• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : العقائد والتاريخ .

        • القسم الفرعي : شبهات وردود .

              • الموضوع : نظرة الشيعة الإمامية حول شبهة الآكل والمأكول الفلسفية .

نظرة الشيعة الإمامية حول شبهة الآكل والمأكول الفلسفية

الإسم: *****

النص: 
السلام عليكم 
س1/ مانظرتكم في شبهة الآكل والمأكول في المعاد الجسماني؟. 
س2/ هل الجسم الذي يحشر يوم القيامة هو الجسم الدنيوي أو الجسم العنصري أو جسم جديد ؟.
س3/هل أهل البيت يعلمون وقت يوم القيامة ؟ .
س4/ العالم الذي يقول بأن علة العلل هو فعل الله وليس الله وفعل الله هم محمد وآل محمد . هل يعتبر مغالياً وهل يصح تقليده ؟ .
 
الموضوع العقائدي: نظرة الشيعة الإمامية حول شبهة الآكل والمأكول الفلسفية / الذي يحشر يوم القيامة هو الجسم المادي الذي كان عليه الإنسان في الحياة الدنيا / الأدلة على وجوب الحشر البدني والروحي / بطلان الحشر الهيولي / معنى الحشر الهيولي / النبيُّ وأهل بيته الطيبين المطهَّرين (سلام الله عليهم) يعلمون بوقت يوم القيامة/ النبيُّ وأهل بيته الطاهرين (سلام الله عليهم) هم العلَّة الغائية للخلق / تقرير نظر من قال بأن النبيَّ وآله (عليهم السلام) هم علَّة العلل / لا يمكننا الحكم على ذاك المرجع إلا بعد الإطلاع على قصده.
بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستعرض أسئلتكم ثم نعقب عليها بالجواب:
 
