سيدة النساء عليها السلام لا تقصد زوجها أمير المؤمنين عليه السلام بتوبيخها بكلامها المنسوب إليها
الإسم: *****
النص: بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
جناب العالم المرجع الديني الكبير اية الله الشيخ العلامة محمد جميل حمود العاملي مد ظله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
نامل من سماحنكم ان تفيضو اعلينا من شريف علمك وتجيبونا على الاستفسار التالي
خطبة الصديقة الزهراء صلوات الله
في كتاب الاحتجاج للشيخ الطبرسي ج1(احتجاج فاطمة الزهراء عليها السلام على القوم لما منعوها فدك) وكتاب الامالي للصدوق والطوسي وغيرها من المصادر
يرد فيها
(يا ابن ابي طالب اشتملت شملة الجنين وقعدت حجرة الظنين نقضت قادمة الاجدل فخانك ريشك الاعزل هذا ابن ابي قحافة يبتزني نحله ابي وبلغة ابني لقد اجهد في خصامي وألفيته ألد في كلامي ----- فلا دافع ولامانع خرجت كاظمة وعدت راغمة اضرعت خدك يوم اضعت حدك افترست الذئاب وافترشت التراب ماكففت قائلا ولا اغنيت طا ئلا ولا خيار لي ليتني مت قبل هنيئتي ودون ذلتي عذيري الله منه عاديا ومنك حاميا ويلاي في كل شارق ويلاي في كل غارب -مات العمد ووهن العضد شكواي الى ابي وعدواي الى ربي ----) الى اخر كلامها سلام الله عليها
وفي نهج البلاغة الجزء العشرون الحكم المنسوبة لأمير المومنين رقم 735
لامتة فاطمة على قعودة واطالت تعنيفة وهو ساكت حتى اذن المؤذن فلما بلغ الى قوله اشهد ان محمد رسول الله قال لها اتحبين ان تزول هذة الدعوة من الدنيا قالت لا - قال فهو ما اقول لك
عندي اشكالين سماحة المرجع
الاشكال الاول الصديقة الزهراء تلوم وتعنف امير المؤمنين وتتكلم معه بكلام قاسي - هنا معصوم يلوم معصوم اخر
الاشكال الاخر
كأن الزهراء عليها السلام لاعلم لها بالوصية التي اوصى بها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم امير المؤمنين وانه مصيب في كل افعاله وانه مسدد من الله عز وجل
الاجابه دام عزكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الموضوع: سيدة النساء عليها السلام لا تقصد زوجها أمير المؤمنين عليه السلام بتوبيخها بكلامها المنسوب إليها.
بسمه تعالى
السلام عليكم
من المعلوم بالضرورة عند الإمامية قاطبةً بأن أمير المؤمنين عليَّاً وسيدة النساء فاطمة الكبرى عليهما السلام من أهل البيت المعصومين بنص آية التطهير والأخبار التي فاقت التواتر بعشرات المرات، ومن كان مطهراً ومعصوماً عن الخطأ والجهل والنسيان والذنوب لا يصدر منه الخطأ والجهل، وما نُسِب إلى سيدتنا الطاهرة الزهراء البتول عليها السلام يعتبر بظاهره خطأ متوجه إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو باطل وذلك لأنه معصوم لا يصدر منه تقاعس أو خذلان لمؤمن فكيف يتخاذل عن نصرة سيدة النساء أرواحنا فداها فإنه رجس يتنزه عنه إمام المتقين عليه السلام كما أن مولاتنا الزهراء عليها السلام تتنزه عن توجيه اللوم والعتاب لمن علمت أنه معصوم مثلها مع أنها رأت بأم عينيها صلوات الله تعالى عليها كيف تخاذل عن نصرتها الأنصار والمهاجرون لمّا طلبت منهم مع زوجها إمام المتقين نصرتها فلم يلبِّ أحد لها إلا خمسة هم: أبو ذر والمقداد وعمار وسلمان والزبير، فلم يكن لهما أنصار حتى ينصروهما وبالتالي كيف تطلب منه النصرة مع عدم قدرته الظاهرية لعدم توفر الأعوان له، ومع كلِّ ذلك فقد قام بواجبه من النصرة عندما حاول قتل عمر بن الخطاب لكنه أحجم عنه لوصية من رسول الله تأمره بالسكوت وعدم القيام بقتالهم بمفرده إلا إذا توفر لديه العدة وهي أربعون رجلاً وهو ما لم يتم له صلوات الله عليه وآله...
والخلاصة: لا أن أمير المؤمنين عليه السلام تخاذل عن نصرتها (حاشاه من ذلك) ولا أنها قصدته بعتابها ولومها له(حاشاها من ذلك) وذلك لعصمتهما وطهارتهما والعتاب واللوم وعدم النصرة مع توفر الظروف والأسباب يعتبر تقاعساً متعمداً محرم شرعاً، والمعصوم لا يفعل المحرم ولا المكروه بل لا يخطر بباله فعل الحرام والمكروه...ولو سلَّمنا جدلاً بصحة صدور الكلام المنسوب إلى مولاتنا سيِّدة نساء العالمين عليها السلام فإنه يحمل على غير ظاهره أي أن كلامها موجّه إلى أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ولكنها لا تقصده بل تقصد غيره من الأنصار والمهاجرين الذين تخاذلوا عن نصرتها والدفاع عنها، والخطاب الظاهري غير المقصود به زوجها له نظير في كتاب الله تعالى في الآيات التي يخاطب بها الله تعالى نبيَّه الكريم محمد صلى الله عليه وآله ولكنه يقصد غيره من المكلّفين كقوله تعالى﴿ ولئن أشركت ليحبطن عملك﴾ وقد ورد عن بعض أئمتنا الطاهرين عليهم السلام بأن القرآن نزل من باب إياك أعني واسمعي يا جارة..وهكذا فإن سيدتنا المعطمة الصدّيقة الكبرى عليها السلام تلوم أمير المؤمنين عليه السلام ظاهراً ولكنها تقصد غيره للأسباب التي أشرنا إليها آنفاً، والله تعالى حسبنا ونعم الوكيل والسلام عليكم ورحمته وبركاته
العبد الفاني محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت 17 ربيع الأول 1433هــ