• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : علم الرجال .

        • القسم الفرعي : مواضيع رجاليّة .

              • الموضوع : الخيانة ثابتة بالأدلة والبراهين على بعض نسوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بعد شهادته/ صرف السوء عن النبي وآله ينصرف إلى عدم إنجاب نسائهم لأولاد الزنا/ خبر الخصال معارض بالأخبار القطعية .

الخيانة ثابتة بالأدلة والبراهين على بعض نسوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بعد شهادته/ صرف السوء عن النبي وآله ينصرف إلى عدم إنجاب نسائهم لأولاد الزنا/ خبر الخصال معارض بالأخبار القطعية

الإسم:  أبو *****
النص: الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين ولعنة الله الدائمة على أعدائهم وقتلتهم إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم شيخنا الجليل ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وعطرة

أما بعد
فقد قرأت كتابكم (خيانة عائشة) وقد أعجبت بالكتاب حيث يتمتع بقوة الطرح وسعة المعلومات ومتانة الإستدلال فجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء
فطرحت الكتاب على أحد الأخوة المعترضين على هذا القول أي زنا عائشة فأجابني بهذا الجواب:

حديثان معتبران في تبرئة أزواج النبي (ص) من الزنا:


الصدوق في كتاب الخصال ص 563 - 553ح31 :
حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن - مسكين الثقفي ، عن أبي الجارود وهشام أبي ساسان ، وأبي طارق السراج ، عن عامر بن واثلة قال : كنت في البيت يوم الشورى فسمعت عليا عليه السلام وهو يقول : استخلف الناس أبا بكر وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه ، واستخلف أبو بكر عمر وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه إلا أن عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لهم علي فضل ولو أشاء لأحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم ولاعجميهم المعاهد منهم والمشرك تغيير ذلك ، ثم قال : نشدتكم بالله أيها النفر هل فيكم أحد وحد الله قبلي ؟ قالوا : اللهم لا ، ...الخ.
قال : نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت : لرسول الله صلى الله عليه وآله : إن إبراهيم ليس منك وإنه ابن فلان القبطي ، قال : يا علي اذهب فاقتله ، فقلت : يا رسول الله إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو أتثبت ؟ قال : لا بل تثبت ، فذهبت فلما نظر إلي استند إلى حائط فطرح نفسه فيه فطرحت نفسي على أثره فصعد على نخل وصعدت خلفه فلما رآني قد صعدت رمى بإزاره ، فإذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت ؟ فقالوا : اللهم لا ، فقال : اللهم اشهد. اهـ.


علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ج2 ص99-100 :
حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا عبد الله (محمد خ ل) بن بكير عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليهما السلام يقول: لما مات ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه حزنا شديدا فقالت عايشة ما الذي يحزنك عليه فما هو إلا ابن جريح، فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا وامره بقتله فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف وكان جريح القبطي في حائط وضرب علي عليه السلام باب البستان فأقبل إليه جريح ليفتح له الباب فلما رأى عليا عليه السلام عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح الباب فوثب علي عليه السلام على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريح مدبرا فلما خشي ان يرهقه صعد في نخلة وصعد علي عليه السلام في اثره فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته فإذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله إذا بعثتني في الامر اكون فيه كالمسمار المحمى في الوتر ام اثبت ؟ قال فقال لا بل اثبت، فقال والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال ولا ما للنساء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الحمد لله الذى يصرف عنا السوء اهل البيت .اهـ.


السوء هنا معناه الزنا وأهل البيت هنا يدخلون معهم زوجات النبي صلى الله عليه وآله.

فالنبي محمد صلى الله عليه وآله يحمد الله تعالى الذي صرف الزنا عنه وعن أهله (زوجاته وغيرهم) .

فما هو ردكم شيخنا الجليل على هذا القول
ودمتم سالمين
إبنكم:أبو *****

 

الموضوع الفقهي والرجالي: الخيانة ثابتة بالأدلة والبراهين على بعض نسوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بعد شهادته/ صرف السوء عن النبي وآله ينصرف إلى عدم إنجاب نسائهم لأولاد الزنا/ خبر الخصال معارض بالأخبار القطعية.
بسم الله الرحمان الرحيم

 

