لسنا مكلفين شرعاً بتحرير غيرنا
سلام عليكم سماحة الشيخ محمد جميل حمُّود العاملي ...أتمنى لكم دوام الصحة و العافية ...عندي عدة أسئلة أرجو أن تجيبوني عليها، منها السؤال الآتي:
سماحة الشيخ أسالك سؤالا أفكر به دوماً هل نحن كشيعة مكلفون بأن نساعد غيرنا ممن يخالفنا في الاعتقاد على تحرير أرضه ورفع المظالم عنه ؟ مع العلم أن هذا يكلفنا كثيراً على مختلف الاصعده . وهل نحن الشيعه واجبنا الشرعي أن نعادي العالم كله ؟ و كيف يجب ان نتصرف اذا رأينا كافراً مظلوماً وكان باستطاعتنا مساعدته ؟ (سواء كان مخالفا نصرانيا يهودية او غيره من الكفار ) .
الموضوع الفقهي : لسنا مكلفين شرعاً بتحرير غيرنا
بسمه تعالى
الجواب: نحن لسنا مكلفين بشن حروب وقتال هنا وهناك لأجل تحرير المخالفين وغيرهم، وقبل أن نحرر الآخرين من الظلم، يجب علينا أن نحرر واقعنا المظلم الذي سادته عمائم ظالمة ومظلمة تعيث في الأرض فساداً وتبتدع أحكاماً وعقائد غريبة عن عقائدنا وبعيدة عن تشيعنا...!
إن فئات حزبية مدعومة من دولة شيعية تريد السيطرة على واقع الشيعة والهيمنة عليه تحت شعارات نصرة المظلومين والمستضعفين في حين أنهم يظلمون إخوانهم من الشيعة لا سيما العلماء والفقهاء، فمنذ أيام أصدر القضاء في المحاكم الإيرانية حكماً بالسجن على ابن الشيخ حسين المنتظري لمدة عشرين عاماً لأن ابنه سرّب معلومات إلى والده الشيخ حسين المنتظري بشأن إصدار الخميني فتوى بقتل ألف شيعي من منظمة مجاهدي خلق، وقد وقف الشيخ المنتظري موقفاً شديداً ضد السيد الخميني لأجل قتله ألف من أفراد منظمة مجاهدي خلق، فهل هناك ظلم أشد من هذا الظلم الملبّس بثوب الدين...؟! وهل يستحق إبن الشيخ المنتظري السجن عشرين عاماً لأجل أنه سرَّب تلك المعلومة لأبيه..؟!
فقبل أن نحرر غيرنا، يجب أن نحرر ــ بالكلمة والموقف ــ المظلومين من الشيعة على أيدي عمائم تزعم أنها حريصة على التشيع وهي أبعد الناس عنه، لكنهم يصطادون البسطاء بكلمات تستدر العطف عليهم والميل إليهم، فقبل أن نطفئ نيران غيرنا، يجب علينا أن نطفئ النيران التي تستعر في دورنا ومجتمعاتنا التي تغص بظلم ذوي القربى، والسلام عليكم.
حررها كلب آل محمد محمد جميل حمود العاملي
لبنان/ بيروت بتاريخ 28 صفر 1437 هجري
