• الصفحة الرئيسية

ترجمة آية الله العاملي :

المركز :

بحوث فقهيّة وعقائديّة/ اردو :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مجلّة لسان الصدق الباكستانيّة (3)
  • بحث فقهي عن الشهادة الثالثة (1)

محاضرات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • سيرة الإمام الحجّة (عليه السلام) (121)
  • مظلوميّة الصدِّيقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) (20)
  • شبهات وردود حول فقه السيرة الحسينية (11)
  • من هم أهل الثغور؟ (1)
  • محاضرات متفرقة (14)
  • شبهات وردود حول ظلامات سيّدتنا فاطمة عليها السلام (2)
  • الشعائر الحسينية - شبهات وردود (محرم1435هـ/2014م) (9)
  • زيارة أربعين سيّد الشهداء (عليه السلام) (2)
  • البحث القصصي في السيرة المهدوية (22)
  • سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) (6)

أدعية وزيارات ونعي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • أدعية (14)
  • زيارات (9)
  • نعي، لطميّات (4)

العقائد والتاريخ :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • شبهات وردود (458)
  • عقائدنا في الزيارات (2)

الفقه :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • إستفتاءات وأجوبة (1173)
  • أرسل سؤالك

علم الرجال :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مواضيع رجاليّة (102)

مواضيع مشتركة ومتفرقة :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مراسلات زوّار الموقع للمركز (4)
  • كلمة - رأي - منفعة (20)
  • نصائح (5)
  • فلسفة ومنطق (4)
  • رسائل تحقيقيّة (3)
  • مواضيع أخلاقيّة (3)
  • فقهي عقائدي (35)
  • فقهي أصولي (11)
  • فقهي تاريخي (6)
  • شعائري / فقهي شعائري (26)
  • مواضيع متفرقة (22)
  • تفسيري (15)

مؤلفات آية الله العاملي :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • مؤلفات عقائديّة (15)
  • مؤلفات فقهيّة (13)

بيانات :

إظهار / إخفاء الأقسام الفرعية

  • بيانات وإعلانات (35)

المؤلفات والكتب :

 
 
 

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية لهذا القسم
  • أرشيف مواضيع هذا القسم
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إتصل بنا

 
 • اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وعجّل فرجهم وأهلك أعداءهم • 
  • القسم الرئيسي : علم الرجال .

        • القسم الفرعي : مواضيع رجاليّة .

              • الموضوع : تراثنا الحديثي مأخوذ من الأصول الأربعمائة الشريفة المروية عن الصادقين عليهم السلام .

تراثنا الحديثي مأخوذ من الأصول الأربعمائة الشريفة المروية عن الصادقين عليهم السلام

الإسم:  *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
الى جناب العالم المرجع الديني اية الله المحقق الحجة الشيخ محمد جميل حمود العاملي مد ظله
السلام عليکم ورحمة الله وبرکاتة
سماحة المرجع الديني اضع بين يديكم الكريمتين الاستفسار الاتي وارجوا من سماحتكم الاجابه يذكر الكثير من العلماء ان اصحاب الائمة عليهم السلام صنفوا اصولا وادرجوا فيها ماسمعوا عن الائمة عليهم السلام لئلا يعرض لهم النسيان وخلط او يقع فيه دس وتصحيف ويذكر العلامة اغابزرك الطهراني في موسوعة الذريعة الى تصانيف الشيعة الجزء الثاني ص 131 موضوع الاصول ( ضاعت النسخ القديمة تدريجيا وتلف كثير منها في حوادث تاريخية كاحراق ما كان منها موجودا في مكتبة سابور بكرخ عند ورود طغرل بيك الى بغداد سنه 448)والعلامة الشيخ جعفر السبحاني في كتاب كليات في علم الرجال –ص 484-( وكان قسم من الاصول باقي بالصورة الاولية الى عهد ابن ادريس الحلي المتوفي 598 وقد استخرج جملة منها ما جعله مستطرفات السرائر ثم تدرج التلف وقلت النسخ الى حد لم يبقى منها الا ستة عشر اصلا )
السؤال سماحة العلامة المرجع اليس في ذلك اشكال كبير ان الاصول قد ضاعت وتلفت واحرقت اي ان تراث اهل البيت سلام الله عليهم القسم الكبير منه غير موجود ومذهب التشيع يقوم على اقوال وتفسير اهل البيت عليهم السلام والاصول مفقودة وتالفة فكيف يقوم المذهب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
 