السلام عليكم
     نشكر حسن ظنكم الكريم بما بحثناه في كتابنا القيّم(خيانة عائشة بين الإستحالة والواقع) الذي قصم ظهر البتريين من المنتسبين إلى التشيع لما فيه من دلائل نيرة لم يتمكنوا من نقضها وقد نال إعجاب أكابر علماء الطائفة ومحققيها، وقبل ذلك لقد نال رضا إمامنا الحجة القائم والغمامين الكاظميين عليهما السلام في رؤية شريفة ليس ههنا مورد بيانها...لذا لا نبالي بمن شكك في بعضه، كما لا نبالي بعوائهم ونهيقهم وزئيرهم...لأننا نعتقد بأننا مع الحق وندافع عنه ونذود عن حياض آل محمد عليهم السلام الذين يدور الحق معهم حيثما داروا وكانوا.... وهؤلاء المعادون لتوجهاتنا والناصبون العداوة لنا إنَّما هو لأجل معاداتنا لأعداء أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم وولائنا لهم ودفاعنا عن معالم دينهم وولايتهم وشعائرهم وأحكام دينهم ... وهؤلاء النواصب من المحسوبين على التشيع معروفون بتوجهاتهم الوحدوية وليسوا من المحصِّلين في الوسط العلمي بل هم مجرد معممين وليس كل من اعتمر العمامة صار عالماً...!!! ولم يقتصر تشكيكهم على الدلائل النيرة في كتابنا الجليل(خيانة عائشة بين الإستحالة والواقع) بل تخطاه إلى الكتب المعتمدة في الطائفة الشيعية المحقة كتفسير القمي والكافي والبحار والكتب الأخرى كالإستبصار والتهذيب حيث نعت الحيدري تبعاً لمن يقف وراءه بأن أغلب أخبارنا في هذه الكتب مستقاة من كعب الأحبار وغيره، فثمة محاولة حثيثة منهم لضرب كلّ كتاب أو فقيه يقف بوجه مخطط الوحدة الجهنمي الذي يقف وراءه عمائم لا علاقة لها بالفقه والعقيدة وعلم الدراية والحديث..ولن تنسى الشيعة ما فعله فضل الله والحيدري وياسر الحبيب وأمثالهم ممن أدخلوا التشكيك في صلب عقيدة وأخبار أهل البيت عليهم السلام ولكن لله تعالى جنوداً لا تكلُّ ولا تجبن تقف لهم بالمرصاد حتى تتم الحجة عليهم ولله الحجة ولرسوله وأهل البيت عليهم السلام....!.
 وإشكال من ذكرتم في سؤالكم الكريم يدخل ضمن التشكيك بكفر عائشة وصبغها بالأم الحنون المؤمنة الطاهرة المطهرة من كل عيب وفحش..! بل محاولة هؤلاء المتقمصين بثوب التشيع بالدفاع عنها صارت أكثر حمية وغيرة من نفس أتباعها وأنصارها حتى دعا الأمرُ أحدَ البتريين الشيعة بأن يوجه نداءً لعلماء العامة في كتابٍ له إلى إزالة كل رواية في كتبهم تقدح بعائشة بحجة أن الإنتقاص من أمهم يعتبر إنتقاصاً من رسول الله صلى الله عليه وآله...! ويا ليت أخذتهم الغيرة والحميَّة على مارية القبطية التي قذفتها عائشة بالفاحشة..! ويا ليتهم تحمسوا لظلامة سيدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء أرواحنا فداها وعليها أفضل التحية والسلام.. التي هشم أضلاعها عمر بن الخطاب وأسقط جنينها محسن عليه السلام...!.
 ونحن نعتقد أن هناك مؤسسات حزبية سريّة تقوم اليوم بتصنيع العمائم والخطباء وتأليف الكتب للدفاع عن عائشة تحت أسماء مموهة أو من نفس توجهها لضرب كل موقفٍ شرعي اتجاه عائشة وأصحاب السقيفة، ونحن نعتقد بأن الغاية من صنع هذه المؤسسات السرية التي أنشأها البتريون الوحدويون هي التشكيك بالتراث الشيعي الأصيل والدعوة إلى التآخي بالعقيدة والفقه مع المخالفين ونبذ كلّ الخلافات القائمة بين الخاصة والعامة.
 عودٌ على بدء: نرجع إلى ما كنا بصدده حول إشكال من أشرتم إليه بدفاعه عن عائشة، ودعوى هذا المستشكل قائمة على إفترائين على نبينا الأعظم صلى الله عليه وآله:
الإفتراء الأول: أن بعض نساء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله كنَّ منزهات عن الفاحشة والخطيئة والكفر والنفاق.
الإفتراء الثاني: أن أهل البيت عليهم السلام  أدخلوا  نساء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ضمن مفهوم أهل البيت سلام الله عليهم  المنزهين عن الدنس والخطيئة.
 وجوابنا على الإفتراء الأول في سؤالكم الكريم بالوجوه الآتية:
  (الوجه الأول): الدعوى القائلة بأن هناك خبرين معتبرين سنداً ينزهان بعضَ نسوة النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله عن الزنا...ضعيفة وليست صحيحة، وذلك لأن خبر الخصال ضعيف بسبب جهالة هشام أبي ساسان بإتفاق المحصلين من علماء الرجال والحديث، كما أنه ضعيف بأبي الجارود على بعض المباني الرجالية لا سيَّما على مبنى من يبرئ عائشة من الفاحشة باعتبار أن خبر الفاحشة مذكور في كتاب تفسير القمي وغيره ولكنَّ أحباء عائشة من بترية الشيعة في عصرنا الحاضر يضعفون التفسير المذكور لعدة أسباب منها: أن أبا الجارود الراوي للحديث هو واقفي المذهب، وقد وردت بحقه ذموم من أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم...وبالتالي فلا يصح الإستدلال بخبرٍ ضعيف على تنزيه نساء النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله على مبنى هؤلاء البتريين المحبين لعائشة فإنهم ينزهون مارية لأجل عائشة فقط..!.
  وأما خبر تفسير القمي فهو صحيح سنداً فيما لو كان الراوي عن زرارة هو عبد الله بن بكير، وأما لو كان الراوي هو محمد بن بكير فلا اعتبار بالرواية من حيث السند بسبب جهالة محمد بن بكير كما في نسخة أُخرى للسند بأن الراوي عن زرارة هو محمد بن بكير وليس عبد الله بن بكير...!.
 بالإضافة إلى كلّ ذلك: من المحتمل أن يكون عبد الله بن بكير في خبر القمي هو عبد الله بن بكير الأرجاني وهو ضعيف على مسلك المشهور من الرجاليين وقد نعتوه بالغلو، ومما يؤيد إحتمال كونه الأرجاني هو روايته عن إمامنا أبي جعفر الباقر عليه السلام، بخلاف عبد الله بن بكير بن أعين فإنه غالباً ما يروي عن الإمام الصادق عليه السلام، من هنا قال المازندراني في منتهى المقال في ترجمة عبد الله بن بكير بن أعين نقلاً عن التهذيب:« بأنه لم يعهد من إبن بكير بن أعين روايته عن الإمام أبي جعفر عليه السلام»، وحيث إن خبر القمي رواه إبن بكير عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام فيدل على أنه الأرجاني الضعيف، فتسقط الرواية عن الإعتبار السندي على مسلك من يأخذ بالأخبار الموثقة، ولكن الأقوى هو صحة السند على مبنانا بسبب رواية الحسن بن فضال عن عبد الله بن بكير باعتبار أن إبن فضال من أصحاب الإجماع الذين يصح كل ما رووه عن غيرهم ممن جاء بعدهم حتى لو كانوا مجهولين، وبالتالي فإن الرواية صحيحة سنداً على مبنانا الرجالي وهو موافق لبعض المباني الرجالية المشهورة.
 وإن قلنا بأن عبد الله بن بكير بن أعين الشيباني فهو ثقة على بعض المباني الرجالية باعتبار أن الرجل فطحي المذهب ولكنه ثقة بنظرهم وهو مما أجمعت العصابة على صحة ما رواه إلا ما كان مخالفاً للأصول عندنا فلا اعتداد حينئذ بروايته، وهو ما فعله الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى في الإستبصار من تكذيبه عبد الله بن بكير الشيباني بخصوص رواية بحسب ما نقل عنه السيد الخوئي رحمه الله في معجم الرجال ج10ص125 وهو نقل صحيح موجود في الإستبصار ج 3ص376ح رقم 982حيث احتمل الشيخ الطوسي أعلى الله مقامه كذب عبد الله بن بكير الشيباني مع أن الراوي عنه أحد أصحاب الإجماع ـــ الذين يحكم بصحة كل من روى عنهم ــ وهو الحسن بن محبوب.
 وقد ردّ الشيخ الطوسي رحمه الله قول عبد الله بن بكير لما تمسك برواية إبن بكير عن زرارة الدالة على : أن الطلاق لا يحتاج إلى محلل بعد الثلاث ، بل استيفاء العدة الثالثة يهدم التحريم استنادا إلى رواية عبد الله بن بكير أسندها إلى زرارة مع أنه خلاف المجمع عليه بين الشيعة..من أن الطلاق الثالث يحتاج إلى محلل حتى يمكن بعده أن ترجع الزوجة إلى زوجها الأول بعدإنقضاء عدتها من الثاني المحلل...  قال الطوسي رحمه الله في ذيلها ما حاصله:« يجوز أن يكون أسند ذلك إلى زرارة نصرة لمذهبه الذي أفتى به وأنه لما رأى أن أصحابه لا يقبلون ما يقوله برأيه أسنده إلى من رواه عن أبي جعفر عليه السلام وليس عبد الله بن بكير معصوماً لا يجوز هذا عليه بل وقع منه من العدول عن اعتقاد مذهب الحق إلى اعتقاد مذهب الفطحية ما هو معروف من مذهبه والغلط في ذلك أعظم من الغلط في إسناد فتيا يعتقد صحته لشبهة دخلت عليه إلى بعض أصحاب الأئمة عليهم السلام». وعلى حد تعبير أحدهم بأن مقتضى هذا التصريح من الشيخ صدور الكذب الصريح من عبد الله بن بكير في اسناد الحديث إلى ثقات المعصوم ( ع ) .
  وقد نقل عن الشهيد الثاني العاملي رحمه الله أنه نقل عن الشيخ الطوسي رحمه الله : دعوى اجماع العصابة على تصحيح ما يصح عن عبد الله بن بكير ، والاقرار له بالفقه والثقة...وهي دعوى لا تنافي  ما فعله الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب ( العدة )  حيث ذكر عبد الله بن بكير في صف الفطحية ، ولم يميزه عنهم واشترط في جواز العمل بروايتهم أمرين : عدم وجود المعارض لخبرهم ، وعدم إعراض الطائفة عن مضمونه بالافتاء بخلافه .
والخلاصة: إن دعوى صحة الخبرين سنداً بلا قيد أو شرط ومن دون تفصيل هي دعوى على مدعيها ولا تثبت أمام التشدد الرجالي بنظر بعض القدامى وبعض المتأخرين المتشددين برواية الإمامي الإثنى عشري دون غيره من الرواة، فلا بد لكلِّ مدّعٍ أن يأتي ببرهان على دعواه سوآء أكانت دعواه سلبية أم إيجابية وإلا فتبقى مجرد دعوى لا تستقيم عند ذوي البصائر..! وقد أوضحنا لكم بأن خبر الخصال ضعيف على كلّ المباني الرجالية التي تعتمد حجية الخبر الثقة، بخلاف خبر القمي فإنه صحيح سنداً على بعض المباني الرجالية دون المباني الأخرى، وبالتالي فلا يكون خبر القمي معتبراً بحسب بعض المباني فلا أقل من أنه مدعوم بأخبار أخرى صحيحة سنداً فترفعه من الضعف إلى القوة، مع أنه بنظرنا صحيح سنداً ودلالة ولكن لا من حيث يذهب صاحب الدعوى بالشكل الذي قررتموه لنا في سؤالكم الكريم، فإن نظرنا في دلالته يختلف كثيراً مما ظنه المدافع عن عائشة كما سوف ترون قريباً..!.
