المضافات الغذائية في أيام عاشوراء ما الغاية منها..!!
السلام عليكم مولانا سماحة شيخنا آية الله المحقق محمد جميل حمود العاملي حفظكم الله تعالى..
سؤال:ما حكم ما يحصل اليوم على الارض اللبنانية في المناطق الشيعية من كثرة المآدب المتنوعة الأطعمة تحت ذريعة الإطعام على حب الإمام الحسين عليه السلام..؟ ما رأيكم بهذا ؟ أجيبوني ولكم الأجر والثواب
عبد علي
الجنوب اللبناني
___
الموضوع الفقهي: (المضافات الغذائية في أيام عاشوراء ما الغاية منها..!!)
بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الجواب: راجت المضافات أو السُفَر اليوم بشكلٍ مريع في لبنان والكويت وغيرهما في أيام عاشوراء على الطرقات وبجانب الحسينيات والمساجد بشكلٍ عشوائيٍّ مريع، ترافقها اللطميات الغنائية المشحونة بالإيقاع الموسيقي المتنوع الأصناف والآلات الموسيقية المتعددة الأطراف كالناي والأُرك والكمنجا والطبلة والبيانو والآلات الموسيقية النافخة والمنفوخة، كلُّ ذلك بإسم الدين وذكرى عاشوراء؛ فيُطعِمون منها الشارد والوارد، الماشي والراكب بسيارته الفارهة، الغني والفقير، العمري والشيعي، الداعرة والداعر، المسيحي والبوذي والدرزي وعبّاد البقر، وقطَّاع الطرق والفاسقين والمارقين، والمنكرين لولاية آل محمد (صلى الله عليهم). من دون تمييز، وترون الموزعين صبايا كالجواري الحسان مظهرهنَّ بجمالهنَّ يغري العنين ويوقظ العجوز الكبير..!! كلُّ ذلك تحت ذريعة حبّ الإمام الحسين عليه السلام لأنه يجمع ولا يفرّق وهو لكلِّ الناس حتى للذين ساروا على نهج الذين قتلوه ومثلوا بجثته الشريفة في كربلاء..! وا حسيناه وا مظلوماه.. ونسي هؤلاء ما ورد في زيارة عاشوراء (اللهم العن أول ظالم ظلم حقَّ محمَّد وآلِ محمَّد وآخرَ تابعٍ له على ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وتابعت وبايعت وشايعت على قتله، اللهم العنهم جميعاً )؛ يكرر الزائر ذلك مائة مرة. وفي نسخة كامل الزيارات ص331 باب 71 (اللهم العن أول ظالم ظلمَ حقَّ محمَّدٍ وآلِ محمَّد وآخرَ تابعٍ له على ذلك ، اللهم العن العصابة التي حاربت الحسين، وشايعت وتابعت أعداءَه على قتله وقتل أنصاره، اللهم العنهم جميعاً ). ونسوا أيضاً أن إمامنا الحُجَّة القائم صلوات ربي عليه وآله سيخرج للأخذ بثارات جدّه وآبائه الطاهرين عليهم السلام ممن ظلموهم وتعدوا عليهم وهتكوا ستور نساء آل البيت (صلَّى الله عليهم) لأنَّهم رضوا بفعل آبائهم وزعمائهم.