السؤل الأول: مانظرتكم في شبهة الآكل والمأكول في المعاد الجسماني ؟.
   (الجواب عن السؤال الأول): وهو يدور حول شبهة الآكل والمأكول الفلسفية، ومفادها استبعاد الفلاسفة الملحدين إعادة جمع الإنسان الذي أكله السبع من جديد يوم القيامة.
     وهذه الشبهة مشهورة عند الفلاسفة وعلماء الكلام بشبهة الآكل والمأكول ، وقد  احتج من أنكر بعث الأبدان من جديد بأنه « إذا أكل الإنسان إنساناً آخرَ ، فالأجزاء المأكولة إن أعيدت في بدن الآكل لم يكن الإنسان المأكول معاداً ، وان أعيدت في بدن المأكول لم يكن الآكل معاداً ، ولزم أن تكون الأجزاء المأكولة بعينها منعمة ومعذبة إذا أكل مؤمن كافراً . .!.
 وبعبارة أخرى: إنّ من تفرّقت أجزاؤه في مشارق العالم ومغاربه وصار بعضه في أبدان السباع وبعضه في أبدان الحيوانات كيف تجمع أجزاؤه المتفرقة ؟ وأبعد من هذا هو أن إنساناً إذا أكل إنساناً وصارت أجزاءُ المأكولِ في أجزاءِ الآكلِ ، فإن أُعيد ، فأجزاء المأكول إما أن تعاد إلى بدن الآكل فلا يبقى للمأكول أجزاء تخلق منها أعضاؤه ، وإما أن تعاد إلى بدن المأكول منه فلا يبقى للآكل أجزاء .
وأجيب عن ذلك في الكتب الكلامية بجوابين هما التالي:
   الأول: لقد ذكرنا الشبهة المتقدمة في كتابنا القيِّم (الفوائد البهية في شرح عقائد الامامية ج2 ص 630 باب عقيدتنا في المعاد الجسماني وأجبنا بالتالي : إنّ في الآكل أجزاء أصلية وأجزاء فضلية ، وفي المأكول كذلك ، فإذا أكل إنسان إنساناً آخرَ ، صار الأصلي من أجزاء المأكول فضلياً من أجزاء الآكل ، والأجزاء الأصلية للآكل هي ما كان له قبل الأكل ، والله يعلم الأصلي من الفضلي فيجمع الأجزاء الأصلية للآكل وينفخ فيها من روحه ، ويجمع الأجزاء الأصلية للمأكول وينفخ فيها روحه ، وكذلك يجمع الأجزاء المتفرقة في البقاع المبددة في الأصقاع بحكمته الشاملة وقدرته الكاملة.
  وبعبارة مختصرة أفضل : إنّ للإنسان أجزاء أصلية وأخرى عرضية ؛ والتي تستحيل إلى بدن آخر هي الأجزاء العرضية ، وأما الأصلية فلا تصير جزءاً من غيرها ، بل تبقى على حقيقتها من أول العمر إلى يوم النشور .
  والخلاصة: إن المعاد هو الأجزاء التي منها ابتداء الخلق وهي الأعضاء الأصلية عندهم ، واللَّه يحفظها ، ولا يجعلها جزءً لبدن آخر  .
     الثاني: إن كل ما هو ممكن في نظر العقل ، ودل عليه الوحي يجب الايمان به ، والبعث للبدن الجسماني بكل خصوصياته ممكن عقلاً، لأن الخلق من العدم اصعب من إعادة خلق أجزائه من جديد، او لعلَّها مساوية له، فمن قدر على الخلق الاول يمكنه الإعادة ثانياً ، وهو ثابت وحياً ودلت عليه الأخبار، فوجب التصديق والايمان ، أما أقيسة الفلاسفة وأهل المنطق فما هي بمعصومة عن الخطأ ، لأن الله تعالى قادر على الإعادة الجسمية بعينها من العدم كما خلقه أول مرة، وهو ما دلت عليه الآية الرابعة من سورة ق بشكلٍ واضح حيث ردَّ الله تعالى على المنكرين للإعادة الجسمية بقوله تعالى ( َقدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ ) . والكتاب الحفيظ كناية عن أنه تعالى أحاط بكلِّ شيء علماً . . وهذه الآية جواب عن شبهة أوردها منكرو البعث، كما في قوله تعالى في سورة ق/ الآية الثالثة:( أئذا متنا وكنا تراباً ذلك رجْعٌ بعيد )، فرد الله عليهم في الآية الرابعة من سورة ق( قد علمنا ما تنقص الأرض منهم..)، وتوضيحها: إن جسم الإنسان بعد الموت تأكله الأرض ، وتنتشر ذراته في شرق الأرض وغربها ، فكيف تجمع وتعاد إلى ما كانت عليه ؟
فأجاب سبحانه عن ذلك بأنه يعلم أن الأرض تأكل جسم الميت وان أجزاءه تنتشر في شرقها وغربها ، ومع هذا فهو قادر على جمعها وإعادتها إلى الحياة من جديد، فلا  تعجزه الإعادة من التراب لأن العجز من علامات الإفتقار وهو منزه عنه تبارك وتعالى وإلا صار محتاجاً إلى غيره وهو خلف كونه إلهاً لا يحتاج إلى أحدٍ على الإطلاق.
 
