التعارض في الأخبار بسبب إبعاد الناس للمعصوم عليه السلام عن أداء مهامه ووظائفه الإلهية
الإسم: *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الديني الكبير اية الله الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله الوارف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
سماحة المرجع دمتم بالعز والهنا
الى سماحتكم الاستفسار الاتي
شيخ الطائفة الطوسي رحمه الله يذكر في كتاب -العدة في اصول الفقه - ج1 ص137
( وقد ذكرت فيما ورد عنهم عليهم السلام في الاحاديث المختلفة التي تخص الفقه في كتابي المعروف بالاستبصار وفي كتاب تهذيب الاحكام مايزيد على خمسة الاف حديث وذكرت في اكثرها اختلاف الطائفة في العمل بها وذلك اشهر من ان يخفى حتى انك لو تأملت اختلافهم في هذة الاحكام وجدته يزيد على اختلاف ابي حنيفه والشافعي ومالك )
والعلامة الحلي يذكر في كتاب مختلف الشيعة ج1 المقدمة ( أ ما بعد فاني لما وقفت على كتب اصحابنا المتقدمين ومقالات علمائنا السابقين في علم الفقه وجدت بينهم خلافات في مسائل كثيرة متعددة ومطالب عظيمة متبددة واحببت ايراد تلك المسائل في دستور يحتوي على ماوصل ألينا من خلافهم في الاحكام الشرعية والمسائل الفقهية )
والعلامة المولى فيض الكاشاني في مقدمة كتاب - الوافي ج1 ص 9 -( تراهم يختلفون في المسألة الواحدة الى عشرين قولا او ثلاثين قولا او ازيد بل لو شئت اقول لم يتبق مسالة فرعية لم يختلفوا فيها اوفي بعض متعلقاتها )
السؤال والاشكال سماحة المرجع الديني ماهو تفسير او الفائدة التي جنيناها من اعتقادنا بالامامة لحفظ الدين وبيان التفسير الرباني الصحيح للقران الكريم وحفظ السنة النبوية ونحن في هذا المستوى من الاختلاف في الاحكام الشرعية والمسائل الفقهية بل حتى الاعتقادية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع الفقهي:التعارض في الأخبار بسبب إبعاد الناس للمعصوم عليه السلام عن أداء مهامه ووظائفه الإلهية.
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمته بركاته
أخونا العزيز المحترم ....إن سبب الإختلاف في بعض الأحاديث هو غياب الإمام الحجة القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف لأن حضوره الظاهري لطفٌ يمنع من تلفيق الأحاديث على النبيّ وآله عليهم السلام،شريطة أن يكون مبسوط اليد فيمنع بالقوة كل تلفيق ويرد المعالم إلى أهلها، وأما إذا كان ظاهراً ولكنه غير مبسوط اليد فلا يسعه الحفاظ على ظاهر الشريعة إلا على نحوٍ محدود، من هنا كثرت الكذابة على رسول الله في حياته حتى أنه صعد المنبر وقال:( من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) وهكذا بالنسبة إلى بقية المعصومين عليهم السلام صدر تلفيق عليهم لأنهم كانوا مقهورين لا قاهرين، ومن الطبيعي للمقهور أن لا يتمكن من التغيير والحفاظ على واقع التشريع إلا في نطاق المعتقدين به كمعصوم مفترض الطاعة وواجب القبول منه، وأهل البيت عليهم السلام فعلوا ما أمرهم الله تعالى به، كل ذلك على نحو الإفتتان والإمتحان والإختبار للناس، وهذا لم يؤثر على المؤمنين الممحصين الذين لم يتركوا المعصوم عليه السلام، وهؤلاء لم يضلوا ولم يشقوا لأنهم اتبعوا المعصوم عليه السلام، ولا تضطربوا بسبب اختلاف الأحاديث في غيبة الإمام المنتظر أرواحنا فداه لأن غيبته أعظم من أختلاف الأحاديث، وسبب غيبته هو الخوف من الناس، فإذا رفعنا الخوف الحاصل في نفسه ـــ وخوفه على نفسه من القتل لأنه غير مأمور بأن يلقي نفسه في التهلكة التي هي القتل ـــ أمكنه الظهور لحفظ الشريعة ومنع الإختلاف في الأحاديث، وما دام خائفاً فإنه سيبقى مستتراً،وإستتاره أعظم من إختلاف الشيعة بسبب إختلاف الأحاديث، ولكن بالرغم من وجود إختلاف في الأحاديث إلا أنه يوجد أحاديث واضحة الدلالة تترجح على الأحاديث الأخرى المتعارضة مع غيرها، ومجرد الإختلاف فيها لا يوجب محق الشريعة والشك فيها، بل إن للإختلاف في الأخبار قواعد من الأخبار ترشدنا إلى كيفية الجمع بين هذه الأحاديث التي جمع الشيخ الطوسي رحمه الله الكثير منها في كتابيه الإستبصار والتهذيب،وهذا كافٍ ــ بحسب ما أوصانا به أئمتنا الطاهرون عليهم السلام ــ في عصر الغيبة أو عصورهم التي عاشوا التقية فيها... فما دامت الإمرة صبيانية فلن يزول الإختلاف في كيفية الجمع بين الأحاديث إلى أن يظهر إمامنا المعظم الحجة بن الحسن عليهما السلام فيرفع الإختلاف الظاهري والواقعي ويُرجع الدينَ إلى أصالته وجوهره...والسلام عليكم.
عبد الحجج الطاهرين عليهم السلام
محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 1 جمادى الثانية 1434هـ.