الفرق بين النصرانية والمسيحية
السلام عليكم
سماحة الشيخ العاملي مد ظله الشريف..
مالفرق بين النصارى والمسيحيين؟.
الموضوع العقائدي: (الفرق بين النصرانية والمسيحية/ منشأ التسمية في المصطلحَينِ/ المسيح لم يُصلب/ قصة صلب تلميذه في رواياتنا الشيعية/ الطائفة الارثوذكسية القديمة لا تعترف بألوهية عيسى عليه السلام/ برنابا يرفض التثليث).
بسم الله جلّت عظمته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجواب: الفرق بين النصارى والمسيحيين أن النصارى جمع نصراني وهو المنسوب إلى دين النبي عيسى عليه السلام الذي غُلِبَ عليه المصطلح المذكور( عيسى الناصري) ويعود السبب في التسمية هو لأن النبي عيسى عليه السلام عاش وترعرع في مدينة الناصرة التي تبعد أميالاً عن بيت المقدس..فلقّب بالناصري واتباعه عُرِفوا بالنصارى.
وأمّا مصطلح المسيحية فيعود تسميتها الى النبي عيسى عليه السلام الذي عُرِفَ بالمسيح على رؤوس المرضى ليشفيهم بقدرة الله وليبارك عليهم بيده الطاهرة سلام الله عليه..لذا فهو المسيح بالرحمة والعطف والعافية والإبراء من العاهات والأمراض.واتباعه هم المسيحيون تبعاً للمسيح نبيّ الله المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام .
واليهود كانوا يطلقون على نبي الله عيسى عليه السلام إسم الناصري..كما أنهم اطلقوا عليه لقب المسيح الدجال لمّا ناهضهم فعزموا على قتله، فقد جاء عن إمامنا المعظم أبي جعفر الباقر عليه السلام قال:( إن عيسى عليه السلام وعد أصحابه من الحواريين في ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنا عشر رجلاً فأدخلهم بيتاً، ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء، فقال: إن الله أوحى إليّ أنه رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود فأيكم يُلقى عليه شبحي فيُقتل ويُصلب ويكون معي في درجتي؟ فقال شاب منهم: أنا يا روح الله، قال: فأنت هوذا، فقال لهم عيسى: أما إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، فقال له رجل منهم: أنا هو يا نبي الله؟ فقال له عيسى: أتحس بذلك في نفسك فلتكن هو، ثم قال لهم عيسى عليه السلام: أما إنكم ستفترقون بعدي على ثلاث فرق: فرقتين مفتريتين على الله في النار، وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة ثم رفع الله عيسى إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه.
ثم قال الإمام المعظم أبو جعفر عليه السلام: إن اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى عليه السلام: إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، و أخذوا الشاب الذي ألقي عليه شبح عيسى فقتل وصلب، وكفر الذي قال له عيسى:
تكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرة). البحار ج ١٤ ص٣٣٦ ح٦.
والنصارى اليوم يحبون نسبتهم الى لقب المسيح دون النصارى، فيفتخرون بمصطلح المسيحية دون النصرانية..ولعل منشأ الحب للنسبة المذكورة يعود الى تأثرهم بالتوراة المسماة بالعهد القديم وتأثرهم بالإعلام اليهودي ضد يسوع الناصري..والشائع عند الطائفة الأرثوذكسية القديمة هو يسوع الناصري وبعضهم لا يعترف بالثالوث المقدس( الاب والإبن وروح القدس) بل ينكرون ألوهية عيسى عليه السلام..وبرنابا أحد تلامذة النبي عيسى عليه السلام يرفض فكرة التثليث المزعوم في إنجيله المعروف بإنجيل برنابا وقد رفضت الكنيسة المسيحية الإعتراف بإنجيله المتقدّم الذكر لأنه ينكر التثليث.. وهذا لا يتوافق مع عقيدتهم بصلب النبي عيسى عليه السلام وهو ما رفضه القرآن الكريم وصرّح بالشبيه للنبيّ عيسى عليه السلام وهو ما أشارت إليه أخبارنا الشريفة التي منها خبر مولانا الإمام الباقر عليه السلام، وثمة أخبار أخرى فراجعوا البحار ج ١٤ ص ٣٣٧ وغيره من المصادر الحديثية والتفسيرية ..!!
والله تعالى يتولى الصالحين
خادم الشريعة محمّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت بتاريخ ١٩ محرّم الحرام ١٤٤٣ هجري قمري/ الموافق ١٨ آب عام ٢٠٢٢ ميلادي.