• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (15)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1178)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : مواضيع مشتركة ومتفرقة .

        • القسم الفرعي : فقهي عقائدي .

              • الموضوع : مولاتنا المقدَّسة سيِّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها تأذت من عمر بن الخطاب .

مولاتنا المقدَّسة سيِّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها تأذت من عمر بن الخطاب

الإسم:  *****

النص: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
شيخنا الكريم عندي كم سؤال لوسمحت الاجابه عليهم ولك جزيل الشكر
1- لقد نقل السيد الخوئي في كتاب له أن تأذي فاطمة الزهراء عليه السلام غير موجب للحرمه هل هذا صحيح (ويفرق بعض العلماء أن تأذي غير الايذاء)
2- هل يكون دور الامام المهدي أعظم من دور جده حيث أن النبي صل الله عليه وسلام لم يصل الاوامر الربانيه الى جميع البشريه في فترة حياته بل ما زال في العالم من لم يصل لهم الاسلام حتى الان.
3-متى العالم يستطيع تسقيط الرموز دون الفكره ومتى لايستطيع.
4-الاموال المشكوك فيها هل يجوز دفعها الى الامام الحسين أو بناء المساجد اوغيرها .
 
 
الموضوع العقدي والفقهي: مولاتنا المقدَّسة سيِّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها تأذت من عمر بن الخطاب / الفرق بين التأذي والإيذاء لغةً / دعوى العلامة الخوئي في عدم تأذي سيّدتنا الزهراء عليها السلام من عمر بن الخطاب مخالفة للنصوص القطعية / الإستدلال على أهمية دور إمامنا المعظم الحجة القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف من دور جده النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وبقية الأئمة الطاهرين صلى الله عليهم أجمعين بوجوهٍ متعددة / متى يستطيع العالم تسقيط الرموز الظالمة / لا يصح التبرع بالأموال المشكوكة للمقامات المقدسة والمساجد.

بسمه تعالى
 
الجواب: 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استعراض الأسئلة:
 
السؤال الأول: لقد نقل السيِّد الخوئي في كتاب له أن تأذي فاطمة الزهراء عليه السلام غير موجب للحرمة، هل هذا صحيح (ويفرِّق بعض العلماء أن التأذي غير الايذاء ) ؟.
 
