الأحوط وجوباً ترك التوضؤ بماء المكيفات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز استخدام الماء الذي يفرزه السبلت (مكيف التبريد) للوضوء؟
الموضوع الفقهي:( الأحوط وجوباً ترك التوضؤ بماء المكيفات..).
بسم الله جلّت عظمته
الجواب: لا يجوز الوضوء بماء المكيفات على الأحوط وجوباً، والسر في ذلك أمران هما:
(الأمر الأول): أنه مشكوك بطبيعته المائية بل هو على صورة الماء ولكن جوهره وماهيته مختلفة عن طبيعة الماء النازل من السماء الذي عبّر الله عنه بأنه طهور( وأنزلنا من السماء ماء طهوراً لنحيي به بلدة ميتاً ونسقيه مما خلقنا أنعاماًوأناسي كثيراً) الفرقان 48. فالله تعالى خلق الماءليحيي به البلاد الميتة وليسقي منه الناس وبقية المخلوقات..وأين هذا من ماء المكيفات والمبردات الصناعية الحديثة التي لا يجوز طبياً الشربمنها والطبخ فيها لما فيها من مفاسد صحية مهلكة تؤدي الى الموت...؟!!
هذا مضافاً إلى أن ماء المكيفات مشكوك كونه ماءً حقيقة وواقعاً فلا يجري فيه أصل الإستصحاب المبتني على وحدة الموضوع وهو الماء،بينما ماء المكيفات يتعدد فيه الموضوع فهو مؤلف من هواء تسبح فيه عناصر متجمعة في الهواء ومن ثم تتحول الى ماء عبر تفاعل كيميائيفي داخل المكيفات، فالموضوع متعدد وليس واحداً، فلا يمكن إجراء الإستصحاب بحق ماء المكيفات..فهو بجوهره ماء صناعي لا يجوزالشرب منه ولا يصح استعماله في الأغسال الواجبة وبقية الإستعمالات المتوقفة عليها صحة العبادات كالتطهير من النجاسات وما شاكل ذلك؛ كلّ ذلك للشك في كونه ماءً، وعند الشك في أصل المائية يقتضي عدم صحة البناء على كونه ماءً.
(الأمر الثاني):أنه غير قابل للشرب والطبخ لما فيه من المواد السامة المتواجدة فيه بسبب تركيبته الكيميائية السامة التي التقطها من الهواءومُزجت مع التركيبة الفيزيائية المبتني عليها عملية التكرير في المكيفات..!! وكون ماء المكيفات مركباً من عناصر كيميائية متعددة يصير كالماءالمضاف ولكن ظاهره وصورته كالماء ولكن جوهره مركب من عناصر هوائية سامة، فالصورة هي ماء إلا ان الجوهر حقيقة اخرى تماماً فهوقريب من ماء الورد، ظاهره ماء ولكن واقعه ورد مُزجَ بالماء المكرر..
والله العالم
غريب الديار العبد الأحقر محمَّد جميل حمُّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ 21 ذي الحجة 1444 هجري قمري.