  (الوجه الثاني): إن المدافع عن براءة عائشة ـــ أياً كان شكله ونوعه وجنسه حتى لو كانت عمامته تناطح السحاب ـــ لم نشعر ونلمس أنه تذوق طعم الإستنباط ولا دراية الأحاديث وقواعد التعادل والتراجيح بل لا أظنه يتقن مسألة استدلالية في معارف الفقه والعقيدة وعلم الرجال والدراية وإلا لما كان وأمثاله تبجحوا علينا بما أثبتناه بالأدلة والأرقام الفقهية والحديثية والعقائدية على صدور الفاحشة من عائشة...لأن عمدة دعاويهم هي أن الشيخ الطوسي رحمه الله نقل عن إبن عباس تنزيهه عائشة عن الفاحشة..ثم صاروا يأتون بكل غثٍّ وسمين ليثبتوا دعواهم غير مبالين بالأخبار القطعية الدالة على صدور الفاحشة منها بعد رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وليس في حياته..ما يعني خمولهم الفكري وبلادتهم الذهنية وكسلهم بمعارف العقيدة والفقه حتى لو وجدتم بعضهم شرح كتب الأصول أو كتب في الأصول... فإن ذلك كالببغاء يرددون بما لا يفقهون ولا يؤمنون....ويتظاهرون بما لا يعملون..حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يعقلون..!!. وصاروا معروفين بتوجهاتهم الفكرية التي منبتها ومصدرها مدرسة أبي بكر وعمر لعنهما الله تعالى، وهذه المدرسة هي ما أسميناها قديماً بالمدرسة البترية التي تجمع بين الولاء ظاهراً لأهل البيت سلام الله عليهم وبين تبني الفقه والعقيدة البكرية وحب إبنته عائشة ــ ونحن أول من أطلق مصطلح "البترية " على الوحدويين من متشيعة هذا العصر ...!.
 والحاصل:  إن خبر تفسير القمي ويؤازره خبر الخصال ليسا صريحين في صرف السوء عن عائشة بل غاية ما فيهما أنهما نزها مارية القبطية رضي الله عنها عن الفاحشة كما نزّه إبنها إبراهيم من تولد الزنا، وهو القدر المتيقن في مقام الخطاب الشرعي في النصين، فالتخطي عنه إلى مورد آخر مشكوك فيه بحاجة إلى دليلٍ يثبته كما هو معلوم عند المحققين من أعلام الإمامية وهم يعرفون جيداً ما أقصد، وغيرهم ممن يتبجح بالغرور والدعاوى الجاهلية لا يعنينا أمره على الإطلاق باعتباره جاهلاً بما هو مقرر في الأصول الفقهية والعقدية في التشريع الجعفري، وما يصيب التشيع اليوم من كوارث إنما هو بسبب هؤلاء الجهلة المقصرين حتى في أبسط القواعد التشريعية عندنا نحن الإمامية.
 (الوجه الثالث): إن تمسك الجاهل المغرور بخبري الخصال والقمي دون غيرهما من الأخبار القطعية الصدور عن مشكاة العصمة والطهارة سلام الله عليهم الصريحة في مخالفة بعض نساء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله لأوامره ونواهيه التي منها الفاحشة بعد وفاته ومخالطتها للرجال وإرضاعهم وهو ما يسمى بإرضاع الكبير، يستلزم التبعيض بالأخبار فأخذ بما يتناسب مع ميوله البترية وترك ما لا يتناسب مع هواه وغرائزه، ونحن لا نلوم العوام بمقدار ما نلوم المعممين المتجلببين بمآزر التشيع العظيم وقد أكلوا من صحن التشيع ثم بصقوا فيه والعياذ بالله العظيم..! وهو عين الكفر والزندقة...!.
وبعبارة أُخرى: إن المدّعي المغرور جعل خبر الخصال والقمي حاكماً على بقية الأخبار الصحيحة والصريحة في دلالتها على مخالفة عائشة وزميلاتها لأوامر ونواهي النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله، والحاكمية المذكورة خلاف قواعد الجمع العرفي القائمة في قواعد الإستنباط من الأخبار الشريفة وقد اعتمدها عامة فقهاء الإمامية في استنباطاتهم، لأن الحاكمية تعني الإلغاء للأخبار الأخرى، وإلغائها يعني الكفر بها وبمن جاء بها وهو يستلزم الكفر برسالة النبيّ الكريم وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام، وهو ما صرحت به الأخبار الشريفة منها موثقة أبي عبيدة كما في أصول الكافي بإسناده عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن أبي عبيدة الحذاء قال :«  سمعت أبا جعفر ( عليه السلام)  يقول : والله إن أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا وإن أسوأهم عندي حالا وأمقتهم للذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله اشمأز منه وجحده وكفر من دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أسند ، فيكون بذلك خارجا عن ولايتنا» .
  ومشكلتنا مع هذا الجاهل أنه أفتى ببراءة عائشة من خلال تمسكه بخبر الخصال المجمل، ولم نر فقيهاً محصلاً برأ عائشة من جنايتها سوى من أفراد ليسوا فقهاءً بل هم مجرد معممين لا قيمة لما يقولون، فهم قوم موتورون بتريون يجمعون بين الولاء السياسي لأهل البيت عليهم السلام وبين حُبِّ عائشة والولاء لها بالدفاع عنها بحجة أنها زوجة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله مع أن النبيَّ صلى الله عليه وآله فوَّض طلاقها لأمير المؤمنين عليّ عليه السلام كما هو معروف ومشهور بالخبر الصحيح عنهم صلوات الله عليهم... فالعجب العجاب كيف يفتي الجاهل في مقابل العالم الفقيه ــ بل في مقابل النصوص الصريحة والإجماع القطعي ــ سوآء أكان الإفتاء في العقيدة أم بالفقه، فإفتاء غير الفقيه محرم شرعاً وهو بدعة يدخل صاحبه إلى النار بإتفاق الجميع.
 والحاصل: إن الأخذ بخبر الخصال والقمي دون بقية الأخبار المقابلة لها والصريحة في بيان إرتكاب بعض نسوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بعد وفاته يستلزم التبعيض في الأخبار التي يجب الإعتقاد بها كمجموع عام ما دامت غير متعارضة مع بعضها البعض، وخبر الخصال ليس متعارضاً مع بقية الأخبار المثبتة للفاحشة، ذلك لأن خبر الخصال مورده تنزيه نساء النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عن الفاحشة في حياته، ومورد بقية الأخبار المثبتة للفاحشة إنما هو عدم تنزيههن بعد وفاته، وبالتالي لا معارضة بين الأخبار المثبتة والنافية حتى تكون واحدة حاكمة على الأخرى وملغية لمضمونها، لذا يتوجب على الفقيه الواعي أن يميز بين الطائفتين من الأخبار لا أنه يمسك بواحدة توافق مزاجه ويعرض عن الأخرى..!!.
 ودعوى أن صدور الفاحشة من بعضهن بعد وفاة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله منقصة بحق النبي صلى الله عليه وآله إذ لا فرق في المنقصة بين كونها في حياته أو بعد وفاته.. دونها خرط القتاد، إذ لم نجد لها شاهداً عقلياً أو نقلياً، فما علاقة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بما يصدر من بعض زوجاته بعد وفاته وقد انتفت وانقطعت بينهما عصمة الزوجية ولوازمها حتى النكاح فلا يجوز للزوج أن ينكح زوجته الميتة كما لا يجوز لها أن تنكحه حال كونه ميتاً ولا أنه يعاقب على أفعال زوجته بعد موته ولا علاقة له بكل ما يصدر منها من منكرات وفواحش وأخطاء..!! فلا توجد ملازمة بالأفعال والأقوال بين الزوج والزوجة بعد طلاقهما، فتجريم الزوج بمعاقبته أو التعيير عليه لأن زوجته المطلقة ارتكبت الفاحشة لم يتفوه به وثني فضلاً عن عاقلٍ إثنى عشري..!! فالعجب من هؤلاء المعممين الجهلة كيف يخلطون الحقَّ بالباطل ويموهون على البسطاء ممن لا معرفة لديهم بشؤون العقيدة والفقه...!! وحيث إن النبيَّ الأعظم صلى الله عليه وآله قد مات فما علاقته بمن خرجت على طاعته وطاعة الإمام الأعظم أمير المؤمنين عليّ عليه السلام إذا ارتكبت الفاحشة هي والعامرية والكندية...!؟ وإذا كانت عصمتهن عن الفاحشة كرامة لأجل النبيّ صلى الله عليه وآله كما يدّعون فلماذا وبخهنَّ الله تعالى وهددهنّ بالعقاب الشديد في حال تبرجن تبرج الجاهلية الأولى كما في الآيتين 33 و34 من سورة الأحزاب: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ... وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً...؟! ومن المعلوم بأن المقصود من تبرج الجاهلية الأولى هو الفحش والمنكر والرذائل.. أوليس القائلون بطهارة عائشة ممن ينطبق عليهم شعار قال الله وأقول خلاف ما يقول..؟؟ فالويل لمن رد على كتاب الله تعالى وعلى أخبار آل محمد عليهم السلام.!.
 (الوجه الرابع): خبر الخصال إنَّما ينزّه أهل البيت سلام الله عليهم دون غيرهم، وذلك لأن مورد صرف السوء إنما هو أهل البيت عليهم السلام من حيث إدخال التعييب عليهم بإنجاب أولاد من الزنا، فمورد الخبر هو صرف السوء بإبعاد أولاد الزنا عنهم وليس عن بعض أزواجهنَّ بما هنّ أزواج من دون أولاد ــ بالحمل الذاتي ــ وليس بما هنَّ ازواج للنبي محمد صلى الله عليه وآله في حياته ــ بالحمل الشايع المتعارف ــ لا بعد وفاته كما أشرنا في الوجه السابق..فالخلط بين الحالتين هو خلط بين المورد المتيقن والمشكوك والمقطوع ببطلانه وفساده طبقاً للأدلة الأخبارية الواردة عنهم عليهم السلام.
 ومما يشهد لما قلنا أن مورد الخبر هو نفي ولد الزنا عن مارية القبطية بما جاء في الأخبار الكاشفة عن قذف عائشة لمارية القبطية ونعت ولدها إبراهيم بإبن الزنا من القبطي، وهو ما أفصح عنه خبر القمي رحمه الله تعالى الذي اعتمده المدافع عن عائشة، فالتنزيه لأجل نفي ولد الزنا وليس لأجل مارية بما هي هي وبما هي زوجة للنبي في حياته ولا دخل له بزوجته المطلقة بعد موته التي خرجت عن الزوجية بالطلاق والكفر...!!.
