التثويب بدعة وتأويل الإجماع الذي قصده الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى
الإسم: *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
الى جناب العالم المرجع الديني ایة الله ا الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله
السلام علیکم ورحمة الله وبرکاتة
سماحة المرجع الديني اضع بين يديكم الكريمتين سؤالين ارجو من سماحتكم الاجابة عليها
الحديث الوارد في كتاب تهذيب الاحكام ج2 ( باب عدد فصول الاذان والاقامة ووصفهما) وكتاب الاستيصار ج1 ص308 للشيخ الطوسي رحمه الله
عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال النداء والتثويب في الاقامة من السنة
15- عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال كان ابي ينادي في بيته بالصلاة خير من النوم ولو رددت لم يكن به بأس
يعلق الشيخ الطوسي - محمول على التقية لأجماع الطائفة على ترك العمل بها
الاشكال الاول -كيف يصبح اجماع الطائفة اصلاا ومصدرا شرعيا يرد به قول المعصوم مع ان الاجماع عندنا في مدرسة اهل البيت عليهم السلام غير حجة مالم ينضم اليه قول المعصوم
الاشكال الثاني -قول الشيخ الطوسي يشبه موقف ابناء السنة واتباع مؤتمر السقيفة في ترك النهج النبوي والاجماع على اجتهادات وبدع الخلفاء وتقديم منهجهم على قول وفعل الرسول الاكرم صلى الله عليه واله
ودمتم في رعاية الله وحفظة
الموضوع: التثويب بدعة وتأويل الإجماع الذي قصده الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمته وبركاته
المراد من الإجماع الذي ذكره الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى هو الإجماع الدخولي والتعبدي الذي أطبقت على حجيتهما الطائفة المحقة بأسرها ولم يخالف فيه أحد على الإطلاق، فهذان القسمان من الإجماع حجة شرعية لا يجوز التخلف عنه وإلا عدَّ المتخلف عنه والرادّ له خارجاً من صفوف الطائفة باعتباره راداً على الإمام عليه السلام الداخل مع المجمعين، فرد الإجماع حينئذٍ يعتبر رداً على الإمام عليه السلام ، والرد على الإمام عليه السلام هو ردٌّ على الله تعالى ، والرد على الله تعالى هو الكفر بعينه... والإجماع الدخولي إنَّما سمي دخولياً بسبب دخول الإمام عليه السلام معهم، فمتى حصل الإجماع الحصولي لفقيهٍ وعلم به كان حجَّةً شرعيةً على إثبات ذلك الأمر المجمع عليه لإشتماله على ما هو من أعلى الحجج وهو قول المعصوم عليه السلام، فالحجية لأجل الإمام عليه السلام وليس لأجل إجماع العلماء بما هم علماء وفقهاء فلا حجية لأحد على أحد إلا ما دل عليه الدليل وهو هنا للإمام عليه السلام وليس للفقهاء بما هم فقهاء لأنهم محدِّثون عن الأئمة الطيبين المطهرين عليهم السلام...والإجماع غير الحجة هو الإجماع المنقول والمحصّل، فالأول هو ما نقله فقيه عن غيره، والمحصّل هو ما حصّله الفقيه بنفسه، وكلا الإجماعين حدسيين نظريين ليسا حجة شرعية على الآخرين كما أشرنا.. فالتثويب الذي هو عبارة عن قول المخالفين في أذان الفجر:" الصلاة خير من النوم" باطل عندنا نحن الإمامية للنهي عنه في الأخبار الشريفة باعتباره من صنع عمر بن الخطاب فهو بدعة لا أساس لها في الشريعة، لذا فقد استدل الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى على بطلان التثويب بدليلين:
(الأول): الإجماع الدخولي والتعبدي القائمين على حرمة التثويب باعتبارهما دلالة لبية على سيرة الأئمة الطاهرين عليهم السلام القائمة على حرمة الإستنان بسنة عمر بن الخطاب وهي من بدعه المعروفة لدى الخاصة والعامة ولكن العامة يعتبرونها بدعة صالحة ولم يدري عمر بأن التشريع في مقابل المعصوم حرام عظيم يستوجب أليم العقاب عند الله تعالى..؟؟!.
(الثاني): الأخبار الشريفة الدالة على حرمة التثويب.. وتأكيده على الإجماع رحمه الله تعالى من باب صد الإحتمال الذي قد يدخل على قلب مشكك بأن الأخبار ضعيفة فيكون الإجماع الدخولي والتعبدي دافعاً لذلك الإحتمال الموهوم مع أن الأخبار بأجمعها صحيحة..والله من وراء القصد والسلام عليكم.
عبد القائم أرواحنا فداه/ محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 16 جمادى الأولى 1433هـ.