الجواب عن السؤال الأول: حبذا لو كنتم ذكرتم لنا في أيّ كتاب ذكر الخوئي ما تفضلتم به عنه...وعلى فرض صحة ذلك فالردُّ عليه بالآتي:
 هناك فرق بين التأذي والإيذاء، فالتأذي لغةً هو: تلقي الفرد للأذى من الطرف الآخر، أو أنه: المتأثر نفسيَّاً بالأذى ممن ألحق به الأذى ، بخلاف الإيذاء ـــــ على وزن إفعال ـــــ فإنه إلحاق الأذى بالآخر.
 وبعبارة أُخرى: إن التأذي هو: انفعال المتأذي نفسيَّاً من المؤذي الفاعل للأذية، فالتأذي مصدرٌ من باب التفعل وهو يأتي للتأثر من الأذية والمطاوعة لها نفسياً ، يقال تأذى منه: أي تضرر بقول المؤذي بما يوجب أذى المقول له، وأما الإيذاء فهو صدور فعل الأذى من المؤذي والإضرار بالمتأذي.
 وبناءً على ما قلنا: لا نرى وجهاً شرعياً لما قاله الخوئي ـــ بحسب ما ذكرتم في سؤالكم الكريم ــــ بل هو اجتهاد في مقابل النصوص الصريحة الدالة على أن سيّدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها كانت تتأذى ممن ألحق بها الأذى وإلا فيغدو ما ورد في الأخبار من أنها تأذت ممن ظلمها واعتدى عليها يوم رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ...لغواً وعبثاً وهو قبيح عقلاً ونقلاً صدوره عن المعصومين عليهم السلام لدلالة عصمتهم عن قول العبث .
 نعم؛ لقد تأذت مولاتنا السيِّدة الصدّيقة الكبرى عليها السلام كثيراً من الطاغوتين الأكبرين عمر بن الخطاب وأبي بكر، وهو ما كشفت عنه الأخبار القطعية، كما أن الأخبار القطعية كشفت عن تأذي النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله منهما ومن أذيتهما لابنته الطاهرة الزكيَّة سلام الله عليها، وقد جاء عنه النهي عن إلحاق الأذى بها بالمتواتر المعنوي عن أبيها بقوله الشريف :" من آذاها فقد آذاني "، وقد نقل لنا الطبري في دلائل الإمامة بسند معتبر تفاصيل عملية الإعتداء عليها من قبل عمر بن الخطاب وتأذيها منه، فروى عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري عن أبيه ، عن محمد بن همام ، عن أحمد البرقي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن ابن سنان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال :"  قبضت فاطمة ( عليها السلام ) في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة :وكان سبب وفاتها أن قنفذاً مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره ، فأسقطت محسناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً ، ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها ، وكان الرجلان من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما إليها ، فسألها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فأجابت ، فلما دخلا عليها قالا لها : كيف أنت يا بنت رسول الله ؟ قالت : بخير بحمد الله . ثم قالت لهما : ما سمعتما النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " فاطمة بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله " ؟ قالا : بلى . قالت : فوالله ، لقد آذيتماني . قال : فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما . .".
 والأخبار في تأذيها سلام الله عليها من عمر بن الخطاب وأبي بكر كثيرة ...ما يستلزم فساد وبطلان ما ذكره الخوئي ـــ على فرض صحة ما نُسب إليه ــــ فسخطها عليه السلام على من آذاها دليلٌ واضحٌ على تأثرها بالأذية منه كما تأذت منهما بسبب أذيتهما لأبيها رسول الله صلى الله عليه وآله ولبعلها أمير المؤمنين عليّ سلام الله عليه...ونحن لا نستغرب مما نُسب إلى الخوئي حول السيّدة المطهرة الزهراء البتول سلام الله عليها بعد أن خبرنا ما ادَّعاه حول نصب الشيخين لها روحي فداه حيث صرف حربهما لها ولبعلها وأهل بيتها  من باب حبّ الدنيا وليس من باب عداوتهما وبغضهما لهم سلام الله عليهم، وقد نقل عنه ذلك تلميذه السيد تقي الطبطبائي القمي من مباني منهاج الصالحين ج3 ص 250 نقلاً عن فقه الشيعة ج3 ص 126 وهو تقرير لأحد تلامذته المرموقين، وها هي عبارته الكاشفة عن مراده في تحليله لسيرة وعقيدة الصنمين أبي بكر وعمر:" ‹ ومن هنا يحكم بإسلام الأولين الغاصبين لحق أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ظاهراً لعدم نصبهم - ظاهراً - عداوة لأهل البيت وإنما نازعوهم في تحصيل المقام والرياسة العامة › . وقد فندنا دعواه الفاسدة في كتابنا" معنى الناصبي " فليراجع.
 وفي كلامه من الفساد ما لا يخفى على البصير الناقد فإن من جاس خلال ديار أخبارهم الشريفة يرى بوضوح كيف أن أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم قد حكموا على القوم بالنصب والعداوة لمجرد غصبهم الخلافة من أهلها من دون تقييدها بقيد أو شرط، فضلاً عن أن الأخبار دلت على أن إعلان العداوة لأهل البيت عليهم السلام كافٍ لوحده في ترتيب آثار النصب على المعلن الحرب عليهم صلوات الله عليهم من دون النظر إلى السبب الداعي لذلك.
  ومهما تنوع السبب في نزاع القوم لأهل البيت عليهم السلام فإنه بذاته نصب وعداوة لهم سلام الله عليهم..وأي عداوة أعظم من الهجوم على دار الصدّيقة الطاهرة الزكية وإحراق بابها وإسقاط جنينها ورفسها على بطنها وتكسير أضلاعها وضغطها بين الحائط والباب وصفعها على خدها من وراء الخمار وضربها بالسوط حتى صار كالدملج وهتك حرمة أمير المؤمنين عليّ سلام الله عليه وأخذه كالأسير بأيدي الترك والديلم وسوقه إلى المسجد لأخذ البيعة منه جبراً وتهديده بالقتل وإنكار كونه أخاً لرسول الله صلى الله عليه وآله...إلى آخر  مخازي القوم وعداوتهم لأهل بيت العصمة عليهم السلام الموجبة للنصب والكفر والإرتداد...
 ودعوى الخوئي المتقدمة هي السبب في جرأة بعض الفساق من أهل العلم ــ منهم أسد قصير ــ على أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم ونفيهم الكفر والنصب عن أعمدة السقيفة متمسكين بكلام الخوئي وكأنَّ كلامه وحيٌّ منزل، ولو أنهم عرفوا الحقَّ لكانوا من أهله ولكنهم نظروا إلى من يضل وينسى فضلوا وأضلوا...ولو أنهم نظروا إلى الخالق العظيم وحججه الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين لما كانوا وقعوا في الضلال المبين...وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون.... والله تعالى هو حسبنا ونعم الوكيل... والسلام عليكم
 
