بيان بمناسبة بداية شهر رمضان الكريم لعام 1432 هجري
سماحة المرجع الديني آية الله العلاّمة المجاهد المحقّق
الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي - دام ظلّه الوارف ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرَّحمان الرَّحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على سادة رسله وقادة خلقه رسول الله محمد وآله الأطهار الأنوار..لعن الله من عاداهم ونصب لهم ولمواليهم العداوة والبغضاء... والسلام والتحية على إمام الكائنات بقية الله الأعظم مولانا المهديّ المنتظر عجَّل الله تعالى فرجه الشريف وأواحنا لتراب مقدمه الفداء وجعلنا من أنصاره وخيرة أعوانه وأوصل ثارنا بثاره ونرجوه سبحانه أن يهلك أعداءه والمشككين بوجوده والمعلنين الحرب على أوليائه ومواليه وأنصاره ومحبيه بمحمدٍ وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين...
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك ـــ أعاده الله تبارك شأنه باليمن والبركة على شيعة إمام المتقين الحجة بن الحسن عليهما السلام ـــ نود أخبار المؤمنين والمؤمنات بأن يوم الإثنين الموافق 1آب 2011م هو الثلاثون من شعبان 1432هــ فيكون بداية شهر رمضان هو يوم الثلاثاء من باب إكمال عدة شعبان إلا إذا رؤي الهلال يوم الأحد ـــ ببينة شرعية لا بقول الفلكي ـــ لأن المدار في الصيام هو الرؤية البصرية أو إكمال العدة من كلِّ شهر هلاليٍّ ، وبالتالي فلا يجوز الإعتماد على أقوال الفلكيين مهما عظم شأنهم وذلك لورود النهي في أخبارنا المتواترة معنوياً بقول مولانا المام المعظَّم الصادق صلوات الله عليه( ليس على أهل القبلة إلا الرؤية، وليس على المسلمين إلا الرؤية) فقد حصر مولانا الإمام الصادق عليه السلام الصيامَ والإفطار بالرؤية البصرية دون غيرها مما يسمونه رؤية علمية كقول الفلكي مع أنه بعيد عن العلم ، نعم العلم بحسب التقسيم المنطقي ينقسم إلى قسمين : تصوريٌّ وتصديقيٌّ، فالأول لا يستتبع اليقين بل داخل في قسم الظنون المنهى عنها شرعاً في بيان الحكم الشرعي أو الموضوع المتفرع عنه كالصيام والإفطار.
والحاصل:
أن مولاما الإمام المعظَّم الصادق عليه السلام طبقاً لجده رسول الله وجده أمير المؤمنين عليّ وأهل بيتهما الطاهرين عليهم السلام جزم ـ وجزمه وقطعه طبقاً لما أمر الله تعالى وحججه المطهرين وهو واحد منهم صلوات ربنا عليه ـ لأن الإستثناء بعد النفي يفيد إثبات طريق الرؤية ونفي ما عداه... وورد أيضاً في صحيحة الحلبي عنه صلوات ربنا عليه أنه قال:(فإذا رأيت الهلال فصم وإذا رأيته فأفطر) وفي صحيحة محمد بن مسلم عن مولانا المعظم الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: ( إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا، وليس بالرأي ولا بالتظني ولكن بالرؤية) وفي بعض الصحاح نهيٌّ صريح عن أخبار الحساب الفلكيين، ففي صحيحة محمد بن عيسى قال: كتب إليه ـــ أي إلى الإمام عليه السلام ــ أخبرني يا مولاي إنه ربَّما أشكل علينا شهر رمضان ولا نراه ونرى السماء فيها علّة ويفطر الناس ونفطر معهم ويقول قوم من الحساب قبلنا: إنه يرى في تلك الليلة بعينها حتى يختلف العرض ( في نسخة: الفرض) على أهل الأمصار فيكون صومهم خلاف صومنا وفطرهم خلاف فطرنا، فوقع عليه السلام: لا صوم من الشك ، أفطر لرؤيته وصم لرؤيته).
فقد حصر الائمة الطاهرون عليهم السلام علامات الصوم والإفطار بالرؤية وإكمال العدة، ولا طريق ثالث غيرهما بلا فرقٍ بين الشك والظن الحاصلين من الشكوك والأوهام والتصورات والظنون المحضة وبين أخبار الفساق والكفار وأخبار المنجمين وأخبار الجن والشياطين والفلكيين ...كلّ ذلك يدخل في مفهوم النهي عن الرأي والتظني... والله من وراء القصد والسلام على من اتبع الهدى.
