• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .
              • القسم الفرعي : شبهات وردود .
                    • الموضوع : النبوة ليس مقاماً كسبياً يناله النبيّ بالرياضة الروحية أو بالأسفار الأربعة .

النبوة ليس مقاماً كسبياً يناله النبيّ بالرياضة الروحية أو بالأسفار الأربعة

 الإسم:  ***** 

النص: بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني اية الله العلامة المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله العالي
السلام عليکم ورحمة الله وبرکاتة
مولانا نأمل من سماحتکم توضيح وبيان کلام ... الراحل السيد الخميني طاب ثراه
في کتاب( مصباح الهداية الى الخلافة والولاية ) طباعة موسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت
ص 158-يقول السيد الخميني ناقلا قول العارف الکامل الشيخ اقا محمد رضا القمشة
( الاول السفر من الخلق الى الحق برفع الحجب الظلمانية والنورانية التي بينة وبين حقيقيه التي معه أزلا وأبدا واصولها ثلاثة وهي الحجب الظلمانية والنورانية العقلية والروحية اي بالترقي من المقامات الثلاثة برفع الحجب الثلاثة فأذا رفع الحجب يشاهد السالك جمال الحق وفني عن ذاته وهو مقام الفناء وفيه السر والخفي والاخفى فينتهي سفره الاول ويصير وجوده وجودا حقانيا ويعرض له المحو ويصدر عنه الشطح فيحکم بکفره فأن تدارکته العناية الالهية يشمله ويزول المحو فيقر بالعبودية بعد الظهور بالربوبية
ثم عندالانتهاء من السفر الاول يأخذ في السفر الثاني وهو السفر من الحق الى الحق بالحق وانما يکون بالحق لائنه صار وليا وجوده وجودا حقانيا فيأخذ بالسلوك من الذات الى الکمالات حتى يعلم الاسماء کلها الا ما استأثره عنده فتصير ولايته تامه وتفنى ذاته وصفاته وأفعاله في ذات الحق وصفاته وافعاله وفيه يحصل الفناء عن الفنائية أيضا الذي هو مقام الأخفى وتتم دائرة الولاية وينتهي السفر الثاني ويأخذ بالسفر الثالث
وهو من الحق الى الخلق ويسلك في هذا الموقف في مراتب الافعال ويحصل له الصحو التام ويبقى بأبقاء الله ويسافر في عوالم الجبروت والملکوت والناسوت ويحصل له حظ من النبوة وليس له نبوة التشريع وحينئذن ينتهي السفر الثالث ويأخذ في السفر الرابع
وهو من الخلق الى الخلق بالحق فيشاهد الخلائق واثارها ولوازمها فيعلم مضارها ومنافعها ويعلم کيفية رجوعها الى الله وما يسوقها فيخبر بها وبما يمنعها فيکون نبيا بنبوة التشريع )
 
سماحة المرجع الديني ظاهر کلام السيد الخميني -ان مقام النبوة مقام کسبي يکتسبة السالك بالرياظة الروحية وبالخلوات والافظات الروحية
الجواب دام عزکم
والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاتة 
 
 
الموضوع: النبوة ليس مقاماً كسبياً يناله النبيّ بالرياضة الروحية أو بالأسفار الأربعة.

بسمه تعالى
 
السلام عليكم
     الأسفار الأربعة ليس آيةً أورواية حتى يتمسك بها السيد المذكور نقلاً عن الفلاسفة ولا أن أقوال الفلاسفة حجةً شرعية حتى يجوز له ولأمثاله التمسك بها، بل ظاهر القاعدة مخالفتها لظواهر القرآن الكريم والأخبار الشريفة الدالين على أن مقام النبوة والإمامة ليسا مشروطين بالسير الفعلي في عوالم الآثار والأفعال وإلا كيف يكونون أنبياء وأئمة وأولياء وهم في بطون أمهاتهم وقبلها كانوا في عالم الأرواح أنبياء وأولياء..؟! وكيف يعلل السيد المذكور وأمثاله من الفلاسفة نبوة عيسى بن مريم عليهما السلام وهو في المهد صبياً وقد حكى الله تعالى عنه قوله] فأشارت إليه قالوا كيف نكلّم من كان في المهد صبياً قال إنّي عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً[ وهكذا بالنسبة إلى النبيّ يحيى عليه السلان إذ آتاه الله تعالى الحكم صبياً والحكم هنا هو النبوة وكان عمره ثلاث سنين وفي رواية سبع سنين...
 
    والحاصل:  إن الأنبياء والاولياء يجعلهم الله تعالى أنبياء وأولياء لعلمه فيهم بأنهم سوف يكونون على أتم إستعداد في العلم والعمل، فعلمه فيهم سابق على عملهم، وعلمهم بالله سابق على عملهم، فالمسألة تدور مدار علم الله تعالى بعباده من الأنبياء والأولياء عليهم السلام فمن سبق في علمه أنه سيكون على طاعة وتقرب يجعله نبياً أو وصياً أو ولياً ولا يكون العمل لوحده شرطاً في نيلهم النبوة أو الوصاية أو الولاية إلا على نحو الشرط المتأخر المعلوم عند الله تعالى إذ يستحيل عقلاً ونقلاً أن يجعل بعض العباد أنبياء أو أولياء وهم في علمه انهم لن يعملوا بأوامره ولا أن يطيعوه فيما يأمر وينهى...وهكذا بالنسبة إلى أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام حيث طهرهم الله تعالى قبل أن يبلغوا سنّ التكليف ويشهد لما قلنا أن آية التطهير نزلت بحق الخمسة الأطهار ولم يكن الإمامان الحسنان عليهما السلام قد تجاوزا سن الرابعة، وهكذا مولانا الإمامان الجواد والقائم المنتظر عليهما السلام إذ نالا منصب الإمامة ـــ وهو منصب أعظم من منصب النبوة والرسالة بنص آية إمامة نبيّ الله إبراهيم الخليل عليه السلام في سورة البقرة ـــ ولم يتجاوزا سنَّ التكليف إذ كان عمر الإمام الجواد عليه السلام تسع أو عشر سنوات ، وكان عمر الإمام المهدي أرواحنا فداه خمس سنين ..وهوعمر يرتفع التكليف فيه عن الصبيّ ولكن الإمام عليه السلام له ما للنبيّ من القابليات والطهارة بل ما للإمام عليه السلام يفوق بكثير ما للنبيّ كنبيّ (مطلق النبيّ) فنبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله كانت له مراتب متعددة منها: النبوة والرسالة والإمامة والولاية، فإمامته وولايته أعظم من نبوته ورسالته فتأمل يرحمك الله.... والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمته وبركاته. 
 
عبد القائم المعظم عليه السلام/ محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 12 جمادى الثانية 1433هــ.
 
 

  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=388
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 05 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29