السؤال الثاني: هل يكون دور الامام المهدي أعظم من دور جده حيث إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يوصل الاوامر الربانية الى جميع البشرية في فترة حياته بل ما زال في العالم من لم يصل لهم الاسلام حتى الان.
 
بسمه تعالى / الجواب: إن مهمة إمامنا المعظم الحجَّة القائم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء أعظم من مهمة النبيِّ الأكرم صلى الله عليه وآله من حيث التطبيق العملي لرسالة الإسلام لعدة وجوه:
(الوجه الأول) ــــ إن مهمة النبيّ الاكرم صلى الله عليه وآله كانت تشريعية محضة بمقتضى مقام النبوة والرسالة المدلول عليهما بالكتاب والسنَّة المطهرة... وللنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله مقام آخر هو الإمامة، وهو مقام تنفيذي وتطبيقي محض للتشريعات الصادرة من الله تعالى، فالتطبيق فموكول إلى مقام الإمامة التنفيذية الخاصة به وبأهل بيته الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين، ولم يكن بمقدوره صلى الله عليه وآله لأسبابٍ موضوعية، كما لم يكن بمقدور أئمة الهدى عليهم السلام العمل بمهامهم التنفيذية بسبب عدم توفر الظروف الموضوعية لهم والتي من أهمها وجود الأنصار والأعوان..فلم يتوفر للنبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله  الأعوان لكي يطبق الأحكام بمقتضى مقام إمامته وولايته، كذلك لم يكن بمقدور أمير المؤمنين سلام الله عليه أن يفعل ذلك مع كونه يومذاك مبسوط اليد على الدولة إبان توليه للخلافة الظاهرية بعد عثمان بن عفان، فلم تسنح له الظروف أن يطبق الأحكام كاملةً كما أراد المولى تبارك وتعالى، وذلك بسبب عدم توفر الأعوان في سبيل تنفيذ الأحكام الشرعية بسبب طغيان الناس وميلهم نحو الفساد والباطل واعتيادهم على أحكام سنَّها لهم خلفاء الجور والطغيان قبله...وقد صرّح عن ذلك في كلام له عليه السلام وروحي فداه لمّا أراد تغيير بدعة صلاة النوافل جماعةً التي ابتدعها عمر بن الخطاب فصاحوا بوجهه واسنة عمراه، وقد جاء ذلك في أخبار مستفيضة، منها:
 (الخبر الأول) ـــ ما جاء في موثقة عمار عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) سألته عن الصلاة في رمضان في المساجد فقال : لما قدم أمير المؤمنين ( عليه السلام الكوفة أمر الحسن بن علي ( عليهما السلام ) أن ينادي في الناس لا صلاة في شهر رمضان في المساجد جماعة ، فنادى في الناس الحسن بن علي ( عليهما السلام ) بما أمره به أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلما سمع الناس مقالة الحسن بن علي ( عليهما السلام ) صاحوا وا سنة عمراه وا عمراه وا عمراه ، فلما رجع الحسن إلى أمير المؤمنين ( عليها السلام ) قال له : ما هذا الصوت ؟ قال : يا أمير المؤمنين الناس يصيحون وا عمراه وا عمراه ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قل لهم صلوا ).
(الخبر الثاني) ــ ما جاء في صحيحة حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عثمان عن سليم بن قيس الهلالي قال : ( خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ثم صلى على النبي صلى الله عليه وآله  ثم قال : ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خلتان : اتباع الهوى وطول الأمل - إلى أن قال - : قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متعمدين لخلافه ناقضين لعهده ، مغيرين لسنته ، ولو حملت الناس على تركها لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي - إلى أن قال - : والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي يا أهل الاسلام غيرت سنة عمر ، نهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعاً ، ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ).
