زيارة عاشوراء الشريفة من أهم الزيارات الحسينية المقدسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في فقه معرفة الزيارات
في خصوص الإمام الحسين عليه السلام
ماهي أفضل زيارة يزار بها الإمام الحسين عليه السلام
يظهر لي من كلمات الاعلام ترجيح القول بأفضلية زيارة عاشوراء ويقول هو الأوفق بما تقضية الأدلة كما قال بذلك المرحوم السيد محمد صادق الروحاني رحمة الله تعالى عليه
ماهو قولكم أيهما أفضل زيارة للامام الحسين عليه السلام هل هي زيارة عاشوراء مع الدليل مختصراََ.
العبد حسين ال حمدي
********
الموضوع الشعائري:( زيارة عاشوراء الشريفة من أهم الزيارات الحسينية المقدسة) .
بسم الله جلّت عظمتُه
وعليكم السلام
الجواب: إن زيارة عاشوراء المقدّسة هي من أشرف وأفضل الزيارات الشريفة التي يُزارُ بها سيّدنا المعظَّم الإمام المبجّل أبي عبد الله الحسين صلَّى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين ولا يضاهيها زيارة حسينية على الإطلاق وذلك للوجوه الآتية المختصرة:
(الوجه الأول): إنَّها من الأحاديث القدسية التي نقلها لنا أئمة الهدى ومصابيح الدجى من آل محمّد صلَّى الله عليهم أجمعين، ونعم ما قاله المحدّث النوري أعلى الله مقامه الشريف" وكفى في زيارة عاشوراء فضلاً وشرفاً أنّها لا تسانخ سائر الزيارات التي هي من إنشاء المعصوم وإملائه في ظاهر الأمر وإن كان لايبرز من قلوبهم الطاهرة إلَّا ما تبلغها من المبدأ الأعلى بل تسانخ الأحاديث القدسية التي أوحى الله جلّت عظمته بها إلى جبرائيل بنصها بما فيها من اللعن والسَّلام والدعاء فأبلغها جبرائيل إلى خاتم النبيين صلّى الله عليه وآله وهي كما دلّت التجارب فريدة في آثارها من قضاء الحوائج ونيل المقاصد ودفع الأعادي لو واظب عليها أربعين يوماً أو أقل..".
ومما يدل أيضاً على أنها من نصِّ الله تعالى مباشرة؛ ما ورد في حديث علقمة عن إمامنا الصادق عليه السلام بقوله الشريف:" قال صفوان: قال الإمام الصادق (عليه السلام):" تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فإنِّي ضامن على الله لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة وسعيه مشكورٌ وسلامه واصلٌ غير محجوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغة ما بلغت ولايخيّبه يا صفوان وجدتُ هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي وأبي عن أبيه عليّ بن الحُسَين ( عليه السلام ) مضموناً بهذا الضمان عن الحسين ( عليه السلام ) والحسين ( عليه السلام ) عن أخيه الحسن ( عليه السلام ) مضموناً بهذا الضمان ، والحسن ( عليه السلام ) عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) مضموناً بهذاالضمان ، وأمير المؤمنين (عليه السلام ) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مضموناً بهذا الضمان ، ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن جبرائيل (عليه السلام ) مضموناً بهذا الضمان ، وجبرائيل عن الله تعالى مضموناً بهذا الضمان .وقد آلى اللهُ على نفسه عزَّ وجلَّ أنّ من زار الحُسَين ( عليه السلام ) بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغةً ما بلغت وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عنّي خائباً وأقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة والعتق من النار وشفّعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت ، آلى الله تعالى بذلك على نفسه.."، إذن هي من الأحاديث القدسية عن الله تعالى حباها لرسوله وأهل بيته الأطهار صلوات ربي عليهم أجمعين، فهي مضمونة بضمان الله ورسوله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام.
قول إمامنا الصادق عليه السلام لصفوان موصياً له بالتعاهد على هذه الزيارة:(يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان...) إلى أن تصل نوبة الضمان الى الله تعالى الذي نصَّ على أنه هو الضامن الأول والمتفضل الاول على من زار الإمام المعظَّم سيّد الشهداء صلوات ربي عليه وآله بل هو نفسه عزّ وجلّ المنشىء للزيارة العاشورائية المقدّسة، ويشهد لهذا من خلال التدبر في كلمتين هما: (وجدت وضمان) من جملة: (وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان) فكلمة "وجدتُ" إشارة الى عثوره للزيارة المقدسة وعلمه بها عن آبائه بالعلم الوراثي الموهوب من عند الله تعالى؛ ولو كانت الزيارة من إنشائهم عليهم السلام لما صح التعبير بكلمة "وجدتُ" ولا بجملة "مضمونة بضمان جبرائيل عن الله تعالى وضمانه" فتأملوا.
