• الموقع : مركز العترة الطاهرة للدراسات والبحوث .
        • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .
              • القسم الفرعي : فقهي أصولي .
                    • الموضوع : لا بأس بزيارة ضريح خولة المنسوبة بالبنوة إلى الإمام الحسين عليه السلام برجاء المطلوبية .

لا بأس بزيارة ضريح خولة المنسوبة بالبنوة إلى الإمام الحسين عليه السلام برجاء المطلوبية

الإسم:  *****
النص:  سلام عليكم مولاي الجليل اسأل الله تعالى ان يطيل بعمركم الشريف في خدمة العترة الطاهرة صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.
مولاي هل هناك فتاة للامام الحسين عليه السلام اسمها خولة ؟ وما الدليل على ذلك؟
ارجو من سماحتكم ان تجيبوني بسرعة وأسأل الله ان يطيل بعمركم الشريف.
خادمكم *****

 

الموضوع الفقهي: لا بأس بزيارة ضريح خولة المنسوبة بالبنوة إلى الإمام الحسين عليه السلام برجاء المطلوبية.
بسمه تبارك شأنه

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

     لم يثبت لدينا بأن للإمام المعظم الحسين عليه صلوات الله بنتاً إسمها خولة، فالمشهور بين المتقدمين شهرة عظيمة أن له عليه السلام ثلاث بنات هنَّ التالي: سكينة/فاطمة الصغرى/فاطمة الكبرى.
 وسكينة اسمها أمينة، وقد غلب لقبها على إسمها، وفاطمة الصغرى هي التي أبقاها الإمام سيّد الشهداء عليه السلام في المدينة لكونها كانت مريضة وكانت تشبه جدتها سيِّدة النساء مولاتنا الحوراء الإنسية فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وقد اختلف المؤرخون على الفاطمتين(الصغرى والكبرى) أيهما اللتان تزوج بإحداهما الحسن بن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام هل هي فاطمة الصغرى أم الكبرى؟.
 والمشهور أيضاً بين متأخري المتأخرين بأن للإمام الحسين عليه السلام بنتاً اسمها رقية وهي المدفونة في خربة الشام، وهي أخت الإمام زين العابدين عليه السلام من أم واحدة وهي  شاه زنان بنت كسرى وكان لها من العمر خمس سنين وقيل سبع سنين...ولم يشتهر بأن له بنتاً إسمها خولة، وما اشتهر في لبنان في منطقة بعلبك بكون خولة هي بنت الإمام الحسين عليه السلام ليس له أساس فقهي وتاريخي، والظاهر إن أول من كشف عن ذكرها هو ميخائيل ألوف سنة 1889م، ويذكر في روايته أنها من دون سند تاريخي بل هي رواية شعبية، فضريحها من الكشوفات الحديثة في نهاية القرن التاسع عشر، ونحن لا يمكننا الجزم بأنها بنت الإمام المعظم سيِّد الشهداء عليه السلام لأننا لا نملك المستند الشرعي على إثبات كونها إبنته عليه السلام، وعند فقدان المستند الشرعي لا يجوز لنا شرعاً أن ندَّعي بأنها إبنته فيكون إفتراءاً على الإمام عليه السلام ونسبة الفتاة المذكورة إليه بدون دليل شرعيّ وهو أمر يعتبر بدعة وإقحاماً لنسب ليس من النسب الحسيني على صاحبه آلاف الصلاة والسلام فيدخل مبتدع النسب لنفسه أو لغيره تحت قاعدة:( لعن الله الداخل فينا بغير نسب والخارج منا بغير سبب) نعم يجوز لنا شرعاً أن نزورها برجاء المطلوبية أي برجاء كونها إبنته عليه السلام، والزيارة برجاء المطلوبية مستحبة حتى ولو كانت واقعاً ليست إبنته، فيحصل على الثواب لمجرد الإحتمال بالبنوة الحسينية، فالإحتمال بالبنوة لا يشرِّع كونها بنتاً له بل يجوّز للمكلّف صحة الزيارة برجاء كونها إبنته، وقد دلت الأخبار على صحة الزيارة برجاء المطلوبية من حيث إنها مصداق من مصاديق ما ورد عنهم صلوات الله عليهم في "أخبار من بلغ"  الدالة بمتونها بأنه(من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه، كان له أجره وإن لم يكن كما بلغه) وحيث إن صلة الأئمة الأطهار عليهم السلام بزيارتهم وزيارة ابنائهم أحياءاً وأمواتاً مرغوب فيها شرعاً، فلا بأس بزيارة كل ضريح منسوب إلى أولادهم الطاهرين عليهم السلام طبقاً لأخبار من بلغ التي عمل ولا يزال يعمل بها أعلام الإمامية في السنن والآداب، ولا شك أن زيارة القبور من جملة السنن المستحبة شرعاً لا سيما المنسوبة إلى أولاد سادة الورى ومصابيح الدجى عليهم السلام، ومن المحتمل بأن تكون إبنته وماتت في منطقة بعلبك رأس العين لمّا مرَّ موكب السبايا في تلك المنطقة كما عُرفَ في العصور المتأخرة بأن للإمام الحسين عليه السلام ولداً في حلب ومات فيها ودفن بجوار المسجد المعروف بمسجد النقطة وسمي بالنقطة لأن نقطة دم من رأس المولى الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام قدسقطت منه على الصخرة التي وضِعَ عليه رأس سيدنا الإمام المعظم الحسين الشهيد عليه السلام، فهذه الصخرة تحمر كل سنة في يوم عاشوراء، فيجتمع الناس حولها فيقيمون مأتماً لسيِّد الشهداء عليه السلام...فقبور أولادهم موزعة في البلدان بسبب التقية والإضطهاد والقتل والتنكيل بهم بسبب تجاهرهم بالحق أو لأنهم من عترة آل محمد عليهم السلام، فقد شرد أبناؤهم من قبل الظالمين وفروا من بلد إلى بلد لا سيما بعد الأحداث العظيمة التي ألمت بهم في كربلاء وما بعدها من مآسي كوقعة الحرة في المدينة وأمثالها... فلا نستغرب وجود أولاد منسوبين إليهم قد دُفنوا هنا وهناك وإن كان الواجب علينا عدم القطع بالنَسَب الشريف من دون دليل شرعيٍّ، لأن الإحتمال بمنزلة الوهم وهو يختلف بطبيعته عن اليقين أو الإطمئنان المدلول عليه بالأمارات الشرعية المقررة في علم أصول الفقه، ولا يصح ترتيب الآثار الشرعية على الإحتمال باعتباره تصوراً محضاً ولا يصح شرعاً الإستدلال على إثبات الأحكام الشرعية والوضعية المترتبة عليها بالتصورات والتخيلات المحضة التي لا يؤيدها دليل شرعي بخلاف اليقين وما شابهه كالأمارة الشرعية المدلول عليها بالخبر المقطوع الصدور أو الخبر الظني المعتبر بمقتضى أدلة حجية الخبر الواحد الثقة أو الموثوق الصدور فلا بدَّ من ترتيب الأثر الشرعي والوضعي عليها ، والله تعالى هو حسبي عليه توكلت وإليه أُنيب والعاقبة للمتقين والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 

حررها كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد/ عبدهم محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 11 محرم الحرام 1433هــ الموافق 26 تشرين الثاني عام 2012م.


  • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=659
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29