  (الخبر الثالث) ــــ محمد بن إدريس في آخر ( السرائر ) في الصحيح نقلاً من كتاب أبي القاسم جعفر بن محمد ابن قولويه ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( عليهما السلام ) قالا : لما كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالكوفة أتاه الناس فقالوا له : اجعل لنا إماما يؤمنا في رمضان ، فقال لهم : لا ونهاهم أن يجتمعوا فيه ، فلما أمسوا جعلوا يقولون : ابكوا رمضان وا رمضاناه ، فأتى الحارث الأعور في أناس فقال : يا أمير المؤمنين ، ضج الناس وكرهوا قولك ، قال : فقال عند ذلك : دعوهم وما يريدون ليصلِّ بهم من شاءوا ، ثم قال : ( ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ).
 وكما ترون لم يستطع أمير المؤمنين عليه السلام أن يغيّر فيهم بدعة الصلاة جماعة في شهر رمضان فكيف الحال ببقية الفروع والأُصول فبطريقٍ أولى..؟! كل ذلك بسبب قلة الأعوان والأنصار المخلصين الذين بواسطتهم تقام الحدود والأحكام، فلم تصل الأحكام في عهده الشريف إلى مستوى الكمال المطلوب لفقدان الظروف الموضوعية له، وكذلك الحال في عهود أولاده الطاهرين من بعده.
 (الوجه الثاني) ــ إن ظروف الإمام المعظم الحجة القائم أرواحنا فداه وعجَّل الله تعالى فرجه الشريف تختلف بطبيعتها عن ظروف آبائه وأجداده المطهرين عليهم السلام من حيث إن آباءَه عليهم السلام كما هو الحال في عهد جده النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عاشوا تحت سنابك التقية للسبب الذي أشرنا إليه في الوجه الأول، بخلاف الإمام الحجة القائم سلام الله عليه فإن الموانع من تنفيذ الأحكام مفقودة في عهده بسبب الظروف الموضوعية المساعدة له والتي منها وجود الأعوان ويأس الناس من الحكام وتوجههم إلى رب السماوات والأرض فيرسل إليهم بقيته الباقية من الحجج الطاهرين عليهم السلام فيبسط عدله على الخلائق كما هو معلوم في الأخبار الكاشفة عن عصره المزدهر بالعدل والرحمة.
 (الوجه الثالث) ــــ إن قيام الإمام الحجة القائم عليه السلام سيكون نقمة من الله تعالى على الأشرار بخلاف قيام رسول الله وبقية الأئمة الأطهار عليهم السلام فإنها كانت رحمة تخفيفية من حيث عدم تطبيق القصاص فيهم لمقتضيات موضوعية كما أشرنا، وأما الإمام القائم سلام الله عليه فإن الله تعالى سيبعثه نقمةً على المنافقين والظالمين والكافرين، وأنه سوف يسير بالرعب والقتل ولا يستتيب أحداً وهو ما أشارت إليه بعض النصوص الصادرة منهم، ففي موثقة معاوية بن عمار عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال:"  إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية فإن اللَّه بعث محمداً صلّى الله عليه وآله وسلّم رحمة ويبعث القائم نقمة » .
وفي خبر عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله صلوات الله عليه أنه قال : يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله ، قلت : يكون منزله ؟ قال : نعم ، هو منزل إدريس عليه السلام ، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلى الله عليه وآله ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه وما من يوم ولا ليلة إلا والملائكة يأوون إلى هذا المسجد ، يعبدون الله فيه ، يا - أبا محمد أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه ، ثم إذا قام قائمنا انتقم الله لرسوله ولنا أجمعين ".
  وفي غيبة النعماني رحمه الله بإسناده عن علي بن الحسين ، قال : حدثني محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن حسان الرازي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبد الله بن بكير ، عن أبيه ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : " قلت له : صالح من الصالحين سمه لي - أريد القائم ( عليه السلام ) - ، فقال : اسمه اسمي .
