هو غسل الوجه باليمنى للسيرة والإجماع ولما جاء في الأخبار من تقديم اليد اليمنى على اليسرى في غسل الوجه.
الثاني: الأخبار الدالة على إستحباب غسل الوجه باليد اليمنى، ويكفي في إثباته ما جاء في الوضوءات البيانية الواردة عن رسول الله وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام والتي منها ما ورد في صحيحة زرارة قال: قال الإمام أبو جعفر عليه السلام:ألا أحكي لكم وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقلنا: بلى، فدعا بقعبٍ ــ أي إناء ــ فيه شيءٌ من ماء فوضعه بين يديه ثمَّ حسر عن ذراعيه ثم غمس فيه كفه اليمنى ثم قال: هكذا إذا كانت الكف طاهرة ثم غرف ملاها ماء فوضعها على جبهته ثم قال : بسم الله وسدله على أطراف لحيته ثم أمرَّ يده على وجهه وظاهر جبهته مرة واحدة ثم غمس يده اليسرى فغرف بها ملأها ثم وضعه على مرفقه اليمنى فأمرَّ كفّه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه ثم غرف بيمينه ملأها فوضعه على مرفقه اليسرى فأمرَّ كفه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه ومسحم قدَّم رأسه وظهر قدميه ببلة.يساره وبقية بلة يمناه..." . فذيل الرواية وإن كان يقدم مسح اليسرى على اليمنى ولكن الأخبار الأخرى توجب تقديم مسح اليمنى باليد اليمنى والرجل اليسرى باليد اليسرى يرجى الإنتباه جيداً... المصدر: وسائل الشيعة باب 15 من أبواب الوضوء الخبر الثاني.
فها الخبر وأمثاله يدل على إستحباب غسل الوجه باليد اليمنى بقرينة الأخبار الأخرى الدالة على جواز الغسل بكلا اليدين ولكن الخبر المذكور قيدها باليمنى فيكون الغسل بها مستحباً مؤكداً ولولا الإطلاقات في الأخبار الأخرى لكنا قلنا بوجوب الغسل باليمنى ولكنها صرفتنا إلى الإستحباب بضميمة الإجماع والسيرة، بالإضافة إلى ما ورد عنهم قولهم:" إن الله يحب التيامن في كل شيء" وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وآله:" إنه كان يعجبه التيامن في طهوره وفعله وشأنه كله".... ولا يعني بقوله" كل شيء" حتى الإستبراء من البول والإستنجاء من الغائط لكن الإستبراء من البول والتمسح من الغائط يكره في اليمنى ويستحب في اليسرى، ونحن نقول بطهارة النبيّ وآله من حدث البول والغائط والمني والدم وقد فصلنا ذلك في كتابنا القيم الموسوم بــ" أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد" سننشره قريباً على موقعنا بإذن الله تعالى وإذن حججه الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.... فأرجوا التأمل فأنتم من أهل الفضل ولله الحمد.
جوابنا على سؤالكم الثاني: كل من تعمد مزج بلل الجبهة على يده اليمنى التي يمسح بها على رأسه فقد ابطل وضوءه،وذلكلأن مسح الرجل اليمنى يجب أن يكون ببلل اليمنى من دون إضافة بلل جديد على يده من الجبهة، وحيث أن المتعمد بمسح رأسه إلى ما بعد قصاص الشعر فقد حصل بسبب ذلك إمتزاج بلل جديد من الجبهة على اليد اليمنى ما يستلزم بطلان وضوئه بسبب حصول بلل جديد من الجبهة وهو مبطل للوضوء.
جوابنا على سؤالكم الثالث: من مزج أو خلط بلل مسح الرأس برطوبة و بلل الجبهة جهلا بالحكم بالجهل التقصيري لا القصوري فوضوؤه باطل على الأقوى عندنان وذلك لأن من كان قادراً على السؤال ولم يسأل فهو جاهل مقصّر ــ أي أنه قصّر في البحث والسؤال عن أحكام الوضوء ـــ والجهل المقصّر بمنزلة المتعمد بخلاف الجاهل القاصر وهو من لم يتمكن من السؤال لعدم وجود علماء أو متدينون يسألهم عن معالم دينه وأحكام وضوئه أو أنه كان بعيداً عن بلاده كما لو كان في بلاد لا يوجد فيها مؤمنون أو علماء ليسألهم عن أحكام وضوئه..وحيث إن من ورد في سؤالكم جاهل مقصر فيجب حينئذ إعادة وضوئه وصلاته باعتبار أن من بطل وضوؤه بطلت صلاته التي صلاها بذاك الوضوء..والله تعالى العالم والحمد لله والسلام على رسول الله واهل بيته المطهرين عليهم السلام ، والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
العبد محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 22 جمادى الأولى 1433هــ.
|