 وهل يجوز لزوجة النبي كعائشة والعامرية والكندية أو زوجة الولي كجعدة وأم الفضل بنت المأمون أن يكشفن عن أنفسهن أمام الرجال فترى الرجال عوراتهنّ حتى الفرج بل ومص الثدي كما في رضاع الكبير ولا يعتبر عيباً ولا تنقيصاً على النبي والولي عليهما السلام مع كونه كشفاً على الرجال، في الوقت الذي يجعلون نكاح الرجال لإحدى نساء النبي توهيناً له وإدخالاً للعيب عليه مع أن الكشف في كلتا الحالتين قد تم وما كان مستوراً قد كشف فأية ميزة ساعتئذٍ للوطء في الفرج ما دام المستور قد هتك والعورة قد ظهرت والجسم قد لمسه الرجال فهل يبقى للوطء قيمة في مقابل مص الثدي والتأمل بالعورة للطبابة كما حصل لأُم الفضل بنت المأمون حيث كانت تقف أمام الأطباء عارية لينظروا في باطن فرجها ليكشفوا عن العلَّة التي كانت تشكو منها..!!؟ وليس ثمة فرق بين رؤية الفرج والرضاع وبين الزنا إلا بالدخول في الفرج!!؟ فما أبسط وأجهل من يقول بأن كشف الجسم ولمسه ليس عيباً بخلاف النكاح..! فلا فرق في التعييب بين كونه كشفاً وبين كونه وطأً في الفرج سوى أن الثاني أكثر عيباً من الأول...فما بالهم يقرون بالأول دون الثاني ما داما يصبان في خانة العيب والتنقيص، وهل يجوز التبعيض في مصاديق العيب بحق بعض نسوته فيجيزون مصداقاً دون مصداق أو نوعاً دون آخر، فالرضاع كشف للعورة وكذلك تعرية الجسم للتطبيب عورة وتنقيص فيفرض أن لا يحصل في كلتا الزوجتين(عائشة وأم الفضل بنت المأمون) بعد وفاة زوجيهما النبي محمد والوليّ محمد الجواد عليهما السلام...!. 
 (الوجه الخامس): لو سلَّمنا جدلاً بحرمة التعييب على الفاحشات الثلاث من نسوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله فإنَّما يحرم بعنوان أنهنّ أزواج النبي محمد صلى الله عليه وآله وليس بعنوان أنهنَّ نساء كسائر النساء، لهن ما لسائر النساء من الشهوات والغرائز والميول النفسانية الشيطانية، وشتان ما بين المعنيين..!
 وبعبارةٍ أُخرى: حرمة التعييب على نساء النبي إنَّما تكون من جهة أن يكون المعيّب عليهن يريد الإنتقاص من النبي كنبيٍّ مرسل من عند الله تعالى للخدش بنبوته ورسالته أو إمامته وولايته ولا علاقة لحرمة التعييب فيما لو كانت متوجهة إلى بعض نسوته الناشزات عن الطاعة باعتبار أنهن ناشزات عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، فالفرق واضح بين التعييبَين والإنتقاصين، وما جرت عليه السيرة بين المسلمين من التعييب على بعض نسوته إنما هو المعنى الثاني من التعييبين أي التعييب المؤدي إلى الإنتقاص من الأزواج بما أنهن نساء ولهنّ ما للنساء وعليهنّ ما عليهنَّ وليس بما أنهن أزواج ينتسبن إلى النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، فلم نجد مسلماً عيّب على عائشة أو حفصة أو العامرية والكندية لأنهن أزواج للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله لكي ينتقصوا من نبوته ورسالته، كما لم نجد شيعياً انتقص منهن لكي ينتقص من النبي الأعظم صلوات الله عليه وآله (والعياذ بالله) ذلك لأن التعييب عليهن لكي يكون التعييب على رسول الله يكون مورداً للخروج من الإسلام من باب أن المعيّب أو المنتقص إنما انتقص إحدى أزواجه لأجل أنها زوجة النبي وليس لأجل أنها امرأة كبقية النساء....نرجو ممن يقرأ كلامنا ــ لا سيما العلماء ــ التنبه جيداً إلى ما قلنا فإنه دقيق ولم يسبقنا إليه أحد بفضل الله تعالى والحجة المعظم القائم المفدَّى أرواحنا فداه..!. 
 (الوجه السادس): لو فرضنا بأن صرف السوء الوارد في خبري الخصال والقمي مطلق يعم ما بعد رحيل النبي الأعظم صلى الله عليه وآله فإنهما يتعارضان مع الأخبار القطعية الأخرى التي أشرنا إليها في بحثنا حول(خيانة عائشة) وهي أخبار صحيحة سنداً ودلالةً وأخذ بها مشهور فقهاء وأعلام الإمامية، نخص بالذكر منهم المحدّث الجليل ثقة الإسلام الكليني الرازي أعلى الله مقامه الشريف في كتابه الجليل(فروع الكافي) باب النكاح، حيث روى عن المعصومين المطهرين عليهم السلام عدة أخبار تدل على أن بعضاً من نساء النبي صلى الله عليه وآله قد نُكِحَنَ بعد موته، فلا أدري كيف يتجرأ المتعنت بالإفتاء فيقدم خبرين مجملَين في الدلالة على أخبار  مقطوعة الصدور نصاً ودلالةً ولا مجال للتشكيك في بيانها..؟! ولا يجوز شرعاً طرحها وإسقاطها بحسب قواعد الأصول الفقهية والرجالية كما لا يجوز أن يقدّم الخبر الواحد ــ على فرض صحة سند خبر الخصال والقمي على الاخبار الضخمة التي توجب القطع بمضمونها، مع أننا أوضحنا لجنابكم الكريم ضعفهما السندي فضلاً عن الدلالة ــــ على الأخبار التي تجاوزت الإستفاضة بالسند والدلالة..؟!.
 وبعبارةٍ أُخرى: إن الثابت في علم الأصول أنه كلما تعارض الخبر والخبران مع مجموعةٍ ضخمة من الأخبار توجب القطع بمضمونها المشترك، يجب تقديم المجموعة الضخمة لا محالة ولم يبقَ للخبر والخبرين أيَّ اعتبار شرعاً وعقلاً...وحيث إن خبري الخصال والقمي متعارضان مع الأخبار الأخرى الضخمة من حيث العدد وصحة السند فيجب حينئذٍ تقديمها على الخبرين المذكورين، وكل تقديم على الأخبار الضخمة العدد يعتبر عملاً بالرأي والقياس الذي نهت عنه أخبارنا المتواترة، فالعجب من بعض المعممين الجهلة كيف يضعون  أنفسهم في موضع الإفتاء غير مبالين بالعواقب السلبية المترتبة على التشريع وعلى أنفسهم في يوم تشخص فيه القلوب والأبصار..! ولا عجب في ذلك ممن لا يخاف الله تعالى من سوء الحساب وأليم العقاب..!.
ومرادنا من عدم ترجيح خبري الخصال والقمي على الأخبار الأخرى منصب على الفقرة الواردة فيهما وهي قوله عليه السلام:« الحمد لله الذي صرف عنّا السوء أهل البيت» على فرض التعارض بينها وبين الأخبار الصريحة بخيانة عائشة بعد وفاة النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله، ولا نقصد بقية فقرات خبري الخصال والقمي لأنها سالمة من الخدش باعتبارها مدعومة بأخبار أخرى دلت على أن المقذوفة هي مارية القبطية وليست عائشة.
   وبالجملة: إن كان المتعنت من الجهلاء بعلوم التشريع فهذه مصيبة وداهية عظمى على التشيع أن يفتي الجاهل بالمعارف والأحكام..! وإنْ كان من المحسوبين على الحوزات العلمية فهذه مصيبة أعظم لأنه محسوب على العلماء وهو جاهل بصناعتهم العلمية فلم يُحسن دراية قواعد الحديث والتعادل والتراجيح، ونحن نسأله ماذا تدرس في الحوزة..؟! وماذا درست خلال تتلمذك في الحوزة..!!؟ يظهر أنه لم يحسن هو ومن تتلمذ على يديه صناعة علم الرجال وجيادة عوالم الإستدلال وكأنه لم يقرأ كتاب اللمعة للشهيد الثاني ولا المكاسب للأنصاري بل لا نظنه قرأ الشرائع للحلي لكي يعرف طرق الإستدلال ومواطن النقض والإبرام، فهو بحاجة للتتلمذ على أيدينا لنعلّمه طرق الإستنباط ومقارعة القيل والقال المليئة بالهرطقات والشبهات...!.
 بما أوردناه على المتعنت الذي أشرتم إليه في سؤالكم الكريم نكون قد انتهينا من الإيراد عليه بشكل مجمل وسوف نسهب في الموضوع أكثر فأكثر في مقام آخر حول موضوع الفاحشة وصحة صدورها من بعض نسوة النبي صلى الله عليه وآله التي لم يستسغها الجاهلون بصناعة الإستنباط وطرقه الصحيحة...! فهؤلاء الحمقى جاهلون بالفقه وأصوله وعلم الرجال ودراية الأحاديث وقواعدهما ولا يصح تسميتهم علماء ربانيين ...وهي داهية كبرى على التشيع في هذه الأزمنة التي صار الأدعياء ينصبون أنفسهم قادة في الفقه والعقيدة وعلوم الدراية والحديث حتى صار البقال يدلي بدلوه في الفتاوى والأحكام والعقائد ودراية الأخبار وصدق عليهم ما ورد في بعض الأخبار بأنهم الرويبضة، فقد جاء في غيبة النعماني بإسناده عن  أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : حدثنا علي بن الحسن التيملي من كتابه في رجب سنة سبعة وسبعين ومائتين ، قال : حدثنا محمد بن عمر بن يزيد بياع السابري ومحمد بن الوليد بن خالد الخزاز ، جميعا ، قال : حدثنا حماد بن عثمان ، عن عبد الله بن سنان ، قال : حدثني محمد بن إبراهيم بن أبي البلاد ، قال : حدثنا أبي ، عن أبيه ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال:  " سمعت عليَّاً ( عليه السلام ) يقول : إن بين يدي القائم سنين خداعة ، يكذب فيها الصادق ، ويصدق فيها الكاذب ، ويقرب فيها الماحل وينطق فيها الرويبضة ، فقلت : وما الرويبضة وما الماحل ؟ قال : أوما تقرأون القرآن ؟ قوله : ( وهو شديد المحال ) قال : يريد المكر . فقلت : وما الماحل ؟ قال عليه السلام : يريد المكار".  
  تنبيه هام: قال العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار ج52 ص245:« ولعلّ في الخبر سقطاً» لذا نقل عن النهاية للجزري قال : في حديث أشراط الساعة وأن ينطق الرويبضة في أمر العامة ، قيل : وما الرويبضة يا رسول الله ؟ فقال : الرجل التافه ينطق في أمر العامة ، الرويبضة تصغير الرابضة وهو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور ، وقعد عن طلبها ، وزيادة التاء للمبالغة و " التافه " الخسيس الحقير .إنتهى.
قال سلمان الفارسي ( رضي الله عنه ) : أتيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خالياً ، فقلت : يا أمير المؤمنين متى القائم من ولدك ؟ فتنفّس الصعداء وقال : لا يظهر القائم حتّى يكون اُمور الصبيان ، وتضيع حقوق الرحمن ، ويتغنّى بالقرآن ، فإذا قتلت ملوك بني العباس أولي العمى والالتباس ، أصحاب الرَمي عن الأقواس ، بوجوه كالتراس ، وخربت البصرة ، هناك يقوم القائم من ولد الحسين ( عليه السلام ).
  وفي كفاية الأثر عن علقمة بن قيس قال : خطبنا أمير المؤمنين « عليه السلام » على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة فقال فيما قال في آخرها :« ألا وإني ظاعن عن قريب ومنطلق إلى المغيب ، فارتقبوا الفتنة الأموية والمملكة الكسروية وإماتة ما أحياه الله وإحياء ما أماته الله ، واتخذوا صوامعكم بيوتكم ، وعضوا على مثل جمر الغضا ، فاذكروا الله ذكراً كثيراً فذكره أكبر لو كنتم تعلمون» .
 والمراد من المملكة الكسروية هو الدولة الإيرانية التي تقوم في آخر الزمان قبل ظهور صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه ــ وهي الدولة الحالية اليوم ــ فتفتك بالعقائد والأحكام لأجل مصالحها القومية الإيرانية الكسروية..اللهم عجل بفرج وليّك القائم..!.