قلت : أيسير بسيرة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : هيهات هيهات يا زرارة ، ما يسير بسيرته . قلت : جعلت فداك ، لم ؟ قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سار في أمته بالمن ، كان يتألف الناس ، والقائم يسير بالقتل ، بذاك أمر في الكتاب الذي معه أن يسير بالقتل ولا يستتيب أحداً ، ويل لمن ناواه " .
 وبإسناده أيضاً عن  أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا علي بن الحسن ، عن أبيه ، عن رفاعة بن موسى ، عن عبد الله بن عطاء ، قال : " سألت أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، فقلت : إذا قام القائم ( عليه السلام ) بأي سيرة يسير في الناس ، فقال : يهدم ما قبله كما صنع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ويستأنف الإسلام جديداً " .
 وبإسناده أيضاً قال: أخبرنا علي بن الحسين ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن حسان الرازي ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن العلاء ، عن محمد بن مسلم ، قال : " سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم ألا يروه ، مما يقتل من الناس ، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ، ولا يعطيها إلا السيف ، حتى يقول كثير من الناس : ليس هذا من آل محمد ، ولو كان من آل محمد لرحم " .
  دلالة هذه الأخبار الشريفة واضحة على أن سيرة إمامنا الأعظم الحجة القائم أرواحنا فداه تختلف بطبيعتها عن سيرة النبي الأعظم وأهل بيته الطيبين سلام الله عليهم من حيث الاسلوب والطريقة فإنه روحي فداه سيطهر الأرض من المعاندين والمستكبرين ولن تأخذه في الله لومة لائم وسوف يطبق الأحكام الواقعية بكلِّ تفاصيلها وبيانها بشكل واضحٍ من دون استخدام عنصر التقية الذي كان سائداً في عهود الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم ..وبهذا يتضح بأن يكون دور الامام المهدي سلام الله عليه أعظم من دور جده حيث إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يوصل الأوامر الربانية الى جميع البشرية في فترة حياته لا لنقصٍ فيه (حاشاه من ذلك) بل لوجود نقصٍ في القابليات وعدم توفر الشروط الموضوعية لبثّ المعارف والعلوم والأحكام، فثمة معارف وأحكام كثيرة لم يبيّنها رسولنا الكريم بسبب ما أشرنا إليه..وهكذا الحال في عهود ائمتنا الطاهرين عليهم السلام فلا بد من إمام عنده القدرة الإلهية لنشر ما لم يقدر عليه غيره من المعصومين عليهم السلام لحكمة إلهيَّة  كشفت عنها بعض الأخبار التي أشرنا إليها آنفاً...وأهمية دور الإمام الحجَّة القائم أرواحنا فداه لا تستلزم أفضليته على رسول الله وأهل بيته الطاهرين سلام الله عليهم..كلا ! بل كلهم من نور واحد وهم في درجة واحدة من العصمة والطهارة والقداسة والعلم إلا أن لكلِّ واحدٍ منهم خصائص ومهام تختلف بطبيعتها عن بعضهم البعض لمقتضيات موضوعية أشرنا إلى بعضٍ منها، كما لا يستلزم أهمية دور إمامنا المعظم الحجَّة القائم سلام الله عليه أنه نبيٌّ بعد النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله، ذلك لأن البيان والتنفيذ في عهد الإمام وليّ الأمر سلام الله عليه لا يستلزم أيضاً نبوة تشريعية جديدة لقيام الأخبار على عدم وجود نبيّ بعد النبيّ الأعظم محمد صلى الله عليه، فحتى النبي عيسى وإلياس وإدريس والخضر عليهم السلام لن تكون نبوتهم في مقابل نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله يوم ظهور إمامنا المعظم صاحب الأمر سلام الله عليه باتفاق عامة الفرق الإسلامية بل إن نبوتهم التشريعية قد توقفت بعد بعثة النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وهم بدورهم يرجعون بالتشريع إلى إمامنا المعظم صاحب العصر والزمان عليه السلام وهم وزراؤه وأعوانه على تنفيذ مهنته التي أوكله الله تعالى بها في آخر الزمان... والسلام. 
 