والمروّج لهذه المضافات (السُفَر) هم بتريون يجمعون بين التولي لآل البيت عليهم السلام وبين المخالفين للمنهج الشيعي الأصيل المبنيّ على العقيدة بآل البيت عليهم السلام وفقههم ومنهجهم القويم وسلوكهم المستقيم ..وهذه الطريقة بالتوزيع في الإطعام مخالفة للأخبار الشريفة الصريحة في حرمة إعانة الفساق من الشيعة والأعداء من أتباع أعمدة السقيفة..فأنتم حينما تطعمون العصاة والأعداء فإنّما تعينونهم على المعاصي، بل إن إطعامهم هو توقير لهم وإكرام ومودة وإخوة ولا يجوز توقير الفساق والعصاة وأعداء آل محمد من فرق الضلالة والكفر..فلا كرامة لعاصٍ ولا مودة لمتحللٍ من العقيدة والأحكام الشرعية، كما لا كرامة لمخالفٍ لآل البيت عليهم السلام لأنهما - أي الفاسق الشيعي، والعمري المخالف لأئمة الهدي عليهم السلام - من أهل البدع والزيغ والفسق والضلال؛ فقد جاء في الصحيح عن إمامنا المعظّم أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام قال:(من أشبع عدواً لنا فقد قتل وليَّاً لنا). وفي صحيحة إبن فضال قال: سمعت الإمام الرضا عليه السلام يقول :(من واصل لنا قاطعاً أو قطع لنا واصلاً أو مدح لنا عائباً أو أكرم لنا مخالفاً فليس منا ولسنا منه). فقوله عليه السلام( أو أكرم لنا مخالفاً..) يراد منه حرمة إكرام المخالف لهم والعاصي لمعالم دينهم..وكلّ شيعي يكرم أعداء آل محمّد عليهم السلام بإسم عاشوراء فهذا ليس من شيعة آل محمد..وكلُّ شيعي يكرم مخالفاً لأهل البيت عليهم السلام، ويتواصل بالمحبة والإكرام لهم وفي الوقت نفسه يقاطع أولياء آل محمد هو خارج من ولايتهم كما جاء في الصحيحتين المتقدِّمتين وغيرهما من الأخبار المتواترة كالخبر الوارد عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال:( من أتى ذا بدعة فعظّمه فإنَّما يسعى في هدم الإسلام) . ولا ريب في أن المخالفين من أهل البدع فلا يجوز إكرامهم مطلقاً..فقد جاء أيضاً عن الإمام الأعظم عين الحياة وكهف الأولياء أمير المؤمنين عليّ صلّى الله عليه وآله قال:( مَن مشى إلى صاحب بدعة فوقَّره فقد مشى في هدم الإسلام). وهناك الكثير من الروايات تنصُّ على صفات خاصة يجب أن تتوفر في الزائر لمرقد الإمام المعظَّم الحسين عليه السلام منها: أن يكون الزائر له كئيباً حزيناً مكروباً أشعثاً أغبراً، جائعاً عطشاناً..وأن لا يحمل الزائرُ معه السُفَر، وقد استعرض الشيخ الأقدم الجليل أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي في كتابه العريق (كامل الزيارات باب 47 و48) منها ما رواه في الباب 47: ما يكره اتخاذه لزيارة الحسين بن علي عليهما السلام )
[ 370 ] 1 - حدثني أبي رحمه الله وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي رحمهم الله ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن بعض أصحابنا ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) :بلغني ان قوما إذا زاروا الحسين ( عليه السلام ) حملوا معهم السفر، فيها الحلاوة والاخبصة وأشباهها، ولو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا معهم هذا.
[ 371 ] 2 - وحدثني محمد بن الحسن بن أحمد وغيره ، عن سعد بن عبد الله ، عن موسى بن عمر ، عن صالح بن السندي الجمال، عن رجل من أهل الرقة يقال له: أبو المضا، قال :قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : تأتون قبر أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قلت : نعم ، قال : أفتتخذون لذلك سفراً ، قلت : نعم ، فقال : أما لو اتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك، قال : قلت: أي شئ نأكل ؟، قال: الخبز واللبن، قال : وقال كرام لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إن قوماً يزورون قبر الحسين ( عليه السلام ) فيطيبون السفر، قال: فقال لي أبو عبد الله عليه السلام : أما انهم لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك .
[ 372 ] 3 - حدثني حكيم بن داود ، عن سلمة بن الخطاب ، عن أحمد ابن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن بعض أصحابنا، قال: قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : بلغني أن قوماً إذا زاروا الحسين بن علي حملوا معهم السفر ، فيها الحلاوة والأخبصة وأشباهها، لو زاروا قبور أحبائهم ما حملوا ذلك .
[ 373 ] 4 - حدثني محمد بن أحمد بن الحسين ، قال : حدثني الحسن ابن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن الحسين بن سعيد ، عن زرعة بن محمد الحضرمي ، عن المفضل بن عمر ، قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : تزورون خير من أن لا تزورون [ الأصح:تزوروا] ولا تزورون خير من أن تزورون [تزوروا] ، قال: قلت: قطعت ظهري، قال: تالله إن أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيباً حزيناً ، وتأتونه أنتم بالسفر ، كلا حتى تأتونه شعثاً غُبراً .
فإذا ما ورد النهي عن اتخاذ الزائر للسُفر خلال زيارته للإمام المعظم سيّد الشهداء صلوات ربي عليه لأجل أن لا تكون زيارته له شبعاناً ومروياً ومتخماً فكيف تُقام تلك السفر والولائم المتنوعة الأصناف على عامة الطرقات الموصلة إلى مرقد الإمام سيّد الشهداء عليه السلام..أليس فعلهم خلاف ما دلت عليه الروايات الناهية..!