 

الموضوع الرجالي: تراثنا الحديثي مأخوذ من الأصول الأربعمائة الشريفة المروية عن الصادقين عليهم السلام.
تحقيق دقيق ورشيق في الأصول الأربعمائة الشريفة التي عليها المعوَّل عند أعلام الإمامية لا يفقهه كاملاً إلا المتخصصون من الأعلام.
بسمه تعالى

السلام عليكم
     إن الأصول الحديثية الأربعمائة هي عبارة عن أربعمائة كتاب لأربعمائة مؤلف من أصحاب أئمة الهدى ومصابيح الدجى عليهم السلام كلهم سمعوا الأحاديث من المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين مباشرةً ومن دون واسطة في النقل ودونوها في كتبهم فكان عليها اعتمادهم، لذلك تعتبر تلكم الأحاديث من أمهات الأحاديث الشريفة القطعية الصدور عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام، من هنا اصطُلِح على تسميتها بالأصول الأربعمائة باعتبارها أصولاً لغيرها من الأحاديث أو سميت بالأصول لكون الكتب التي دونت فيها تلكم الأحاديث هي من أمهات الكتب التي دونت فيها أحاديث المعصومين عليهم السلام ويكون ما يستنسخ منها وينقل عنها فرعاً.
  والميزة التي اكتسبتها هذه الأصول الشريفة هي أنَّها الأُمُّ لأحاديث أهل بيت النبوة والرسالة والولاية عليهم السلام بأنها قد كُتِبَتْ في عصورهم صلوات الله عليهم بل كُتِبَ بعضُها في نفس مجلس الإمام عليه السلام كما نلاحظ ذلك في أصول الكافي باب فضل اليقين في حديث الحسين بن محمد عن معلَّى بن محمد عن عليّ بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: كان في الكنز الذي قال الله عزّ وجلّ:" وكان تحته كنز لهما" كان فيه"بسم الله الرّحمان الرَّحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح وعجبت لم أيقن بالقدر كيف يحزن وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتّهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه" فقلت: جعلت فداك أُريد أن أكتبه قال: فضرب والله يده إلى الدواة ليضعها بين يدي فتنناولت يده فقبلتها وأخذت الدواة فكتبته.إنتهى.
  والتدبر في هذا الخبر الشريف وغيره من الأخبار مما لا يسعنا المجال إلى عرضها كلها يشير إلى أن أحاديثهم كانت تكتب في محضرهم الشريف عليهم السلام، وبعضهم كان يسجلها في ألواح الآبنوس في مجلس الإمام عليه السلام ثم يثبتها في أصله بل إن كثيراً منها صُحِّح عند المعصوم عليه السلام وراجعه الإمام عليه السلام وأنكر غير الصحيح منها وأمضى الحق منها فصارت مصححة كما تشير إلى ذلك عدة من الأخبار أوردَ قسماً منها الحرُّ العاملي في الوسائل كتاب القضاء باب وجوب العمل بأحاديث النبي وآله وهي التالي:
الحديث الأول: عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن إبن فضال وعن محمد بن عيسى عن يونس جميعاً قالا: عرضنا كتاب الفرائض عن أمير المؤمنين عليه السلام على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال: هو صحيح". الوسائل كتاب القضاء ص 59 ح 31.
الحديث الثاني: عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن ظريف عن أبيه ظريف بن ناصح عن عبد الله بن أيوب عن أبي عمرو المتطبب قال: عرضته على أبي عبد الله عليه السلام ــ يعني كتاب ظريف في الديات ــ ورواه الصدوق والشيخ بأسانيدهما الآتية وذكر أنه عرض على أبي عبد الله وعلى الرضا عليهما السلام". الوسائل كتاب القضاء ص 60 ح 32.
الحديث الثالث: وعن علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن فلان الرافقي قال: كان لي ابن عم وكان زاهداً فقال له أبو الحسن عليه السلام: اذهب فتفقه واطلب الحديث، قال: عمن؟ قال: عن فقهاء أهل المدينة ثم اعرض عليَّ الحديث". نفس المصدر ح33.