السؤال الثالث: متى العالم يستطيع تسقيط الرموز دون الفكره ومتى لايستطيع ؟.
 
بسمه تعالى / الجواب: إذا عرف الناس الحقَّ ونبذوا مصالحهم الذاتية وأنانياتهم ساعتئذٍ يسقطون الرموز المصطنعة التي ظلمتهم واستغلتهم وإلا فلا يحلموا...وهو ما ألمحت إليه بعض أخبارنا من أن المخلص المهدي عليه السلام لا يخرج إلا بعد حثيث الطلب وإياس الناس من الحكام والساسة...والله العالم.
 
 
السؤال الرابع: الاموال المشكوك فيها هل يجوز دفعها الى الامام الحسين أو بناء المساجد أو غيرها..؟.
 
بسمه تعالى / الجواب: لا يصح التبرع بالأموال المشكوكة الحليِّة إلى المقامات المقدّسة لأن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام طاهرون خالصون بالتوحيد والإخلاص لله تعالى فلا يقبلون إلا الخالص..وكذلك لا يصح التبرع بالأموال المشكوكة لبناء المساجد لا سيما من المؤمنين الذين لا يعرفون شيئاً عن الخمس أو أنهم يعرفون ولكنهم يعصون بعدم تخميس أموالهم وتخليصها من شوائب الحرام...فالتاجر الذي لا يخمس لا يجوز له أن يضع من أمواله في بناء المساجد والحسينيات والمقامات المقدسة إلا بعد إبراء الذمة بتخميسها أو إرجاع الحق إلى صاحبه فيما لو كان ماله مغصوباً...وهكذا الحال في بقية أفراد المؤمنين ممن يملكون الأموال ولكنهم لا يخمسون ولا يؤدون الحقوق ومراعاة الأحكام الشرعية... والله العالم.
 
حررها العبد محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 14 صفر 1435هــ.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/12   ||   القرّاء : 7761




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 يحرم حبس الطيور والحيوانات بغير حقٍّ..

 المرض هو من مسوغات الإفطار في شهر رمضان..

 ما حكم المادة الدهنية التي تفرزها الأُذن في صحة الغسل..؟

 تجب على المسافر زكاة الفطرة

 على من تجب زكاة الفطرة...؟

 كيف نقتدي بالإمام الأعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلَّى الله عليه وآله في يوم شهادته المقدَّسة..؟..

 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

ملفات عشوائية :



 هل ثواب زيارة المطهرتين في الشام مولاتنا الصديقة المعظمة الحوراء زينب والصديقة رقية عليهما السلام هو نفس ثواب زيارة الإمام المعظَّم سيّد الشهداء عليه السلام؟.

 الحناء لغير الزوج حرام/ لا يجوز مصافحة القواعد من النساء والضابطة الكلية في معرفة العمر التقريبي لها

 شبهة أنّ إمامة أئمتنا الطاهرين عليهم السلام ليس لها ذكر في القرآن الكريم والنقض عليها

 سورٌ وآياتٌ قرآنية بحق أعمدة السقيفة لعنهم الله تعالى

 لم يثبت لدينا بدليلٍ قطعيٍّ النسبة عن الإمام الباقر عليه السلام بنقل الرواية عن عائشة

 أسئلة حول الوضوء

 يجب ستر حجم العورة وليس لونها فحسب

جديد الصوتيات :



 كيف نقتدي بالإمام الأعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلَّى الله عليه وآله في يوم شهادته المقدَّسة..؟..

 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2201

  • التصفحات : 19369745

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 17/04/2024 - 00:00

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net