• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : الفقه .

        • القسم الفرعي : إستفتاءات وأجوبة .

              • الموضوع : تفنيدنا لمقولة:( أولدني أبو بكر مرتين..). .

تفنيدنا لمقولة:( أولدني أبو بكر مرتين..).

الإسم : شيعي وأفتخر

البلد : العراق

العنوان : اللهم ألعن قتلة فاطمة الزهراء عليها السلام

النص:

بسم الله الرحمن الرحيم 

اللهم صل على محمد وال محمد وألعن أعدائهم 

السلام عليكم 

هكذا هكذا والا فلا لا ... ليس كل الرجال تدعى رجالا ، لم يستطيع البترية من ترقيع هذا الفتق الا بالكذب ، فكتبوا مقالة اسمها "غوغاء الشيعة يهاجمون اعتدال الشيخ عبد الأمير قبلان‏" وذكروا حديث لم نسمع به من قبل وهو ان الامام جعفر الصادق عليه السلام كان قد تبرّأ ممن شتم الشيخين (أبو بكر وعمر)، ودعا الى قطع ألسنتهم في حديث مشهور روي عنه وهو: “لقد بلغني أن بعضا من شيعتنا في الكوفة يسبون الشيخين، والله لو غدا أمرهم إليّ لقطعت ألسنتهم”.

فيا شيخنا المحقق هل يوجد مصدر لهذا الحديث في كتبنا الحديثية ؟ وما هو ردكم عن مقالتهم هذه؟ .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 الموضوع الفقهي: كذب البتريين على الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين / كلامنا لا يعجب البتريين النواصب/ التلفيق على الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه بخبرٍ مفاده:" لو هجمت الروم على معاوية لوضعت يدي بيد معاوية" / تلفيق البتريين على الإمام الصادق عليه السلام بخبر مكذوب مفاده:" لقد بلغني أن بعضاً من شيعتنا في الكوفة يسبون الشيخين / الخبر المزعوم باطل من وجوه ستة  /  الحكم بقطع لسان السابّ للشيخين خلاف أدلة الحدود الواردة شرعاً / مغالاة أحد العلماء بالمنع من سبّ الأعداء / الخبر المزعوم: " أولدني أبو بكر مرتين ملفق ومكذوب على الإمام الصادق عليه السلام" / تبني أحد العلماء الخبر المكذوب، والإيراد عليه / تحريف زائد من أحد العلماء الشيعة الوحدويين على الخبر الملفق، والإيراد عليه إجمالاً / بطلان الخبر المنسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام" لقد أولدني أبو بكر مرتين" بثلاثة وجوه تفصيلية / الظاهر لنا بالقرائن والشواهد أن أم فروة والدة الإمام الصادق عليه السلام ليست حفيدة أبي بكر/ الرد على مقالة البتري الناعت لنا بالغوغائية على اعتدال الشيخ عبد الأمير قبلان.

بسمه تعالى

الجواب

السلام عليكم

نشكركم على غيرتكم على العبد الفقير خادم آل محمد سلام الله عليهم ....الذي لم يعد بمقدور البتريين تحملنا ولو قدروا على قتلنا لفعلوا ولم يتوانوا عن ذلك ليرتاحوا منا، فتخلو لهم الساحة فيعيثون فيها الفساد والكفر والضلال..قاتلهم الله أنَّى يؤفكون....كما نعتز بغيرتكم وحميتكم على معالم التشيع وأخبار آل محمد سلام الله عليهم، هذه الأخبار التي طالما تعرضت للتلفيق من قبل البتريين، ولطالما تعرض ائمتنا الطاهرون عليهم السلام لحملات التشويه والطعن من قبل عمائم لا دين لها ولا ورع يحجزها... وما لفقوه على إمامنا المعظم جعفر الصادق عليه السلام ليست أول قارورة كسروها في الإسلام؛ كما أنها ليست أول كذبة افتعلوها على أئمة الهدى عليهم السلام، فقد كذبوا على أمير المؤمنين علي سلام الله عليه حينما نسبوا إليه الخبر الآخر الكاذب:" لو هجم الروم على معاوية لوضعت يدي بيد معاوية".

  والملفق لهذا الخبر هو محمد حسين فضل الله ثم روّج له طلابه في لبنان والعراق، ونحن أول من فضحهم بتلفيقهم للرواية المكذوبة على أسد الله الغالب مولانا الإمام الأعظم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليهما... وما كذبهم على أئمتنا الطاهرين عليهم السلام في خبر ملفق نسبوه إلى الإمام الصادق سلام الله عليه كما تفضلتم به في سؤالكم الكريم إلا فضيحة كبرى عليهم هي إحدى الفضائح التي كشفت عن نفاقهم ونصبهم العداوة لهم ولشيعتهم المخلصين...!.

   نعم ؛ إن كلامنا في هذه الرسالة العلمية لا ينال رضا فقهاء الضلالة وأتباعهم من شذاذ الآفاق من عمائم السوء الذين لم يحسنوا دراسة اللمعة الدمشقية فضلاً عن شرائع الإسلام، حيث يحملون علينا من كلّ حدبٍ وصوب سباً وقدحاً وتشهيراً وتنقيصاً... ويروجون علينا بأننا نسبُّ العلماءَ المخلصين ونتهكم عليهم...حاشا وكلا ! بل هو افتراء محض علينا، إذ إننا لا نتهكم إلا على علماء السوء الذين انحرفوا عن خطى آل محمد عليهم السلام ومالوا إلى المخالفين، فإن التعرض لهؤلاء من أهم الواجبات الشرعية والأركان الاعتقادية كما دلت على ذلك الأحاديث النبوية والوَلَويَّة الشريفة الكاشفة عن أن هؤلاء أخطر على التشيع من جيش يزيد بن معاوية ومن فتنة الدجال وأنهم رأس النفاق...وأن جهادهم أهم وأعظم من جهاد الترك والديلم والخزر والروم...ولنا موعد يوم القيامة مع هؤلاء الذين لا يتورعون عن الحرام بالانتقاص منا والاستخفاف بحقنا قال تعالى كاشفاً عن نفاقهم بقوله تعالى( كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ).

 ونشكو همَّنا إلى الله تعالى علام الغيوب وهو حسبنا ونعم الوكيل، والمنتقم لنا منهم بدعاء إمامنا الحجة القائم أرواحنا فداه، ولا يهمنا رضا هؤلاء البتريين بعد أن ضمن لنا القرآن الكريم وأحاديث أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام صحة ما برهنا عليه بفسق أولئك البتريين في كل بحوثنا العلمية والفقهية، إذ إن كل فتاوانا وبحوثنا مدعومة بالآيات والأخبار ضمن القواعد والضوابط التي أمرنا بها أئمتنا الطاهرون عليهم السلام، وليس وراء القرآن والأحاديث مستند وحجة... ولن يفت عضدَنا قدحُ القادحين وعواءُ الكلاب المسعورة، ليثنونا عن جهادنا للنواصب والبتريين، بل سنستمر بعون الله تعالى ما دام فينا عرقٌ ينبض ودم يجري ،لأن جهاد هؤلاء بالكلمة أفضل من جهاد الترك والروم والديلم...!.