السؤال الثاني: هل الجسم الذي يحشر يوم القيامة هو الجسم الدنيوي أو الجسم العنصري أو جسم جديد ؟.
    (الجواب على السؤال الثاني): إن الذي يحشر يوم القيامة هو الجسم الدنيوي في الهيئة والصورة التي مات عليها الإنسان بمقتضى آيات المعاد الدالة على إحياء الله تعالى للأبدان الدنيوية التي أكلها التراب، فيعيدها من جديد لسعة قدرته سبحانه وتعالى التي لا يحدها شيء ولا يعجزها الإعادة، إذ إن من خلق الإنسان من لا شيء لا يعجزه إعادته من جديد بنفس المادة والصفة، والآيات في الإعادة لنفس الجسم كثيرة تجاوزت الثلاثة عشر آية في القرآن الكريم بألفاظ متعددة تفيد الإعادة الحقيقية للجسم المادي الذي كان عليه الإنسان، مثل" يعيد" ويعيدكم" " يعيدنا" " يعيده"؛ وكذا في مادة" رجْعٌ" و " رجعه " و" الرجعى"؛ وكذا مادة" جمع" و " جمعناكم" و "جمعاً " " جمعه "؛ ولو لم يكن إلا قوله تعالى في سورة ياسين: وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ فعبارة " يحييها الذي أنشأها أول مرة" واضح لا لبس فيه ولا شبهة تعتريه عند المتدبر، فإذا قرب البعث وإعادة الأموات بأجسامهم وأرواحهم إلى الحياة  أخرجهم اللَّه من ضرائح القبور ، وجمع كلَّ ذرة من الأجساد البالية ، وإن استحالت إلى تراب أو حيوان أو نبات ( وأوكار الطيور وأوجرة السباع ) - الأوكار والأوجرة كناية عن بطون الطيور والحيوانات المفترسة - والمعنى ان اللَّه سبحانه يعيد جسم الانسان إلى ما كان عليه في الحياة حتى ولو كان قد أكله الطير أو الحيوان ، أما شبهة الآكل والمأكول التي أطال الكلام حولها أهل المعقول - فقد أجاب سبحانه عنها بقوله : ( وهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ ) 29 الشورى .
فالقول بأنه تعالى يعيد الجسم العنصري أو جسماً آخر هو من شبهات المشككين بقدرة الله المتعال، وبالتالي ينسبون العجز في القدرة الإلهية المطلقة، ومعنى الجسم العنصري هو الجسم المادي لكن بعض الفلاسفة فسروه بتفسيرٍ آخر عبروا عنه بالهيولى أي الصورة، ويقصدون بذلك إعادة شبيه الجسم الدنيوي بعناصره المادية أي: صورته لا عينه...لمجرد استبعادهم إعادة الجسم المادي المعدوم ناسبين العجز في قدرة الله المتعال في أن يعيد الأجزاء البالية إلى الحياة من جديد بل يعيد صورة مشابهة للصورة التي كان عليها....!.
 والمهّم والاعضال في هذا الموضوع هو استبعاد الفلاسفة الملحدين كيف يعود هذا الجسم المادي الذي تعتوره  الأطوار والأدوار المختلفة المتنوعة التي ينتقل فيها من دور إلى دور لا يدخل في واحد إلا بعد مفارقة ما قبله ولا يتشكل إلا بشكل يباينه ما بعده ينشأ جنيناً ، ثم طفلاً رضيعاً ثم صبياً وغلاماً ، ثم شباباً وكهلاً ، ثم شيخاً وهرماً ، فبأي صورة من هذه الصور يبعث وأي جسم من هذه الأجسام يعود ؟ ثم كيف يعود ؟ وقد تفرق ورجع كل شيء إلى أصله غازاً أو تراباً ، وكل ما فيه من عناصر ، ولو جمعت كلها وأعيدت فهو خلق جديد وجسد حادث ، غايته انه مثل الأول لا عين الأول كما ادعوا لعنهم الله ، مضافاً إلى الشبهات الكثيرة التي أثاروها حول القدرة الإلهية المطلقة، كاستحالة إعادة المعدوم ، وشبهة الآكل والمأكول وغير ذلك ، وحيث إن الاعتقاد بالمعاد روحاً وجسماً يعدّ من أصول الدين الخمسة، ومهما كان الأمر، فلا مجال للشك بأن المعاد الجسماني من ضروريات دين الإسلام ، ذلك لأن الله تعالى قادر على كل شيء، فدعوى أنه يعيد صورة الجسم المعبر عنه بالهيولى أو جسم آخر كالجسد المثالي... كلها شبهات تنسب النقص غلى الذات الإلهية المطهرة، وهو منفي عقلاً باعتباره عجزاً وافتقاراً يتنزه عنه الباري القوي القادر...
 
