ما حكم صلاة الأب الذي يدرّب أولادَه على الصلاة مقتدين به حال أداء صلاته...؟
سماحة الشيخ السلام عليكم
ابني لم يصل إلى سن التكليف فأوقفه بجانبي أثناء الصلاة فأشرع في الصلاة فاُصلي وهو يقف بجانبي يُصلي معي وهو محاذي لي ويردد ماافعله من أفعال الصلاة من تكبيرة الإحرام والقراءة والركوع والسجود وووالخ أفعال الصلاة، وما اقوم بفعله من باب جذب نفسه للعبادات ولكي يتعود عليها ومن جهة أخرى اقوم بتعليمه للصلاة وباقي العبادات التي ستُفرض عليه عندما يصل إلى سن التكليف..
فسؤالي هو هل صلاتي فيها اشكال ام لا؟.
وكذلك العكس لو وقفت بنتي تصلي محاذيه لوالدها وهي لم تصل إلى سن التكليف فهل صلاة والدها مقبولة ام باطلة؟
_______
الموضوع الفقهي:(ما حكم صلاة الأب الذي يدرّب أولادَه على الصلاة مقتدين به حال أداء صلاته...؟).
بسم الله جلّت عظمته
وعليكم السلام والرحمة
الجواب:إذا كانت نيتك خالصة لله تعالى بحيث لا تخلط بينها وبين تعليم اولادك للصلاة، فصلاتك صحيحة ومجزية لتوافقها مع الشروط المعتبرة في صحة الصلاة..وأمّا لو كانت النية تعليم الاولاد فالصلاة باطلة لفقدان النية الخالصة لله تعالى اي كانت بنية تمرين الاولاد وتعليمهم الصلاة والإنشغال بهم في التعليم..وهذا الخلط في النية خلاف الإخلاص وحضور القلب في الصلاة، لأنها بنية التعليم ، ومن كان همه تعليم الاولاد حال الصلاة كيف يحصل له التوجه بالقلب إلى الله تعالى وقد ورد في الاخبار عن إمامنا الصادق عليه السلام قال:( للصلاةأربعة آلاف حدّ) وعن إمامنا الرضا عليه السلام قال:( الصلاة لها اربعة آلاف باب) وقد شرح الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي هذين الحديثين فقال: إنّ المراد بهما الواجبات والمندوبات.. فجعل الواجبات ألفاً تقريباً ووضع لها كتابه الذي سماه ب ( الألفية ) ، والمندوبات ثلاثة آلاف ووضع لها كتابه الذي سماه ( النفلية ) . ولا يخفى على السالكين العارفين أنّ دسائس الشيطان اللعين ووساوسه بالنسبة إلى الصلاة أكثر من كلّ عبادة فلا بد وأن يهتم المؤمن بدفعها إهتماماً بليغاً؛ وذلك لأن الخلوص والإخلاص وحضور القلب وإقباله في الصلاة وسائر العبادات، هو روح العبادة وحقيقتها التي بها قوامها وبانتفائها تكون كجسد لا حياة فيه ، وقد أمر اللَّه تعالى بالإخلاص ومدح المخلصين في جملة كثيرة من الآيات..والإخلاص هو ان لا يشغلك شيء خلال الصلاة عن التوجه إلى الله تعالى بالقلب، وكيف يحصل التوجه وهمك منصرف إلى تعليم الولد كيف يجاريك في أفعال الصلاة..؟!! .
ثمَّ إنّ ثمرة الإخلاص والخلوص تظهر في الدنيا والآخرة ، فقد روي عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله قال : " من أخلص للَّه أربعين يوماً فجر اللَّه ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ".
وقال الإمام الأعظم وآيته الكبرى مولانا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام : (بالإخلاص يكون الخلاص ).
وقال عليه السلام أيضاً: (وتخليص النية من الفساد أشدّ على العالمين من طول الجهاد ).
وإطلاقه يشمل الخلاص عن جميع المتاعب والمهالك الدنيوية والأخروية .
ونصيحتي لكم: ان يكون التعليم التمريني خارج صلاتك فتقف من باب تمثيل دور المصلي فتقرأ وتركع وتسبح..إلخ والولد يتابعك وانت تقوم بتصحح الأخطاء التي يرتكبها خلال التمرين..
والله العالم
خادم الإمام الحُجَّة القائم صلّى الله عليه وآله
عبده محمد جميل حمّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ٢٣ ذي الحجة ١٤٤٥ هجري قمري.