بيان صادر عن مكتب آية الله الفقيه المجاهد الشيخ محمد جميل حمود العاملي بمناسبة الذكرى الأليمة لشهادة مولى الثقلين أمير المؤمنين عليّ عليه السلام
بيان صادر عن مكتب آية الله الفقيه المجاهد الشيخ محمّد جميل حمّود العاملي بمناسبة الذكرى الأليمة لشهادة مولى الثقلين أمير المؤمنين عليّ عليه السلام.
بسمه تعالى
الحمد لله والصلاة على أشرف خلقه وصفوة عبيده وسادة الدنيا والآخرة الانوار المقدَّسين محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة السرمدية على أعدائهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم وظلاماتهم والمشككين بهم وبأوليائهم من الاولين والآخرين إلى قيام يوم الدين...
بالمناسبة الاليمة والحزينة لشهادة امير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وقاسم الجنّة والنار سيدنا ومولانا أبي الحسن المرتضى عليّ عليه آلاف التحية والسلام نعزّي مولانا وسيدنا الإمام المعظَّم الوحيد الغريب الذي لا ناصر له ولا معين حجة الله على خلقه بقية الله المهدي المنتظر (عجَّل الله تعالى فرجَه الشريف)لكونه البقيّة الباقية من آل محمد صلوات ربنا عليهم أجمعين ولأنه إمام زماننا الذي تجب طاعته والوفاء له والإلتزام بخطه ونهجه القويم والسلوك على طريقه المقدَّس لأن الشيعة اليوم إلاَّ من رحم ربنا لا همَّ لهم سوى الإلتفاف حول موائد دنياهم التي أسكرتهم تاركين وراءهم إمام زمانهم الحجة بن الحسن عليهما السلام فلا إليه يتشوقون ولا لاوليائه ينصرون فهم كالهمل التي استغنت وتمردت على راعيها ومدبرها..واشوقاه إليك يا بن الحسن وروحي فداك متى ترانا علانية ظاهراً منتصراً ونراك فنسعد بمحياك ونقر عيناً برؤياك ايها الغريب عن قومه وشيعته....
أبا الغوث يا كعبة البرايا أغث عبيدَك العامليّ من حسَّادٍ وأعادي
تلطف به فليس من شيمك الخلاف يا من حدثت عنه الركبان في الفيافي
غيابك أقرح جفون العاشقين وأبكم إلاَّ عن ذكرك سلطان الزمان
اشكو إليك غموم قوم يا خير مفزعٍ فلا ناصر سواك في ساعة الاهوال
آهاتي جمة ودمعي غزيرٌ على فراقك مكسّر الاوثان
ليتني بقربك ألثم نعليك وأنهل نوراً من راحتيك يا علّة الأكوانِ
في هذه المناسبة الحزينة نعزي الخلف الصالح مولانا بقية الله المهدي أرواحنا لتراب نعليه الفداء بشهادة جده مولى الثقلين أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي تواترت النصوص من الفريقين بالإطراء عليه من قبل رب العزة ورسوله الكريم محمد(صلّى الله عليه وآله) وبعض ائمة المذاهب العامية... فقد جاء عن عبد الله بن احمد بن حنبل قال: ( سألت أبي عن الإمام عليٍّ عليه السلام ومعاوية؟ فقال: إعلم يا بنيّ أن عليَّاً كان كثير الأعداء ففتش له أعداؤه شيئاً فلم يجدوه فجاؤا إلى رجلٍ قد حاربه وقاتله فاطروه كيداً منهم له)
وعن أبي هريرة قال: ( قال رسول الله: خير هذه الأمة من بعدي عليّ بن ابي طالب وفاطمة والحسن والحسين فمن قال غير هذا فعليه لعنة الله) وقد روى المحدّث إبن حجر الهيثمي المكي أخباراً كثيرة في علو شأن حجة الله على خلقه أمير المؤمنين عليّ عليه آلاف التحية والسلام منها قول نبينا الاعظم( صلى الله عليه وآله وسلَّم):
(ما تريدون من عليٍّ ـــ رددها ثلاث مرات ــ إن عليَّاً مني وأنا منه)
وعن الهيثمي عن الحاكم عن جابر أن النبي قال : (عليٌّ إمام البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ).
وعن إبن عباس أن النبي قال: (عليٌّ باب حطة من دخل منه كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً)
وعن النبي الاكرم(صلى الله عليه وآله) قال : (عليٌّ يزهو في الجنة ككوكب الصبح لأهل الدنيا )
وعن إبن حجر عن الدار قطني قال: أن عليَّاً قال للستة الذين جعل عمر الامر شورى بينهم : أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيري؟قالوا: اللهم لا.
وعن إبن حجر عن الإمام عليّ الرضا عليه السلام قال : أن النبي قال له :انت قسيم الجنَّة والنار، فيوم القيامة تقول النار هذا لي وهذا لك.
وروى إبن السماك أن أبا بكر قال: (سمعت رسول الله قال لعليٍّ:لا يجوز أحد على الصراط إلاَّ من كتب له عليٌّ الجواز)
وروى أبو يعلى عن عائشة قالت: (رأيت النبي إلتزم عليَّاً وقبَّله وهو يقول بأبي الوحيد الشهيد).
وعن إبن حجر قال: قال رسول الله في مرض موته: ايها الناس يوشك أن أُقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم إلاَّ إنّي مخلف فيكم كتاب ربي عزّ وجلَّ وعترتي اهل بيتي ثم أخذ بيد عليٍّ فرفعها فقال: (هذا عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليٍّ لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألهما ما خلفت فيهما).....إلخ
وهناك أحاديث كثيرة جداً لم يتسنَ لنا المجال لذكرها يجدها من فتح كتاب الصواعق المحرقة لإبن حجر وغيره من المصادر الحديثية العامية ومع كلّ هذا فإن القوم سدوا آذانهم عن سماع الحقّ ولو سمعوها حرَّفوها واولوها على غير وجهها وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون والعاقبة للمتقين فلعن الله تعالى من ظلمه وظلم اهل بيته المطهرين ....
والسلام على من اتبع الهدى.
