أحكام صلاة الآيات وهي التالي: (الكسوف والخسوف والزلزلة والريح المظلمة والهدة والخسف بالارض وكل آية سماوية وارضية مخوفة)
أحكام صلاة الآيات وهي التالي: (الكسوف والخسوف والزلزلة والريح المظلمة والهدة والخسف بالارض وكل آية سماوية وارضية مخوفة).
هنا نبحث مختصراً ببعض أحكام صلاة الآيات ضمن نقاط:
(النقطة الاولى): هل صلاة الآيات _ ومنها صلاة خسوف القمر وكسوف الشمس _ واجبة أو مستحبة لأن بعض المؤمنين ظنوا أنها مستحبة؟
والجواب: إن صلاة الآيات واجبة شرعاً ومن لم يصلها يضاعف الله له العذاب فوق العذاب؛ فقد ورد في نصوص شريفة أنها فريضة لا يجوز تركها؛ فعن الإمام الصادق عليه السلام قال:(صلاة الكسوف فريضة) والكسوف هنا يشمل الشمس والقمر لغةً واصطلاحاً؛ فمعنى الكسوف هو انطفاء نور الشمس والقمر؛ وفي تعبير آخر ورد بأن علة وجوب صلاتها هي الفزع الى الله تعالى بالصلاة حتى يرفع عنهم النقمة.
(النقطة الثانية):ما هي العلّة التي من أجلها تكسف الشمس ويخسف القمر وتتزلزل الأرض ؟
والجواب: إن العلة في حصول الكسوف والخسوف هي كثرة ذنوب العباد وظلمهم وتغطرسهم وجبروتهم؛ فأوجب الله تعالى صلاة الآيات لكي يهرعوا الى رحمة الله تعالى بالصلاة التي هي رمز العبودية والتواضع لله تعالى والإنكسار أمام جبروته وعظمته؛ فقد روي عن الإمامين الصادقين الباقر وابنه جعفر عليهما السلام قالا:(إن الله إذا أراد تخويف عباده وتجديد زجره لخلقه كسف الشمس وخسف القمر؛ فإذا رأيتم ذلك فافزعوا الى الله بالصلاة).
وفي خبر طويل لا يسعنا كتابته هنا يشير الى أن الله تعالى يستعتب العباد بآية من آياته؛ ففي خبر عن الإمام السجاد عليه السلام قال:(...فإذا كثرت ذنوب العباد وأحب الله أن يستعتبهم بآية من آياته أمر الملك الموكل بالفلك ان يزيل الفلك عن مجاريه...الى ان قال: اما أنه لا يفزع للآيتين _ الكسوف والخسوف_ ولا يرهب إلا من كان من شيعتنا؛ فإذا كان ذلك فيهما فافزعوا الى الله تعالى وراجعوه) اي راجعوه بالإنكسار والتواضع والتوبة والإنابة واطلبوا منه المغفرة والرحمة .
والخلاصة: إن الخسوف والكسوف والزلزلة كلها آيات تذكر بنقمة الله تعالى على عباده بسبب معاصيهم وتكبرهم عليه وعلى أحكامه وعلى اوليائه العظام بترك ما أمروهم به وفعل ما نهوهم عنه؛ فالآيات تشبه آيات الساعة يوم القيامة عندما تكسف الشمس ويخسف القمر وتسجر البحار ؛فأمرنا الله بتذكر القيامة عند مشاهدة آيات الله التي تتجلى في الكسوف والخسوف والزلزلة والهدة؛ وتذكرها إنما يكون بالفزع اليه في الصلاة والخشوع والتوبة
والإنابة والدعاء والتوسل بإمام الزمان عليه السلام.
فقد ورد عن محمد بن مسلم وزرارة قالا للإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام: هذه الرياح والظلم _ جمع ظلمة_ التي تكون هل يصلى لها؟
فقال: كل أخاويف السماء من ظلمة أو ريح أو فزع فصلّ له صلاة الكسوف حتى يسكن).
(النقطة الثالثة): تجب صلاة الآيات على كل مكلف ذكراً كان أو أنثى؛ وبلوغ الذكر هو إكماله خمسة عشر سنة او يكون قد احتلم او نبت الشعر على عانته او لحيته؛ وبلوغ الأنثى هو بإكمالها تسع سنين هلالية؛ وتصلى صلاة الآيات جماعة خلف إمام عدل ورع ذي عقيدة مستقيمة ولا تجوز الصلاة خلف المشككين بآل البيت عليهم السلام ولا خلف المتحزبين؛ وتبدأ الصلاة في بداية الإنكساف وتبقى واجبة الى أن ينجلي السواد ببداية ظهور النور في القمر أو الشمس؛ وبعد عودة نور الشمس ونور القمر تصير قضاءً؛ ويستحب التطويل بالصلاة فيقرأ في الركعات العشر الفاتحة ومعها سورة أخرى؛ كما يستحب إعادتها قبل الإنجلاء؛ ويجب الجهر على الرجال بقراءة الفاتحة والسورة في صلاة الآيات؛ والمرأة مخيرة بين الجهر والإخفات؛ وهناك أحكام أخرى ذكرناها في رسالتنا العملية" وسيلة المتقين" فلتراجع.
ويستحب بعد صلاة الآيات أن يبقى المصلي في محرابه فيدعو بأدعية العفو والرحمة لا سيما الأدعية المسنونة عن أئمتنا الطاهرين عليهم السلام لا سيما ما ورد في الصحيفة السجادية لمولانا الإمام زين العابدين عليه السلام
كما يستحب التوسل بل لا يبعد وجوب التوسل بإمام العصر وناموس الدهر مولانا المعظم الإمام الحجة القائم سلام الله عليه لأن الفزع اليه والتوسل به أمان للمؤمنين من كل مخوف وشر؛ رزقنا الله تعالى عشقه والذوبان في صفاته وأخلاقه وآدابه ويقينه وسلوكه المستقيم
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً برحمتك يا أرحم الراحمين.
إنشر وبلّغ إن الله تعالى يحب المبلغين لأحكام دينه قال تعالى( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً).
العبد الفاني محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ ١٤ ذي القعدة ١٤٣٩ هجري قمري