   وورد عن  أمير المؤمنين عليه السلام أيضاً في خطبة له عليه السلام في نهج البلاغة وهي من خطب الملاحم:« الحمد لله المتجلي لخلقه بخلقه ، والظاهر لقلوبهم بحجته، خلق الخلق من غير روية ، إذ كانت الرويات لا تليق إلا بذوي الضمائر وليس بذي ضمير في نفسه . خرق علمه باطن غيب السترات، وأحاط بغموض عقائد السريرات ــ أي النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ـــ اختاره من شجرة الأنبياء ومشكاة الضياء ، وذؤابة العلياء وسرة البطحاء ، ومصابيح الظلمة ، وينابيع الحكمة  طبيب دوار بطبه قد أحكم مراهمه ، وأحمى مواسمه. يضع ذلك حيث الحاجة إليه من قلوب عمي ، وآذان صم ، وألسنة بكم . متبع بدوائه مواضع الغفلة ومواطن الحيرة،  لم يستضيئوا بأضواء الحكمة ، ولم يقدحوا بزناد العلوم الثاقبة . فهم في ذلك كالانعام السائمة ، والصخور القاسية  قد انجابت السرائر لأهل البصائر. ووضحت محجة الحق لخابطها ، وأسفرت الساعة عن وجهها ، وظهرت العلامة متوسمها . مالي أراكم أشباحا بلا أرواح ، وأرواحا بلا أشباح ، ونساكا بلا صلاح ، وتجارا بلا أرباح . وأيقاظا نوما ، وشهودا غيبا ، وناظرة عميا ، وسامعة صما ، وناطقة بكما . رأيت ضلالة قد قامت على قطبها  وتفرقت بشعبها ، تكيلكم بصاعها ، وتخبطكم بباعها. قائدها خارج من الملة ، قائم على الضلة . فلا يبقى يومئذ منكم إلا ثفالة كثفالة القدر ، أو نفاضة كنفاضة العكم. تعرككم عرك الأديم ، وتدوسكم دوس الحصيد وتستخلص المؤمن من بينكم استخلاص الطير الحبة البطينة من بين هزيل الحب . أين تذهب بكم المذاهب ، وتتيه بكم الغياهب ، وتخدعكم الكواذب . ومن أين تؤتون وأنى تؤفكون . فلكل أجلٍ كتاب ، ولكل غيبة  إياب . فاستمعوا من ربانيكم ، وأحضروا قلوبكم ، واستيقظوا إن هتف بكم. وليصدق رائد أهله ، وليجمع شمله ، وليحضر ذهنه . فلقد فلق لكم الأمر فلق الخرزة ، وقرفه قرف الصمغة. فعند ذلك أخذ الباطل مآخذه ، وركب الجهل مراكبه ، وعظمت الطاغية ، وقلت الداعية . وصال الدهر صيال السبع العقور . وهدر فنيق الباطل بعد كظوم. وتواخى الناس على الفجور . وتهاجروا على الدين . وتحابوا على الكذب . وتباغضوا على الصدق . فإذا كان ذلك كان الولد غيظا ، والمطر قيظا ، وتفيض اللئام فيضا ، وتغيض الكرام غيضا. وكان أهل ذلك الزمان ذئابا ، وسلاطينه سباعا ، وأوساطه أكالا ، وفقراؤه أمواتا . وغار الصدق ، وفاض الكذب : واستعملت المودة باللسان . وتشاجر الناس بالقلوب . وصار الفسوق نسبا ، والعفاف عجبا . ولبس الاسلام لبس الفرو مقلوباً ...».
تنبيه هام: لقد ابتلت الطائفة المحقة اليوم بمعممين جهلة أدخلوا الطائفة في معمعات أشعرية وعقائد بترية فصار الرويبضة الماكر ينطق بإسمها ويفتك بفقهها وعقائدها تحت ذريعة الإصلاح والإرشاد والغيرة على معالم الدين وهم في الواقع أشد على التشيع من جيش يزيد لعنه الله تعالى...!.
الإفتراء الثاني: 
 تقرير الإشكال أو الإفتراء يقوم على أن المتعنت العنود ــ المائل عن القصد والإستقامة ـــ أقحم مفهومَ أهلِ البيت سلام الله عليهم على نساء النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله حتى يبرئ عائشة من خيانتها وكفرها ، وجعل ملازمة بين أهل البيت سلام الله عليهم وبين نساء النبي صلى الله عليه وآله كما جعل ملازمة بين مارية التي أنجبت طفلاً وبين عائشة العقيم...فأقحم مفهوم صرف السوء إلى نساء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله.
جوابنا على الإفتراء المذكور بالوجوه الآتية:
(الوجه الاول): إن مفهوم صرف السوء عن أهل البيت سلام الله عليهم مرتبطٌ ارتباطاً عضوياً بذواتهم المقدسة بغض النظر عن أزواجهم وأولادهم، والنبي الأعظم وأمير المؤمنين عليهما السلام قد ربطاه وقيداه بهما وبأهل بيتهما الطاهرين خاصة، وهو القدر المتيقن حسبما أشرنا في ردنا على الإفتراء الأول..ولا نخرج من هذا التقييد والربط إلا بدليل قطعيٍّ صادرٍ منهم صلوات الله عليهم وهو منفيٌّ جملة وتفصيلاً، بل هو مشكوك، والمشكوك بحكم المعدوم فتجري فيه أصالة العدم بإتفاق عامة أعلام الإمامية، ومن يدّعي خلاف القدر المتيقن يجب عليه أن يأتينا بقرائن قطعية من أهل البيت سلام الله عليهم تصرف المعنى الخاص إلى المعنى العام، ومجرد الإحتمال الذي فرضه المتعنت لا يفي بالمراد باعتباره احتمالاً خارجاً عن السياق القطعي الذي أسسه لنا أهل البيت سلام الله عليهم وإلا سوف نجرُّ كلَّ ما يتعلق بمفهوم أهل البيت كالعصمة والطهارة وإذهاب الرجس عن نساء النبي ونساء أهل بيته كجعدة زوجة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وأم الفضل زوجة الإمام الجواد عليه السلام وهو أمر خطير على معالم التشيع ويرتب آثاراً خبيثة على ركائزه من حيث توافقه مع ركائز وعقائد المخالفين الذين يعممون ويوسعون من مفهوم أهل البيت ليضموا إليه نساءَ النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله...كما أن جرَّ المفهوم إلى أولادهم سيرتب آثاراً سيئة عليهم صلوات الله عليهم بسبب بعض المنحرفين من أولادهم كعبد الله الأفطح إبن الإمام الصادق عليه السلام الذي ادَّعى الإمامة لنفسه وأنكر إمامة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام وكجعفر الكذاب إبن الإمام الهادي عليه السلام الذي ادعى الإمامة لنفسه أيضاً وأنكر إمامة الحجة القائم سلام الله عليه مع ما عُرِف عنه من شغفه بلعب القمار والغناء والطرب والفسق والمجون مع الجواري وغيرهنّ....فلم يصرف الله سبحانه عن إمامنا الهادي عليه السلام سوءَ ما صدر من إبنه كما لم يصرف الله تعالى السوء عن الإمام الصادق عليه السلام لما تلاعب إبنه بوصاياه وادعى الإمامة لنفسه..! وعدم صرفه سوء بعض الأولاد لا يخلُّ بطهارة المعصوم سلام الله عليه، غذ لا ملازمة بين المعصوم وبين أولاده وبعض نسائهم المنحرفات.... ولا أظن عاقلاً يعتقد بأن صرف السوء يراد منه صرف الزنا فقط عن أزواج المعصوم دون غيره من مصاديق صرف السوء الصادرة منهن ومن بعض أولادهم الذكور كما أشرنا... اللهم إلا أن يكون قد ابتلي بالجربزة والبلادة فلم يعد يعي ما يقول ...فساعتئذٍ لا كلام لنا مع المجربزين(البلهاء) وأصحاب الماليخوليا(المجانين)..!!!
   (الوجه الثاني): لو فرضنا ـــ وفرض المحال ليس محالاً ـــ بأن صرف السوء عام يشمل حتى نساء النبي وآله فلا بد من الجمود على صرف زنا الأزواج المترشح منه إنجاب الأولاد فقط دون غيره من مصاديق السوء الأخرى كالكفر والفاحشة الخالية من إنجاب الأولاد وكشف الفرج للطبابة وكشف الثدي لإرضاع الكبير ومحاربة المعصومين عليهم السلام  والتعدي على حقوقهم كما فعلت عائشة وجعفر الكذاب وعبد الله الأفطح وإلا فإن مقتضى التعميم بصرف السوء عنهنَّ يستلزم صرف عامة مصاديق السوء عنهن وهو أمر  لا يقول به أحدٌ من الشيعة على الإطلاق.
 وبعبارةٍ أُخرى: إن صرف السوء هو بمعنى تطهير أهل البيت سلام الله عليهم يقتصر على صرف الزنا المقيَّد بإنجاب الأولاد من الزنا ولا علاقة له بمطلق صرف الزنا بعامة مصاديقه عن بعض نساء النبي عليه السلام وإلا لأدى ذلك إلى إلغاء الأخبار القطعية الصدور الدالة على حصول الفاحشة من بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله بعد موته، وطرح الأخبار القطعية الصدور يوجب المروق من الدين لأنه يؤدي إلى الإستنسابية في التعاطي مع الأخبار فيأخذ القيَّاس بما يتوافق مع المخالفين ويطرح ما يخالفهم وهو ما نهت عن أخبارنا الشريفة التي أمرت بعرض أخبارنا على أخبار العامة فما وافقها فيطرح وما خالفها فيؤخذ به... فدعوى أن صرف السوء يشمل عائشة تنطبق عليه مواصفات الموافقة مع المخالفين.
 والظاهر أن مفهوم صرف السوء عن نساء المعصوم عليه السلام ينصرف إلى أمرين لا ثالث لهما هما التالي:
الأول:
صرف السوء بمعنى صرف الظن والتهمة في زوجة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله المقيَّد بإنجاب أولاد السوء من المعصوم عليه السلام بل من غيره بعد وفاته.
الثاني: صرف السوء بمعنى صرف زنا زوجاتهم في حياة المعصومين سلام الله عليهم.
 فالمعنيان المتقدمان في صرف السوء هو ما نسميه بالقدر المتيقن وما عدا ذلك يبقى تحت القاعدة العامة وهي عدم تنزيههنَّ عن كل سوء كالخيانة والكفر والفسق والمعايب الأخرى، فإن ذلك خارج عن سياق التنزيه والتقديس.
(الوجه الثالث): إن إدخال المتعنت  نساءَ النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله في مفهوم «أهل البيت» قد أخذه من اعتقادات المخالفين القائلين بأن نساء النبي عليه السلام هم من أهل البيت، فهم يقصرون المفهوم على نسائه فقط دون بضعته الطاهرة وبعلها وأولادها المعصومين عليهم السلام، ويشهد لما قلنا ما أوردوه في تفسير آية التطهير بدعواهم أن آية التطهير جاءت في سياق الخطاب لنساء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، ويعتبرون السياق حجةً شرعيةً، وقد فند دعواهم أعلام الإمامية قاطبة بأن الآية تشير إلى عصمة من خوطب فيها ، ولا أحد يدَّعي بأنَّ عائشة وبقية نساء النبي معصومات، ونحن قمنا بدورنا بتفنيد دعواهم بشكلٍ ممنهجٍ ودقيق في كتابنا القيم ( أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد ج 1ص585إلى ص 644)فليراجع ففيه فوائد كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة.
 ويشهد لما قلنا ما جاء في الأخبار الشريفة التي روى قسماً منها الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ما يقارب مائة وستين روايةً صحيحةً تفيد بأن النبيَّ الأعظم صلى الله عليه وآله جلس تحت الكساء لما نزلت آية التطهير مع أمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين وولديها الإمامين الحسنين عليهم السلام وقد حاولت مولاتنا أُمُّ المؤمنين الشريفة أم سلمى صلوات الله عليها أن تجلس معهم تحت الكساء فمنعها النبيُّ الأعظم صلى الله عليه وآله قائلاً لها" إنك إلى خير إنك إلى خير" كررها مرتين دون أن يسمح لها بالدخول تحت الكساء وذلك لأن الآية خاصة به وبأهل بيته المعصومين سلام الله عليهم ولا يشاركه أحدٌ من نسائه أبداً.
