الإسم : *****
النص:
اسم اعظم الهی چیست؟
الموضوع العقائدي: حقيقة الإسم الأعظم.
بسمه تعالى
السلام عليكم
لم تفصح الأخبار عن حقيقة الإسم الأعظم فهو محجوب عن الناس إلا عن المخلِصين والمخلضَين الذين وصلوا إلى مقام الفناء بالله تعالى، نعم ورد في بعض الأخبار المواظبة على البسملة وبعض الأسماء الحسنى حيث فيها ما يشير إلى الوصول إلى الإسم الأعظم لمن فنى عن ذاته وذاب في جلال كبريائه تعالى، ففي روايةٍ عن مولانا الإمام المعظم أبي الحسن الرضا سلام الله عليه قال:" بسم اللَّه الرحمن الرحيم أقرب إلى الاسم الأعظم من سواد العين إلى بياضها ". وقد سأل عمار الساباطي إمامنا المعظم الصادق عليه السلام أن يعلمه الإسم الأعظم فقال عليه السلام له:": « إنّك لا تقوى على ذلك قال : فلما ألححت قال عليه السلام : فمكانك إذاً ، ثم قام فدخل البيت هنيهة ثم صاح بي : ادخل فدخلت ، فقال لي : ما ذلك ؟ فقلت : أخبرني به جعلت فداك ، قال : فوضع يده على الأرض فنظرت إلى البيت يدور بي ، وأخذني أمر عظيم كدت أهلك ، فضحك ، فقلت : جعلت فداك ! حسبي لا أريد».
والمراد من قوله" لا أريد" هو بيان ضعف نفسه عن تحمّل العظائم المهولة فلم تقوَ بعوالم الجبروت والملكوت فهو غير صالح للنكتة التي ذكرنا ليعلمه الإسم الأعظم باعتباره هبةً إلهية لمستحقه من المخلصين الذين ارتقت بهم نفوسهم إلى العوالم الرفيعة فقويت بنور الله تعالى فلا تخشى غير الله تعالى، وغير المخلص ليس مستحقاً بسبب ضعف نفسه.
وورد مثله عن عمر بن حنظلة فقال قلت لأبي جعفر عليه السلام انى أظن أن لي عندك منزلة قال أجل قال قلت فان لي إليك حاجة قال وما هي؟ قال قلت تعلمني الاسم الأعظم قال وتطيقه قلت نعم قال فادخل البيت قال فدخل البيت فوضع أبو جعفر يده على الأرض فاظلم البيت فأرعدت فرايص عمر فقال ما تقول أعلمك فقال لا قال فرفع يده فرجع البيت كما كان" .
من خلال النصين المذكورين يتضح لنا بأن استحقاق الإسم الأعظم مشروط بفناء الذات في الصفات الإلهية والإستغراق في جمال الحضرة الصمدانية والهيمان في ولاية العترة العلوية الفاطمية، من هنا جاء عنهم صلوات الله عليهم القول:" قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية ، ونورنا سبع طبقات أعلام الفتوى بالهداية ، فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعان العدى ، وفينا السيف والقلم في العاجل ، ولواء الحمد والحوض في الآجل ، وأسباطنا حلفاء الدين وخلفاء النبيين ومصابيح الأمم ومفاتيح الكرم . فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء ، وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة، وشيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا ردءا وصونا ، وعلى الظلمة إلباً وعوناً ، وسينفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام آل حم وطه والطواسين من السنين ،وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة".
فروح القدس الذي هو أعظم من جبرائيل وإسرافيل وميكائيل وعزرائيل قد نال الإسم الأعظم بفضل ولايتهم والإنضواء تحت ستر محبتهم والبراءة من أعدائهم، وكلما توغل المحب في سرهم كلما وصل إلى حقيقة الإسم الأعظم، بل حتى نبيّ الله موسى عليه السلام الذي نال كرامة التكليم مع الله تعالى بفضل الوفاء والإخلاص لهم إنما ناله ببركتهم... اللهم ارزقنا بمحمدٍ وآله الطيبين الطاهرين سلام الله عليه...والسلام عليكم.
حررها العبد محمد جميل حمود العاملي بيروت
بتاريخ 2ربيع الثاني 1434هـ
|