   وبعض العمائم البترية والناصبية لا تملك إلا لغة التنقيص والتشهير والكذب والبهتان، وحسبهم جهنم وبئس المهاد، ويا ليتهم اتقنوا دروسهم في حوزاتهم وخافوا الله في بلاده وعباده إلا أنهم أناس تفرغوا للنيل من كل عالم يترصد ضلال قادتهم ويكشف عوراتهم، فلا همَّ لديهم سوى القدح والذم فينا وفي كل فقيه أو عالم يقف بوجه هرطقاتهم وخزعبلاتهم وتفننهم في التلفيق والتزوير والنفاق والبهتان...وكنا نتمنى أن يكونوا من المحصِّلين إلا أن الواقع يثبت عكس ما هم عليه من الزينة والتباهي والتظاهر بأنهم علماء، يضحكون على البسطاء ويتلاعبون بعقول الضعفاء، ولكن الله كشف عن زيفهم؛ ففضحهم وأظهر للناس أكاذيبهم عبر مواقع التواصل الإلكتروني، فقد انكشف الغطاء وبرح الخفاء فتهاوت عمائمٌ في الجهل والغطرسة وتلبست بالظلم والجور...والمشكلة أنهم يتظاهرون بالعلم ولم نرَ آثاره على وجوههم وألسنتهم ونفوسهم وعقولهم وأرواحهم، فلكل شيء أثر، والعالم يُعرف بآثاره...! فأين آثارهم الخيرة وأين معارفهم النيرة...؟! لقد شغلوا أنفسهم بالسياسة وطلب الرياسة وبجمعهم للأموال ونصرتهم للنواصب والأعداء وظلمهم للعباد والبلاد من خلال بطشهم وجبروتهم الذي لم نقرأ عنه إلا في أخبار فرعون ونمرود وظلم الصنمين من قريش وبني أمية وبني العباس.... يبطشون بكلّ من ناوأهم أو أراد إصلاح ما أفسدوه وتشييد ما هدموه... إنها العمائم الكسولة التي تربعت على كرسي الحكم في بلاد التشيع وهي بعدُ لم تتقن أبسط دروس المقدمات العلمية في الحوزة الشيعية، فضلاً عن تدربها في الاستدلال بكتب السطوح وبحوث الخارج، وهؤلاء هم من يجب أن تقف الأمة في وجههم لأن شرهم مستطير وظلمهم ليس له ضوابط وحدود، وهواهم غالب ودينهم مغلوب، فلا يعرفون إلا التجريح بمن لا يتوافق مع نهج قادتهم وكبرائهم من ذوي المدافع والسيوف، من هنا كان هجومهم علينا مركزاً على السب والقدح فينا ونعتنا بحب الزعامة والرياسة والكذب والافتراء ،كما فعل ذاك المعمم الصعلوك "وائل عمار "، حيث بهتنا بحب الدنيا والرياسة واعتبرنا من الجهلاء وكذب علينا جهاراًبشيء لم نتفوه به أبداً من دون خوفٍ من الله تعالى وحياءٍ من الإمام بقية الله الأعظم الحجة القائم صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الشريف الفداء؛ هذا إن كان يؤمن بإمام الزمان عليه السلام؛ ولو اعتقد به وأحبه ووالاه لما كان قد جنى علينا بجنايات مفتريات لأجل تقييمنا لرجلٍ شيعي سياسي يختلف عن خطه السياسي والفكري..! فأخرجنا من زمرة الفقهاء والعلماء وأدخلنا في سلك الفجار الجهلاء؛ فتباً له وللحوزة التي آوته وللمكتب الذي ينفق عليه من حقوق الإمام الحجة القائم أرواحنا فداه... قاتله الله ولا غفر الله له ولا لمن آواه وأنفق عليه أبداً...! وهذا الناصبي يعمل في مكتب وكيل الشيخ بشير النجفي في بيروت، وإننا لنعجب من الشيخ النجفي كيف لا يراقب ثم يحاسب مَنْ يفوِّضهم على حمل أمانة عنه بالولاء لأهل البيت ومعاداة أعدائهم ونصرة أوليائهم بحيث يؤدونها للناس بصدق وإخلاص...؟! ولو أن ذاك الصعلوك  ــ ومن يقف وراءه من عمائم ناصبية ــ أتقنوا دراسة اللمعة والمكاسب، فضلاً عن الشرائع والكفاية والرسائل، وعرفوا طرق الاستدلال وخافوا ربّ العباد، لفهموا ما نقول وكيف نستدل وماذا نقصد وما هو توجهنا العقائدي والفقهي...ولو تعلموا بجدٍّ وتخلقوا بأخلاق النبيين والصديقين واتقوا الله في عباده وبلاده لكانوا عرفوا ما نقول...فهم لم يعرفوا الحقَّ حتى يعرفوا أهله...ولكنهم كسالى وجهلة بما للكلمة من معنى، ويا ليتهم جاءونا لكي يخبرونا بما درسوا وحصّلوا..عسانا نقوم باختبارهم وامتحانهم، فالعالم لا يعرفه إلا عالم...وأنى للجاهل أن يعرف قدر العالم ونحن من أقل العباد ونتمنى أن نكون غبرة على نعل الحجة القائم أرواحنا فداه...! ويكفينا فخراً رضا أئمتنا الطاهرين عليهم السلام عنا، كما تكفينا شهادات إخواننا الفقهاء الموالين والأفاضل من الأتقياء والعلماء أمثالكم في شرق الأرض وغربها...كما يكفينا ما نحن على يقين به من بحوث ومعارف عقائدية وفقهية قدمناها لمكتبة التشيع والشيعة علماء ومتعلمين فأغنت الثراء الفكري عند الشيعة الإمامية، فإنها مشهورة كاشتهار الشمس في رابعة النهار... ولله الفضل والمنَّة، ومن أهل البيت عليهم السلام نستمد العون والمدد والتوفيق والسداد...الشكر لله وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر...يا قائم آل محمد أغثنا...! والله من وراء القصد.

ردودنا الستة على تفنيد الخبر المزعوم على إمامنا الصادق عليه السلام

  والخبر المزعوم القائل:" لقد بلغني أن بعضاً من شيعتنا في الكوفة يسبون الشيخين، والله لو غدا أمرهم إليّ لقطعت ألسنتهم "...تطرق إلى نقطتين هما: حرمة سبّ الشيخين وقطع لسان من سبهما؛ من هنا سنورد عليهما بما يوجب نسفهما من الأساس، وبالتالي ينتفي الاحتجاج بالخبر المزعوم لوضوح بطلانه من وجوهٍ ستة هي التالي:

  (الوجه الأول) ـ إننا بالرغم من قطعنا بعدم وجود للخبر المكذوب إلا أننا أعدنا المراجعة للمصادر التاريخية في الحديث وبحثنا كثيراً فيها، فلم نجد للخبر المزعوم عيناً ولا أثراً...ما يعني بالضرورة القطعية انه ملفّق على الإمام الصادق سلام الله عليه، ومن كذب عليه فهو من أهل النار وبئس القرار.

 (الوجه الثاني) ـ لو فرضنا جدلاً أن للخبر المزعوم مصدراً وكانوا صادقين في دعواهم، فلماذا لم يخرجوه لنا لكي نرى سنده ونناقش دلالته..؟ ولمَّا لم يقدروا على ذلك تأكد لنا كذبهم ودجلهم بالقطع واليقين وأنهم لا يتورعون عن التلفيق والكذب والافتراء والبدعة لأجل غايات خسيسة وسافلة كسفالة ونتن أرواحهم وعقولهم...!.

 (الوجه الثالث) ـ وحتى لو كان للخبر المزعوم أصل، فأين سنده يا بتريون...! ونحن نتحداكم إذا كان للخبر وجودٌ أن يكون له سند، وإذا كان له سندٌ، فأظهروه لنا يا مشايخ السوء حتى ننظر فيه بمقتضى علم الرجال والدراية....فيظهر أنكم لم تدرسوا في حوزة علمية ولم تتدربوا على الاستدلال الفقهي ولم تعرفوا شيئاً عن دراية المتون والبحث في الأسانيد التي هي شرط عندنا نحن الشيعة في قبول الحديث أو رفضه مع عرضه على الكتاب والسنة المطهرة...!! ولو سلَّمنا بوجود الخبر في مصدر موثوق، فلا بدَّ لنا من دراسته والتحقيق فيه وعرضه على القواعد والضوابط، إذ ليس كلُّ خبرٍ يروى عنهم هو محل اطمئنان ووثاقة، فالأحاديث المنسوبة إليهم على قسمين: واحد موافق للكتاب والسنّة المتواترة، وآخر مخالف لهما، من هنا أمرونا سلام الله عليهم بعرض الأخبار المنسوبة إليهم على الكتاب والأخبار القطعية والموثوقة الصدور عنهم، فما وافقهما يؤخذ به وإلا فليعرض على أخبار العامة العمياء فما وافقهم يطرح وما خالفهم يؤخذ به، وحيث إن الخبر المزعوم لا وجود له في المصادر المعتبرة ما يعني بالضرورة تلفيقه على أئمة الهدى عليهم السلام؛ وعلى فرض وجود أصل له، فلماذا لا يخرجونه من مكمنه إن كانوا صادقين ..؟! ولو سلَّمنا جدلاً بوجوده، فهو قطعاً مخالف لطريقتهم بالتعاطي مع الأخبار المنسوبة إليهم والمتوافقة مع أعدائهم، فلا يصح الاستدلال به، لموافقته لأخبار المخالفين الذين يعبدون الشيخين ويحكمون بالكفر على السابّ للشيخين لأن سبهما يرجع إلى سبّ رسول الله كما يزعمون وعلى الله يفترون... !.

 (الوجه الرابع) ـ لقد تعرّض القرآن الكريم بالسبِّ والتحقير والتنقيص لبعض العباد ونعتهم بالكلاب والحمير، كما أنه أشار إلى مسخ بعضهم قردة وخنازير كما في بعض الآيات كآية بلعم بن باعوراء بقوله تعالى(  وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ  وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) .

فقد شبهه الله تعالى بالكلب وهو سبٌ له وتهكم عليه وقد مسخه الله تعالى على هيئة الكلب فدلع له لسانه فصار لسانه كلسان الكلب...وكذلك ما ورد في ذم العالم الذي لا يعمل بعلمه فشبهه بالحمار كما في سورة الجمعة في قوله تعالى ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ). وقد نعت الله تبارك اسمه الاشرارَ بالدواب الذين لا يعقلون كما في قوله تعالى ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ) ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ). ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ).

 وما النعت الإلهي لعلماء السوء بالكلاب والخنازير والقردة والحمير إلا تحقيراً وانتقاصاً ممن ترك طاعة الله تعالى وعبد الشيطان...وهو نوع سباب لهم وتهكم عليهم وازدراء بهم...لأن المأخوذ في تعريف السب هو التحقير والانتقاص،  فإذا ما جاز لله تعالى أن ينعت الفاسقين والمارقين بالكلاب والحمير جاز لنا بطريق أولى أن ننعت أعداء آل محمد عليهم السلام بما نعتهم به المولى عزَّ وجلَّ، وهو ما أكدته الأخبار الموافقة لما جاء في الكتاب الكريم، ونحن مأمورون بعرض الأخبار والأقوال والأفعال على الكتاب الكريم، فما وافقه أخذنا به وعملنا بمضمونه... فما الضير في ذلك يا حملة العلوم عن آل محمد فيما لو كان السبُّ ضمن شروط؛ منها المقابلة بالمثل وصد العدوان على أهل البيت عليهم السلام كما هو معلوم بضرورة الفقه...!!! 

 (الوجه الخامس) ـ إن دلالة الخبر المزعوم تبطله الأدلة الفقهية من الأصل ، وذلك لأن عقاب السب على الشيخين على فرض أن له عقاباً وحداً محدوداً في شريعتنا بحسب ما وصل إلينا من أخبار هو نصح الساب لبعض الصحابة المنافقين والإرفاق به في حال أدَّى السب إلى نتائج نقطع بضررها على ائمتنا الطاهرين عليهم السلام، ومن أين لنا القطع بالضرر... وليس ثمة خبرٌ أو حكم مجمع عليه أو شهرة تحكم على الساب للصحابي المنافق بقطع لسانه... بل هو حكم غريب في الفقه الجعفري بخلاف الفقه السني فإن بعض الآراء عندهم تكفر الساب للصحابي وليس قطع لسانه...ولكن الفرض المذكور ــ أي القطع بالضرر بسبب السبِّ ـــ غير مسلَّم به في عصر الحضارة وحرية التعبير واطلاع جميع الأديان على مبادئ الآخرين وتشريعاتهم وعقائدهم، لا سيما في عصر التطور الإلكتروني الذي كشف  ما كان مستوراً عن العيون والعقول...!

