الصحيح أن المصحف الحالي فيه تحريف
السلام عليكم شيخنا الجليل. هل لكم أن توضحوا رأيكم في تحريف القرآن الكريم؟ وما موقفكم مما قاله العلماء القدماء في هذا الشأن؟
هل يجب على من أراد اتباعكم اتباعكم في كل أمر، أم يجوز له إنكار بعض الأمور (مثلاً: آراؤكم في القرآن الكريم)؟
*******
الموضوع العقائدي الفقهي:( الصحيح أن المصحف الحالي فيه تحريف..).
بسم الله جلت عظمته
وعليكم السلام والرحمة
الجواب: لقد بحثنا مسألة تحريف القرآن الكريم في بعض أقسامه بشكل مسهب في كتابنا الجليل( أبهى المداد في شرح مؤتمر بغداد) وذكرنا الموافقين للتحريف والمخالفين له والإيراد على الفريق الثاني وما كتبناه هناك هو حجة شرعية على العلماء والمتعلمين سواء أكانوا من المقلدين لنا أم كانوا يقلدون غيرنا..لأن هذه القضية - أي تحريف القرآن الكريم - ليست مسألة عقائدية محضة بل هي متمازجة مع الحكم الشرعي الذي يجب على الجاهلين الرجوع فيه الى العلماء المحققين حقيقةً وليس إدعاءاً..وهو مندرج تحت النص الصريح الوارد عن إمام الزمان وليّ الأمر القائم من آل محمد صلى الله عليه وآله (وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله) ولا ريب في أن مسألة التحريف هي من أبرز مصاديق الحوادث - أي الموضوعات- التي تتوقف معرفتها على السؤال من العلماء المختصين المستوعبين لقواعد الجمع والترجيح للأخبار المتعارضة أو المتوافقة مع المخالفين..ولا يجوز لمن يرجع إلينا إنكار ما حصل لنا العلم القطعي به وهو مأثوم شرعاً..وله حساب عند الإمام الحجة القائم أرواحنا له الفداء لا سيّما وأن تحريف القرآن الكريم واقع لا محالة لمن كان عنده إلمام بسيط في المعارف الإلهية وقواعد اللغة العربية...والمصحف المتداول بين الأيدي فيه الكثير من الأخطاء الإنشائية التي لا يمكن غض الطرف عنها أبداً وقد صرح بها عباقرة الأدب العربي في وقتنا الحاضر كالدكتور طه حسين ولحقه الكثير من أدباء اللغة العربية..هذا بالإضافة إلى الأخبار القطعية الصدور التي كشفت عن وجود نقصان وزيادة في القرآن وهو ما ذهب إليه المحدث الكليني والنوري الطبرسي والمشكيني ومحمد هادي معرفة والخوئي وغيرهم والعبد العاملي..واللائحة تطول فراجعوا كتابنا( أبهى المداد في شرح مؤتمر بغداد).
والله ولي المتقين.
عبد الإمام الحجة القائم بقية الله الأعظم المهدي المنتظر صلوات الله عليه وآله
غريب الديار محمد جميل حمُّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ٢٩ ربيع الثاني ١٤٤٧ هجري قمري.