إن قيل لنا: أنتم تمنعون السُفر عن الزوار ونحن نريد إكرامهم..؟
قلنا: أنا لم أمنع من عندي بل الروايات هي التي منعت ونهت أن يدخل الزائر إلى المراقد شبعاناً مروياً..ولا مانع من أن يأكل من السُفَر والموائد بعد زيارته ولا يأكل الدسم بل يقتصر على الخبز واللبن..فالمنع من الشبع والإرتواء منصبٌ على ما قبل دخول المراقد للزيارة..والأخبار نهت عن الأطعمة الدسمة وأمرت بالخبز واللبن، وأين هذا من لذائذ السُفَر يا أولي الكرم..؟! فها هو المحدّث الأقدم إبن قولويه القمي روى عن رجل من أهل الرّقة يقال له أبو المضا قال: قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ): تأتون قبر أبي عبد الله عليه السلام )، قلت: نعم ، قال: أفتتخذون لذلك سفراً ، قلت : نعم ، فقال : أما لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك، قال : قلت : أيَّ شئ نأكل ؟، قال: الخبز واللبن، قال : وقال كرام - وهو عبد الكريم بن عمرو بن صالح - للإمام أبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إن قوماً يزورون قبر الحسين ( عليه السلام ) فيطيِّبون السفر، قال: فقال لي أبو عبد الله عليه السلام : أما إنهم لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك .
إن عامة المضافات والموائد المنتشرة في بلاد الشيعة، يشبع منها عدو آل محمد والموالي لهم في نفس الوقت..ولو أن أصحابها اقتصروا على الفقراء من الشيعة لكان خيراً لهم، أما إنهم يطعمون أعداء آل محمد فهو شرٌّ لهم وفيه إعانة على تقوية عدوهم والإستهزاء بأئمتهم الأطهار عليهم السلام ومواليهم المنافحين عنهم..يأكلون من قصاعهم ويبصقون فيها والعياذ بالله ولسان حالهم يقول: نأكل من موائد الشيعة إستحلالاً لأموالهم، ولو شاؤوا لاستحلوا أعراضنا جهرةً، وهم جائز في دينهم كما قال بعض أئمتهم العمريين: "دماء الشيعة وأموالهم وأعراضهم لنا حلال". فإلى أين أنتم سائرون يا معشر الشيعة..؟! تكرمون من يستحل دماءكم وأعراضكم وأموالكم في حين تمنعون الماعون عن موالي آل محمد وشيعتهم..!! فقد روى لنا ثلة من المؤمنين في بيروت أن الكثير من نساء العمريين السوريين كن يحملن الأكياس الكبيرة ليخزنوا فيها علب الهريسة وبعض المأكولات ولسان حالهم يهتف بقول:" نأكل أموال الروافض ونتقوى بها عليهم".
فكلّ واحد منكم أيها المضيِّفون يتقرب إلى أعداء آل محمد بإكرام وتعظيم ومؤاخاة فهو بتري قد بتر ظلامات سيّدة نساء العالمين الصدّيقة الكبرى فاطمة البتول وزوجها أمير المؤمنين وأهل بيتهما الطاهرين..فاعرفوا من توالون وممن تتبرؤون...!؟؟ إذ لا أُخوة إيمانية بين المؤمن والمخالف، بين المؤمن والكافر..! وقد اتفق على ذلك كلّ فقهاء الإمامية في بحوثهم حول ضلال المخالف وجواز غيبته والقدح به، والخارج منهم شاذٌّ لا عبرة به ولا يجوز تقليده ولا السير على خطاه..!
ومما يحزن قلب الغيور هو أن أيام عاشوراء الحزينة صارت في عامنا هذا ( 1445 هجري 2024م ) إحتفالات وكرنفالات موسيقية وغنائية وغذائية يتنافس فيها العصاة من الشيعة على التمادي بنشر الألحان الموسيقية بنغمات الفسَّاق من الرواديد حتى صارت النساء يتراقصن على أنغامها ويدندن كلماتها بألسنتهنّ القذرة مع أطفالهن ورجالهنَّ وفيهم زوجات معممين لا يعرفون الله تعالى، يستغلون هذه الأيام الحزينة لترويج بضائعهم الغنائية تحت عنوان( اللطميات على سيّد الشهداء وأهل بيته الأطهار عليهم السلام) وأغلبها غناء، ومشحونة بآلات اللهو بشتى أصنافها وأنواعها..كلُّ ذلك بإسم الدين وبإسم عاشوراء، وبإسم الفتاوى الترخيصية المتحللة الصادرة من عمائم السوء والضلال...!