  هذا كلُّه بناءً على أن سبَّ الصحابي المنافق محرم ابتداءً لئلا يؤدي إلى سب أئمتنا الطاهرين عليهم السلام وإلا فلا حرمة فيه من باب المقابلة بالمثل أو ردع المخالف عن ضلاله كما أشرنا آنفاً، وقد فصّلنا ذلك في بعض بحوثنا حول السبّ فلتراجع عبر موقعنا العلمي المبارك....وكيف يكون السبُّ موجباً لقطع اللسان الذي  به يلهج المؤمن بذكر الله تعالى والرسول والحجج عليهم السلام مع أننا لم نرَ حداً شرعياً في فقهنا يؤدي إلى قطع اللسان حتى للساب لله تعالى أو لرسوله أو لأحد حججه الطاهرين عليهم السلام، بل حكمه القتل لا القطع... ونحن نعلم بأن الله تعالى لم يوجب على من قذف محصناً بالزنا الا ثمانين جلدة ، وأن هذا الحكم يشمل كافة الخلق ويعمهم على وتيرة واحدة ، وأنه لو قذف قاذف أبا بكر وعمر بالزنا ـــ وهو أعظم جرماً من السب واللعن ـــ ما زادوا على إقامة حد الله المنصوص عليه في كتابه على فرض أن القاذف لهما يوجب الحدَّ ...! نعم؛ ورد في أحد الأخبار كما في رواية المدائني بأن الساب للمؤمن يستحق التعزير وهو ليس قطع اللسان وإنما جلد دون حد القصاص، ففي رواية المدائني عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : إذا قال الرجل : أنت خبيث أو خنزير فليس فيه حد ، ولكن فيه موعظة وبعض العقوبة ".وقد استفاد بعضهم  من ذيل الرواية أن عليه التعزير وهو غير بعيد...ولكنه خاص بمن سبَّ مؤمناً ولا يشمل سب المنافقين والمبتدعين..ولو طبقنا الحديث على عمائم اليوم فكم لواحد منهم من استحقاق التعزير بسبب سبنا فضلاً عن سبّ الموالين...!.وقد حددت بعض الأخبار حد الساب للمؤمن بعشرين سوطاً، ففي رواية أبي مخلد السراج عنه عليه السلام أنه قضى أمير المؤمنين عليه السلام في رجل دعى آخر بابن المجنون فقال الآخر أنت ابن المجنون ، فأمر أن يجلد الأول صاحبه عشرين جلدة وقال له : اعلم أنك ستعقب مثلها عشرين فلما جلدا غطى المجلود السوط فجلده نكالا ينكل بهما ".

  نعم ؛ إذا كان المقول له مستحقاً للاستخفاف فلا حد ولا تعزير، قال في الجواهر : بلا خلاف ، بل عن الغنية الاجماع عليه بل ولا اشكال ، بل يترتب له الأجر على ذلك فقد ورد أن من تمام العبادة الوقيعة في أهل الريب وورد أيضا : زينوا مجالسكم بغيبة الفاسقين". انتهى.

 ولماذا يدعي بعض البترية من متشيعة هذا العصر لأبي بكر وعمر التمييز بخاصية في الخروج عن مقتضى العموم المحكم في إقامة الحد على الساب لهما ..؟!.وليس ثمة آية في القرآن أو رواية في السنَّة المتواترة تشير من قريبٍ أو بعيد على وجوب قطع لسان الساب للمؤمن فضلاً عن الصحابي المنافق...فدعوى أن الإمام الصادق عليه السلام لو سمع الشيعي الكوفي يسبُّ أبا بكر وعمر لكان قطع لسانه لم نسمع بها في كلمات الأعلام القدامى إلى يومنا هذا، ولم نعهده في طرق الاستدلال، ولا أنه موجود في فقه الحدود والتعزيرات، كما لم نقرأ هذا الحكم بالقطع في خبر أو إجماع  وشهرة كما أشرنا سابقاً...هذه الدعوى تخالف المرتكزات العقدية والفقهية والإجماعات القطعية، ما يعني الافتراء الصريح على إمامنا الصادق سلام الله عليه بالخبر المزعوم...!. 

  بالإضافة إلى أن ما  ورد عنهم من إمضائهم لبعض أصحابهم في سبِّ الشيخين وأضرابهما، يكذّب الخبرَ المزعوم، بل سيرتهم صلوات الله عليهم جارية  بتقريرهم لبعض أصحابهم في جواز السب ولم يُعلم من أحدٍ منهم أنهم نهوا واحداً من أصحابهم السبابين لبعض المنافقين ولا أنهم أفتوا بقطع لسانه عقاباً له على فعلته التي يزعم الخبر المكذوب بوجوب قطع لسان الساب لأعداء الله وأعداء سيّدة النساء مولاتنا الصدّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليه وروحي فداها...بل الثابت من سيرتهم وسيرة المؤمنين في عصورهم وبعدها حصول السب من أصحابهم بمرأى منهم ولم ينكروا عليهم ذلك...فقد تعاطوا سلام الله عليهم السبّ أمام أصحابهم وجموع المسلمين، فسبوا بعضَ المنافقين  كما هو معروف في سيرة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لمَّا اعترضه الأشعث بن قيس حال خطبته في الكوفة يعلل فيها قعوده عن قتال الصنمين أبي بكر وعمر فقال:"  ألا وإني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوماً منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله فقام إليه أشعث بن قيس فقال : يا أمير المؤمنين لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إلا وقلت : " والله إني لأولى الناس بالناس فما زلت مظلوماً منذ قبض رسول الله " ولما ولي تيم وعدي إلا ضربت بسيفك دون ظلامتك ؟ فقال أمير المؤمنين : يا بن الخمارة قد قلت قولا فاسمع مني والله ما منعني من ذلك إلا عهد أخي رسول الله صلى الله عليه وآله...".

   وكما جرى لحبيب بن مظاهر رضي الله عنه في يوم كربلاء حينما نعت الحصين بن نمير بابن الخمارة البوالة على عقبيها فقال:" " ويلك لا تقبل صلاة الحسين عليه السلام (وفي نسخة: ابن رسول الله ( صلى الله عليه وآله )  وتقبل صلاتك يا ابن الخمارة البوالة على عقبيها .."؛ بل صدر منهم عليهم السلام  السب أيضاً للشيخين حيث دلت بعض الأخبار الصحيحة بأن الإمام أمير المؤمنين والإمام الصادق عليهما السلام نعتا الشيخين بالحمارين كما  في خبر البرسي وداوود بن كثير الرقي، بل صدر منهم ما هو أقبح من السب للشيخين وهو الانتقاص منهم والتهكم عليهم وقذفهم مع أن قذف المؤمن حرام إلا أن الشيخين لا حرمة لهما عند الله تعالى والرسول والحجج عليهم السلام، إذ لا حرمة لمن كفر برسول الله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام وابتدع أحكاماً في مقابل أحكام الله وسوله ...بل إن سيرة هؤلاء المنافقين من الصحابة كانت حافلة بسبِّ بعضهم بعضاً ، فقد روى لنا تاريخ المخالفين أن الشيخين سبوا بعض الصحابة كعثمان سبَّ عماراً بقوله القبيح:" يا عاضَّ أ ي ر أبيه " وكما سب أبو بكر أحد المشركين أمام رسول الله بقوله:" أمصص بظر اللات" ولم ينكر عليه النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله... وقد جاء في الأخبار القطعية الصدور أن أبا بكر لعنه الله تعالى سبَّ الإمامَ الأعظم أميرَ المؤمنين عليه السلام وسيّدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام فنعته بالثعالة ـــ وهي أُنثى الثعلب ــــــ كما نعت سيّدة نساء العالمين مولاتنا فاطمة الزهراء بأنها روحي فداها ذَنَبُ أمير المؤمنين عليه السلام، وقد نعتها أيضاً بأُم طحال تحب الغوى...كلّ هذا جرى في خطبة له في مسجد النبي الأعظم صلى الله عليه وآله بعدما أفحمته سيّدة نساء العالمين وبعلها أمير المؤمنين سلام الله عليه، فقام عمر خطيباً مهدداً ومتوعداً لأهل البيت عليهم السلام، فقال أبو بكر لعمر لعنهما الله ــ حينما فرَّج عنه الكرب ــ ضارباً بيده على كتفه فقال له:" : رُبَّ كربة فرجتها  يا عمر! . ثم نادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، وصعد المنبر ، ثم قال :

  أيها الناس ، ما هذه الرّعة ، ومع كلِّ قالةٍ أُمنية ؟ ! أين كانت هذه الأماني في عهد نبيكم ؟ ! فمن سمع فليقل ، ومن شهد فليتكلم ، كلا! بل هو ثعالةٌ، شهيده ذَنَبُهُ ، مربٍ لكلِّ فتنة ، يقول : كروها جذعة ، ابتغاء الفتنة من بعد ما هرمت  كأم طحال أحب أهلها الغوى ، ألا لو شئت أن أقول لقلت ، ولو تكلمت لبحت ، وإني ساكت ما تركت ، يستعينون بالصبية ، ويستنهضون النساء ، وفي نسخة أُخرى قال لعنه الله:( تستعينون بالضعفة وتستنصرون بالنساء كأم طحال أحب أهلها إليها البغي ). وقد بلغني - يا معشر الأنصار - مقالة سفهائكم - فوالله – إن أحق الناس بلزوم عهد رسول الله أنتم ، لقد جاءكم فآويتم ونصرتم ، وأنتم اليوم أحق من لزم عهده ، ومع ذلك فاغدوا على أعطياتكم ، فإني لست كاشفا قناعا ، ولا باسطا ذراعا ، ولا لسانا إلا على من استحق ذلك ، والسلام .