(الوجه الثاني):إن زيارة عاشوراء الشريفة صحيحة سنداً ودلالةً وقد رويت بخمسة طرقٍ صحيحة فقد رواها الثقات الأجلاء من حملة الأخبار بأسانيد عالية ومعتبرة لا يمكن الخدش فيها والغمز برجالها، وقد فصّلنا ذلك في الفصل الرابع من الجزء الأول في كتابنا الجليل"نفحات الأبرار في شرح زيارة عاشوراء المقدَّسة".
مضافاً إلى قوة دلالتها وعلو معانيها الموافقة للآيات والأخبار الصحيحة، واعتضادها بالشهرة العظيمة بل والإجماع القطعي.
(الوجه الثالث):إطباق سيرة العلماء والفقهاء والمتدينين في كلّ عصر ومِِصر على الزيارة بها عن بُعدٍ أو قُرب..ولا نجد مؤمناً يزور الحجج الأطهار صلوات الله الملك الجبار عليهم أجمعين إلَّا وزار بها حتى لو زار بغيرها نجده لا يترك زيارة الإمام المعظَّم سيّد الشهداء وأبيه وأمّه وأهل بيته الأطهار عليهم السلام إلَّا وانكبّ على زيارة عاشوراء المطهرة..
(الوجه الرابع): تأكيد الأخبار الواردة عنهم عليهم السلام بزيارة عاشوراء لا سيَّما ما ورد عن الأئمة الأطهار الثلاثة: الباقر والصادق والحُجَّة القائم صلَّى الله عليهم أجمعين، فقد ورد في كتاب ( النجم الثاقب ) للشيخ النوري رحمه الله قصة تشرف الحاج أحمد الرشتي بالحضور عند إمام العصر أرواحنا فداه في سفر الحج وقوله ( عليه السلام ) له ثلاث مرات:" لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء عاشوراء عاشوراء". فقد أشار وأكّد إمامنا المعظَّم الحُجَّة القائم (أرواحنا لشسع نعله الفداء) على زيارة عاشوراء والجامعة الكبيرة، ولو كان ثمة زيارة أهم وأفضل من هاتين الزيارتين المذكورتين لكان أشار عليه السلام إليها وأكد عليها، ولكنه لم يفعل، مما يعني أن لهاتين الزيارتين فضل عظيم عند الله تعالى والحجج الأطهار عليهم السلام..
مضافاً إلى ذلك؛ ما لزيارة عاشوراء من الفضائل والنِعَم الإلهية والألطاف الربانية على شيعة أهل البيت عليهم السلام بحيث جعل الله تبارك اسمه وتعالى مجده زيارة الإمام المعظم سيّد الشهداء أرواحنا له الفداء – لا سيَّما زيارة عاشوراء - وسيلةً إلى الرضوان والمغفرة وسبباً للشفاعة وعلوّ الدرجات وقضاء الحاجات وتفريج الهموم والغموم ودفع الأعداء ونيل المطالب الدنيوية والأُخروية والشفاء من الأمراض ودحر الشياطين والعفاريت.. بل واللهِ لو قُرِأت على مصروع لأفاق أو على مسحورٍ لتعافى..وقد تواترت القصص التي تناقلها المحدّثون والفقهاء والمتكلمون حول فضائل زيارة عاشوراء وهي من الكثرة ما لا يمكننا إحصاؤه حول أهمية هذه الزيارة وما نالوه من قضاء الحوائج بسبب مداومتهم عليها، وللعبد الفقير العاملي نصيب منها بالتشرف برؤيا الإمام الحسين عليه السلام ونيله قضاء الحوائج العظام مقروناً بالتوجه إلى سيّدة نساء العالمين وأمير المؤمنين وإمام الزمان والتشرف بلقياه الميمون عدة مرات.. والحمد والشكر لله تعالى وللنبي وأهل بيته الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين.
وصلّ اللهم على رسولك محمد وآله الطيبين الطاهرين..
عبد الإمام الحجّة القائم عليه السلام
غريبه واقف على بابه يرجو فضل إحسانه/ محمَّد جميل حمّود العاملي/ بيروت/ بتاريخ ٢١ رجب ١٤٤٦ هجري.