واللهِ العظيم..لقد باتت أيام عاشوراء - في عامنا هذا وما قبله بقليلٍ - إحتفالاتٍ غنائية وموائدَ غذائية لذيذة يرغب فيها كلُّ فاسقٍ ومارق يهوى المرح والبطر والنشوة..! وقد شجعهم على ذلك عمائم الفسق والضلال..!! والأعجب من كلّ ذلك كلّه:أن جهات حزبية لبنانية قد استدعت الطهاة من النصارى والدروز والمخالفين ليقوموا بطهي الأطعمة كالهريسة وما شاكلها في الضاحية الجنوبية ليتباروا بصنع طبقٍ كبير للهريسة في شركة المسابقات العالمية أو ما تسمى بموسوعة غينيس العالمية (GuinnessWorld Records) وتقوم تلك الجهة بتوزيعها غير مباليةٍ بالنتائج السلبية المترتبة على ذلك ومن أهمها:تنجيس الأطعمة التي يقوم بطهيها أولئك الطهاة لتلك المضائف ليأكلها الشيعة ويتلذذون بها..وهي مضائف تذكِّرنا بموائد المتخمين والمبذرين والمسرفين..والمتبقي من هذه الاطعمة تُرمى في براميل القمامة والعياذ بالله...!! فلم يعد هناك شيء إسمه طهارة الطعام..فتساوى عندهم الشيعيَّ الملتزم بأحكام دينه مع غيره من الكفار وفرق الضلال..بل صار هؤلاء أشرف من الشيعيِّ الذي لا يتوافق مع خطوطهم وتوجهاتهم..!
إن شريعتنا المقدسة حرَّمت الإسراف والتبذير، وهما خلاف ثورة الإمام المعظَّم سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ( إنِّي لم أخرج بطراً ولا أشراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردَّ عليَّ هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو أحكم الحاكمين ).
البطر هو الطغيان في النعمة وغمطها ولم يقدّرها بشكرٍ لله تعالى، والأشر هو شدة الفرح أو شدة الإسراف في النعمة وتبذيرها، وقيل إن الأشر هو شدة البطر؛ والمفسد هو إسم فاعل أي الذي يعيث في الأرض فساداً، والفساد هو نقيض الإصلاح؛ والظالم هو الجور ومجاوزة الحدِّ أو هو الميل عن القصد الشرعي والأخلاقي..وكلُّ هذه الألفاظ بمعانيها منطبقة على السكران في وفور النعمة عليه فيصرفها فرحاً ومبذراً ومسرفاً وينفقها على غير مستحقيها..
إن ما أشرنا إليه من سلبيات بإسم الإمام سيّد الشهداء (روحي لتراب نعله الفداء) هو فاجعةٌ عظمى أصابت التشيع في الصميم وحرَّفت مسارَ عاشوراء الحزينة إلى مراسم غنائية وإحتفالات غذائية تنافس على إحيائها رعاع الناس وفيهم معممون هم أجهل الناس بمفاهيم عاشوراء ومعالم دين آل محمد عليهم السلام..ما نراه اليوم من أفعال منكرة تُرتكب بإسم الإمام الحسين عليه السلام:فرح وسرور بالغناء والموسيقى والمآكل الدسمة اللذيذة ومؤاخاة ومودة التابعين لأعمدة السقيفة الذين أسسوا الظلمَ على آلِ محمد..كلّ ذلك لأجل الدنيا والتربع على السلطة، بل لأجل تمييع الأحزان على ظلاماتهم وتسطيح إمامة آل محمد وولايتهم والتبري من أعدائهم..إنها الفرقة البترية التي تجددت معالمها اليوم في الوسط الشيعي لتحيي مراسم السنة الهجرية العمرية في أوائل كلِّ عام من شهر محرم..وهذه الفرقة هي التي ستتصدى لقتال الإمام المهدي صلوات الله عليه وآبائه الطاهرين وآخر تجمع لهم سيكون في الكوفة يحملون السلاح لقتاله صلوات ربي عليه وآله قائلين له:( ارجع يا ابن فاطمة لا حاجة لنا فيك) كما جاء في صحيح رواية دلائل الإمامة صفحة 239 عن إمامنا المعظم أبي جعفر محمد الباقر عليه السلام قال:( ويسير إلى الكوفة، فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البترية، شاكين في السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وشمروا ثيابهم، وعمهم النفاق، وكلهم يقولون: يا ابن فاطمة! ارجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجلٌ، ولا يُصاب من أصحابه أحدٌ، دماؤهم قربان إلى الله، ثم يدخل الكوفة فيقتل مقاتليها حتى يرضى الله ( عز وجل ) .
