أخوة الإمام الأعظم علي مع رسول الله قبل أن يخلق الله تعالى السماوات والأرضين
السلام عليكم شيخنا الفاضل
روي عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : مكتوب على باب الجنّة : محمّد رسول الله ، عليّ أخو رسول الله ، قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي سنة.
س / مامعنى الكتابة هنا. ؟
س / ماهي دلالة الكتابة على باب الجنة ؟
س / مامعنى الاخوة بين رسول الله وعلي صلى الله عليهما واله
وفقكم الله لمراضيه
ابو حسين
الموضوع العقائدي: 【أخوة الإمام الأعظم علي مع رسول الله قبل أن يخلق الله تعالى السماوات والأرضين/ معنى الاخوة في الأخبار الشريفة دلالة على مشاركة أمير المؤمنين علي لرسول الله في تمام المنازل الثابتة لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله..】.
بسم الله حلّت عظمته
وعليكم السلام
الجواب: صنف الكتابة على باب الجنة هي كتابة خطية بالنور وليست كتابة من شيء آخر..ولفظ الكتابة ليس له شبيه يختلف عن الخط..وعندما يطلق في النصوص لفظ الكتابة، فلا يحمل على غير الخط، حتى تأتينا قرينة صارفة تصرف المعنى الحقيقي 【 وهو هنا الخط العادي】إلى المعنى المجازي وهو هنا مفقود، لذا لا بد من حمل الكتابة على الخط العادي..
ودلالة الكتاب على باب الجنة تشير الى شيئين هما:
الأول: أن إسم أمير المؤمنين عليّاً سلام الله عليه لا يكتب إلا بالنور على ابواب الجنان وخدود الحور، كيف لا!؟ وقد خلق الله تعالى الجنة والحور والكور لأجل أمير الوجود وسيد الحور والكور أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه..وما أشرنا إليه واضح في النصوص لا سيّما أحاديث علة خلق السماوات والارضين..فالنبي وآله هم العلّة الغائية لله تعالى في خلقه لعامة المخلوقات..فلتُراجع..
الثاتي: هناك ربط بين رسالة النبي كرسول وبين أخيه الإمام الأعظم أمير المؤمنين علي عليهما السلام كوزير بل كرسول في التبليغ والدعوة وبيان مراد الله تعالى تماماً كما كان النبي هارون لأخيه النبي موسى عليهما السلام، والربط المذكور قد أكده حديث المنزلة المتفق عليه بين الشيعة والعمريين..فلأمير المؤمنين علي عليه السلام تمام المنازل التي خصّ الله تعالى بها النبي موسى هي بعينها للنبي هارون..فعندما يعرف العلماء معنى تلك المنازل فساعتئذ سيعرفون قدر أمير المؤمنين علي سلام الله عليه..فهو رسول في التبليغ ووصي وإمام وولي وأمير عام لكل مخلوق على وجه البسيطة..وقد سماه الله أميراً...فهو أمير على آدم ونوح وإبراهيم وموسى وهارون وعيسى عليهم السلام..شاء من شاء وأبى من أبى..ولا يهمنا سخط الناس على ما أشرنا إليه ولا إنكارهم للحق الذي أفصحنا عنه....فإنهم حمرٌ مستنفرة فرّت من قسورة..! ومَن أراد مناطحتنا تبكيتاً وعناداً سنكسر رأسه وقرنيه بالحجج والبراهين الاخرى الدامغة..
فهارون كان أخاً لموسى عليهما السلام لأمه وأبيه، بينما لم يكن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله أخاً نسبياً لأمير المؤمنين صلى الله عليهما، بل كان الرسول إبن عم أمير المؤمنين علي عليه السلام..فالمراد بالأخوة هنا هو الأخوة الإيمانية والروحية والنورانية حيث كانا نوراً واحداً فقسمه الله الى قسمين: قسم نزل الى صلب عبد الله عليه السلام؛ وقسم آخر نزل الى صلب أبي طالب عليه السلام، فهما اخوان بهذا المعنى، وهو المراد بالأخوة المشار إليها في سؤال الاخ الكريم..فضلاً عن المعاني الأخرى التي ذكرناها وكذا عامة المنازل الخاصة برسول الله محمد، فضلاً عن الخصائص العامة الثابتة للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله كلها ثابتة لأمير المؤمنين طبق القذة بالقذة والنعل بالنعل، فلا يفترقان عن بعضهما أصلاً إلا في النبوة التشريعية، إذ لا نبي تشريعي بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله..نكتفي بهذا القدر لضيق المجال على الوتس أب ..فيا كميل إطفئ السراج فقد طلع الصبح...!
خادم الإمام الحُجّة القائم سلام الله عليه/ عبده محمّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ٢١ صفر ١٤٤٣ هجري قمري.