  قال راوي الخبر : فأطلعت أُم سلمة رأسها من بابها وقالت : ألمثل فاطمة بنت رسول الله يقال هذا ، وهي الحوراء بين الإنس ، والإنس للنفس ، ربيت في حجور الأنبياء ، وتداولتها أيدي الملائكة ، ونمت في حجور الطاهرات ، ونشأت خير منشأ ، وربيت خير مربى ؟ ! أتزعمون أن رسول الله حرم عليها ميراثه ولم يعلمها ؟ ! وقد قال الله له : ( وأنذر عشيرتك الأقربين)؟ أفأنذرها وجاءت تطلبه وهي خيرة النسوان ، وأم سادة الشبان ، وعديلة مريم ابنة عمران ، وحليلة ليث الاقران ، تمت بأبيها رسالات ربه ، فوالله لقد كان يشفق عليها من الحر والقر ، فيوسدها يمينه ، ويلحفها بشماله ، رويدا فرسول الله بمرأى لغيكم ، وعلى الله تردون ، فواها لكم وسوف تعلمون . قال : فحرمت أم سلمة تلك السنة عطاءها ، ورجعت فاطمة ( عليها السلام ) إلى منزلها فتشكت ...".

 ملاحظة هامة: لقد نعت أبو بكر لعنه الله سيّدة النساء عليها السلام بنعتين أحدهما سبٌّ والآخر قذف بالزنا وهما: ذَنَبُ ثعالة وأُم طحال وهو مثل يُضرب بالبغي، قال المجلسي رحمه الله:" وأم طحال : امرأة بغي في الجاهلية ، فضرب بها المثل ، يقال: أزنى من أم طحال .."؛ كما نعت أميرَ المؤمنين عليَّاً عليه السلام بأنه استعان بالإمامين الحسنين بالصبيين غير معتقد بعصمتهم جميعاً وطهارتهم لا سيما الإمامين الحسنين حينما نعتهما بالصبيين غير معتقد بعصمتهما وأنهما ليسا كبقية الصبيان...!.

وورد في خبر البرسي أعلى الله مقامه عن أمير المؤمنين عليه السلام تعقيباً على قوله تعالى( إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) حينما سأله رجل عن معنى هذه الحمير ؟  فقال أمير المؤمنين عليه السلام : « الله أكرم من أن يخلق شيئا ثم ينكره ، إنما هو زريق وصاحبه في تابوت من نار في  صورة حمارين ، إذا شهقا في النار انزعج أهل النار من شدة صراخهما ».

 والخبر المتقدم واضح في سبّ الشيخين من خلال نعتهما بالحمارين ينهقان كما ينهق الحمار، لأن الشهيق هو نهيق الحمار...وحيث إن صورتهما بالحمارين في الآخرة انعكاس لما كانا عليه في الدنيا لأن الآخرة زرع الدنيا وصورة واقعية عنها ، فمن كان حماراً في الدنيا فلا يكون ملاكاً في الآخرة...!.

  ومن الأخبار الكاشفة عن سبّهم للظالمَيْنِ الصنمين: ما روي في الصحيح عن داود بن كثير الرقي قال : كنت عند الصادق عليه السلام أنا وأبو الخطاب والمفضل وأبو عبد الله البلخي إذ دخل علينا كثير النوا فقال : إن أبا الخطاب هذا يشتم أبا بكر وعمر ويظهر البراءة منهما . فالتفت الإمام الصادق عليه السلام إلى أبي الخطاب وقال : يا محمد ما تقول ؟ قال : كذب والله ما سمع مني قط شتمهما(كلامه محمول على التقية هنا) . فقال الصادق عليه السلام : قد حلف ولا يحلف كاذباً ( كان حلفه من باب التورية ) . فقال : صدق لم أسمع أنا منه ولكن حدثني الثقة به عنه . قال الصادق عليه السلام : وإن الثقة لا يبلغ ذلك ( أي لا يبلغ كنه كلام أبي الخطاب المحمول على التورية ) ، فلما خرج كثير ، قال الصادق عليه السلام : أما والله لئن كان أبو الخطاب ذكر ما قال كثير ، لقد علم من أمرهما ما لم يعلمه كثير ، والله لقد جلسا مجلس أمير المؤمنين عليه السلام غضبا فلا غفر الله لهما ، ولا عفا عنهما . فبهت أبو عبد الله البلخي  ونظر إلى الصادق عليه السلام متعجبا مما قال فيهما ، فقال له الصادق عليه السلام : أنكرت ما سمعت مني فيهما ....؟ ثم قال الإمام الصادق عليه السلام : قال الصادق عليه السلام وقد سمع صوت حمار : إن أهل النار يتأذون بهما وبأصواتهما كما تتأذون بصوت الحمار .

   لقد أيد الإمامُ الصادق عليه السلام كلامَ أبي الخطاب بدليل قوله:" لقد علم من أمرهما ما لم يعلمه كثير ، والله لقد جلسا مجلس أمير المؤمنين عليه السلام غضبا فلا غفر الله لهما ، ولا عفا عنهما " فبُهت البلخي...

وهذا الخبر قد رواه ثلة من المحدثين منهم: [ بحار الأنوار : 47 / 111 ، حديث 149 ، عن الخرائج والجرائح : 198 ( تحقيق مدرسة الإمام المهدي عج : ج1 / 297 - 299 ، حديث 5 ) ، وأورده في إثبات الهداة : ج5 / 404 ، حديث 136 ، ومدينة المعاجز : 381 ، حديث 77 وغيره ] .

  (الوجه السادس) ـ العمومات والإطلاقات الدالة على جواز سبّ المبتدعين ولا تخصيص فيها لجماعة دون غيرهم، فيعفى عن سبهم دون بقية المبتدعين، فلا تمييز فيها لصحابي عن غيره من بقية المبتدعين، فكل من صدق عليه أنه مبتدع في الدين حتى لو كان شيعياً، يجوز سبه ولعنه والبراءة منه، ومعنى السب هو أن يقول للمسبوب يا حمار أو يا فاسق أو يا خبيث وغيرها من عبارات السب المشهورة بالتنقيص والتوهين، وليس لها حدٌّ محدود في الشرع؛ والأخبار في ذلك كثيرة منها: ما رواه الكافي في الصحيح عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عليه السلام قال :"  قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ".

 وفي مضمونه أخبار كثيرة منها ما ورد في ذم الفاسقين وأنه لا حرمة لهم عند الله تعالى فيجوز سبهم، ولا يخرج الصحابي المنافق من هذا العموم المحكم على الإطلاق.

 ومن هذه الأخبار ما ورد في صحيح هارون بن الجهم كما في المجالس عن الإمام الصادق عليه السّلام قال : إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة .

ورواية أبي البختري عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السّلام قال : ثلاثة ليس لهم حرمة : صاحب هوى مبتدع ، والإمام الجائر ، والفاسق المعلن بالفسق .

  والاطلاق في عدم وجود حرمة لفاسق لا تخصيص فيه، ما يعني جواز سب المبتدع سواء أكان صحابياً منافقاً أم مؤمناً فاسقاً، لأنه لا حرمة لهما عند الله والحجج عليهم السلام... أبعد هذا البيان المعصومي في جواز سب الصنمين يتشدق البتريون اليوم ــ ممن لا تحصيل علمي لهم ــ بأن الأئمة الطاهرين عليهم السلام منعوا من سبهما والإنتقاص منهما...؟؟!! وبعد هذا يقال بأن الإمام الصادق عليه السلام لو تمكن من الساب لهما لكان قطع لسانه...؟! إنه الافتراء على إمامنا الصادق سلام الله عليه وبقية أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم...!! ولا يتورعون من الكذب عليهم لأنهم لا يخافون الله تعالى بسبب نفاقهم وتظاهرهم بالتشيع مع أنهم من الكافرين بهم فهم مستعدون للنيل من أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم على قاعدة" الغاية تبرر الوسيلة " ومن المعلوم بأن من يروّج هذه التلفيقات هم عمائم منبرية بعضهم من قراء العزاء المعروفين بتوجهاتهم الحزبية الولايتية الدعوتية قاتلهم الله أنى يؤفكون ولنا موعد معهم يوم لا تنفعهم زعاماتهم البترية...!.

 مغالاة بعض العلماء بالمنع عن السب:

 وقد غالى السيِّد علي الشهرستاني في كتابه وضوء النبي ببغضه لسب الشيخين مدعياً بأن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام نهوا عن سبِّ أبي بكر معتمداً على خبرين هما التالي:

(الخبر الأول) ـ  ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام فقال : ( لا تسبوا أبا بكر فإنه أولدني مرتين ) .

(الخبر الثاني) ـ قال : ( لا تكونوا سبابين ولا لعانين ) .

وهو توهم فاسد وتعليل عاطل، وذلك لأن الخبرين ضعيفان سنداً ودلالةً، وعلى فرض صحتهما فهما محمولان على التقية الشديدة أو على عدم الاعتياد على السب واللعن... وهو لا يعني بالضرورة حرمتهما والتشديد في العقاب على فاعلهما، وهو خلف ما ورد عنهم عليهم السلام الأمر بلعن أعدائهم ومنهم الشيخين الملعونين...مع تأكيدنا وإصرارنا على أن الخبر الثاني( لا تكونوا سبابين ) لا يفيد حرمة السبّ لوجود قرائن خارجية تصرفه عن الحرمة، بل غاية ما يفيد هو الكراهة كما فصَّلنا ذلك في بعض بحوثنا الفقهية حول السب وهي منشورة على موقعنا الإلكتروني فليراجع. 