يحييون أيامَ عاشوراء على الفرح والسرور بتوزيع الأطعمة اللذيذة ونشر اللطميات الغنائية التي ترقّص الداعرات والفاسقات المتحلللات
(1) ، وعندما تنتهي أيام عاشوراء - وعلى وجه الخصوص يوم العاشر منه - تتوقف المضائف واللطميات الغنائية وكأنَّ شيئاً لم يكن...فلماذا هذا التوقف المريب..!! والجواب واضح، وذلك لأن السبب الداعي لهم في ذلك هو مسح الشعائر الحسينية من أساسها بشكلٍ عام، والتطبير والبكاء بشكلٍ خاص، وهما شعيرتان تُزعِجانِ هذا الخط المعروف بعدائه لهاتين الشعيرتين الطاهرتين لما يشكِّلان مِن قوةٍ في تثبيت العداوة للخطِّ الوحدوي المقيت الذي يسيرون عليه ويغدقون الأموال الطائلة في سبيل تثبيته وتركيزه في الوسط الشيعي، وهناك تصريحات لبعض دعاة الوحدة الممقوتة من المعممين الشيعة والعمريين يعترفون فيها بأن البكاء والتطبير فعلان همجيان يؤخران المسلمين للسير في ركب التطور والحداثة، لذا جدّوا واجتهدوا بإختراع وسائل تضليليَّة لإبعاد الشيعة عنهما واستحداث طرق أخرى بديلة عنهما والتي من أهمها اللطميات المشحونة بالموسيقى والغناء بإسم الإمام الحسين عليه السلام والمضايف البراقة وما شاكل ذلك..وقد نجحوا في ذلك نسبياً في الوسط المتحلل من الدين والقيود الشرعية..إلَّا أن مشيئة الله تعالى ستدحر ما يبيّتون ويمكرون..!
ما نودُّ التنبيه عليه هو أنّه يجب على العلماء المخلصين بالتولي والتبري على الساحة اللبنانية بوجهٍ خاص أن يجدّوا في مناهضة البدع التي يؤسسها أصحابُ الخطّ البتري لمحق الشعائر الحسينية المقدَّسة التي تزعج الخط العمري والبتري معاً وهو جهادٌ في سبيل آل محمد (صلوات ربي عليهم) ولقد سمعنا (في عامنا هذا 1445 ه) من الثقات وشاهدنا في فيديوهات ثُلةً قليلةً جداً من الخطباء الحسينيين على الساحة اللبنانية شمروا سواعدَهم وشحذوا ألسنتَهم للذود عن هاتيك الشعائر المقدّسة، فجزاهم الله تعالى خيراً وإن جاؤوا متأخرين، فمجيئهم خير من عدمه، والوجود خيرٌ من العدم..ونحن منذ سنين متمادية نحذِّر وننبّه ونرشد في بحوثنا المتعددة الأطراف (ككتب الشعائر وأصول العقيدة والبحوث والمحاضرات والفتاوى) ولكنَّنا لم نجد آذاناً صاغية في وسطنا اللبناني، والمهم أننا ألقينا الحُجَّة وأمطنا اللثام عن حقائق جمَّة حول مفاسد الوحدة القائمة على نسف الإمامة الإلهية ولوازمها الشرعية بشكلٍ عام، والشعائر الحسينية من أساسها بشكلٍ خاصٍ واستبدالها بمظاهر المضائف والموائد اللذيذة والفرح والسرور والطرب والموسيقى..!! وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أيّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين. {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69 .
اللهم إشهد أنّي قد بلّغت..
هذا ما أحببنا إيراده جواباً على سؤالكم الكريم، والحمد لله ربّ العالمين، اللهم صلِّ على محمَّدٍ وآله الطيبين الطاهرين.
يا قائم آل محمد
عبدك على بابك سيِّدي
يرجو فضلَ إحسانك
محمد جميل حمود العاملي
بيروت/ بتاريخ ٦ محرم ١٤٤٥ ه
الموافق ١٣ تموز ٢٠٢٤ ميلادي.
---------------------------------
(1) لقد شاع في الآونة الأخيرة لطمية للرادود خضر عباس العراقي بإسم (هلا بحسين الثاني) التي هي في الواقع أغنية وقد استأنس بها العاهرات في عدة ملاهي ليلية في لبنان ليرقصن عليها، وثمة فيديو منتشر على اليوتيوب وهن يرقصن على أنغامها...!! وا محمداه وا علياه..!!