السؤال الثالث: هل أهل البيت عليهم السلام يعلمون وقت يوم القيامة ؟ .
(الجواب على السؤال الثالث): لقد دار نقاش وجدال حامٍ بين العلماء في الوسط العلمي حول علم أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم بالغيب ومنه علمهم بيوم القيامة، فالكسالى منهم نفوا علم الغيب عنهم لا سيَّما علمهم بيوم القيامة، والمجدون والمحققون العارفون من العلماء الأعلام أثبتوه لهم (سلام الله عليهم)، ونحن قد فندنا دعوى الفريق الأول النافي لعلم أهل بيت العصمة والطهارة (سلام الله عليهم) بالغيب المطلق في الجزء الثاني من كتابنا القيِّم:(شبهة إلقاء المعصوم نفسه في التهلكة ودحضها) فإنه فتح علميٌّ كشفنا فيه عن عظمة النبي وآله وأنهم مما لم يخفِ عنهم الله تبارك وتعالى كل الحوادث التكوينية التي ستصيب المخلوقات برمتها.
     والحاصل: إن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام لا تخفى عليهم خافية في الأرض والسماوات بحسب العمومات والإطلاقات القرآنية والأخبارية الكاشفة عن علمهم الفعلي بكل شيء من دون استثناء ، فلا فرق في حضورية علومهم وفعليتها بين الماضي والحاضر والمستقبل، فضلاً عن الأخبار الخاصة الدالة على علمهم بيوم القيامة والتي منها ما ورد بالمستفيض بأن أمير المؤمنين عليه السلام يخرج في آخر خرجة له قبل يوم القيامة بأربعين يوماً فيسم وجه المؤمن بالإيمان ووجه الكافر بالكفر ثم تقوم الساعة، فإن هذه النصوص الدالة على خروجه الشريف قبل يوم القيامة بأربعين يوماً واضحة الدلالة على علمه بيوم القيامة وهو اليوم الواحد والأربعين، وكذا علم أولاده المطهرين(سلام الله عليهم) كيف لا !؟ وهم أنفسهم قد رووا لنا أخبار رجعة أمير المؤمنين عليه السلام قبل يوم القيامة بأربعين يوماً.
ودعوى أن أمير الؤمنين عليه السلام لا يعلم ذاك الوقت الذي سيخرج فيه لأنه غيب مستور عنه وإن علم بأنه سوف يخرج يوماً ما إلا أنه مخفي عنه يوم كان في زمانه، منفية بأمرين هما التالي:
  الأمر الأول: إن يوم خروج الإمام الأعظم أمير المؤمنين (سلام الله عليه) هو يوم زمانه قبل يوم القيامة، بمعنى أنه حجَّة الله تعالى على ذاك الزمان وهو يستلزم إعلام الله له بوقت يوم القيامة وبالساعة المقررة عند الله تعالى، فهل يعقل أن يكون حجةَ الزمان وتتنزل عليه ليلة القدر بكل تفصيلاتها ثم يأتينا من يدعي بأن الإمام عليه السلام يعلم كل ما سوف يحصل في سنة يوم القيامة ولا يعلم اليوم الذي سوف تقوم فيه الساعة..؟! كلا ثم كلا ! ونحن نسأل المنكرين: لماذا يخفي الله تعالى عن الإمام عليه السلام علمه بالساعة ؟ هل يخفيها عنه عليه السلام لضيق في قابليته مع أن الأدلة الكثيرة من آيات وأخبار قد دلت على سعة علمه وإحاطته بعوالم التكوين بإذن الله تعالى...أو أنه تعالى يخفيها عنه عليه السلام لبخلٍ بساحة المولى تعالى وهو أمر باطل عقلاً ونقلاً وذلك لأن الله تعالى ليس بخيلاً بالعطاء عن عامة خلقه فضلاً عن خواصهم لا سيَّما أمير المؤمنين وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام...وبهذا يتبيّن بوضوح بأن تجهيل الإمام عليه السلام بساعة القيامة مجرد تصورٍ باطل يناهض الأدلة القاطعة على وجوب اطلاعه على وقت قيام الساعة، وما الضير في ذلك ما دام الأمر بإذن الله تعالى وتعليمه..؟؟!!.