 إضافةً إلى ذلك: فإن الخبر الأول" لا تسبوا أبا بكر.." رواه الشهرستاني عن المخالفين وليس له أساس في مصادرنا الشيعية إلا على نحو النقل من مصادر المخالفين، فالخبر مرويّ بطرق القوم وليس من طرقنا؛ والمصادر العامية تطفح بنقل الخبر الذي اعتمده الشهرستاني من دون أن تضيف مصادر العامية عبارة " أولدني مرتين" كما في تاريخ ابن عساكر وابن النجار عن الحسين بن علي - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا تسبوا أبا بكر وعمر ، فإنهما سيدا كهول الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ، ولا تسبوا الحسن والحسين ، فإنهما سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين ، ولا تسبوا عليَّاً ، فإنه من سب عليَّاً فقد سبني، ومن سبني فقد سبَّ الله ، ومن سبَّ اللهَ فقد عذَّبه الله تعالى.." .

 ومما ينبغي التنبيه عليه هو التالي: إن الخبر الأول الذي اعتمده الشهرستاني بالكيفية التي روى بها الخبر المزعوم هكذا " لا تسبوا أبا بكر فإنه أولدني مرتين " ليس له وجود في أخبار الخاصة والعامة، نعم؛ إن ذيل الخبر "لقد أولدني أبو بكر مرتين "  قد رواه أحد علماء الشيعة نقلاً عن مصادر المخالفين الذين رووه مرسلاً بألفاظ متعددة، كالذي رواه ابن حجر في الصواعق المحرقة باللفظ التالي قال:" عن جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال : ما أرجوا من شفاعة علي شيئا إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ولقد ولدني مرتين". انتهى .

والظاهر لنا أن أول من رواه من الشيعة هو الإربلي في الجزء الثاني من كشف الغمة في فصل حياة الإمام الصادق عليه السلام، حيث نقله من مصادر المخالفين بطريق الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي، ولكنه لم يضف عبارة" لا تسبوا أبا بكر "؛ حتى أن المجلسي الذي نقل الخبر عن الإربلي لم يشر في كتابيه البحار والمرآة إلى عبارة " لقد أولدني أبو بكر مرتين "  كما أنه لم يروِ عبارة" لا تسبوا "؛ مما يعني أن الشهرستاني لفَّق زيادة في الخبر لم يروها الإربلي في كشف الغمة ولم يروها أيضاً المجلسي في بحاره...والظاهر أن الشهرستاني نقل بعض الخبر من أستاذه السيد الخوئي في شرحه للعروة الوثقى/باب الخمس/ فصل عدم الإنتساب إلى هاشم بالأُم...لكن الخوئي لم يروِ عبارة" ولا تسبوا " فاعتماد التلميذ على الأستاذ من دون فحص ودراية، وما فعله الشهرستاني هو خلاف الأمانة في رواية الأحاديث، كما أن اعتماد الشهرستاني الكلي على الأستاذ من باب حسن الظن المطلق به دليل ضعف تحقيقه ...وكأن الخوئي كعبة البرايا لا يتطرق إليه الخطأ والإشتباه...! فنقل السيّدين: الخوئي والشهرستاني للخبر من دون تحقيق في مصدره ليس صائباً وخلاف الأمانة في نقل رواية الأخبار المطلوب في الأخذ بها عرضها على أخبارهم عليهم السلام ثم عرضها على أخبار العامة...لا سيَّما أن الخبر المزعوم يضعف من عقائد الشيعة ووجوب البراءة من أبي بكر، وبالتالي يؤدي إلى تفوق المخالفين علينا... وما جناه الشهرستاني أعظم من أستاذه بإضافته لعبارة" ولا تسبوا أبا بكر " التي نقلها من مصادر المخالفين وضمها إلى خبر كشف الغمة، وهو خلاف الأمانة والوثاقة أيضاً في النقل عن الآخرين...ما يعني الكذب والتلفيق في النقل على سادة الورى عليهم السلام ، فوراء الأكمة ما وراءها...وهذه سنة الملفقين على سادة الورى بثوب العلم والتشيع لأجل غايات خسيسة منها الوحدة الإسلامية الضالة...

الإيراد على الخبر المنسوب إلى إمامنا المعظَّم الصادق عليه السلام بالقول:أولدني أبو بكر مرتين ":

      إن الخبر المنسوب إلى الإمام أبي عبد الله الصادق سلام الله عليه أوجب اضطراباً وتشويشاً في الوسط العلمي الشيعي كغيره من الأخبار الشاذة التي تصبُّ في خانة المخالفين وتوجب طربهم وسرورهم، وفي الوقت نفسه توجب كرباً على الموالين المخلصين وفتنةً بينهم وتزيد من نقمة الفرقة البترية والناصبية عليهم بسبب توقفهم عن الأخذ بالخبر أو حتى مناقشة دلالته، ومما يقرح قلب الغيور أن ثلةً من علماء الامامية يأخذون بالخبر كأنه ضرورة قطعية من ضروريات العقيدة والتشريع...! وهو أمر جدُّ خطير في الوسط العلمي الشيعي مع التأكيد على أنهم يطرحون أخباراً ذات أسانيد صحيحة ودلالة قطعية لمجرد أنها تخالف مشاربهم الأُصولية وقواعدهم الرجالية، مما يجعلنا نشكُّ في سلامة المنهاج العلمي المعتدل في عملية الاستنباط لا سيما المتعلقة بالجانب العقدي والتاريخي الذي يلعب دوراً مهماً في سلامة النتائج الفقهية، لأن المسائل الفقهية الفرعية متعلقة دائماً بالجانب العقدي والتاريخي معاً، فكم من قضايا فرعية تفرعت من القضايا العقائدية وترشحت منها، فلا غنى للمسألة الفقهية عن الأصل العقائدي... وهو ما دعانا إلى نفض بعض ما علق من غبار عن بعض الآراء الشاذة في القضايا العقائدية والفرعية؛ عسانا نكون قد أدينا حقاً ضاع بين ثنايا التاريخ وطمست معالمه، من هنا فندنا دعوى تزويج عمر لعنه الله بمولاتنا الصدّيقة الصغرى أم كلثوم الصغرى المسماة برقية في كتابنا المبارك الموسوم بــ" إفحام الفحول في شبهة تزويج عمر بأُم كلثوم سلام الله عليها " وقد أوصدنا بتصنيفه الطريقَ على المخالفين والبتريين الذين قامت قيامتهم عندما اطلعوا على براهينه النيرة، والفضل والمنة لمولاتنا الصدّيقة الكبرى وإمام العصر عليهما السلام اللذين ببركة التوسل بهما توصلنا إلى نتائج باهرة والحمد لله رب العالمين...

 وزبدة المخض: الظاهر لنا من خلال التدبر في القرائن والأدلة أن الخبر المنسوب إلى إمامنا الصادق عليه السلام لا حقيقة له سنداً ولا دلالةً؛ وذلك للوجوه الآتية:

(الوجه الأول) : ليس للخبر المذكور سند معتبر ولا حتى ضعيف من طرقنا أبداً، وإنما رواه الإربلي من مصادر المخالفين بسند مرسل أيضاً كما أشرنا أعلاه؛ والأغرب من كلّ ذلك أن بعض علماء الشيعة ـــ للأسف ـــ يحتجون به بالملازمة من خلال ربطهم بين أُم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وبين الخبر المنسوب" أولدني أبو بكر مرتين " وهو ما زاد يقيني بعدم الوثاقة في النقل والتدبر بالدراية، فعندما يتطرقون إلى أُم الإمام الصادق عليه السلام يقولون أن الخبر روي بالكتب المعتبرة، مع أنه ليس له وجود في الكتب المعتبرة، بل الموجود هو التعريف بأُم فروة وأنها بنت القاسم بن محمد، فمثلاً يذكر العلامة أحمد بن الشيخ صالح آل طوق في كتابه" رسائل آل طوق القطيفي " قال:" ورد عنه عليه السلام في الكتب المعتبرة أنه قال « ولدني أبو بكر مرّتين » يشير به إلى تولَّد امّه من محمّد وعبد الرحمن ابني أبي بكر  والله العالم" . ولما راجعنا الكتب المعتبرة كالكافي والبحار ومرآة العقول والدروس للشهيد الأول وغيرها من المصادر، فلم نجد للخبر أثرٌ أصلاً ـــ وإن كان المجلسي في البحار حكاه عن التستري في إحقاق الحق ولم يعلق عليه ــ وكل ما هناك أن أصحاب الكتب التي أشرنا إليها لم يتعرضوا للخبر المذكور بل غاية ما ذكروه إنما هو تعريفهم بأُم فروة وأنها بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمان بن أبي بكر....فأين الخبر يا ترى....!! فقد ربطوا بين التعريف والدي أُم فروة وهما: القاسم وأسماء؛ وليس ثمة رواية فيها ما نسبوه إلى الإمام الصادق عليه السلام بما لفقوه" أولدني أبو بكر مرتين ". نعم ؛ لقد ذكره الإربلي بسند مرسل عن عبد العزيز بن الخضر الجنابذي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:" أولدني أبو بكر مرتين ". وهل يصح يا علماء الإسلام التمسك بالملازمات التاريخية وبخبر لا يسمن ولا يغني...! مع أن أخبار الآحاد الشيعية لا توجب علماً ولا عملاً باتفاق الجميع، فكيف الحال بخبرٍ رواه المخالفون بطريق ضعيف جداً...؟!.

 والحاصل: لم يثبت شرعاً وجود للخبر في المصادر المعتبرة؛ بل الموجود هو تعريف المصادر كالكافي وغيره عن أُم فروة بأن والديها هما: القاسم وأسماء، وكلاهما ـــ كما توهموا ـــ أول الكلام، ومن يثبت لنا صحة كونهما والدَيّ أُم فروة كما سوف ترون في الوجوه الآتية. 

 (الوجه الثاني) : إن الخبر الذي نبحث عن حقيقته" أولدني أبو بكر مرتين" رواه المخالفون بضم زيادات عليه بألفاظ متعددة، فمرةً قرنوه بالصديق وتارة قرنوه بالشفاعة...مما يعني التدليس التام على إمامنا الصادق عليه السلام كما دلسوا عليه وعلى غيره من أئمة الهدى عليهم السلام بأحاديث فقهية وعقائدية وتاريخية، فهل يتورعون عن التدليس عليه بخبر ولادته من أبي بكر مرتين...؟!. كلا ثم كلا !.