الحديث الرابع: عن يونس بن عبد الرحمان قال: أتيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين فسمعت منهم واحداً واحداً وأخذت كتبهم فعرضتها بعدُ على الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث". نفس المصدر ص 71ح73.
الحديث الخامس: وعن جعفر بن معروف، عن سهل بن بحر، (الحر)، عن الفضل بن شاذان عن أبيه، عن أحمد بن أبي خلف قال: كنت مريضا فدخل عليَّ أبو جعفر عليه السلام يعودني عند مرضي، فإذا عند رأسي كتاب يوم وليلة، فجعل يتصفحه ورقة ورقة حتى أتى عليه من أوله إلى آخره وجعل يقول: رحم الله يونس، رحم الله يونس رحم الله يونس.
الحديث السادس: وعن أبي بصير حماد بن عبيد الله بن أسيد الهروي، عن داود بن القاسم الجعفري، قال: أدخلت كتاب يوم وليلة الذي ألفه يونس بن عبد الرحمن على أبي الحسن العسكري عليه السلام فنظر فيه وتصفحه كله، ثم قال: هذا ديني ودين آبائي كله، وهو الحق كله. وعن إبراهيم بن المختار، عن محمد بن العباس، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
الحديث السابع: وعن سعيد بن جناح الكشي، عن محمد بن إبراهيم الوراق، عن بورق البوشجاني ــــ وذكر أنه من أصحابنا معروف بالصدق والصلاح والورع والخير ــــ قال: خرجت إلى سر من رأى ومعي كتاب يوم وليلة فدخلت على أبي محمد عليه السلام وأريته ذلك الكتاب وقلت له: إن رأيت أن تنظر فيه أن تصفحه ورقه ورقة، فقال: هذا صحيح ينبغي أن تعمل به.
الحديث الثامن: وعن محمد بن الحسين الهروي، عن حامد بن محمد، عن الملقب بقوراء، أن الفضل بن شاذان كان وجهه إلى العراق إلى جنب به أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام فذكر أنه دخل على أبي محمد عليه السلام فلما أراد أن يخرج سقط منه كتاب في حضنه ملفوف في رداء له، فتناوله أبو محمد عليه السلام ونظر فيه وكان الكتاب من تصنيف الفضل، فترحم عليه وذكر أنه قال: أغبط أهل خراسان لمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم.
الحديث التاسع: وعن محمد بن الحسن البراثي، عن الحسن بن علي بن كيسان، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش قال: هذه نسخة كتاب سليم بن قيس العامري ثم الهلالي دفعه إلى أبان بن أبي عياش وقرأه وزعم أبان أنه قرأه على علي بن الحسين عليهما السلام فقال: صدق سليم، هذا حديث نعرفه.
الحديث العاشر: محمد بن الحسن في كتاب (الغيبة) عن أبي الحسين بن تمام، عن عبد الله الكوفي خادم الشيخ الحسين بن روح، عن الحسين بن روح، عن أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام أنه سئل عن كتب بني فضال فقال: خذوا بما رووا، وذروا ما رأوا.
الحديث الحادي عشر: أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي في كتاب (الرجال) عن المفيد، عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن علي بن الحسين بن بابويه، عن عبد الله ابن جعفر الحميري، عن أبي هاشم الجعفري، قال: عرضت على أبي محمد العسكري عليه السلام كتاب يوم وليلة ليونس فقال لي: تصنيف من هذا؟ قلت: تصنيف يونس مولى آل يقطين، فقال: أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة.
الحديث الثاني عشر: وعن أبي العباس بن نوح، عن الصفواني، عن الحسن بن محمد بن الوجنا قال: كتبنا إلى أبي محمد عليه السلام نسأله أن يكتب أو يخرج لنا كتابا نعمل به فأخرج لنا كتاب عمل، قال الصفواني: نسخته فقابل به كتاب ابن خانبه زيادة حروف أو نقصان حروف يسيرة، وذكر النجاشي أن كتاب عبيد الله بن علي الحبلي عرض على الصادق عليه السلام فصححه واستحسنه.