  الأمر الثاني: إن الأدلة القاطعة الخاصة والعامة من الكتاب والسنّة الطاهرة كشفت بوضوحٍ عن وجوب اطلاع أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام على وقت قيام الساعة، ولسان هذه الأدلة متنوع من حيث التعبير عن عظمة علم أهل البيت عليهم السلام بعامة التفاصيل التكوينية إلى ما بعد يوم القيامة، فالتفريق بين عدم علم الإمام عليه السلام بالساعة وبين غيرها من الحوادث التكوينية العالم بها، خلاف العمومات والإطلاقات التي أشرنا إليها، وقد استعرضنا جملةً منها في كتابنا الجليل( شبهة إلقاء المعصوم نفسه في التهلكة ودحضها)، ما يعني عدم صحة الدعوى النافية لعلمهم بالساعة ، وهي دعوى قائمة على استعراض آيات وأخبار مجملة ومتشابهة لا يجوز التمسك بها من دون ضمها إلى المحكمات الأخرى الواردة في الكتاب والسنة المطهرين، من تلكم الآيات التي تمسكوا بها قوله تعالى( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) وقوله تعالى( لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) ( ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب) ( قل لا يعلم من السماوات والأرض الغيب إلا الله).
 لقد أجبنا على دعوى النافين بستة وجوهٍ نقضية وحليَّة في الجزء الثاني من كتابنا(شبهة إلقاء المعصوم في التهلكة ودحضها) الفصل الرابع/النقطة الثانية/استدلال النافين لعموم وحضور علوم أهل البيت عليهم السلام من الكتاب الكريم ص 118 فليراجع.
   وجملة القول: إن هناك آيات وأخبار محكمة تشير بوضوح إلى علم أهل البيت عليهم السلام بالغيب، من هذه الآيات اثنتان هما: آية التطهير قوله تعالى( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) الأحزاب 33 وآية إظهار الغيب على المرتضين من الرسل، قوله تعالى( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسولٍ فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً) الجن 26 – 27.
آية التطهير تنفي نسبة أيّ جهل يتوهمه الجاهلون بحقّ أهل البيت عليهم السلام بلا استثناء بين الماضية والحاضرة والمستقبلية، ومن دون استثناء ليوم القيامة، وذلك لأن استثناء علمهم عن يوم القيامة يعني نسبة الجهل إليهم مع كون الآية في مقام بيان نفي الجهل عنهم بيوم القيامة لأن دعوى جهلهم بوقت يوم القيامة يستلزم إقحامهم في الرجس الذي نفاه الله تعالى عنهم.
 وآية إظهار الغيب لمن ارتضى تثبت لهم علمهم بالغيب ومنه وقت يوم القيامة، وإظهار الغيب لهم مطلق من دون تخصيص لعلمهم بالغيب.
 وأما الأخبار فكثيرة جداً كلها تفيد نفي الجهل عنهم لا سيَّما فيما يتعلق بالعوالم الدنيوية التي هي مناط التكليف وإلقاء الحجة على الخلق، ذكرنا جملة منها في كتابنا المتقدم الذكر....فليراجع.
 
