لا يحق للشعراء أن يتوسعوا في مخيلاتهم فيحوّلون الخيال الى حقائق ومسلّمات
كيف تفسرون كلام أحد الشعراء في لطمية يعاتب فيها الإمام المهدي بعدم حضوره في واقعة كربلاء وهو يومذاك لم يولد أساساً..؟ فهل يصح من الشاعر أن يعاتب الامامَ الحجة القائم عليه السلام أم لا يصح..؟ وكيف تقيّمون أمثال هذه الأبيات الشعرية..؟.
القسم العقائدي: لا يحق للشعراء أن يتوسعوا في مخيلاتهم فيحوّلون الخيال الى حقائق ومسلّمات..
بسمه تعالى
الجواب: قال تعالى في سورة الشعراء: (الشعراء يتبعهم الغاوون ألم ترَ أنهم في كلّ واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون..)...لا يجوز لهذا الشاعر وأمثاله.. توجيه العتاب لإمامنا الحجة القائم (أرواحنا فداه) بسبب عدم حضوره في كربلاء وهو بعد لم يولد أجداده السابقون على أبيه الإمام العسكري عليه السلام..فالعتاب على المستور في ظهور الأجداد قبيح عقلاً ونقلاً، وكذا فإن العتاب لا يقتصر على الإمام المهدي فحسب بل يشمل رب الخلائق أجمعين الذي جعل الإمام القائم آخر الأئمة الطاهرين عليهم السلام..فينقلب العتاب على الإمام بعدم خروجه لقتل أعداء جده الإمام الحسين عليه السلام الى عتاب على الله تعالى لأنه هو السبب في تأخير خروج الإمام يوم عاشوراء..والعتاب على الله تعالى والإمام عليه السلام يدخل قائله في خانة الغافلين عن المعرفة العقائدية حيث يتوجب عليه رفع الجهل عن نفسه من خلال السؤال من العلماء المختصين..ولا يصح أن يقال بأن العتاب بلسان الحال باعتباره خيالاً محضاً ويتعدى على حدود الله تعالى، فلا يجوز للشاعر أن يسترسل بمخيلته الخصبة الواسعة، فيحوّل الأكاذيب الى حقائق ومسلَّمات واقعية بحجة لسان الحال والمقال..(قل أألله أذن لكم ام على الله تفترون..).
والله تعالى هو المسدد للصواب.
العبد محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ ٢٥ محرم ١٤٤١ هجري قمري/ ٢٠٢٠ ميلادي.