  وبعبارةٍ أُخرى: إن مورد نزول آية التطهير هو أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم دون غيرهم من نساء النبي صلى الله عليه وآله كما يدعي من لا خبرة له بفقه القرآن الكريم وأحاديث السنَّة المطهرة، وقد وافقنا نحن الشيعة ثلةٌ من علماء العامة ولم يخالف منهم أحدٌ سوى شرذمة شاذة منهم كعكرمة عن إبن عباس وعروة بن الزبير حيث ادعوا نزول الآية بنساء النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله، وعكرمة معروف بعداوته لأهل بيت العصمة عليهم السلام، ولو سلمنا جدلاً بصحة ما يدعيه ذاك الناصبيُّ فلا يجوز تقديم الخبر الذي اعتمده عكرمة على بقية الأخبار التي فاقت التواتر بعشرات المرات، وقد بسطنا الإيراد عليه في كتابنا القيم ( أبهى المداد في شرح مؤتمر علماء بغداد/الجزء الأول فصل آية التطهير ) فليراجع كتابنا الكريم فإنه منشور في بيروت ومتوفر في العراق وإيران.
 وحيث إن المتعنت من جملة المتوافقين مع عكرمة ومنهج السقيفة فإنه ألقى بشبهته عليكم ليصرفكم ويصرف القراء الأعزاء عن مورد نزول الآية الخاص بآل محمد عليهم السلام.. وما ادعاه المتعنت اللئيم هو رأيٌّ سني لا يجوز للشيعي الإعتقاد به وإلا لخرج من دين آل محمد صلوات الله عليهم، وسوف نفرد ــ بإذن الله تعالى وتوفيق وليّه الأعظم الحجة القائم أرواحنا فداه ـــ بحثنا حول آية التطهير في كتاب مستقل لتعم الفائدة حول نزول الآية بآل محمد عليهم السلام دون غيرهم من خلق الله تعالى.
   وبما قدمنا يتضح كذب المتعنت الذي حاول تنزيه عائشة عن الخيانة بتلفيقه الكذب على الله تعالى ورسوله وأهل بيته عليهم السلام تحت ذريعة أنه شيعيٌّ وهو لا علاقة له بالتشيع أصلاً وإنّما هو رجل بتري نضعه في خانة المرتدين عن آل محمد عليهم السلام وكل من يصدقه فهو مثله وندخله في جملة المرتدين عن التشيع والولاية لآل البيت صلوات الله عليهم ولا تغتروا ببعض عمائم السوء حيث حرفوا معالم التشيع وهم أشد على إمام الزمان عليه السلام من جيش يزيد بن معاوية عليهما اللعنة.
 وقد كشفت الأخبار الشريفة عن لؤم هؤلاء المعممين وحقدهم على أهل البيت سلام الله عليهم تحت شعار أنهم شيعة موالون لأهل البيت ومعادون لأعدائهم وهم في الواقع أفاعي تنفث السموم على عوام الشيعة لصرفهم عن عداوة المبغضين لأهل البيت سلام الله عليهم، فقد جاء في الحديث الشريف عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْخَزَّازِ قَالَ : سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السّلام يَقُولُ : « إِنَّ مِمَّنْ يَنْتَحِلُ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَنْ هُو أَشَدُّ فِتْنَةً عَلَى شِيعَتِنَا مِنَ الدَّجَّالِ ، فَقُلْتُ بِمَاذَا ؟ قَالَ : بِمُوَالاةِ أَعْدَائِنَا وَمُعَادَاةِ أَوْلِيَائِنَا ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ كَذَلِكَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَاشْتَبَهَ الْأَمْرُ فَلَمْ يُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِقٍ ».
بالله عليكم أوليس هذا المتعنت وأمثاله من الشذاذ ممن يدافع عن عائشة عدوة آل البيت عليهم السلام مصداقاً واضحاً لهذا الحديث الشريف..؟! فهؤلاء المدافعون عن عائشة ممن يعتمرون العمائم على رؤوسهم هم شرار خلق الله تعالى، يميلون إلى التصوف والفلسفة، منهم بدأت الفتنة وإليهم تعود كما جاء في خبر صحيحٍ... فقد روى العلامة الأردبيلي في حديقة الشيعة : نقلا عن السيد المرتضى ابن الداعي الحسيني الرازي ، بإسناده عن الشيخ المفيد ، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن أبيه محمد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عبد الله ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن الإمام الحسن العسكري ( عليه السلام ) ، أنه قال لأبي هاشم الجعفري : " يا أبا هاشم ، سيأتي زمان على الناس وجوههم ضاحكة مستبشرة ، وقلوبهم مظلمة متكدرة ، السنة فيهم بدعة ، والبدعة فيهم سنة ، المؤمن بينهم محقر ، والفاسق بينهم موقر ، أمراؤهم جاهلون جائرون ، وعلماؤهم في أبواب الظلمة [ سائرون ] ، أغنياؤهم يسرقون زاد الفقراء ، وأصاغرهم يتقدمون على الكبراء ، وكل جاهل عندهم خبير ، وكل محيل عندهم فقير ، لا يميزون بين المخلص والمرتاب ، لا يعرفون الضأن من الذئاب ، علماؤهم شرار خلق الله على وجه الأرض ، لأنهم يميلون إلى الفلسفة والتصوف ، وأيم الله إنهم من أهل العدول والتحرف ، يبالغون في حب مخالفينا ، ويضلون شيعتنا وموالينا ، إن نالوا منصبا لم يشبعوا عن الرشاء ، وإن خذوا عبدوا الله على الرياء ، ألا إنهم قطاع طريق المؤمنين ، والدعاة إلى نحلة الملحدين ، فمن أدركهم فليحذرهم ، وليصن دينه وإيمانه ، ثم قال : يا أبا هاشم هذا ما حدثني أبي عن آبائه جعفر بن محمد ( عليهم السلام ) ، وهو من أسرارنا، فاكمته إلا عن أهله " .
   وعن أبي حاتم السجستاني عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : الشيعة ثلاثة أصناف : صنف يتزينون بنا ، وصنف يستأكلون بنا ، وصنف منا وإلينا ، يأمنون بأمننا ويخافون بخوفنا ، ليسوا بالبذر المذيعين ولا بالجفاة المرائين ، إن غابوا لم يفقدوا ، وإن يشهدوا لم يؤبه بهم ، أولئك مصابيح الهدى.
  وعن عبد الله بن بكير قال : قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : يا بن بكير ، إني لأقول لك قولا قد كانت آبائي ( عليها السلام ) تقوله : لو كان فيكم عدة أهل بدر لقام قائمنا ، يا عبد الله إنا نداوي الناس ونعلم ما هم ، فمنهم من يصدقنا المودة يبذل مهجته لنا ، ومنهم من ليس في قلبه حقيقة ما يظهر بلسانه ، ومنهم من هو عين لعدونا علينا ، يسمع حديثنا وإن أطمع في شئ قليل من الدنيا ، كان أشد علينا من عدونا ، وكيف يرون هؤلاء السرور وهذه صفتهم ؟ إن للحق أهلا وللباطل أهلا ، فأهل الحق في شغل عن أهل الباطل ، ينتظرون أمرنا ويرغبون إلى الله أن يروا دولتنا ، ليسوا بالبذر المذيعين ولا بالجفاة المرائين ، ولا بنا مستأكلين ولا بالطمعين ، خيار الأمة ، نور في ظلمات الأرض ، ونور في ظلمات الفتن ، ونور هدى يستضاء بهم ، لا يمنعون الخير أولياءهم ، ولا يطمع فيهم أعداؤهم ، إن ذكرنا بالخير استبشروا وابتهجوا واطمأنت قلوبهم وأضاءت وجوههم ، وإن ذكرنا بالقبح اشمأزت قلوبهم واقشعرت جلودهم وكلحت وجوههم ، وأبدوا نصرتهم وبدا ضمير أفئدتهم ، قد شمروا فاحتذوا بحذونا وعملوا بأمرنا ، تعرف الرهبانية في وجوههم ، يصبحون في غير ما الناس فيه ويمسون في غير ما الناس فيه ، يجأرون إلى الله في إصلاح الأمة بنا وأن يبعثنا الله رحمة للضعفاء والعامة يا عبد الله ، أولئك شيعتنا وأولئك منا أولئك حزبنا وأولئك أهل ولايتنا .
 تنبيه هام: إن قوله عليه السلام:« من هو عين لعدونا » واضح المعالم في أن العالم الشيعي المدافع عن عدوة أمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين عليهما السلام هو عين لعدوهم أي هو عين لعائشة وأبيها وفصيله عمر فلا يجوز الأخذ منه ولا تصويب أقواله وأفعاله ومن يفعل ذلك يلقى آثاماً ويلقى في جهنم مهاناً...!.
  ومن هذا الباب أيضاً ما روى الطبرسي في كتاب الاحتجاج بإسناد ذكره عن إمامنا المعظَّم أبي محمّد العسكري عليه السّلام في جملة حديث طويل  قال رجل للصادق عليه السّلام : فإذا كان هؤلاء القوم من اليهود ولا يعرفون الكتاب إلَّا بما يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره فكيف ذمّهم بتقليدهم والقبول من علمائهم وهل عوامّ اليهود إلَّا كعوامنا فقال عليه السّلام : بين عوامّنا وعلمائنا وبين عوامّ اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة ؛ أمّا من حيث استووا فإنّ اللَّه سبحانه قد ذمّ عوامّنا بتقليدهم علماءهم كما ذمّ عوامّهم ، وأمّا من حيث افترقوا فلا - قال : بيّن لي يا بن رسول اللَّه قال عليه السّلام - : إنّ عوامّ اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح وبأكل الحرام والرشاء وبتغيير الأحكام عن واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات وعرفوهم بالتعصّب الشديد الذي يفارقون به أديانهم وأنّهم إذا تعصّبوا أزالوا حقوق من تعصّبوا عليه وأعطوا ما لا يستحقه من تعصّبوا له من أموال غيرهم وظلموهم من أجلهم وعرفوهم يقارفون المحرّمات واضطرّوا بمعارف قلوبهم إلى أنّ من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن يصدّق على اللَّه ولا على الوسائط بين الخلق وبين اللَّه ، فلذلك ذمّهم لما قلَّدوا من عرفوا ومن قد علموا أنّه لا يجوز قبول خبره ولا تصديقه في حكايته ولا العمل بما يؤدّيه إليهم عمّن لم يشاهدوه ووجب عليهم النظر بأنفسهم في أمر رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم إذ كانت دلائله أوضح من أن تخفى وأشهر من أن لا تظهر لهم وكذلك عوامّ أمّتنا إذا عرفوا من فقهائهم الفسق الظاهر والعصبيّة الشديدة والتكالب على حطام الدنيا وحرامها وإهلاك من يتعصّبون عليه وإن كان لإصلاح أمره مستحقّا والترؤّف بالبرّ والإحسان على من تعصّبوا له وإن كان للإذلال والإهانة مستحقّا ، فمن قلَّد من عوامّنا مثل هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمّهم اللَّه تعالى بالتقليد لفسقة فقهائهم ؛ فأمّا من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لأمر مولاه فللعوامّ أن يقلَّدوه ، وذلك لا يكون إلَّا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم فإنّه من ركب القبائح والفواحش مركب فسقة فقهاء العامّة فلا تقبلوا منهم عنّا شيئا ولا كرامة ؛ وإنّما كثر التخليط فيما يتحمّل عنّا أهل البيت لذلك ، لأنّ الفسقة يتحمّلون عنّا فيحرّفونه بأمرهم لجهلهم ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلَّة معرفتهم ، وآخرون يتعمّدون الكذب علينا ليجرّوا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنّم - والخبر طويل ، وفي آخره - قيل لأمير المؤمنين عليه السّلام : من خير خلق اللَّه تعالى بعد أئمّة الهدى ومصابيح الدجى ؟ قال : « العلماء إذا صلحوا » ، قيل : فمن شرار خلق اللَّه بعد إبليس وفرعون ونمرود وبعد المتسمّين « 1 » بأسمائكم والمتلقّبين بألقابكم والآخذين لأمكنتكم والمتأمّرين فيما لكم ؟ قال : العلماء إذا فسدوا هم المظهرون للأباطيل الكاتمون للحقائق وفيهم قال اللَّه عزّ وجلّ : * ( أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ ا للهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) * .
