ما هو تفسير قوله تعالى قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
بسمه تعالى
إلى : سماحة آية الله المرجع الديني الشيخ محمد جميل حمود العاملي دام ظله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
بعد التحية والدعاء لكم: ما هو تفسير قوله تعالى : (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) ؟ هود /73 أفيدوناً مأجورين .
خادمكم العبد الحقير الفقير
(.......................)
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الجواب : هذه الآية من المتشابهات التي لا يجوز حملها على الظاهر فلا يتوهم أحدٌ بأن المقصود بها زوجة النبيّ إبراهيم عليه السلام باعتبارها زوجة فقط دون النظر إلى الخلفية الأخرى التي تحوم حولها الآية وهي البشارة بولادة وليدهما إسحاق مع كون زوجته سارة عجوزاً، والعجوز لا تلد بسبب جفاف رحمها فهي عقيمٌ، وسارة هي من أهل بيت النبوة والرسالة باعتبارها إبنة عمه ولا دلالة في الآية على أن زوجة الرجل من أهل بيته، وذلك لوجود قرينة واضحة في الآية تدلُّ على أنها من أهل بيت النبوة وهذه القرينة هي إسباغ النعمة على السيّدة سارة (ع) بتبشيرها بإنجاب ولد طاهر هو نبيّ الله إسحاق (ع) فكانت الرحمة لأمرين :
(الأمر الأول) : بسبب كون سارة من نسل الأنبياء، فهي من أهل بيت العصمة والطهارة .
(الأمر الثاني) : إسباغ الرحمة عليها بسبب تقواها وورعها وهي التي زوّجت زوجها نبيّ الله إبراهيم (ع) من هاجر خادمتها يومذاك .
بهذين الأمرين استحقت السيّدة سارة أن تكون من أهل البيت الطاهرين عليهم السلام ولا علاقة للزوجيّة بما هي هي كما يقول علماء المنطق أن الشيء بما هو هو لا يستحق مدحاً ولا ثواباً وإنَّما الشيء بلوازمه المترتبة عليه، من العلم الصحيح والعمل الصالح...
بالإضافة إلى ذلك فإن للقرآن ظهور وبطون، فظاهرها سارة عليها السلام وباطنها وظاهرها أهل بيت العصمة المطلقة والطهارة المطلقة لآل الله تعالى وهو رسول الله وأهل بيته الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، ويمكننا القول بإن الخطاب فيها جاء من باب "إياك أعني واسمعي يا جارة" فإنه سبحانه وتعالى أراد من خلال ذلك بيان أنّ رحمته المطلقة تتمثل بأهل بيت النبوة صلوات الله عليهم.. وقد فصّلنا الكلام على هذه القاعدة في العديد من بحوثنا العقائدية.. عدا عن كتاب الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية فلتراجع... والسلام عليكم ورحمته وبركاته .
حررها الراجي رضا إمامه المعظَّم بقيّة الله الأعظم (أرواحنا فداه) عبده محمد جميل حمود العاملي .
مكتب آية الله المرجع الديني المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي / بيروت بتاريخ 16 صفر 1431هــ الموافق ليوم السبت 22كانون الثاني 2011م .