  والملاحظ في كلمات علماء الشيعة الآخذين بالخبر المذكور أنهم بعد استعراضهم للخبر دائماً ما يعقبون عليه بلام التعليل هكذا:" لأن أمه أم فروة بنت القاسم وأمها اسماء بنت عبد الرحمان بن أبي بكر " وهو تعليل بالملازمة التي لا تنفك عن الملزوم، وما هذه الملازمة المذكورة سوى بالقياس والاستحسان مع عدم احتمالهم في أن تكون أم فروة غير أم فروة حفيدة أبي بكر...! والغريب منهم كيف بنوا على الملازمة مع احتمال كونها غير من احتملوا... وهو ما يبطله من الأصل، وهو نظير الخبر الآخر المقرون بشفاعة أبي بكر وإنكار شفاعة أمير المؤمنين علي عليه السلام، نظير ما أخرجه ابن حجر في الصواعق عن[ الإمام] جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال : ما أرجو من شفاعة عليّ شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله ولقد ولدني مرتين". انتهى .

  قال العلامة التستري رحمه الله في كتابه الصوارم المهرقة رداً على الخبر المزعوم :" ما يدل على كذب هذا الخبر أن صاحب الشفاعة العظمى هو جده صلى الله عليه وآله فلا يليق به عليه السلام نسيان شفاعة جده صلى الله عليه وآله وإظهار رجاء شفاعة غيره سيما أبو بكر الذي لا شافع له ولا حميم يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم  اللهم إلا أن قصد به مجرد التقية فافهم . وأما قوله عليه السلام " ولقد ولدني مرتين " فبيان للواقع لا للافتخار به كيف وقد مر الاتفاق على أن قوم أبي بكر أرذل طوائف قريش وقد وقع التصريح به من أبي سفيان كما مر وقال علي عليه السلام في شأن محمد بن أبي بكر " إنه ولد نجيب من أهل بيت سوء " فتدبر. انتهى كلامه رُفع مقامه.

 أقول: ما ذكره من كذب الخبر متين إلا أن اعترافه ضمناً بأن قوله:" ولقد ولدني مرتين " هو بيان للوقع لا للإفتخار... في غاية السقوط، إذ كيف يكون الخبر مكذوباً ثم يكون بياناً للواقع من أن أبا بكر أولده مرتين...؟!.

  مع تأكيدنا على أن العلامة التستري لم يأتِ بشيء جديد يضيفه إلى نفي الخبر من الأساس وتفنيد الدعوى القائلة بأن الإمام عليه السلام قد أولده أبو بكر مرتين...لأن ما أشار به هو نفس الإسطوانه التي يتشدق بها أغلب العلماء الذين تعرضوا للخبر...فإنهم قلدوا بعضهم بعضاً في نسبة الخبر إلى الإمام الصادق عليه السلام، مع أن الخبر المذكور على نسق الخبر الآخر الذي أخرجه ابن حجر في الصواعق عن الإمام الصادق عليه السلام قال:" إن الخبثاء من أهل العراق يزعمون أنا نقع في أبي بكر وعمر وهما والداي ". وقد علّق التستري على الخبر مفسراً له بالتالي:" أي لأن أمه أم فروة بنت القاسم الفقيه بن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر".

 وكما ترون فإن الإسطوانة السنفونية هي نفسها يكررها على مسامعنا هؤلاء العلماء، وكأنها وحيّ منزل من دون التدبر في أصل نسب أم فروة، وهل هي بنت القاسم بن محمد أو أنها امرأة أُخرى تشابَهَ اسمُها مع اسم أم فروة التي كان اسم أبيها قاسم واسم جدها محمد ...؟ من هنا نفى العلامة البهائي العاملي قدس سره ــ بحسب رواية القطيفي في رسائله ــ في أن تكون أم فروة هي بنت القاسم، والحق معه في ذلك....إذ من أين يثبتون لنا بالقطع واليقين أن أُم فروة والدة إمامنا الصادق عليه السلام هي نفسها بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر...فعند الشك في ذلك، الأصل عدمه؛ ولماذا لا تكون أُم فروة امرأةً أُخرى تشابَهَ اسمُها واسمُ أبيها وجدِّها مع  إسم القاسم ابن محمد بن أبي بكر..؟؟؟ سيَّما وأن في التاريخ بعض الشواهد على الإلتباس في الأسماء نظير ما ورد في مسألة تزويج عمر بالسيّدة أُم كلثوم عليها السلام حيث تشابه اسمها مع اسم أم كلثوم بنت أبي بكر التي طلبها عمر من عائشة ـــ كما يروي ذلك ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ والطبري في تاريخه ــــ فرفضته لأنه فظٌّ غليظ؛ ثم لفقت المدرسة العمرية زواجه منها بالزواج من مولاتنا أثم كلثوم علليها السلام حتى يحرفوا وجهة الخلاف بين الإمام أسد الله الغالب مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام وبين عمر بن الحطاب حتى لا يُقال أن عمر بن الخطاب اغتصب الخلافة ولو كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام غاضباً منه لما كان زوجه ابنته أُم كلثوم عليها السلام...ومسألة أم فروة ليست ببعيدة عن مسألة أم كلثوم عليها السلام، وما المانع أن يلفقوا تلك الأُبوة لأبي بكر كما لفقوا تلك المصاهرة لأمير المؤمنين عليه السلام..؟!.

  بالإضافة إلى ذلك: لِمَ لا نأخذ بعين الاعتبار ما كشف عنه التاريخ من أن أكثر أمهات أئمتنا الطاهرين عليهم السلام كنَّ من الجواري اللاتي لم يصلنا عن اسماء آبائهنَّ وأجدادهن شيءٌ على الإطلاق، وأم فروة لا تخرج من القانون العام بحقهنَّ لا سيَّما أنه لا يوجد خبرٌ واحد يؤكد لنا إخبار الأئمة الطاهرين عليهم السلام عن هويتها النسبية على وجه الإجمال فضلاً عن التفاصيل...!؟.

 والظاهر أن أم فروة والدة الإمام الصادق عليهما السلام كانت جارية كغيرها من جواري أئمة الهدى سلام الله عليهم غير معروفة لدى عامة الناس بنسبها وحسبها، فقام المخالفون في عصر أعمدة السقيفة وملك بني أُمية وركبوا أحاديث المدح والثناء على أبي بكر وعمر وعثمان، فجعلوا الأول أصلاً شريفاً لنسب الإمام الصادق عليه السلام حتى صاروا يتفاخرون به على الشيعة، وجعلوا الثاني صهراً لأمير المؤمنين علي عليه السلام، وجعلوا الثالث صهراً لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله...أليست هذه مفارقة تستحق البحث والتأمل يا علماء الإسلام...!.

 (الوجه الثالث): لو فرضنا صحة نسبة الخبر إلى إمامنا الصادق عليه السلام؛ فأية فضيلة لولادة الإمام الصادق عليه السلام من أبي بكر مرتين من ناحية أمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمها أسماء بنت عبد الرحمان بن أبي بكر ؟! ولو فرضنا أن فيه فضيلة إلا أنها ليست لأبي بكر بل هي لابنه محمد بن أبي بكر، كما أن الفضيلة لأسماء بنت عبد الرحمان بن أبي بكر وليست لأبي بكر وإلا لكان لأبي  جهل فضيله أيضاً لأنه كان في صلب عبد المطلب..فمجرد كون الكافر في صلب مؤمن لا يصرف الفضيلة إلى الكافر بل هي خاصة بالمؤمن، وهكذا الحال بالنسبة إلى المؤمن في صلب الكافر فإن الفضيلة للمؤمن وليس للكافر...فكيف  يدعى حينئذٍ بالخبر المزعوم تفاخر الإمام الصادق عليه السلام بأن أبا بكر ولده مرتين...!.

 والخلاصة: إننا نشك في أن تكون أم فروة هي بنت القاسم بن محمد بن أبي بكرن إذ من أين لنا إثبات ذلك سوى ما رواه المؤرخون في ذلك...! ومن أين لنا أن نثبت صحة ما قالوه ونحن على يقين بأن كثيراً من أخبار أهل البيت عليهم السلام قد طالها التحريف والتزوير حتى أمرونا بعرض أخبارهم على كتاب الله وسنة نبيه وآله الطاهرين عليهم السلام..فإذا ما كانت الأخبار بحاجة إلى توثيق بالعرض على الكتاب والسنّة المطهرة فكيف الحال بأقوال المؤرخين الذين تتلاعب في أكثرهم المصالح والأهواء وكان أغلبهم من خدمة البلاط الأموي والعباسي فضلاً عن كونهم من سدنة المدرسة البكرية والعمرية...!! . 

  بما تقدم منا يتضح بطلان ما نسبوه إلى الإمام الصادق عليه السلام، والظاهر لنا من خلال ما أشرنا إليه بالوجوه المتقدمة أن أم فروة ليست حفيدة أبي بكر بل هي امرأة جليلة لم تكشف النصوص عن نسبها كغيرها من أُمهات أئمة الهدى سلام الله عليهم حيث كنَّ جواري، والجارية لا يُسأل عن نسبها لظروف موضوعية لم يكشفها لنا أئمتنا الطاهرون عليهم السلام...والله العالم وهو حسبي عليه توكلت وإليه أُنيب.

 

   عود على بدء: لقد أسهبنا في الحديث عن الخبر المنسوب إلى الإمام الصادق عليه السلام؛ فنرجع إلى ما كنا نبحث فيه وهو: إن اللعن والسب على وجه الخصوص ضمن حدود ورد التشجيع عليهما في الكتاب الكريم والسنة المطهرة، مع التأكيد على أن الأئمة سلام الله عليهم ورد عنهم الكثير من الأخبار بلعن الشيخين...وجلُّ هذه الأخبار صادرة من نفس الإمام الصادق عليه السلام.

