لماذا سمّى أئمتنا الطاهرون سلام الله عليهم أبا بكر وعمر بالجبت والطاغوت / المعاني اللغوية لكلمتي"جبت وطاغوت"
الإسم: *****
النص:
السلام عليكم شيخنا الكريم نعزيكم بذكرى اربعينية الامام الحسين (عليه السلام)
شيخنا الكريم لماذا ائمة اهل البيت (عليهم السلام) كان قد سموا ابا بكر و عمر بالجبت و الطاغوت افيدونا رجاءآ
الموضوع العقائدي: لماذا سمّى أئمتنا الطاهرون سلام الله عليهم أبا بكر وعمر بالجبت والطاغوت / المعاني اللغوية لكلمتي"جبت وطاغوت".
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد دلت الأخبار الكثيرة عنهم سلام الله عليهم انهم سموا أبا بكر وعمر بالجبت والطاغوت، فأبو بكر هو الجبت، وعمر هو الطاغوت،..وقد جاءت تلكم الأخبار مفسرة لقوله تعالى في سورة النساء:" ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت".
جاء في تفسير القمي قال: نزلت في اليهود حين سألهم مشركوا العرب أديننا أفضل أم دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم قالوا بل دينكم أفضل قال وروي أيضا أنها نزلت في الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين حقهم وحسدوا منزلتهم .
وجاء عن العياشي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال:" الجبت والطاغوت فلان وفلان" أي أبي بكر وعمر لعنهما الله..
أقول : الجبت في الأصل: إسم صنم فاستعمل في كل ما عبد من دون الله تعالى، وقيل: السحر والكهانة....قال ابن منظورفي مادة جبت: الجبت هو كل ما عبد من دون الله تعالى وهي كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر...والطاغوت هو الشيطان..قال في مادة طغي: طغى يطغو طغياً ويطغو طغياناً: جاوز القدر وارتفع وعلا في الكفر...والطاغوت يقع على الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وزنه فعلوت...والطاغوت مشتقة من طغى...طغى الماء والبحر: ارتفع وعلا على كل شيءٍ فاحترقه وفي التنزيل: إنَّا لمّا طغى الماء حملناكم في الجارية، وطغى البحر: هاجت أمواجه، وطغى الدم: تبيَّغ، وطغى السيل: إذا جاء بماء كثير، وكل شيء جاوز القدر فقد طغى كما طغى الماء على قوم نوح وكما طغت الصيحة على ثمود....والطاغوت والطاغية واحد: الجبار العنيد، والطاغية: الأحمق المستكبر الظالم، والطاغية الذي لا يبالي ما أتى يأكلُ الناسَ ويقهرهم لا يثنيه تحرج ولا فرقٌ..".
وقال صاحب المنجد:" الطاغوت: كل متعدٍّ، كل رأس ضلالة، والشيطان الصارف عن طريق الخير..".
كل هذه المعاني اللغوية لكلمتي "جبت وطاغوت " مرادة في كلمات القرآن الكريم وأحاديث أهل بيت العصمة والطهارة سلام الله عليهم التي طبقوها على أعدائهم الذين اغتصبوا حقوقهم وتعدوا على حرماتهم وكراماتهم وغيروا بسنة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله، وعلى رأسهم أبي بكر وعمر...والملاحظ في كلمات اللغويين أن معنى الجبت هو السحر والكهانة والشيطنة وهي معاني مطابقة لمفهومي المكر والخديعة اللذين كان أبو بكر يتصف بهما وهو ما أكدته أخبارنا بأنه كان مكاراً خبيثاً...والجبت والطاغوت من جنس واحد إلا أن الفرق بينهما من حيث الشدة والضعف، فقد يكون المرء مكاراً بأقواله وأفعاله لكنه لم يلحقهما بطاغوتية، ولا يعني ذلك أن أبا بكر لم يكن طاغوتاً..كلا ثم كلا بل كان أقل طاغوتية من عمر... وقد يكون مكاراً وطاغوتاً في آن واحد، وهو أكثر انطباقاً على عمر من أبي بكر، إذ إن أخبارنا وصفت حال عمر بأنه كان المسيّر لأبي بكر والمقرر له افعاله بل هو المدبر لها والمهيمن عليها...لذا كان عمر أستاذاً لأبي بكر في تصرفاته وافعاله وأقواله...والعلَّة التي استدعت أئمتنا الطاهرين سلام الله عليهم تسميتهما بالجبت والطاغوت هي مكرهما وخبثهما وظلمهما لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام واستيعلائهما واستكبارهما على أهل البيت عليهم السلام لا سيّما ظلمهما لأمير المؤمنين وزوجته الطاهرة الزكية مولاتنا فاطمة الزهراء سلام الله عليها وقد طفحت الأخبار بظلمهما لأهل البيت عليهم السلام وعلى وجه الخصوص ظلمهما لمولاتنا الزهراء سلام الله عليها...فلعن الله ظالميها وغاصبي حقوقها إلى أبد الآبدين...والسلام عليكم.
حررها كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد
محمد جميل حمود العاملي
بيروت بتاريخ 21صفر 1435هـ.