الحديث الثالث عشر: وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينوله قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: جعلت فداك إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم فلم ترو عنهم، فلما ماتوا صارت تلك الكتب إلينا، فقال: حدثوا بها فإنها حق.
   والناظر في هذه الأخبار الشريفة يرى بوضوح أن بعض أصحابهم كانوا يعرضون مصنفات لبعض إخوانهم من أصحاب الأئمة الصادقين عليهم السلام أمثال يونس بن عبد الرحمان الذي كان له مصنَّف يسمّى "يوم وليلة" وهو من الأصول الأربعمائة المعتبرة وهو على أهميته ليس له عين ولا أثر في زماننا هذا، نعم لعلّه لخصه أصحاب الكتب الأربعة فصار ضمن كتبهم التي عليها المعوَّل في الفقه والحديث، والإقتصار على الأصول الأربعمائة دون غيرها من الأحاديث جفاء للحقيقة لأن الأحاديث لم تكن محصورة في تلكم الأصول الأربعمائة بل كان لها إمتداد في صدور الرواة الآخرين الذين حفظوا أحاديث ائمتنا الطاهرين عليهم السلام من الإندثار والفناء فبثوها بين الشيعة إلى أن وصل الكثير منها إلينا صحيحاً وحسناً، ولعلَّ ثمةَ مصنفات أخرى لم يثكشَف عنها لإعتبارات وأسباب لا نعرف كنهها فأدت إلى عدم ظهورها في الأوساط الشيعية، والأصول الأربعمائة هي من مجموعة مصنفات صنفها أصحابها في محضر الائمة الصادقين أو على مرأى منهم عليهم السلام فلا يصح القول بأن تراثنا الحديثيّ اندثر بإندثار الأصول الأربعمائة، بل إن الطرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس الخلائق، فمن أهم وظائف الإمام الحجة عليه السلام هو أن يحفظ أحاديث آبائه المطهرين لا أن يتركها تندثر بإندثار الأصول الأربعمائة، على فرض أنها اندثرت من دون تلخيص في غيرها...فدعوى أن الأحاديث ذهبت بذهاب تلك الأصول، فيها مجازفة بأحاديثهم الصحيحة التي نعتقد أن كثيراً منها ضمه جماعة من المحدثين في كتب خاصة في الجوامع الخمسة المشهورة وهي التالي: الكافي للكليني/الفقيه للصدوق/ مدينة العلم للشيخ الصدوق/ التهذيب للطوسي/ الإستبصار للطوسي.
  فهذه الكتب المرموقة نقلت تلك الأحاديث التي كانت في تلك الأصول، وإن شئنا القول بانها لخصت تلك الأحاديث الموجودة في الأصول واحتفظوا بها في الكتب الخمسة المتقدمة الذكر وغيرها من الكتب أخرى، من هنا نقل عن الشهيد الأول محمد بن مكي الجزيني العاملي أعلى الله مقامه قوله"بأن تلك الكتب نقلت المتون بالأسانيد الصحيحة المتصلة المنتقدة والحسان والقوية"، وفي موضع آخر قال:" كان قد استقر الحال إلى ذهاب معظم تلك الأصول ولخصها جماعة في كتب خاصة تقريباً على المتناول، وأحسن ما جمع منها: الكافي والتهذيب والإستبصار ومن لا يحضره الفقيه". فقد أجاد الشهيد الأول العاملي رحمه الله تعالى بحسن اختياره إلى ما صنعه اولئك الأفذاذ من أصحاب الكتب الأربعة بانهم لخصوا تلك الأحاديث في كتبهم، ولكن دعواه بأن ذهابها أو اندثارها بعد التلخيص لا شاهد يؤيدها ولا دليل يسندها، اللهم إلا أن يقال بأن التلخيص إنما تم فيما تبقى من تلك الأصول وهو وجيه لا مغمز فيه بحسب القاعدة، ولكنه لا دليل يؤيدها ايضاً فتبقى الدعوى الثانية مجردة عن الدليل، ولعلَّ قصده من التلخيص هو تقدم التلخيص ـــ في عصر المحمدون الثلاثة أصحاب الكتب الأربعة ـــ على إندثارها بعد عصور أولئك المحدثين، وذلك لبقائها إلى عصر السيد إبن طاووس ثم هجرت أو اندثرت من التداول وإن بقيت في المجاميع العلمية الخاصة لا يطلع عليها إلا الخواص من الفقهاء والأعلام، ولا يبعد ما أشرنا إليه لا سيما وأن