السؤال الرابع: العالم الذي يقول بأن علة العلل هو فعل الله وليس الله وفعل الله هم محمد وآل محمد . هل يعتبر مغالياً وهل يصح تقليده ؟.
(الجواب على السؤال الرابع): لم يعتقد أحدٌ من فقهاء وأعلام الإمامية بأن النبيَّ الأعظم وأهل بيته الطيبين الطاهرين(سلام الله عليهم أجمعين) بأنهم العلَّة الموجبة التامة لهذا الكون في مقابل الله تبارك اسمه، بل إن النبيَّ وآله الطيبين (عليهم السلام) هم العلَّة الغائية لوجود هذا الكون، والعلَّة الغائية هي الغاية التي تقصد إليها الحركة أو هي الغرض الذي لأجله يحصل وجود شيء مباين لها أو هي العلّة التي لأجلها خُلق المعلول...فالنبيّ وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام هم السبب والعلّة الغائية التي من اجلها خلق الله تعالى الكون وهو موضع وفاق بين الأعلام من الطائفة المحقة طبقاً للاخبار الكثيرة التي فاقت التوتر بمرات كاشفة عن أن النبي وأهل بيته الطيبين (سلام الله عليهم) هم السبب في نزول الفيوضات والخيرات على عامة الخلق، فها هو العلامة المحدّث محمد تقي المجلسي العاملي وابنه محمد باقر المجلسي رحمهما الله تعالى يصرحان بوضوح بعلية النبي وآله المطهرين(سلام الله عليهم ) تعقيباً على بعض فقرات الزيارة الجامعة الكبيرة الشريف:( بكم فتح الله وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض..) فليراجع شرحهما في روضة المتقين والبحار.
 والعلامتان المجلسيان رحمهما الله ليسا أول من قال بأن محمداً وآل محمد هم العلَّة الغائية بل هو موضع وفاق كما أشرنا أعلاه بين الأعلام المحققين من أعلام الطائفة ولا عبرة بمن خالفهم من كسالى العلماء في المعارف الإلهية.
  ولعلَّ قول من قال بأن:( بأن علة العلل هو فعل الله وليس الله وفعل الله هم محمد وآل محمد) يقصد به الغلّة الغائية ولا نظن أنه يريد العلّة الموجبة التامة الخاصة بالله تعالى، ولا يمكننا الجزم بقصده من عبارته المتقدمة التي أشرتم إليها، فإذا كان قصدة منها العلّة الغائية فهو حقٌّ وصواب ويصح تقليد المجتهد الذي يعتقد به، وإذا كان يقصد العلّة الفاعلية الموجبة التامة المستلزمة لعزل الله عن سلطانه فهو خطأ محض ويستوجب الكفر ولا يجوز تقليد المجتهد الذي يعتقد به ؛ وأمّا إذا كان قصده أنهم العلّة الفاعلية الموجبة الناقصة الداعية إلى تدبيرهم للكون بأمرٍ من الله تعالى والملائكة المدبرة للكون إنما تأتمر بأوامرهم (سلام الله عليهم)، فهو حقٌّ وصواب ويصح تقليد قائله من المجتهدين العدول، ولا بدّ من معرفة قصد ذاك المرجع حتى لا نحكم عليه جزافاً فيعتبر تجنياً عليه، ونحن محاسبون على كلِّ صغيرة وكبيرة، والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
 
حررها العبد الفاني محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 19 محرم الحرام 1436 هجري
       الموافق لعام 2015 ميلادي.

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/11/09   ||   القرّاء : 9977




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 تكفير القائلين بوحدة الوجود والموجود

 المفهوم التشكيكي للناصبي

 إقامة الحدود والتعزيرات لا يقيمها إلا المعصوم عليه السلام أو نائبه الخاص الذي يعينه في زمان حضوره الشريف

 التلقيح الصناعي بكلّ أصنافه محرّم شرعاً وهو بدعة شيطانية للتلاعب بأرحام النساء والإستخفاف بهنَّ.

 الزنا بالأخت لا يوجب حرمة الزوجة التي هي أختها

 لا حكمة في التقارب بين علماء السنة والشيعة

 الفقير الذي لايقدر ان يدفع زكاة الفطرة يدفع عن نفسه ويديرها على عائلته

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19224668

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 29/03/2024 - 12:25

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net