ونحب التأكيد على أن نفس المدرسة البكرية لا تحكم على الساب للشيخين بقطع اللسان كما ادعى البتريون في الخبر المزعوم، فقد ورد عن أحد أعلام البكرية محمد بن أحمد الشربيني في كتابه مغني المحتاج بأن السبكي قال في الحلبيات :" في تكفير من سب الشيخين وجهان لأصحابنا : فإن لم نكفره فهو فاسق لا تقبل شهادته ، ومن سب بقية الصحابة فهو فاسق مردود الشهادة ولا يغلط فيقال شهادته مقبولة اه . فجعل ما رجحه في الروضة غلطا . قال الأذرعي : وهو كما قال ، ونقل عن جمع التصريح به وأن الماوردي قال : من سب الصحابة أو لعنهم أو كفرهم فهو فاسق مردود الشهادة..". 

وقال الدمياطي في إعانة الطالبيين:" واختلفوا في كفر من سب الشيخين . قال الزركشي كالسبكي وينبغي أن يكون الخلاف إذا سبه لأمر خاص به ، أما لو سبه لكونه صحابيا فينبغي القطع بتكفيره لان ذلك استخفاف بحق الصحبة ، وفيه تعريض بالنبي ( ص ) ..".

 وفي الختام نقول: لا أساس للخبر المزعوم الذي لفقه البتريون لعنهم الله على الإمام الصادق عليه السلام بل هو كذب صريح على الإمام الصادق عليه السلام ، والكذب هو المنهج الذي يتبعه البتريون اليوم كما فعل السابقون منهم..ودعواهم بأنه خبر مشهور تلفيق آخر وبهتان آخر على الأخبار الشريفة ...قاتلهم الله أنى يؤفكون....!.

 

الرد على مقالة البتري الناعت لنا بالغوغائية على اعتدال عبد الأمير قبلان:

وأما الرد على من كتبوا مقاله اسمها "غوغاء الشيعة يهاجمون اعتدال الشيخ عبد الأمير قبلان‏" فهو الآتي:

     المطَّلع على قواميس اللغة العربية باحثاً عن معنى الغوغائية يرى أن الغوغاء لغةً هي: التخليط والجلبة، والمصدر" غوغ " وهو الكثير التخليط من الناس، أو السفلة من الناس والمتسرعين إلى الشر...وهنا ينقدح في الذهن السؤال التالي: من هو المختلط والكثير الشر والسافل من الناس ؟ هل هو من يدافع عن دينه ويغار على أُمه التي نعتها عبد الأمير قبلان بالبغي التي أنجبت ولدها المحب لأئمة الهدى عليهم السلام والمبغض لأعدائهم الملعونين على لسان النبي وآله الطيبين الأطهار عليهم السلام..؟ أم أن المختلط والسافل إنما هو المحب لأعدائهم والمبغض لشيعتهم ومحبيهم كما أمر الله تعالى على لسان نبيّه الكريم وآله الأنوار المطهرين...؟ سبحان الله كيف انقلبت المعادلة الشرعية المدلول عليها في الكتاب الكريم وسنَّة نبيه العظيم وآله الأنوار المقدسين... فأصبح المعادي لأعداء أهل البيت سلام الله عليهم غوغائياً سافلاً؛ وأصبح المحب لأعداء أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم مؤمناً تقياً وصالحاً مستقيماً..؟؟

  من الطبيعي أن ينعتنا البتريون المناصرون لفصيلهم عبد الأمير قبلان بالغوغائية لأجل ردنا عليه لأن الطيور على أشكالها تقع وكل غصن يحنُّ إلى أصله....فمع ما كان في كلامه من الوضوح صوت وصورة في نعت الشيعة المبغضين للصنمين بأنه أولاد حرام نرى بعض المنافقين يؤولون كلامه فتارة بأنه كان في مقام التقية وأخرى أنه كان تورية، وثالثة بأنه زلة لسان...إلى ما هناك من هرطقات وخزعبلات وكفريات ونفاقيات تنم عن خبثٍ باطني وحقدٍ دفين وشرٍ مستطير اتجاه التشيع وأهله من قادته الميامين وشيعتهم الطيبين، فابتدعوا له المعاذير دون خوف ووجلٍ من ربّ العالمين، مع أن نفس الشيخ عبد الأمير قبلان قد صرح في الفيديو المصور بأنه شاء القدر في أن يكون شيعياً، كما أنه طلب من بعض المشايخ في المجلس الشيعي ممن يترأسون الموقع التبليغي بأن يبرروا له في الإعلام اللبناني فعلته الخبيثة الماكرة بما يتوافق مع تبريد الغضب الشيعي عليه بسبب فسقه العلني من خلال قذفه لأمهات الشيعة بالزنا فأنجبن أولاداً من الحرام ... وقد ارتاحت زمرة محمد حسين فضل الله البترية من كلام قبلان، فصاروا يطلقون عليه مصطلحات لم يكونوا يطلقونها عليه قبل مدحه للصنمين من أعمدة السقيفة، فصار قبلان عندهم العالم المعتدل المنصف والبطل المجاهد والعلامة النحرير... وصار فعلاً وبحق نائباً لرئيس المجلس الشيعي بل يستحق أن يكون رئيسه بالفعل بعدما كانوا ينعتونه بالجاهل والأحمق والأشر المبين...!!.

 نعم ! إنه المعتدل بنظر هؤلاء الفاسقين..! وأن كلَّ مَنْ تصدَّى لباطلهم وتفرغ لمجاهدتهم، محكوم عليه بالتعصب والمذهبية والنعت بالغوغائية وإثارة الفتنة، فصار الكلام الفاسد اعتدالاً والباطل حقاً، والمعروف منكراً، والمنكر معروفاً...وهو ما أخبرت عنه أحاديثنا الشريفة الكاشفة عن أحوال الناس وتقلباتهم في آخر الزمان فيمسي مؤمناً ويصبح كافراً ، ويصير المؤمن الصالح سافلاً والسافل صالحاً، فقد جاء في موثقة مسعدة بن صدقة عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله لسلمان المحمدي: كيف بكم إذا فسدت نساؤكم وفسق شبابكم ولم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر، فقال له أو يكون ذلك يا رسول الله فقال: نعم ؛ وشر من ذلك! كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف، وقيل له يا رسول الله أويكون ذلك؟ فقال: نعم ؛ وشرٌّ من ذلك! فكيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً..".

    والأغرب والأعجب من كلّ ذلك هو أن يقوم ثلةٌ موتورة من العمائم الفاسقة لم تحسن دروسها في الحوزة العلمية ولم تنل قسطاً وافراً من التحصيل العلمي العقائدي والفقهي والأُصولي والمنطقي والنحوي تبرر لعبد الأمير قبلان ما فعله بحق أئمتنا الطاهرين عليهم السلام وبحق شيعتهم عندما نعتهم بأولاد الحرام...إرضاءً لدار الفتوى العمرية حتى يجعلوه زعيماً توحيدياً وقائداً عالمياً من أجل الحب لأبي بكر وعمر وعثمان.... لذا أقول لهؤلاء البتريين الذين خلطوا بين ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وولاية أعمدة السقيفة:

  إن  كلَّ من يدافع عن قبلان فهو شريكه في نعتنا بأولاد البغايا، لأن الراضي بفعل قومٍ هو كالداخل معهم فيه وهو في الواقع ــــ كما نعتهم قبلان بأنهم أولاد حرام ـــــ بحسب ما دلت عليه الأخبار الشريفة فحكمت عليه بأنه بذرة إبليس لأنه تولَّى أعداء آل محمد سلام الله عليهم ...فمن يدافع عن أعداء آل محمد عليهم السلام هو ابن حرام بسبب اختلاط نطفة أبيه بنطفة الشيطان الرجيم بمقتضى قوله تعالى:(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً  وشاركهم في الأموال والأولاد).

  وقد فسرت أخبارنا الشريفة الآيةَ المباركة بأوضح بيان وأجلى برهان، فقد روى الكليني في الصحيح عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله حرم الجنة على كل فحاش بذي قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان قيل : يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما تقرأ قول الله عز وجل ( وَشارِكْهُمْ فِي الأَمْوالِ والأَوْلادِ ). 

 الرواية ـــ كغيرها من الأخبار الكثيرة المفسرة للآية الكريمة ــــ واضحة في نعت كلّ من لم يبالِ في شتمه للمؤمنين الموالين لأهل بيت العصمة بأنه لغية إبليس، وبالتالي فكل من تعرض لنا ولغيرنا ممن دافعوا ولا يزالون يدافعون عن التشيع ونعتونا بالغوغائية بل شتمونا ولعنونا وافتروا علينا بالكذب وأخرجونا من الدين والفقاهة، فلا ريب في أنه لغية شيطان شاء من شاء وأبى من أبى....

  وروى الكافي بإسناده عن أبي بصير عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام يا أبا محمد أيّ شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته ؟ قلت : جعلت فداك أيستطيع الرجل أن يقول شيئا ؟ فقال : ألا أعلمك ما تقول ؟ قلت : بلى قال : تقول بكلمات الله استحللت فرجها وفي أمانة الله أخذتها ، اللهم إن قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله باراً تقياً واجعله مسلماً سويا ولا تجعل فيه شركا للشيطان قلت وبأي شيء يعرف ذلك قال : أما تقرأ كتاب الله ؟ ثمَّ ابتدأ هو ،( وشاركهم في الأموال والأولاد) وإن الشيطان ليجيء حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها ويحدث كما يحدث وينكح كما ينكح ، قلت بأي شيء يعرف ذلك ؟ قال : بحبنا وبغضنا فمن أحبنا كان نطفة العبد ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان .

 وقد جاء في النصوص الشريفة بأن من أحبَّ الشيعة فقد أحبَّ الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم ، ومن أبغض شيعتهم فقد أبغضهم عليهم السلام كما تشير إليه صحيحة فرات بن إبراهيم عن زيد بن حمزة بن محمد بن علي بن زياد القصار عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه كان يقول : من أحب الله أحب النبي صلى الله عليه وآله ومن أحب النبي أحبنا ، ومن أحبنا أحب شيعتنا ، فإن النبي صلى الله عليه وآله ونحن وشيعتنا من طينة واحدة ، ونحن في الجنة ، لا نبغض من يحبنا ولا نحب من أبغضنا ، اقرؤوا إن شئتم : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) إلى آخر الآية ، قال الحارث : صدق الله ما نزلت إلا فيه ".

  وورد عن مولانا الإمام الصادق ( عليه السلام ) : من تولى محبنا فقد أحبنا ".

ومعنى تولي محبيهم هو الدفاع عنهم وليس التعرض لهم بنعوت الحرام والسب والشتم والتنقيص والتشهير والتسقيط...إلى آخر النعوت القبيحة التي يلصقونها بنا وبأمثالنا من العلماء المخلصين، لا لشيء سوى دفاعنا عن معالم التشيع الكريم....

 فقد جاء في الصحيح عن عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق سلام الله عليه قوله:« ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول : أنا أبغض محمّداً وآل محمّد ، ولكن الناصب من نصب لكم ، وهو يعلم أنكم توالونا وأنكم من شيعتنا ».

  وما رواه الصدوق في معاني الأخبار بسند معتبر عن معلى بن خنيس قال : " سمعت أبا عبد الله عليه السلام  يقول: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد أحدا يقول أنا أبغض آل محمد ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وتتبرأون من أعدائنا ".

 هاتان الروايتان الصحيحتان كشفتا عن النصب والعداوة لمن عادى الشيعة لأنهم يوالون الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم ويعادون أعداء الأئمة عليهم السلام...وأيُّة عداوة ونصب أفظع وأعظم من نعت الشيعة المبغضين للصنمين أبي بكر وعمر بأنهم أولاد حرام بسبب بغضهم لهما....

    وهنا أحبُّ أن أذكّر هؤلاء المنافقين بما ورد في عقيدة الشيعة اتجاه أعداء أهل البيت عليهم السلام على لسان الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه الاعتقادات الذي كفَّر فيه أعداء أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام حتى لا يقال لنا بأننا تفردنا بتكفير أعداء آل محمد وشيعتهم، فقال:

 " واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده - عليهم السلام - أنه بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء . واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .

وقال الصادق - عليه السلام - : ( المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا ) .

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( الأئمة من بعدي اثنا عشر ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ، طاعتهم طاعتي ، ومعصيتهم معصيتي ، من أنكر واحدا منهم فقد أنكرني .

وقال الصادق - عليه السلام - : ( من شك في كفر أعدائنا الظالمين لنا فهو كافر ) .

وقال أمير المؤمنين - عليه السلام - : ( ما زلت مظلوماً منذ ولدتني أمي ، حتى إن عقيلاً كان يصيبه الرمد فيقول : لا تذروني حتى تذروا عليا ، فيذروني وما بي رمد  .

واعتقادنا فيمن قاتل علياً - عليه السلام - قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( من قاتل علياً فقد قاتلني ، ومن حارب علياً فقد حاربني ، ومن حاربني فقد حارب الله ) .

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - : ( أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ) .

وأما فاطمة صلوات الله عليها فاعتقادنا فيها أنها سيدة نساء العالمين من الأولين والأخيرين ، وأن الله يغضب لغضبها ، ويرضى لرضاها ، وأنها خرجت من الدنيا ساخطة على ظالميها وغاصبيها ومانعي إرثها.

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن فاطمة بضعة مني ، من آذاها فقد آذاني ، ومن غاظها فقد غاظني ، ومن سرها فقد سرني ) .

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن فاطمة بضعة مني ، وهي روحي التي بين جنبي ، يسوؤني ما ساءها ، ويسرني ما سرها ) .

واعتقادنا في البراءة أنها واجبة من الأوثان الأربعة ومن الأنداد الأربعة ومن جميع أشياعهم وأتباعهم ، وأنهم شر خلق الله . ولا يتم الاقرار بالله وبرسوله وبالأئمة إلا بالبراءة من أعدائهم ". انتهى كلامه رحمه الله.

  ونذكِّر هؤلاء المنافقين بما أورده العلامة المجلسي رحمه الله في البحار باب: عقاب من تولى غير مواليه ومعناه ) ؛ حيث استعرض فيه عدة أخبار تحكم بكفر من تولّى غير الأئمة الطاهرين من أعمدة السقيفة، منها:

1 - قرب الإسناد : علي عن أخيه موسى عليه السلام قال : ابتدر الناس إلى قراب سيف رسول الله صلى الله عليه وآله بعد موته فإذا صحيفة صغيرة وجدوا فيها : من آوى محدثاً فهو كافر ومن تولى غير مواليه فعليه لعنة الله ، ومن أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه .

2 - عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) : باسناد التميمي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله : من تولَّى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

3 - أمالي الطوسي : في وصية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عند وفاته برواية ابن نباته عن النبي صلى الله عليه وآله : لعنة الله ولعنة الملائكة المقربين وأنبيائه المرسلين ولعنتي على من انتمى إلى غير أبيه أو ادعى[ دعا ] إلى غير مواليه أو ظلم أجيراً أجره .

4 - وفي خبر آخر عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وآله : لعن الله من تولى إلى غير مواليه.   5- قرب الإسناد : ابن طريف عن ابن علوان عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال : وجد في غمد سيف رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة مختومة ففتحوها فوجدوا فيها : إن أعتى الناس على الله القاتل غير قاتله ، والضارب غير ضاربه ، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، ومن تولَّى إلى غير مواليه فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وآله .

6 - معاني الأخبار : ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن أبان عن إسحاق بن إبراهيم الصيقل قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : وجد في ذؤابة سيف رسول الله صلى الله عليه وآله صحيفة فإذا فيها مكتوب : بسم الله الرحمان الرحيم إن أعتى الناس على الله يوم القيامة من قتل غير قاتله ، ومن ضرب غير ضاربه ، ومن تولَّى غير مواليه فهو كافر بما أنزل الله تعالى على محمد صلى الله عليه وآله ، ومن أحدث حدثا أو آوى محدثا لم يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا .

 هذه الأخبار الشريفة واضحة في تكفير من تولّى غير مواليه من أئمة أهل البيت عليهم السلام، ومعنى تولَّى غير مواليه أي اعتقد بصلاح أعداء آل محمد وبأنهم على حقٍّ وصواب وأنهم خلفاء، بل صريح بعضها في تكفير من آوى محدثاً ــــ أي صاحب بدعة ــــ كالشيخ قبلان وأمثاله من سادات ومشايخ بترية لبنان فإنهم أصحاب بدعٍ ووالوا غير مواليهم ودعوا إلى أعداء مواليهم ونعتوا شيعة الأئمة بالتكفيريين والسلفيين والسفالة والغوغائية والهمجية والحمق....لقد تبيَّن الرشد من الغي بما حصل على الساحة اللبنانية من ضلال بمآزر شيعية وعمائم بترية ناصبية، ظاهرها التشيع وباطنها سم زعافٌ، فظهرت الخبايا وتكشفت البواطن ونبحت الكلاب العاوية على أئمة الهدى وشيعتهم الموالين، ورفع كلُّ ذي صيصية صيصيته...وهو إن دل على شيء فإنما يدل على أن الشيعة سيغربلون ويمحصون ويسقط من الغربال كثير ولا يبقى إلا المخلصون لنصرة أئمة الهدى سلام الله عليهم، وظهور الخبايا المستورة تحت عمائم الزور، وهو من أشراط قيام الإمام صاحب الأمر عليه السلام، فقد جاء في صحيحة يعقوب السراج قال : قلت لأبي عبد اللَّه عليه السّلام متى فرج شيعتكم ؟ .

قال فقال إذا اختلف ولد العباس ووهى سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته وظهر الشامي وأقبل اليماني وتحرك الحسني خرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة بتراث رسول اللَّه صلّى الله عليه وآله وسلّم..".

 ومعنى الصيصية في قوله عليه السلام:" ورفع كل ذي صيصية صيصيته " : هي بالتخفيف قرن البقر وما خلف رجل الديك والحصن، والجمع الصياصي وكأنه كناية عن قيام كل ذي قوة لطلب الملك والرئاسة والغرض هو الإشارة إلى شدة ذلك الزمان وصعوبة الأمر فيه...نعم، لقد رفعوا صيصيتهم علينا فنعتوتنا بالغوغائية ووصفوا عدو الله بالمعتدل، إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب...وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون...والسلام عليك أيها المجاهد المرابط على الثغر ورحمة الله وبركاته...أرجو دعاءكم ودمتم في رعاية الله وحفظه.

 

حررها عبد الشهيدة الصدّيقة الكبرى

الزهراء البتول عليها السلام

 محمد جميل حمود العاملي

بيروت بتاريخ 16 ربيع الثاني 1436هـ.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/11   ||   القرّاء : 12374




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 ــ(4)ــ الصفات التي يجب أن يتصف بها الزائر للمعصومين عليهم السلام ــ(القسم الثاني)ــ

 مفهوم التورية في الإسلام وحدُّها الشرعيّ

 ــ(50)ــ الظهور الاعتيادي لمولانا الإمام الحجة عليه السَّلام في الغيبة الكبرى يتوقف على شرطين اثنين

 ما حكم وضع الرجال للطوق الذي يحتوي على السلاسل تأّسّياً بما جرى على مولانا الإمام زين العابدين عليه السلام

 عرق الساحل على أصناف

 بحث حول تنزيه عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه عن الفسوق والإنحراف

 لا أُخوة بين المؤمن والمخالف

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19213839

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 28/03/2024 - 23:16

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net