صاحب البحار رحمه الله تعالى اعتمد كثيراً في بحاره على الكثير من تلكم الأصول الأربعمائة وغيرها من الأصول ما يستلزم وجودها في أماكن خاصة كالمكتبات النادرة، ولربـَّما لو بحث المقتدرون مالياً ـــ من أثرياء الشيعة الموالون في زماننا هذا برعاية الفقهاء المتقين ـــ في مكتبات الدول الإفرنجية لوجدوا المئات من تلك الأصول التي اندثر ذكرها في الأزمنة المتأخرة بفعل الظروف القاسية التي مرت على الشيعة في عصور الدولة العباسية وعلى وجه التحديد في زمن هولاكو الذي غزا العراق وإيران وخرّب المئات من المكتبات الشيعية بإحراقها ورميها في الأنهار فنجى ما نجى منها فاحتفظ بها بعض الناس إلى أن حلَّ الإستعمار البريطاني في تلك البلاد فأخذ ما أخذ من تلك المخطوطات القيّمة واعتنى بها في متاحفه الكبيرة ولا زالت محفوظة إلى الآن، وليس لدينا مستند أو دليل قطعي يثبت ما ادّعاه العلامة الطهراني رحمه الله تعالى من :(ضياع النسخ القديمة تدريجيا وتلف كثير منها في حوادث تاريخية كاحراق ما كان منها موجودا في مكتبة سابور بكرخ عند ورود طغرل بيك الى بغداد سنه 448 ه) لأن حفظ النسخ القديمة لم يكن متوقفاً على إدخارها في مكتبة سابور بل للحفظ والإدخار طرق أخرى كوجودها في بيوت العلماء والفقهاء، وقدأشرنا سابقاً بأن الأصول الأربعمائة كانت موجودة في عصر السيّد إبن طاووس رحمه الله المتوفى عام 664هجري كما أن أغلبها كان موجوداً في عصر صاحب البحار، وبغضّ النظر عن كلِّ ذلك، فإن المتقدمين من المحمدين الثلاثة قد أتعبوا أنفسهم بحفظها ضمن كتبهم الحديثية، ما يعني أنها لا زالت موجودة في أمهات الكتب الحديثية وغيرها من الكتب المفردة بعناوية مستقلة، نال الشيخ الصدوق رحمه الله الحظ الأوفر منها.
   وثمة رأي آخر ذهب إليه صاحب الحدائق أعلى الله تعالى مقامه الشريف نقلاً عن بعض الفضلاء وهو أن التلخيص إنَّما وقع بسبب الإستغناء عن تلك الأصول بهذه الكتب التي دوَّنها أصحاب الأخبار لكونها أحسن منها جمعاً وأسهل تناولاً، واستدل على ذلك بأن تلك الأصول قد بقيت إلى زمن إبن طاووس رضي الله عنه وقد نقل إبن طاووس منها الكثير في مصنفاته، وبذلك يشهد إبن إدريس الحلي أعلى الله مقامه الشريف في آخر كتاب السرائر حيث نقل ما استطرفه من جملة منها شطراً وافراً من الأخبار...فاشتهار تلك الأصول في زمن أولئك الفحول لا ينكره إلا معاند جهول.... وما تفضل به صاحب الحدائق رضي الله تعالى عنه هو الحق والصواب عندنا أيضاً لأن حكمة الله تعالى تقتضي بإلقاء الحجة على الخلق ولا يكون ذلك إلا بإيجاد المقتضي لنشر العلوم والمعارف والأحكام، وهو ما قد فعله أهل البيت عليهم السلام حيث بثوا المعارف عبر الوسائط المتعددة، فلم يكتفوا ببعض المحدثين الناقلين عنهم أخبارهم في كتبهم التي اندثرت فيما بعد، بل إنَّهم نقلوا لنا أخبارهم ــــ من باب أن بث العلوم لبيان التكاليف واجب شرعاً لا يتخلف عن أدائه الصادقون عليهم السلام ــــ حتى لا يكون لأحد عليهم حجة، فلهم الحجة الكاملة على عامة خلق الله تعالى، وهو ما فعلوه حيث بثوا معارفهم عبر المخلصين الذين حافظوا عليها مئات السنين إلى عهد إبن طاووس، مع أن السابقين عليه قد أتعبوا أنفسهم بالمحافظة عليها عبر تلخيصها في كتبهم، فجميع ما في الكتب الأربعة صحيح ومعتبر إلا شواذ من الأخبار نبه عليها أصحاب تلك الكتب أو أنها أُفردت ضمن كتبهم فاختلطت بالأصول الصحيحة، وما أفدنا موافق لما صرح به ثلة من متأخري محققي الإمامية كصاحب المعالم والبهائي، وقد أجاد شيخنا البهائي أعلى الله مقامه في كتابه الوجيزة حيث قال:" جميع