  تنبيه هام: إن الغرض من كلام الإمام سلام الله عليه ــ الذي هو إمام القلوب وإمام الكلام ـــ هو تنبيه العوام من العلماء المتزيين بزيّ العلم حتى لا يحرفوهم عن مسار التشيع، فلا يحسن الظن بكل عمامة حتى يتبيّن له حقيقة حاله وعقائده وفقهه هل هو بمستوى ما حدثت عنه الأخبار أم لا ..؟! فهل هو ممن استجمع الشرائط المطلوبة من الولاء والبراءة والتقوى وملكة الإستنباط أم لا ؟! فليس كل معمم يؤخذ منه الفقه والعقيدة وليس كل من كان في الحوزة صار قديساً وليس كل من تسنم سدة المرجعية والزعامة صار فقيهاً..بل لذلك مواصفات وشرائط قد كشفت عنها أخبارنا الشريفة منها خبر مولانا الإمام العسكري سلام الله عليه فقد دل على أنّ من لم يبلغ درجة الاستدلال المطلوب حسب طريقة أهل البيت سلام الله عليهم ليس له طريق إلَّا العمل بقول العلماء العارفين بمقامات أهل البيت سلام الله عليهم وبطرق الإستنباط التي أمرونا بها، ولا يجوز له العمل بقول العالم الفاسق ولا العاري عن مرتبة العلم وأهليّة الاستدلال وإن كان يجعل نفسه منهم فيحتاج إلى أن يميّز بين العالم والجاهل المتشبّه به بأنواع الخدع التي يوجب الاشتباه على الناقصين وبين الصالح والطالح المتشبّه به بالتلبيس وتحسين الظاهر وأنواع الخدع الموجبة للشبهة ، وطريق هذه المعرفة والتميّز دقيق مشكل يستشكل على الأجلَّاء الأزكياء وفحول العلماء وشرح ذلك طويل جدّا لا يليق بهذا المختصر ولكن القدر الذي يتعلَّق به التكليف ما يناسب عقل المكلَّف ومقدار طاقته ووسعه ومقدار فهمه وتمييزه فينبغي أن لا يغفل عن ذلك ويسعى في التمييز والتشخيص وحسن الاختبار وجودة الاختيار بالطرق والوجوه التي اقتدر عليها ؛ إذ كما لا يجوز التعويل على قول علماء السوء فكذلك لا يجوز القدح في العلماء مطلقا والطعن عليهم والحكم بفسادهم وهجرهم وترك الأخذ عنهم إذ بهم يعرف طرق الأحكام ومنهم يعلم معالم الحلال والحرام ؛ فإنّهم الوسائط بين الخلق وبين حجج اللَّه سبحانه أصحاب العصمة والطهارة ، وهم نقلة الأخبار وحملة الآثار وهم الكاشفون عن مصالح الدنيا والدين الدالَّون على المنهاج الموصل إلى اليقين،  بل لا بدّ من السعي في تشخيص من له أهليّة الاعتماد عليه وصلاحيّة الاستناد إليه وكثرة البحث والفحص والتفتيش في هذا الباب فعسى أن يظفر بذلك وقد قال اللَّه تعالى : * ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا ) فإن وجد بعد السعي التامّ من يثق بعلمه وعقله ودينه ممّن يصلح له التمسّك بقوله شرعاً بحسب ظنّه فليتمسّك بذيله وليأخذ بقوله ولو فرضنا اشتباه الأمر عليه بعد السعي التامّ والكدّ البالغ فليس له أن يأخذ بقول أحد بعينه بل يسأل المسائل الضروريّة عن العلماء الموجودين ويكثر البحث والتفتيش ويطَّلع على وجوه الآراء ثمّ يأخذ بالحائطة للدّين ويسلك مسلك اليقين وهذه طريقة نجاة فاز من لزمها وخاب من تخلَّف وعدل عنها .
إشكال وحل:
إن قيل لنا: بأن المدافعين عن عائشة من باب أنها زوجة النبي صلى الله عليه وآله، فهم يدافعون عنها لأنها زوجة النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله لا من باب الغيرة عليها والحمية والحب لها ..فلماذا تشككون بهم وتنعتونهم بأنهم بتريون وأشرار..؟!.
الجواب: ثمة قرائن كثيرة تجعلنا ننعتهم بالبترية وأنهم يدافعون عن عائشة حباً لها وليس غيرة على رسول الله صلى الله عليه وآله كما وصفه الإشكال، منها:
 (1)
ــ أنهم يغالون بالوحدة الإسلامية من خلال التنازل عن الكثير من الشعائر والعقائد الشيعية التي تقف حائلاً وحاجزاً أمام تحقيق الوحدة، ما يعني أنهم ليسوا منزهين عن نياتهم السيئة اتجاه التشيع ومعالمه المقدسة فمثلاً ما دخل عائشة بتحريمهم للتطبير حتى يشنون عليه حملة عشواء..؟! وما دخل عائشة بتحريمهم اللعن على أعداء آل البيت عليهم السلام حتى يصدرون الفتاوى بتحريمه بل ومعاقبة من يتعاطاه..؟! وما دخل عائشة بتحريمهم للطعن ببعض الصحابة المنافقين..؟.
 (2) ـــ عمل هؤلاء المعممين بالقياس والإستحسان والرأي الشخصي في عملية الإستنباط ما يجعلنا نعتقد بأن دفاعهم عن عائشة مردُّه حبهم لعائشة وليس غيرة على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله الذي انقطعت صلته بها بمجرد خروجها عن طاعته بسبب بغضها لأهل بيته الطيبين الطاهرين وخروجها على أمير المؤمنين عليه السلام في حرب الجمل وإعلانها العداوة الصريحة لسيّدة نساء العالمين وأولادها المطهرين عليهم السلام  لا سيّما الإمام الحسن المجتبى عليه السلام لما منعت من دفنه بجانب جده وصرحت بقولها المشهور بما معناه " لا أدفن بجانبه من أكره "كما هو واضح من سيرتها ببغضها لهم وتعرضها لذواتهم المقدَّسة.
 (3) ـــ عداوة هؤلاء المعممين للعلماء والفقهاء الموالين لأهل البيت عليهم السلام والمعادين لأعدائهم بسبب ولائهم لهم عليهم السلام وعداوتهم لأعدائهم، فما علاقة عائشة والدفاع عنها بما يعلنه هؤلاء المعممون ضد من ذكرنا سوى كراهتهم لكلّ معادٍ لعائشة وأصحاب السقيفة.
 (4) ــــ المنهاج البتري التلفيقي لهؤلاء المعممين الذين تديرهم أجهزة مخابرات سنية تملي عليهم الأفكار والأساليب المناهضة لكلّ ما من شأنه أن يقوّي من الحالة الإعتقادية بأهل البيت عليهم السلام، ولنا شواهد كثيرة في هذا المجال لا مجال لذكرها في هذه الرسالة المختصرة.
 (5) ـــ سكوتهم عن ظلامات مولاتنا السيدة الطاهرة الزكية الزهراء البتول سلام الله عليها بل وهجومهم المضاد على كلّ عالمٍ تصدى للدفاع عنها أو تعرض لعدوها اللدود عمر بن صهاك لعنه الله..!.
  كلّ هذه الأسباب أو القرائن مجتمعةً تجعلنا نعتقد بأن دفاعهم عن عائشة ليس حبّاً لرسول الله صلى الله عليه وآله وإنما حباً لعائشة نفسها واعتقاداً منهم بأنها أُمَّاً حقيقية لهم، يميلون معها حيثما مالت ويسيرون على منهاجها بل رأيناهم أكثر حمية لها من أتباعها ومحبيها البكريين..وما ذاك إلا لأنهم بتريون يجمعون بين حبها والتظاهر بحبهم لأهل البيت سلام الله عليهم..ويشهد لما قلنا سكوتهم المطبق عن قذف عائشة لزوجة النبي مارية القبطية الشريفة صلوات الله عليها التي أطبقت مصادرنا الشريفة على أن عائشة هي القاذفة لها، وإنْ ذكر بعضهم القصة بسبب كثرة روايات قذف عائشة لمارية عن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام فإنما يذكرها على استحياء من دون التعرض لإسم عائشة، ولكنه يشكك بكونها القاذفة كما لحظنا ذلك من أحدهم على إحدى القنوات الفضائية وادّعى بأن بني أُمية وضعوا روايات ملفقة عن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام للقدح بعائشة ما يعني أن الدفاع عن عائشة وراءه خلفيات سنيّة وليس كما يدَّعون بأن ذلك غيرة على رسول الله ونسائه...!!!.
  وأخيراً أوجه هذا النداء: إعلموا أيها البتريون بأنكم لن تثنونا عن تصدينا لمنكرات عائشة مهما تكاتفتم علينا ومهما حشدتم قدرتكم العنترية والإعلامية اللامحدودة ضدنا فإننا سنقوى أكثر فأكثر لأننا نقوى بالحق وأنتم تستقوون بالباطل..والغلبة دائماً للحق وإن علا عليه الباطل في بعض الأحيان فإن للحق دولة وللباطل جولة، وما ضعف حقٌّ وراءه مطالبٌ، فالحقُّ يعلو ولا يُعلى عليه، وسنبقى نناهض الباطل حتى نخرج الحقَّ من خاصرته على حدّ تعبير مولى المؤمنين وإمام المتقين سيدنا المعظم أبي المظلومين واليتامى والأرامل علي بن أبي طالب روحي فداه وعليه السلام...فأُعاهدك أيها الفارس المغوار الفذ بأني سأبقى كما أمرت ولن ترعبني جحافل أعدائك ولن تفت من عضدي في سبيل ظلامتك وزوجتك الطاهرة الزكية تهويلاتهم وتهديداتهم المرعبة..فإن من التجأ إلى حصنك وآوى إلى ركنك لا يضعف ولا يستكين ولو قطّع بالسيوف إرباً إرباً..فأنا عبدك الصغير قويّ أستمد القوة من عزمك الطاهر، وصلبٌ يتغذى من روحك التي تعطي الحياة للميت والضعيف فإني وإنْ لم يكن لدي أنصار وأعوان لأحارب أعداءك ـــ ياكعبة القاصدين ـــ إلا أنني لوحدي بقوة أُمة لأن من يستمد منك لا يكون فرداً بل هو أُمّة بذاتها يجاهد مبغضيك بسيفه، وسيفي هو القلم الذي يستمد حبره من مغرفتك الطاهرة يا أبا اليتامى... فأنا يتيمك المحتاج إلى حنانك الذي لا يعرف الحدود..وأنا عبدك الذي يتغذى من فتاتك وقصعتك المباركة فتقبلني بقبولك المعطاء فإنك لا ترد مريديك ولا تقطع المدد عن محتاجيك..فأنت سلوتي بل أنت فؤادي الذي ينبض بالحياة ويهتف دائماً لبيك يا عليّ لبيك يا علي لبيك يا أبا الأحرار والمظلومين يا علي مدد يا فاطمة مدد يا مهدي مدد أدركني ولا تهلكني فأنا كلبك الباسط ذراعيه بالوصيد يترصد أعداءك لتكون كلمتُك هي العليا وكلمة أعدائك هي السفلى...!.
 