أحاديثنا إلا ما ندر ينتهي إلى أئمتنا الإثني عشر عليهم السلام وهم ينتهون فيها إلى النبيّ صلى الله عليه وآله إلى أن قال: وكان قد جمع قدماء محدثينا ما وصل إليهم من كلام أئمتنا عليهم السلام في أربعمائة كتاب تسمى(الأصول) ثم تصدى جماعة من المتأخرين شكر الله سعيهم لجمع تلك الكتب وترتيبها تقليلاً للإنتشار وتسهيلاً على طالبي تلك الأخبار فألفوا كتباً مضبوطة مهذبة مشتملة على الأسانيد المتصلة بأصحاب العصمة عليهم السلام كالكافي ومن لا يحضره الفقيه والتهذيب والإستبصار ومدينة العلم والخصال والأمالي وعيون الأخبار وغيرها".   
    ونضيف إلى قوله رحمه الله تعالى التالي وهو: أن أحاديث الكتب الخمسة وأمثالها من الأحاديث المبثوثة في الكتب التي ذكرها فضلاً عن كونها منقولة من الأصول المجمع عليها بلا تغيير، فهي أيضاً محفوفة بالقرائن والشواهد التي تدل على صحتها واعتبارها...مع التأكيد على وجود كتب أخرى مأخوذة من الأصول كفقه الإمام الرضا عليه السلام وتفسير الإمام العسكري عليه السلام وتفسير القمي وكامل الزيارات وكتاب سليم بن قيس العامري الكوفي وغيرها من الكتب المصدرية المأخوذة من الأصول الأربعمائة التي كانت رائجة كما قلنا إلى عهد إبن طاووس رحمه الله تعالى وإلا فكيف يعتمد الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى في كتابه الفهرست على تعداد الكتب الأصولية لأصحابنا الإمامية من دون أن تكون موجودة لديه ؟! فمن البعيد جداً تعداده لها ودراسته لأحوالها وأحوال مصنفيها من دون أن يكون محيطاً بها، والإحاطة فرع الوجود، وبما قلنا قرينة واضحة على وجود تلكم الأصول لدى الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى ولم تكن مندثرة في عهده، وإن اندثرت  ــــ كأصول مستقلة بأسماء أصحابها الاوائل ـــ في عصر ما بعد السيد إبن طاووس ولكنها امتزجت بالكتب الأربعة وغيرها من كتب المصادر القديمة كالتي ذكرها العلامة الجليل البهائي العاملي وأضفنا إليها ما ذكرناه من المصادر الموثوقة لدى الإمامية، وجلُّ ما فيها صحيح ومقبول لموافقتها للقرائن والشواهد،فالجدال حول إندثار تلك الأصول بالمعنى الذي أفاده الشهيد الأول ومن تبعه من المتأخرين كالعلامة الطهراني رحمه الله تعالى وغيره ليس سديداً، بل الحق هو ما أشرنا إليه تبعاً لصاحب المعالم:" من أن أغلب ما في الكتب الأربعة محفوف بالقرائن ومنقولة من الأصول المجمع عليها بلا تغيير"ن ولعلّ مقصود الشهيد الأول والطهراني رحمهما الله تعالى من الإندثار هو تلف النسخ الأصلية بصورتها الأولية دون التلف في النسخ العرضية المنسوخة عن الأصل والموجودة في الكتب الأربعة وغيرها من مصادر الحديث وهذا الإحتمال غير بعيد بحقهما رحمهما الله تعالى.
  ويشهد لهذا ما شهد به مصنفو الكتب الأربعة بصحة واعتبار ما أودعوه من الأخبار فيها كما يلاحظ ذلك كلُّ من تصفح مقدمات تلك الكتب فإنه يرى بوضوح اليقين الذي اتصف به مؤلفوها ما يعني اعتقادهم بأصولية أكثر تلكم الأحاديث ولا أقول جميعها لبطلان بعضها قطعاً وعدم صحة صدوره عن الأئمة الطاهرين عليهم السلام أو صدورها عنهم تقيةً، وقد صرَّح الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى بأن ما كتبه في كتابيه التهذيب والإستبصار في مقدمة كتابه الإستبصار:" لم يشذ عنه شيء من الأخبار والأحاديث التي أخذها من كتب الأصحاب وأصولهم ومصنفاتهم إلا نادر قليل وشاذ يسير"؛ وقال في موضع آخر نقله عنه الفيض الكاشاني في كتابه الوافي بأن الطوسي قال:" إن ما أُورده في كتابي الأخبار إنَّما آخذه من الأصول المعتمد عليها". ولا يخفى أنه يريد أكثر الأخبار التي أوردها في كتابيه"التهذيب والإستبصار" ولا يريد كلَّ الأخبار لبطلان بعضها وشذوذه كما عبَّر في مقدمة الإستبصار، وهكذا بالقياس إلى كتاب الكافي فليس جميع أخباره مقطوعة الصدور، حيث شهد الكليني على نفسه بصحة جميع روايات كتابه الكافي وأنها من الآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام، فإن دعواه بصحة جميع روايات الكافي غير مستقيمة مع وجود روايات شاذة وغير نقية الصدور وبالتالي فلا يصح القطع بصحة جميع روايات الكافي، نعم يمكن القول بصحة أغلبها باعتبارها من الآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام، وبهذا يندفع ما أفاده السيد الخوئي رحمه الله في معجم رجال الحديث ج1ص87 نقلاً عن أُستاذه الميرزا النائيني رحمه الله تعالى بــ"أن المناقشة في أسناد الكافي حرفة العاجز" ولعلَّه يقصد أغلبها لا جميعها، إذ من البعيد جداً في حق الميرزا أن يقصد عامة ما في الكافي لوضوح شذوذ بعضها.
  ونؤكد القول المتقدم بما نقله الشيخ النمازي في الأعلام الهادية صفحة 58 عن محيي السلف السيد البروجردي أعلى الله مقامه أنه كان يصرح كثيراً بأن الأصول المتخذة منها أحاديث التهذيب والإستبصار متواترة عند الشيخ وقد صرح في التكملة أنه لا تضر جهالة بعضٍ في السند لكونهم من مشايخ الإجازة لا الرواية". 
  وبالجملة: إن أكثر أحاديث الكتب الأربعة منقولة من الأصول وهي أحاديث دلت القرائن على صحتها وثبت صدورها عن أهل بيت العصمة والرسالة والولاية، ولا يقدح وجود بعض الأخبار الضعيفة المبثوثة فيها فلا يعول عليها لمخالفتها لما دلت عليه القرائن والشواهد.
  إشكال وحلّ:
  وجه الإشكال:إنَّه لربَّ قائلٍ يقول؛ لقد أشرتم إلى أن أكثر الأحاديث في الكتب الأربعة صحيحة بالتوضيح الذي قدمتموه لنا، فمن أين جاء الإختلاف العظيم بين فقهاء الإمامية إذا كان نقلهم عن المعصومين عليهم السلام وفتواهم عن المطهرين من سادة الأنام عليهم السلام ؟.
  الحل هو أن يقال: إن محل الخلاف يرجع إلى أمرين: إما من نفس المسائل المنصوصة، وإما مما فرَّعه العلماء بسبب إختلاف الأنظار ومبادئها، وأما الأول فسببه إختلاف الروايات ظاهراً بسبب ما ظهر بعضها في حال التقية وإستتار أئمتنا الطاهرين عليهم السلام من مخالفيهم، فكثيراً ما يجيبون السائل على وفق معتقده أو معتقد بعض الحاضرين من عساه يصل إليه من المناوئين أو يكون عاماً مقصوراً على سببه أو قضية في واقعة خاصة بها أو اشتباهاً على بعض النقلة عنهم أو عن الوسائط بيننا وبينهم عليهم السلام، ويمكن التخلص والفرار من وجوه التعارض الظاهري عبر الجمع العرفي إنْ امكن أو من خلال طرح ما خالف الكتاب والسنة طبقاً لقواعد الترجيح المقررة في علم الدراية والرجال والاصول.
  وبما أوضحناه يفسد ما أفاده بعض الأعلام من احتراق النسخ الأصلية للأصول ولا تراث للشيعة بعد إندثار النسخ الأصلية للأصول الأربعمائة، بل الصحيح هو ما ذكرناه من أن كثيراً من أصولنا لا زالت باقية في الكتب الأربعة وغيرها من كتب القدماء رحمهم الله تعالى ولا يهم ساعتئذ بقاء النسخ الأصلية المعروفة بأسماء أصحابها وإن كان لوجودها أثر واعتبار على الصعيد التشريعي لما توفره علينا من بحث وتنقيب في الأحاديث المتعارضة بسبب إختلاط الأحاديث الأصلية بغيرها من الأحاديث الفرعية الأخرى، ولله تعالى في خلقه شؤون وهو حسبنا ونعم الوكيل، اللهم فرّج عنا بفرج وليِّك القائم المؤمل والعدل المشتهر وأوصل ثارنا بثاره واجعلنا من خيرة أعوانه وأنصاره بمحمدٍ وآله، والسلام عليكم ورحمته وبركاته.
 