عبدك بفنائك يقرع باب إحسانك
محمد جميل حمود العاملي / بيروت
بتاريخ 5 جمادى الثانية 1435هـ.

 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/19   ||   القرّاء : 11279




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 ــ(47)ــ بيان معاني الفرج، وموقفنا من الاعتداء على قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي رضوان الله عليه

 جواز التطبير ليس مشروطاً برضا الوالدين / المشي على الجمر للمعتقد به جائز بل مستحب لأنه يشد القلوب الضعيفة عن الولاء الحسيني

 كتاب السيف الضارب في الردّ على منكري اللقاء بالإمام الغائب عليه السلام ردّاً على المرتد الضال المضل كمال الحيدري (لعنه الله)

 هل صناعة الأضرحة الشبيهة بأضرحة أهل البيت بالفضة والذهب جائزة؟

 الأقوى عندنا وثاقة سهل بن زياد الرازي بأدلةٍ ثلاثة

 ــ(76)ــ دعوى الشيخ النوري الطبري بوجود أولاد لمولانا الإمام الحجة عليه السَّلام والإيراد عليه ــ(الحلقة الثالثة)ــ

 يجب على الولد الأكبر قضاء ما فات عن والديه من الصلاة والصوم..

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19217047

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 29/03/2024 - 05:50

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net