حررها كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد/عبدهم محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 15 ذي الحجة 1433هــ.
 

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/11/04   ||   القرّاء : 11546




أحدث البيانات والإعلانات :



 لقد ألغى سماحة لمرجع الديني الكبير فقيه عصره آية الله الحجّة الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي ( دام ظلّه الوارف ) كلّ الإجازات التي منحها للعلماء..

 الرد الإجمالي على الشيخ حسن المصري..

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1443 هجري / 2022 ميلادي

 الرد الفوري على الشيخ البصري

 إحتفال الشيعة في رأس السنة الميلاديّة حرام شرعاً

 بيان تحديد بداية شهر رمضان المبارك لعام 1441 هجري / 2020 ميلادي

 بيان هام صادر عن المرجع الديني آية الله الشيخ محمّد جميل حمُّود العاملي

البحث في القسم :


  

جديد القسم :



 هل كان أمير المؤمنين عليٌّ صلّى الله عليه وآله موجوداً مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الإسراء والمعراج..؟

 ما هو حكم الدم المعفى عنه في الصلاة..وكم هو مقداره..؟

 حكم الرعاف في شهر رمضان...

 البتريون كالنواصب نجسون دنسون..

 هل الملعون نجس؟

 تحية السلام على المصلي...

 حكم العدول من سورة الى سورة في الصلاة الواجبة..

ملفات عشوائية :



 يجوز للهاشميّة أن تتزوج بغير الهاشمي

 آيات الإمامة إخبار وتشريع لها

 يستحب التشافي بطين قبور آل محمد عليهم السلام من دون استثناء..

 خبر ولادة مولاتنا سيّدة نساء العالمين فاطمة عليها السلام المروي في أمالي الصدوق عن أحمد بن محمد الخليليّ ومحمد بن أبي بكر الفقيه، معتبر سنداً وصحيح مضموناً ودلالةً

 ما المقصود باللعن؟

 بيانٌ إستنكاريٌّ على التصفيق والغناء في الحسينيات أيام مناسبات مواليد سادة الخلق أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام

 زيارة أمين الله

جديد الصوتيات :



 الإيراد على الوهابيين غير المعتقدين بالتوسل بالأنبياء والأولياء من آل محمد عليهم السلام - ألقيت في عام 2008 ميلادي

 محطات في سيرة الإمام محمّد الجواد عليه السلام - 26تموز2007

 محاضرة حول الصدقة (حديث المنزلة..وكل الانبياء أوصوا الى من يخلفهم..)

 السيرة التحليليّة للإمام علي الهادي عليه السلام وبعض معاجزه

 لماذا لم يعاجل الإمام المهدي (عليه السلام) بعقاب الظالمين

 المحاضرة رقم ٢:( الرد على من شكك بقضية إقتحام عمر بن الخطاب لدار سيّدة الطهر والقداسة الصديقة الكبرى فاطمة صلى الله عليها)

 المحاضرة رقم 1:(حول ظلامات الصدّيقة الكبرى..التي منها إقتحام دارها..والإعتداء عليها ارواحنا لشسع نعليها الفداء والإيراد على محمد حسين..الذي شكك في ظلم أبي بكر وعمر لها...)

إحصاءات :

  • الأقسام الرئيسية : 11

  • الأقسام الفرعية : 36

  • عدد المواضيع : 2195

  • التصفحات : 19213639

  • المتواجدون الآن : 1

  • التاريخ : 28/03/2024 - 22:34

||   Web Site : www.aletra.org   ||   
 

 Designed, Programmed & Hosted by : King 4 Host . Net